خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=115"> نداءات الرحمن لأهل الإيمان
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
نداءات الرحمن لأهل الإيمان 22
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان. وكنا بالأمس مع النداء الحادي والعشرين، وقد كان مضمونه ومحتواه: حرمة الصلاة حال السكر، فإذا كان العبد سكران لم يحل له أن يدخل في الصلاة أبداً؛ إذ قد يقول ما لا ينبغي أن يقوله، فقد يقول الهجر والكفر وهو بين يدي الله، مع فسقه وخروجه عن طاعة الله.
وقد علمتم أن هذا الآية نزلت قبل تحريم الخمر، إذ كانت الخمر مباحة، ثم حرمها الله تدريجياً، فلما كانت مباحة، تقدم أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بجماعة، فإذا به يقول الباطل، وينطق بما لا يحل، فندموا وبكوا، وإذا بهذه الآية النورانية تنزل كوكب من السماء، ونصها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [النساء:43]. وإن فسق مؤمن وشرب الخمر، أو تعاطى مسكراً من المسكرات فلا يحل له اليوم وبعد اليوم وقبله أن يدخل في الصلاة وهو ثملان سكران.
وقوله: إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ [النساء:43] يدل على أن عابر السبيل إذا كان جنباً يجوز أن يمر بالمسجد، لكن لا يجلس فيه، وأما المرور فجائز إذ كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم أبواب إلى المسجد، فيمرون إلى بيوتهم من المسجد، وقد كان الصديق له باب يدخل منه المسجد، ومع هذا فقد أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإغلاق وسد تلك الأبواب، فقال: ( أغلقوا كل باب إلا خوخة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى [النساء:43]. ولا تقربوا المساجد؛ لأن الصلاة أساساً في المسجد، فإذا كان لا يقربها السكران فالمسجد كذلك. فمن هنا: استثنى الله تعالى المار العابر في المسجد، وكثيراً ما كنا نحتلم في المسجد، فأيام أن كنا أحداثاً كنا ننام في المسجد، فإذا احتلم أحدنا خرج على الفور، وإذا استيقظ ووجد نفسه محتلماً يخرج يغتسل ويعود، ولا يجلس يقول: أتم نومتي.
وجوب الغسل من الجماع
فإذا جامع الرجل امرأته وجب الغسل، وحرم أن يدخل المسجد إلا عابر سبيل، والجماع هو الاختلاط، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيه ولنحفظ هذا الحديث: ( إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ). فإذا سمعت أيها المؤمن! حكمة نبوية فحاول أن تنطق بها، ولا تظن أنها رخيصة، فهي والله لخير من ملء الأرض ذهباً.
وقوله: ( إذا التقى الختانان ) الختان الأول: ختان الرجل، والثاني: ختان المرأة، أي: موضع الختان، وسواء كان أمنى أو لم يمنِ، أفرز الماء أو لم يفرز.
وقوله: ( فقد وجب الغسل ) هذا الغسل بيناه أمس.
كيفية الغسل من الجنابة
تنبيهات حول الغسل من الجنابة
الأول: انتبه! فإن الإبط قد لا يصل إليه الماء، فارفع يدك واغسله من الجهة اليمنى واليسرى.
ثانياً: سرتك، فإن بعض الناس تكون سرته غليظة وطويلة، فعليه أن يغسلها ويتعاهدها بالماء.
ثالثاً: إذا كنت جالساً فمد رجليك واغسل تحت ركبتيك. مع أن علياً يقول: تحت كل شعرة جنابة. واسألوا الأطباء فسيقولون: هذا الإفراز الذي يفرزه ينفعل له الجسم بكامله، فكل خلايا الجسم تنفعل. هذا هو الغسل.
فإذا اغتسلت فصلّ .. اقرأ القرآن .. ادخل بيت الرحمن، وإن قلت: أنا مريض، أو ما وجدت الماء فكيف اغتسل؟ فقد أفتاك الرحمن: وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا [النساء:43]. والصعيد الطيب أي: تراب طيب، بمعنى: طاهر، وإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. و( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ). فالمراد من الطيب الطاهر.
