هَلْ الغَزَّاوِية الشُّرفاء لصوص؟ ويُمثلون خطراً حقيقياً علَي أَمْن مِصْرَ القَوْمِي؟ - الجزء الأول - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
22 دقائق
.
هَلْ الغَزَّاوِية الشُّرفاء لصوص؟ ويُمثلون خطراً حقيقياً علَي
أَمْن مِصْرَ القَوْمِي؟ولماذا الكذب والتدليس الذي تمارسه الحكومة المصرية في موضوع جدار الموت ؟...جدار الخيانة !
الحمد لله رب العالمين خالق الخلق ورازقهم أجمعين, وصلاة وسلاما عاطرين علي الحبيب القريب محمد صلي الله عليه وسلم في الأولين والآخرين, ثم أما بعد:
فمنذ برزت" قضية الجدار الفولاذي" الأمريكي الفرنسي الصهيوني -وليس المصري- علي الحدود بين مصر وغزة لأن أحدا من شعب مصر-وليس حكومة مصر- لا يقبل ذبح أخيه الفلسطيني عامة والغزاوي خاصة -ولا غيره- بسكين بارد في وقت شدته ومحنته العظيمة الشديدة التي تحتاج من كل فرد أن يشد من عضد أخيه, مصداقا لقول صلي الله عليه في الحديث الصحيح: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وشبك بين أصابعه (متفق عليه, من رواية أبي موسي الأشعري رضي الله عنه)
ويقول صلي الله عليه وسلم من رواية جابر وأبي لأيوب الأنصاري رضي الله عنهما:
«ما من امرئٍ يَخذُُل امْرءاً مسلماً في موطن يُنْتقصٌ فيهِ من عِرْضهِ، ويُنْتهكُ فيه من حُرمَتِه، إلا خَذَلهُ الله تعالي في موطنٍ يُحِبُّ فيهِ نٌصرتهُ، وما منْ أحدٍ ينصُرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتقصُ فيهِ منْ عِرضِه، ويُنْتهكُ فيهِ منْ حُرمتهِ، إلا نَصرهُ اللهُ في موْطنٍ يُحبُ فيهِ نُصرتهُ» (حديث حسن, صحيح الجامع الصغير وزيادته:2/993 ح:5690)
ونسأل: هل شعب غزة المجاهد لصوص وحرامية؟
وهل شعب غزة الأبية الصابرة لا يحتاج النصرة والأخذ بيده إلي النجاة من جبروت اليهود وغيرهم من الحكومات والشعوب الكارهة للإسلام والمسلمين, الذين يتربصون بنا الدوائر عربا ومسلمين في المقام الأول؟
فيا ويل من رأي مسلما في كربٍ كالذي كان فيه أهل غزة -ومازالوا- في حربهم القذرة التي استخدم فيها اليهود كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا بشهادة تقرير "جلادستون" الذي أدان فيه إسرائيل باستخدامها أسلحة محرمة دوليا, والذي رفضه وطلب تأجيله العميل اليهودي الأمريكي"عباس".
ويا ويل كل حاكم وكل أمير مسئول في عالمنا العربي والإسلامي ولم ينهض لنصرة إخوانه أبناء فلسطين في غزة والضفة وكل التراب الفلسطيني الذي شَرُف بوجود المسجد الأقصى المبارك علي ترابه الطاهر النقي, وهو يئن تحت وطأة الاحتلال اليهودي صباح مساء وليس هناك إلا الشجب والاستنكار من زعماء أمة لو تمسكت بدينها ورجعت إلي ربها لكانت في مصاف الدول الكبرى بل العظمى .
واسمعوا يا حكام العرب والمسلمين يا من كنتم خير أمة أخرجت للناس, يوم كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله, وليس كما أنتم عليه اليوم من الذلة والخسران لبعدكم عن الله ومنهج الله الذي جاء به الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم!!!
اسمعوا لمعلم البشرية العظيم: محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول:
"ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يَجهدُ لهم وينصحُ، إلا لم يدخل معهم الجنة َ " (صحيح, صحيح الجامع:2/994 ح:5697).
