لا ترتدوا على أدباركم


الحلقة مفرغة

إن آيات النبوة المحمدية أكثر من أن تعد أو تحصى، ومن هذه الآيات العظيمة حادثة انشقاق القمر، والتي حدثت بعد أن طلب المشركون من رسول الله آية تدل على صدق رسالته، فلما أراهم إياها لم يزدهم ذلك إلا إعراضاً ونفوراً، ثم بعد ذلك دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بسنين كسني يوسف، فناشدوه أن يدعو الله لهم أن يكشف عنهم، فلما كشف الله عنهم ذلك لم يؤمنوا، ثم جاءت الآية الأخيرة وهي بشارته صلى الله عليه وسلم بانتصار الروم على الفرس، وإيذان الله بذلك بفرح المؤمنين ونصرهم على عدوهم من المشركين في بدر.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد أنزل علينا كتابه، وأرسل إلينا رسوله؛ ليعلم عز وجل من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، ومن يثبت على منهج الله ممن ينكص ويرتد عن هذا المنهج وعن هذا الطريق: وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ [البقرة:143] فهو إذاً ابتلاء وامتحان للعباد.

وهؤلاء الذين ارتدوا على أدبارهم قال الله سبحانه وتعالى في شأنهم: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ [محمد:25]، وعن حبوط عملهم يقول عز وجل: يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:217]، وقال سبحانه: وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [المائدة:21].

والردة عن الدين أخطر موضوع يمكن أن يواجه الإنسان؛ لأنه ليس هناك شر أعظم من الردة عن الدين، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: (من بدل دينه فاقتلوه).

هل حدثت أحداث من الردة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: نعم، إن البشر الذين كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هم من جنس البشر، بينهم الصالح والطالح، والطيب والخبيث، ولذلك كان منهم من آمن، ومنهم من كفر، ومنهم من ارتد بعد إسلامه، ولأن عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كان أبرك العصور التي مرت على البشرية، فإن الذين ارتدوا في ذلك العصر كانوا قلة جداً بالنسبة لمن أتى بعده.

الردة بسبب الإسراء

ومن الأحداث المشهورة في الردة: ما رواه الحاكم والبيهقي وهو حديث صحيح: (لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد أناس ممن كانوا آمنوا به وصدَّقوه -لماذا ارتدوا؟ لأن عقولهم الضعيفة لم تتحمل هذا الخبر العجيب: كيف يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة واحدة؟ مستحيل!- وسعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة -أي: أصدق أنه يأتيه الخبر من السماء في لحظات فكيف لا أصدقه أنه ذهب إلى البيت المقدس ورجع في ليلة؟!- فلذلك سمي أبو بكر الصديق)، والحديث في السلسلة الصحيحة برقم (1).

ردة النصراني الذي كان كاتباً للوحي

ومن الأحداث النادرة لمن ارتد في الزمن الأول، هذه الرواية التي جمعتها من ألفاظ الشيخين: عن أنس قال: (كان رجل نصراني من بني النجار، فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانياً، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب، فكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبته له -هذا الذي يقوله محمد أنا كتبته له أصلاً- فرفعوه وعظموه، قالوا: هذا كان يكتب لمحمد، فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فأماته، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا في الأرض ما استطاعوا، فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فعلموا أنه ليس من الناس فتركوه منبوذاً) رواه البخاري ومسلم .

هذا من دفاع الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ما عهد أن أناساً يدفنون فيلقون خارج الأرض إلا أناس اعتدوا على حق الرسول صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك يعاقبهم الله عقاباً شديداً.

وألف شيخ الإسلام في ذلك كتاباً مهماً جداً، جمع فأوعى، وهو كتاب: الصارم المسلول على شاتم الرسول ، وقال فيه: بل إنا كنا -ينقل عن بعض الغزاة المسلمين سواء في الشرق أو في الغرب في بلاد الأندلس - يقول: كنا إذا حاصرنا الحصون فاستعصت علينا حتى نكاد نيئس، فإذا وقع القوم في سب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيراً، فما يلبث الله أن يفتح؛ لأن الله يدافع عن رسوله صلى الله عليه وسلم دفاعاً لا يدافعه أحد.

ردة عبيد الله بن جحش

من القصص أيضاً التي نقلت: قصة ردة عبيد الله بن جحش زوج رملة بنت أبي سفيان، يقول الذهبي رحمه الله في السير : ومن محاسن النجاشي أن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أم المؤمنين أسلمت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي قديماً، فهاجر بها زوجها إلى أرض الحبشة، فولدت له حبيبة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إنه أدركه الشقاء، فأعجبه دين النصرانية فتنصر، فلم ينشب أن مات بـالحبشة ، فلما فرغت من العدة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، فخطبها، فزوجه إياها، ودفع المهر نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "أما تنصر عبيد الله بن جحش فقد تقدم بيانه؛ وذلك على أثر ما هاجر مع المسلمين إلى أرض الحبشة، فزين له دين النصارى، فصار إليه حتى مات عليه لعنه الله، وكان يعير المسلمين، فيقول لهم: أبصرنا وصأصأتم.