وبهذا نكون قد عرفنا الغسل، وقد عرفنا الوضوء قبل الغسل، فأولاً يتوضأ ثم يغتسل.
كيفية التيمم
وفقه هذه القضية حتى لا تتشدد: أنك لما تضع يديك على التراب لم يزل الوسخ من وجهك أو يديك، وإنما سر هذا لتعرف قيمة الطهارة في الإسلام، وأنك عندما عجزت عن استعمالها لانعدام الماء أو لعجزك عن استعماله فأشر إشارة عملية إلى أنك لو قدرت لغسلت وجهك ويديك؛ لتبقى هذه العبادة مرتبطة بك طول حياتك. فليفهم الأبناء هذا، ولنبقى دائماً ملتزمين بالطهر، فلما عدمنا الماء المطهر لعجزنا عن استعماله أو عدم وجوده فإننا لا نقوم نصلي فقط، بل نعمل هكذا إذعاناً منا وقبولاً لأمر ربنا ثم نصلي.
هذا درسناه أمس، ودرسنا من الشرح ما شاء الله، وبقيت هذه الوريقة، نسمعكم إياها، ثم ننتقل إلى النداء الثاني والعشرون إن شاء الله.
عفو الله ومغفرته للمؤمنين
غسل الجنابة
معنى الجنب والغائط والملامسة
نواقض الوضوء وموجباته
قال: [ ومن مس المرأة ] سواء بيده أو برجله أو برأسه أو بكتفه [ بشهوة ] أي: أنه يريد أن يتلذذ بمماستها، فهنا يجب الوضوء، وإن كان متوضئاً انتقض وضوءه، كأنه بال. وأتباع الإمام الشافعي أو تلامذته، ولا نقول: أتباعه، فليس عندنا انقسامات، يفهمون أن من مس المرأة انتقض وضوءه؛ أخذاً بظاهر الآية: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [النساء:43]. فالذي تتلمذ للإمام الشافعي يرى أنه إذا وضع يده على امرأته ومسها انتقض وضوءه؛ لأنه المفهوم من قوله تعالى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [النساء:43]. وقال غيره من أئمة الهدى والعلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم: المراد هنا الجماع؛ لأن السياق في بيان وجوب الغسل، فإن أنت حقاً أردت الشهوة ومسست فقد انتقض وضوءك بلا خلاف أبداً، أو ما قصدت شهوة لكن ما إن وضعت يدك على امرأتك وجدت لذة انتقض الوضوء بلا خلاف، وأما كونك ما تريد لذة ولا وجدتها وإنما مسستها فقط فإن الوضوء لا ينتقض. فليفهم السامعون والسامعات هذه، فهذه يدرسها الفقهاء فصل الشتاء بكامله، وهي كما علمتم. وحبر الأمة الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتأويل فأصبح أكبر مفسر لكتاب الله كان يدخل إصبعيه في أذنيه ويفسر الملامسة في قوله تعالى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [النساء:43] بالجماع، وليس مجرد المس.
ويبقى إذا هممت أن تتلذذ بامرأتك ووضعت يدك عليها فقد انتقض وضوءك، وإذا أنت ما قصدت ولكن ما إن مسستها حتى تأججت نار الشهوة فقد انتقض الوضوء ويجب الوضوء، وأما إذا لم تقصد ولم تجد فوالله ما انتقض الوضوء. وقال أحد الطلبة الصلحاء: إذا طاف الحاج شوطاً واحتك بامرأة أو هي احتكت به قال بعضهم: انتقض وضوءه، فيخرج من الطواف يتوضأ، وعلى هذا لن يكمل ولن يتم طوافه، إلا إذا عملنا سياجاً من حديد وأصبحت النساء على جهة والرجال على جهة فهكذا ممكن، وأنت بين يدي الله تطوف ببيته كالملائكة تطوف ببيت الله في السماء، وليس لك أبداً قصد ولا إرادة ولا غريزة ولا شهوة، فإن دفعتك امرأة أو دفعك من دفعك فلا شيء عليك أبداً، ولا ينتقض هذا الوضوء.