ولقد جبنت الحكومة المصرية ولم تعلن عن هذا الجدار الملعون إلي الآن لعلمها اليقيني برفض الشعب المصري -المنكوب بهذه الحكومة وغيرها من الحكومات العسكرية الظالمة- لهذا التآمر المباركي الصهيوني الأمريكي...وإلا لأعلنت عن ذلك منذ بدأ العمل في هذه الجريمة الإنسانية البشعة التي ليس لها من مقابل إلا الرضي عن مبارك وذريته الحالمين بعرش مصر الذي تركه لهم الآباء والأجداد, والعمل علي أن يظل هو أو ابنه أو أحد من المنافقين حتى تتعامل معه أمريكا والكيان الصهيوني بيسر وسهولة,
والشيء المثير للتقزز والقرف من هذه الحكومة التي تصنع المصائب والجرائم وتضع رأسها في الرمال...
ذلك أنه قد وضح للبعيد قبل القريب مدي زيف وكذب الحكومة المصرية حينما يطلع علينا المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: "السفير حسام زكي" ليقول للناس علي الملأ وبلا حياء أو خجل:
أن ما نشر عن الجدار الفولاذي المزمع إقامته في باطن الأرض مع قطاع غزة: "كلام فارغ"!!
هل أنتم"مهابيل"؟!! أم تضحكون علي أنفسكم قبل أن تتصوروا أنكم تضحكون علي الناس؟!!
كلام فارغ أيه يا مدلس يا كذَّاب؟؟؟ كبقية أعضاء حكومتكم الكذابة؟؟؟
والآلات الأمريكية الفرنسية الصهيونية تمارس عملها ليل نهار في تركيب الجدار القاتل الذي أوشك علي الانتهاء -جدار الخيانة العظمي- علي أرض مصرية, خيانة ضد الإسلام والمسلمين والعروبة والضمير الذي مات عندكم منذ زمن بعيد, خدمة لإسرائيل وَمَنْ وراءها وطعنا قاتلا في صدور المصريين والعرب والمسلمين، وعلي رأسهم قطاع غزة المحاصر منذ شهور طويلة وعلي مسمع ومرأى من كل العرب والمسلمين, وتحرك الأوربيون من النشطاء وأصحاب المبادئ والقيم الحضارية التي افتقدها العرب والمسلمون في هذه الأيام.
وشاهد الانترنت -علي موقع" أمل الأمة" ناهيك عن المواقع الحرة الأخرى يا تلميذ أحمد أبو الغيط النبيه!!
الذي كشف زيفكم وكذبكم الذي مَرَّرَ حلوقنا وأدمى قلوبنا وأدمع عيوننا؟؟!!!
وعلي رأي المثل المصري: "جهْ يِكَحَّلها عَمَاهَا"!!!
اللهم أعمي أبصار وشل أيدي كل من شارك في هذه الجريمة وأرنا فيهم آية قدرتك وعجائب صنعك من أكبر رأس إلي أصغر ذنب.
وكأن الناس لا يعرفون كل شيء عن "جدار الموت" الذي تبنيه الحكومة المصرية - بأيد قاتلة كارهة لنا ولإسلامنا- أو بمعني أصح: الحكومة الإسرائيلية لاستكمال خنق الشعب الفلسطيني في غزة بعد طول الحصار من جانب الإسرائيليين وكذلك من الحكومة المصرية بإغلاق معبر "رفح" وعدم فتحه إلا كل حين وحين, وكأننا نعين العدو الكافر -سواء اليهودي أو النصراني- علي ذبح إخواننا المسلمين في غزة والضفة.
ويبرر المتحدث باسم الخارجية المصرية -عفوا الإسرائيلية- يبرر وصول هذه المعلومات للناس عن طريق جريدة: "هاآرتس" الإسرائيلية" وكأنه ينبه الغافلين المهابيل المصريين أن هذا الكلام جاء من مصدر خبيث وسيئ النية ولا يجوز لأحد أن يصدقه!!
