القيم التي تقاتل من أجلها الجيوش - كيف ندعو الناس - محمد قطب إبراهيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ليس الصراع الحربي هو حقيقة الصراع، أو قل - على أقل تقدير - ليس وحده هو حقيقة الصراع، إنما حقيقة الصراع هي القيم التي تقاتل من أجلها الجيوش، والتي ينشرها أصحابها حين تنتصر الجيوش وفي هذا يتميز الفتح الإسلامي عن كل الحركات التوسعية في التاريخ.لم تكن شهوة التوسع، ولا شهوة امتلاك الأرض، ولا شهوة القهر والإذلال للآخرين هي التي حركت الجيوش العربية للفتح، إنما كان الهدف - بأمر من الله - هو نشر التوحيد في الأرض، وإزالة الجاهلية وطغيانها، لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين لله : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [الأنفال: 39].
هو كما قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لقائد الفرس: إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
حركة حضارية عليا لتحرير الإنسان من عبادة الطاغوت إلى عبادة الله، ومن اعتناق الوهم إلى اعتناق الحقيقة، ومن الجور والظلم إلى العدل والقسط، ومن الجهل إلى العلم ، ومن الظلمات إلى النور.
ما من حركة حضارية في التاريخ صنعت ما صنعه الفتح الإسلامي.