[ وكذا مس الذكر، والنوم الثقيل. فهذه موجبات الوضوء، وهي نواقضه أيضاً، فاعرف هذا ].
حكم صلاة عدة صلوات بتيمم واحد
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ].
هذا النداء الواحد والعشرون، فاسمعوه مرة ثانية حتى تكونوا من أهله إن شاء الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:43]. فالحمد لله على عفوه ومغفرته، وأنا أنصح المستمعين والمستمعات أن يوجد هذا الكتاب في بيوتهم، وعنده رءوسهم، والآن عندنا الضوء فنقرأ، وحتى الفانوس لا بأس لمن ينام في غرفة مظلمة بلا فانوس، فقبل أن ينام يسمع نداء من نداءات الرحمن، فهو منادى، وإذا قال: أنا غير منادى فليجعل البرنيطة على رأسه والصليب وليخرج، وأما ما دمت تقول: أنا مسلم فأنت منادى، فيجب أن تسمع نداء الله، وتعرف ماذا يريد منك.
وهذا الكتاب باكورة جديدة، وهو لم يطبع بعد، ولكن من باب التفاؤل، ونرجو أنه ما تمضي سنة إلا وهو في بيوتكم، وأهل الخير موجودون.
ولقد درسنا الحياة وعرفناها، وعرفنا علة هبوطنا وسقوطنا وضلالنا وفرقتنا، وهو والله ما هو إلا الجهل، وهذا عامل قوي من عوامل العلم، فإذا كنت تحسن القراءة والكتابة وتقرأ الجريدة وتفهم ما فيها من الباطل فافهم نداء الرحمن، فضع عند رأسك هذه النسخة ولو كنت في الفندق، وقبل أن تنام اقرأ نداء فقط، وكرره حتى تحفظ كلماته، ثم تبحث عن الشرح فتفهم مراد الله وتعمل، ولا تزال تعلم وتعمل حتى لا تمضي عليك سنة إلا وأنت من علماء المسلمين.
حكم الصلاة على وسائل المواصلات
والسيارة تقف للصلاة، إلا إذا كانت سيارة يهودي أو صليبي أو شيوعي وقال: أنا لا أعرف الصلاة، ومع هذا لو كنا فحولاً لقلنا: والله لتقفن حتى نصلي، فهم لا يخافون من انقلابها إذا توقفت، وهنا البطولات، فيقف وينزلون يصلون ثم يركبون، فالسائق إذا أراد أن يبول يوقفها ويبول، ولا يتوقف للصلاة، وهذا من هبوطنا. والقطار ممكن أنه لا يستطيع أن يقف إلا في محطات؛ لأنه يمشي على الحديد، فقد ينقلب القطار لو وقف، ففي هذه الحال اسكتوا حتى يصل إلى البر وصلوا.
والقصر شيء ثان، فإذا كانت المسافة مسافة قصر يقصر.
والآن عندنا في المملكة إذا دخلت الصلاة تقف السيارة رغم أنف السائق والمعاونين له على الباطل، فيصلون ويركبون، ولكن في ديار أخرى لا يوجد هذا النوع من الحياء، ولا يلتفت أحد إلى الصلاة، بل يقولون لك: صلي في بيتكم، والسبب في هذا الجهل، فهم ما عرفوا الله، ولا عرفوا ما يحب ولا ما يكره، ولا عرفوا ما عنده لأوليائه، ولا ما لديه لأعدائه، فلن يستطيعون الاستقامة على طريق أدق من السيف وهم ما عرفوا.
طريق نجاة المسلمين وعزتهم
وكذلك العلم الإلهي إذا حل بالقلب وأناره، فصاحبه لا يفجر ولا يكذب ولا يسرق ولا يرتكب كبيرة، وهذه سنة لا تتبدل أبداً، وأنا أقول لهم: تعالوا، ودعونا كالعوام، ففي هذا المجلس الموجود والله لأعلمنا بالله أتقانا له من الآخرين، ولو تجري عملية نفسية لوجدت أن أعلمنا بالله أقلنا فساداً وشراً، وأجهلنا أفسقنا.