هل هذا الكلام يقوله عاقل؟
اللهم إلا شخص قد أفلس فكريا ويتكلم بأي كلام...لتصوره القاصر أن الناس في مصر والعالم كله بلهاء أو أغبياء أو معتوهين!!
وبعد هذا الكذب من وزارة الحاقد الكاره لحماس المجاهدة "أحمد أبو الغيط" علي لسان المدعو"حسام زكي" يحاول أن يجد اسما لهذا الجدار القاتل فيسميه: المُنشأةَ الهندسية!!!!
الله علي ذكاؤكم منعدم النظير!!!
{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ}[النور:15]
ولقد صدق فيكم والله قول المتنبئ عندما قال:
وكَم ذا بمصرَ من المُضحكات
ولكنهُ ضحكٌ كالبٌكا...
ونقول لكم أيضا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في أمثالكم:
«إن مما أدركَ الناسُ منْ كلامِ النبوةِ الأولي: إذَا لمْ تستحِ؛ فافعلْ ما شِئتَ»
ونسي هؤلاء الكذابون أن الأجهزة التي تحفر وتبني هذا الجدار معروضة علي شاشات"الانترنت" ويراها ويعرفها القاصي والداني, وتراب الحفارات يصل عنان السماء!!!
وكأن الناس في مصر عميانا لا يرون -بزعمهم-!!!
ومن شاء أن يري بأم عينيه فليشاهد موقع "أمل الأمة" علي الانترنت
وهذا الجدار الذي يصل طوله تسعة كيلومترات...ويصل إلي عمق 18مترا تحت الأرض!!!
وحق لنا أن نقول كما قال المتنبي لكافور الإخشيدي:
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!!!!
يا ويلكم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم...
ونقول لكم يا من قست قلوبكم وأصبحتم تعيشون بقلوب كالحجارة أو أشد قسوة,نقول لكم كما قال لكم وفيكم الشاعر المعروف"لبيد" وفي أمثالكم:
ذهبَ الذينَ يُعاش فِي أكنافِهِم***وبَقِيتُ في خلفٍ كجِلْدِ الأجْرَبِ
واسمع واقرأ معي أخي القارئ اللبيب ما يلي لنعرف مدي جبن وكذب حكومتنا من أكبر رأس إلي أصغر رأس:
أكدت"كارين أبو زيد" المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا" -الفلسطينيين طبعا- أن هذا السياج وتكلفته كاملا ستتحمله الحكومة الأمريكية...وقد صنع هذا الفولاذ في الولايات المتحدة الأمريكية وقد تم اختبار مقاومته للقنابل والديناميت, وهو أشد قوة من خط بارليف الذي بنته إسرائيل علي الضفة الشرقية لقناة السويس قبل حرب أكتوبر عام 1973".
وتقول" كارين أبو زيد": "إن عملية تشييد الجدار تأتي تنفيذا للاتفاق الأمني الذي وقعته الحكومة الإسرائيلية مع إدارة "جورج بوش" قبل مغادرته البيت الأبيض بساعات"
قاتله الله أنَّي يؤفك هذا الفاسق الملعون
وأعربت"كارين" عن أسفها لاشتراك الحكومة المصرية في مثل هذه السيناريوهات التي وصفتها بأنها سيئة السمعة ولا تخدم إلا إسرائيل!!!
وتوقعت المردود السلبي طويل المدى علي الأمن القومي المصري في حال شن أي هجمات إسرائيلية علي قطاع غزة, والتي لم تستبعد أن تكون قريبا حسب قولها!!!
فماذا تقول بعد ذلك يا شيخ أحمد يا أبو الغيط أنت والكذاب مثلك ومثل حكومتك المنافقة الكاذبة: حسام زكي؟؟؟
ومما يشير إلي عمالة النظام الحاكم في بناء سور الموت:
هو وجود قوات مسلحة فرنسية أمريكية صهيونية علي أرض الموقع الذي يبُني فيه هذا السد الذي يشبه سد يأجوج ومأجوج...مع الفارق في الزمن وحده.
