علمني حسن محسن - إبراهيم حسن صالح
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تعال أهمس في أذنك بسر تربية الأبناء وعمود العلاقات الزوجية والمهنية الهادئة المستقيمةالسر ببساطة : افتح القلوب بالمفتاح ولا تكسر أقفالها كسراً
أنت في علاقاتك بأبنائك وزوجتك وزملاءك ومرؤوسيك تشبه من لديه علبة مغلقة مطلوب منه فتحها أو (قوارير) كما شبهها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أمامك حل من إثنين عندما تريد تنفيذ ما تراه صواباً ويمانعك الطرف الأخر:
الحل السريع أن تكسر القارورة بعنف وتهشمها لتجبرهم على طاعتك : حل سريع تنفيذه في ثواني ويحقق هدفك شكلياً ولكنه خيار الحمقى يًهشم القارورة ويدمر الشخصية والعلاقات الإنسانية ويولد أمراض نفسية وشعور بالقهر ، ورغبة أكيد في الانفلات متى اتيحت تقلصت رقابتك الصارمة
الحل الثاني: أن تبحث عن مفتاح للعلبة بهدوء ونقاش وتأني وصبر وتحمل وهو حل يحتاج الكثير من الحكمة ولكنه سيصل بالجميع للتربية السوية وللسلامة النفسية.
لا أنكر إنني في بداية حياتي كنت اضرب أبنائي ، ولكني عندنا تفكرت تذكرت أن أبي - رحمة الله عليه -كان بطل في رفع الأثقال ، قوي الجسم ، وتعجبت أنه برغم ذلك لم يضرب أي واحد من أبناءه أبداً ، بل كان يناقش ويسأل ويتحمل ويثبت وجهة نظره.
أذكر أنني يوم بدأت الصلاة (كان عمري 7 سنوات ) ارتكبت خطأ فادحاً فقال لي بهدوء : أنت بقيت راجل وبتصلي ، ولازم الصلاة تساعدك على تحسين أخلاقك.
هذا العملاق القوي ذو العضلات ، استطاع بلسانه العنبري أن ينطق جملة قصيرة أذابت أغلال قلبي ولاتزال تسري في أذني بعد 40 عاماً تذكرني بأن الصلاة صلة بالله وبالأخلاق.
على الجانب الأخر كان أبو زميلي في الجامعة شديد القسوة ، بني مسجداً وأمر ابنه أن يصلي فيه كل الأوقات ، وكان يضربه بعنف ، فيطيعه ، وعند سفر الأب ، ينقطع عن المسجد ويمارس الفجور في بيت أبيه وزميلي الأخر يصارحني أنه يكره اباه لأنه كان دائما يسبه لأنه لم يكن متفوق مثل باقي إخوانه.
وكم من زوجة وابنة بحثت عن الحنان المفقود بالبيت فوجدته خارج البيت ولهذا تجد أبناء وبنات أغلب الأسر الملتزمة المهشمة للقوارير في حرمان شديد يؤدي بهم إلى الانفلات الأخلاقي مع أقرب فرصة يفتح قفص حياتهم ..
الضرب والسخرية والتسلط كسر للقلوب وما أسهل تنفيذه وما أصعب جبر كسره ، ولكن فتح القلوب بالنقاش والصبر هو سر التربية الصحية وسر العلاقات المهنية السليمة
#علمني_حسن_محسن #تنمية_مهنية