وأزيد بياناً آخر: الملائكة لا يعصون الله لأنهم مع الله، والأنبياء ما يعصون لأن الوحي ينزل، والله يكملهم، وأصحاب رسول الله كملوا وقلت فيهم الخيانة وندر فيهم الفسق لأنهم مع رسول الله يعلمهم الكتاب والحكمة، وأهل كل بلد أو بيت يجتمعون على الكتاب والسنة تقل فيهم الجريمة، ويقل الفساد ويندر، والآن نقول: ما نستطيع، ونريد أن نخترق مسافة سبعة آلاف وخمسمائة عام للطائر، وننزل دار الأبرار مع النبيين والصديقين، فلنفكر في هذا، ولا نعجز عن أن نجلس في بيت ربنا حيث لا شرطة ولا بوليس ولا سحر ولا شياطين ولا ظلم، ونساؤنا وأطفالنا وراءنا، ونتلقى الكتاب والحكمة، وفي كل يوم ينمو طهرنا، ويزداد صفاؤنا، وتتغير نظراتنا، ونصبح ربانيين، نعرف حقائق الحياة وأسرار الكون بكامله؛ لأنه كتاب الله. وإذا قلنا: لا نستطيع فلنبق على ما نحن عليه، وأما العروج إلى الملكوت الأعلى فيفتقر إلى روح شفافة، نقية طاهرة أكثر من بياض هذه الورقة، وأكثر من هذا النور؛ حتى تفتح لها أبواب السماء، وتدخل دار السلام، وأما وهي ملوثة منتنة عفنة خبيثة فليس لها ذلك، وهذا الكلام ذكره الله في قوله: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ [الأعراف:40]. ومستحيل أن يدخل البعير في عين الإبرة، إذاً: فالروح الخبيثة بأوضار الشرك والكفر والمعاصي لا تدخل دار السلام. فلا تقل: إنك لا تستطيع أن تجلس في بيت ربك، فلن يصيبك شيء.
ووالله لو أن أهل قرية التزموا بهذا المبدأ الإلهي وأصبحوا في بيت ربهم يتعلمون الكتاب والحكمة لتوفر لديهم المال، وأقسم بالله، ووجه توفره هو أن الشره والترف والحب للأكل يخف ويقل والله، وقد عرفنا هذا وجربناه، والتكالب على الدنيا يقل، فيتوفر المال، ولا يبقى في القرية من يجوع أبداً أو يعرى.
قال تعالى: وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء:43]. في هذه الآية بيان إثبات موجبات الغسل، فالذي يوجب الغسل الجماع، أي: ملامسة النساء، وقد كنى عن الجماع بالملامسة؛ لأن القرآن كتاب الله العليم الحكيم يقرأ بين أفراد العائلة، فالأم تقرؤه على بناتها، والابن يقرؤه على أمه وأخته، فلم توجد فيه عبارة تثير الغريزة أو تحرك شهوة، أو تجعل القارئ يستحيي ويخجل ويسكت عن القراءة. هذا كلام الرحمن الرحيم.
فإذا جامع الرجل امرأته وجب الغسل، وحرم أن يدخل المسجد إلا عابر سبيل، والجماع هو الاختلاط، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيه ولنحفظ هذا الحديث: ( إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ). فإذا سمعت أيها المؤمن! حكمة نبوية فحاول أن تنطق بها، ولا تظن أنها رخيصة، فهي والله لخير من ملء الأرض ذهباً.
وقوله: ( إذا التقى الختانان ) الختان الأول: ختان الرجل، والثاني: ختان المرأة، أي: موضع الختان، وسواء كان أمنى أو لم يمنِ، أفرز الماء أو لم يفرز.
وقوله: ( فقد وجب الغسل ) هذا الغسل بيناه أمس.