وبهذا يضمن اليهود والنصارى وكل أعداء الأمة أن السلاح في أيدي المجاهدين في فلسطين الأقصى سوف ينفذ, وليس هناك طريق آخر لجلب السلاح للرد علي اعتداءات اليهود اليومية.
ولكنهم واهمون, المنفذ لهذا الحائط والمكلف له والمستفيد منه...ونسي هؤلاء الحمقى أن النصر ليس بالسلاح وحده وإنما النصر من عند الله...
وإذا كان هؤلاء المجاهدين من أبطال حماس بفروعها المختلفة مخلصون صادقون مع الله -ونحسبهم كذلك إن شاء الله تعالي- فقد تتنزل عليهم الملائكة تحارب معهم, كما في كل الحروب والمعارك الإسلامية التي خاضتها جيوش الفتح للإسلام علي مدي التاريخ كله...
والله أقوي وأعظم من كل هؤلاء مجتمعين وبكلمة كن يكون النصر المؤزر من عنده سبحانه وتعالي:
{أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]
{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ رَمَىٰ} [الأنفال:17]
والحكومة المصرية لا تدرك خطورة ما أقدمت عليه من تأمين حدود الدولة الصهيونية, حتى لا تتوزع جهودها في محاربة الفلسطينيين, وتتفرغ لقتل وإبادة هؤلاء المجاهدين الصابرين.
ونسيت حكومة مبارك ونظيف وأحمد أبو الغيط أن إسرائيل عندما تستريح من عناء هؤلاء المجاهدين بعد أن وفرت لهم الحكومة المصرية الهزيلة وسائل منعهم وحبسهم في القطاع -قطاع غزة- تستطيع العصابات اليهودية الإنفراد بهؤلاء المناضلين بأسلحة أمريكا المتطورة وتقضي علي المقاومة -لا قدر الله- وتسلم السلطة للعميل اليهودي "عباس" وعصابته كمحمد دحلان وغيره من الذين باعوا وطنهم بدراهم معدودة.
وبعدها تتفرغ "إسرائيل" لمصر وتلعب معها لعبة "القط والفأر", وخاصة أن القوات المصرية الموجودة بسيناء لا تبقي ولا تذر بمقتضي اتفاقية "كامب ديفيد" التي بيعت سيناء فيها ولم يعد لمصر سيطرة عليها إلا مناطق لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولعل تهديدات" ليبرمان" وزير خارجية العدو بضرب السد العالي وإغراق مصر بمياه النيل ليس ببعيد...و يعترف وزراء العدو الصهيوني بأن اتفاقية "كامب ديفيد" مؤقتة لحين تحين الفرصة لهم لتحقيق حلم اليهود بدولة "من النيل إلي الفرات" وهذا كلام "ديفيد عبري" نائب وزير الدفاع اليهودي.
ويطالب "عورين بنيون" مدير مكتب بيجن بإعادة احتلال سيناء، وتقسيم مصر إلي ثلاث دويلات...
ساعتها سيندم هؤلاء الخونة الذين باعوا مصر وضيعوها من حيث لا يدرون...وخلي "أحمد أبو الغيط" يفرح لأن حماس انزاحت من طريقه -لا قدر الله ولا كان-
ولا أدري سر كراهية أبو الغيط لحماس ورجالها وكأنهم أخذوا ميراث"...."
وألا بياكلوا ويمسحوا في رأسه!!!
ويا ويلكم يا حكام مصر من مشهد يوم عظيم!!
اليهود وضرورة عدم التحالف معهم أو مصادقتهم مهما كانت الدوافع والأسباب!!!
لاينسي أحد من المسلمين ما في قلوب اليهود من حقد وكراهية تجاه كل البشر, وأفعالهم مع أنبيائهم موسي وعيسي عليهما السلام ومع نبينا محمد صلي الله عليه وسلم, سجله القرآن الكريم كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولعل محاولاتهم قتل النبي محمد صلي الله عليه وسلم فصَّلها القرآن الكريم والسنة المطهرة وحتى لا ينسي المؤمنون هذا التاريخ الأسود لليهود سجل القرآن الكريم الأوامر والتوجيهات للمسلمين تجاه هؤلاء الأعداء إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها فأوضح جل وعلا وصف اليهود بـ"المغضوب عليهم" وهم اليهود بتفسير العلماء الثقاة في علم التفسير , و"الضالين" وهم النصاري.
