أرشيف المقالات

التحذير من الأنماط السلبية - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .

يظن البعض أن النصح من خلال بيان مواطن الخلل والتحذير من الأنماط السلبية يعد انشغالًا بعيوب الناس أو نظرة سوداوية تبرز فيها فقط النماذج المؤسفة.
والحقيقة أن الأمر ليس كذلك؛ فإن كان فيه إظهار لبعض مواطن الخلل إلا أن إبرازها بشكل صريح وبشيء من التفصيل ربما يساعد على اجتنابها، وينبه البعض ممن ينطبق عليهم شيء من تلك الخصال والأنماط المؤسفة، ويلفت انتباههم إلى أن هناك مشكلة ربما لا يلحظوها في خضم الصخب الحالي ولكن عند النظر إليها بمنظور عين الطائر فإن ذلك أدعى لوقفة مع النفس ومراجعتها وتصحيح مسارها.
وإن ذلك منهج قرآني معلوم؛ ولو أننا تدبرنا آيات سورة التوبة لوجدنا أن لفظة (ومنهم) قد تكررت كثيرًا جدًا، والناظر لما بعدها كل مرة يجد صفة من صفات المنافقين ونمط متكرر من أنماطهم.
وسورة التوبة هي السورة الفاضحة الكاشفة التي يستطيع كل منا أن يكتشف حقيقته من خلال آياتها بعرض هذه الآفات على نفسه وتلمس حالها والمسارعة إلى التوبة التي هي الحل المطروح في السورة في مواجهة تلك الفضائح والخلاص من أسر تلك الأنماط بدلًا من تركها والتستر عليها حتى تنمو وتستفحل ويصعب اجتثاثها بعد حين.
وكلما مر المرء بالكلمة المتكررة في السورة (ومنهم) (ومنهم) (ومنهم) عليه فقط أن يسأل نفسه ويجيب بصراحة: ترى هل أنا منهم؟!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