معنى التوكل على الله وآثاره
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
معنى التوكل على الله وآثارهقال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الملك: 29].
معنى التوكل في اللغة:
وكلت أمري إليه؛ أي: ألجأته إليه واعتمدتُ عليه، وسلمته أمري، والوَكِل: هو الذي يكل أمره إلى غيره[1].
معنى التوكل في الاصطلاح:
هو صدق الاعتماد على الله، وتفويض الأمر إليه.
إن التوكل على الله هو صدق الاعتماد على الله عز وجل، والثقة به، والاطمئنان له، وطلب الكفاية منه وحده، وجعل الله التوكل عليه شرطًا لصحة الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]، فمن توكَّل على الله كفاه ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه، ومن توكَّل على غيره خذَله الله وجعل أمره إلى مَن توكَّل عليه فخاب وخسِر.
ومن أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر:
أن الكرب إذا اشتد وعظُم، وحصل للعبد الإياس من كشفه من جهة المخلوقين، تعلَّق قلبُه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم الأسباب التي ينفرج بها الكرب، والتوكل على الله لا ينافي العمل بالأسباب إذا صدق اعتماد القلب على الله[2].
الآثار الإيمانية للتوكل على الله:
1) حفظ الله - لمن توكل عليه - من الشيطان الرجيم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99].
2) التوكل على الله من أسباب الرزق، قال صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم كنتم توكَّلون على الله حق توكُّله، لرُزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)[3].
3) من صدَق توكُّله على الله كفاه الله وحماه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
[1] انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 5 /221، لسان العرب 11/ 734.
[2] تفسير ابن كثير 3 /64، معارج القبول 2/ 445، جامع العلوم والحكم 1/ 493.
[3] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الزهد، باب في التوكل على الله 4/ 573، حديث رقم ( 2344 )، وأخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب التوكل واليقين 2/ 1394، حديث رقم ( 4164 )، صححه الألباني في صحيح الجامع 2/ 932، حديث رقم ( 5254 ).