ويزيد القرآن الكريم الأمر وضوحا فيأتي ذكر اليهود صريحا في تحديد موقفهم من الإسلام والمسلمين:
يقول الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82]
ويقول الله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51]
ويقول الله تعالي: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال:73]
ويقول الله تعالي: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِير} [البقرة:120]
هذه صورة اليهود والنصارى والذين كفروا في القرآن العظيم, كلام رب العالمين, ورغم ذلك نجد حكامنا العرب والمسلمين يرتمون في أحضانهم وتحت أقدامهم لا لشيء إلا لكي يحفظوا لهم كراسي الحكم الزائلة -رغم عجز هؤلاء وهؤلاء أمام إرادة الله الذي يقول للشيء كن فيكون -لكنه استدراج من الله لهؤلاء الحكام الظالمين, حتى إذا أخذهم، أخذهم أخذ عزيز مقتدر-والتي لن تدوم لأحد من الناس, أو لتصور جاهل بأن التعامل معهم سيجعل منهم أناسا مرموقين, ألا ساء فهم هؤلاء, لأنهم واهمون, لأن الغدر والخسة هما ديدن هؤلاء وهؤلاء, فلا أمان لهم ولا عهود عندهم يرعونها ولا وفاء عندهم لأحد.
فإذا كان هذا حال هؤلاء فَلِمَ نتعامل معهم بهذا الوفاء وإن شئت فقل الخوف, ولا شيء في هؤلاء يخيف ولا يفزع, بل الجبن والخسة من أبرز صفاتهم وأخلاقهم, فهم اليوم ظاهريا معك وغدا وبعد غد عليك.
والحقيقة المرة التي تعيشها شعوب أمتنا العربية والإسلامية هي وقوع أغلب حكامنا تحت أنياب هؤلاء اليهود والنصارى واستسلامهم لمطالبهم -بل ذلهم وهوانهم- كما هو الحال في مصر التي يبيع حكامها الغاز المصري لإسرائيل بأرخص من الأسواق العالمية, ويُسمح لليهود بكل فئاتهم بدخول البلاد من غير تأشيرة دخول في الوقت الذي يُمنع أبناء غزة من الدخول بالطريق الرسمي!!!
وما حدث لبعض المصريين في السفارة الأمريكية بالقاهرة منذ شهور من ضربهم من حرس السفارة من المارينز "بالأحذية" إي والله هذا ما حدث:
واسمعوا يا أخواني يا من تريدون حسني مبارك وذريته اسمعوا واقرؤوا ما حدث للشاب المصري "أحمد محمد الدكروري" وأمه العجوز المسنة.
وكان لهذا الشاب مسألة في السفارة الأمريكية وذهب ليسأل هو وأمه, فماذا حدث؟
أٌدخلا إلي السفارة وَضُربا بالأحذية من مارينز أمريكا الكافرة!!! هل يُهان المسلم هكذا؟
وطُردِا شر طردة ولم يقضي هؤلاء الكلاب -أي الأمريكان- حاجتهما!!!
فماذا بقي لنا من كرامة يا سيادة الرئيس ويا رئيس الوزراء ويا وزير الداخلية ويا كل مسئول جعله الله مسئولا عن شعب مصر المنكوب المتعوس بحكامه منذ ما يسمي "بثورة يوليو" عام1952.
ومن يريد المزيد عن موضوع "أحمد الدكروري" فليرجع لموقع "دنيا الوطن" بتاريخ13/8 /2009.
وقالت صحيفة "هاآرتس" اليهودية التي فضحت الحكومة المصرية في موضوع "الجدار الفولاذي" جدار الخيانة والعار, قالت: "إن مبارك وافق "لنتنياهو" رئيس وزراء العدو الصهيوني بالسماح بتدفق مئات اليهود للاحتفال بمولد "أبو حصيرة"
بشبش الله الطوبة اللي تحت راسه.
البدعة الضلالة التي اخترعها اليهود للدخول إلي مصر والعبث في أرضها ونشر الأمراض الخبيثة والفاحشة في صفوف المحتفلين بمولد هذا الصنم "أبو حصيرة".
وفي المقابل يلاحقُ كل من يمد يد العون لأهل غزة أو يدخلها للمساعدة الإنسانية كما هو الحال مع المناضل البطل "مجدي حسين".
والأدهى من ذلك والأمرُّ؛هو سماح النظام المصري -ذو الميول اليهودية والأهواء الأمريكية- بهبوط طائرتين عسكريتين منذ أيام تحمل عوائل17 من الجنود المفقودين في الحروب بين مصر وإسرائيل لإحياء ذكرى قتلاهم في خليج السويس المصري, تصوروا!!!
وفي المقابل أيضا لا يُسمح بدخول أو خروج أهل غزة من معبر "رفح" المصري إلا بشق الأنفس, حتى ولو كانوا مرضي أو ذوي أعذار خاصة!!!
وفي المقابل أيضا تُمنع المساعدات من الدخول إلي غزة كما هو الحال مع قافلة "شريان الحياة3" التي أصر النظام علي منعها من المرور من ميناء العقبة إلي ميناء "نويبع" المصري وأصر النظام الظالم علي قدوم القافلة إلي ميناء العريش الصغير, هذا هو حال مصر النظام مع كل بادرة خير لإخواننا المحاصرين في غزة من قبَِلِ اليهود الملاعين الذين وجدوا ضالتهم في الحكومة المصرية لتيسر لهم كل ما يحتاجون أو لا يحتاجون.
تكلفة هذا الجدار ومن سيتحمل هذه التكلفة؟
أشرنا آنفا في حديث "كارين أبو زيد" المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا" الذي قالت فيه: "إن الحكومة الأمريكية سوف تتحمل تكلفة هذا الجدار الفولاذي"
وأشارت بعض المصادر إلي أن تكلفة هذا الجدار قد تصل إلى2 مليار دولار أي ما يزيد على10 مليار جنيه مصري!!!
ولا أتصور أن أمريكا سوف تتحمل هذا المبلغ وحدها بل ستشرك مصر معها في هذه التكلفة أو تدفعها مصر كلها من ديون تدفعها من خزانة الدولة ومن دم الشعب المسكين الذي يسكن المقابر ويعيش في العشوائيات معيشة لا تقبلها الحيوانات!!!
وهناك في القصور الرئاسية وأغنياء المخدرات وتجارها واللصوص الرسميين والطفيلين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر!!!
ولا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم أيها الظالمون المفترون!!!
هذا ما فتح الله به علينا في هذا الجزء الأول من هذا الموضوع ونذكركم بقول الله تعالي:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]
فأين أنتم من كلام الله جل وعلا الذي أشارت إليه الآية السابقة إذا كنتم حقا مسلمين تؤدون ما فرضه عليكم الإسلام من رحمة عباد الله الذين تملكون لهم الرحمة، لا أن تزيدوا في عذابهم فوق العذاب الذي هم فيه وتكونون عونا للعدو الكافر الذي لا يرعي في المسلمين إلا ولا ذمة.
وإلا فما معني أننا أمة واحدة بنص كتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإلا فماذا ستقولون لربكم يوم تعرضون عليه ويُسأل كل فرد عما قدمت يداه!!
يوم لا تخفي علي الله منكم خافية!!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلي اللهم وسلم علي عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه وسلم.
وإلى اللقاء بحول الله تعالي في الجزء الثاني من هذا المقال...
وكتبه
الشيخ/ راشد بن عبد المعطي بن محفوظ
كاتب وباحث إسلامي
موجه أول سابق بالأزهر
Email: [email protected]