فإذاً: حدثت وقائع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارتداد أناس، ولكنها نادرة جداً؛ وذلك لطبيعة التربية النبوية التي لم يرفضها إلا من كان قد طبع الله على قلبه، والله عز وجل بين لنا في القرآن أمثلة عامة: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ [الأعراف:175-176]؛ ولذلك الردة لا تضر في الإسلام، يعني: لا تضر إلا صاحبها، يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة:54].. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38] ليست هناك مشكلة للإسلام، لا ينقص في الدين شيء لو ارتد الناس، الدين باقٍ والله يحفظه، لكن المشكلة مشكلة المرتد نفسه.

ومن الأحداث المشهورة في الردة: ما رواه الحاكم والبيهقي وهو حديث صحيح: (لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد أناس ممن كانوا آمنوا به وصدَّقوه -لماذا ارتدوا؟ لأن عقولهم الضعيفة لم تتحمل هذا الخبر العجيب: كيف يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة واحدة؟ مستحيل!- وسعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم، إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة -أي: أصدق أنه يأتيه الخبر من السماء في لحظات فكيف لا أصدقه أنه ذهب إلى البيت المقدس ورجع في ليلة؟!- فلذلك سمي أبو بكر الصديق)، والحديث في السلسلة الصحيحة برقم (1).

ومن الأحداث النادرة لمن ارتد في الزمن الأول، هذه الرواية التي جمعتها من ألفاظ الشيخين: عن أنس قال: (كان رجل نصراني من بني النجار، فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانياً، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب، فكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبته له -هذا الذي يقوله محمد أنا كتبته له أصلاً- فرفعوه وعظموه، قالوا: هذا كان يكتب لمحمد، فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فأماته، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا في الأرض ما استطاعوا، فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فعلموا أنه ليس من الناس فتركوه منبوذاً) رواه البخاري ومسلم .

هذا من دفاع الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ما عهد أن أناساً يدفنون فيلقون خارج الأرض إلا أناس اعتدوا على حق الرسول صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك يعاقبهم الله عقاباً شديداً.

وألف شيخ الإسلام في ذلك كتاباً مهماً جداً، جمع فأوعى، وهو كتاب: الصارم المسلول على شاتم الرسول ، وقال فيه: بل إنا كنا -ينقل عن بعض الغزاة المسلمين سواء في الشرق أو في الغرب في بلاد الأندلس - يقول: كنا إذا حاصرنا الحصون فاستعصت علينا حتى نكاد نيئس، فإذا وقع القوم في سب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيراً، فما يلبث الله أن يفتح؛ لأن الله يدافع عن رسوله صلى الله عليه وسلم دفاعاً لا يدافعه أحد.

من القصص أيضاً التي نقلت: قصة ردة عبيد الله بن جحش زوج رملة بنت أبي سفيان، يقول الذهبي رحمه الله في السير : ومن محاسن النجاشي أن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية أم المؤمنين أسلمت مع زوجها عبيد الله بن جحش الأسدي قديماً، فهاجر بها زوجها إلى أرض الحبشة، فولدت له حبيبة ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إنه أدركه الشقاء، فأعجبه دين النصرانية فتنصر، فلم ينشب أن مات بـالحبشة ، فلما فرغت من العدة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، فخطبها، فزوجه إياها، ودفع المهر نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

يقول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "أما تنصر عبيد الله بن جحش فقد تقدم بيانه؛ وذلك على أثر ما هاجر مع المسلمين إلى أرض الحبشة، فزين له دين النصارى، فصار إليه حتى مات عليه لعنه الله، وكان يعير المسلمين، فيقول لهم: أبصرنا وصأصأتم.

فإذاً: حدثت وقائع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارتداد أناس، ولكنها نادرة جداً؛ وذلك لطبيعة التربية النبوية التي لم يرفضها إلا من كان قد طبع الله على قلبه، والله عز وجل بين لنا في القرآن أمثلة عامة: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ [الأعراف:175-176]؛ ولذلك الردة لا تضر في الإسلام، يعني: لا تضر إلا صاحبها، يقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة:54].. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38] ليست هناك مشكلة للإسلام، لا ينقص في الدين شيء لو ارتد الناس، الدين باقٍ والله يحفظه، لكن المشكلة مشكلة المرتد نفسه.




استمع المزيد من الشيخ محمد صالح المنجد - عنوان الحلقة اسٌتمع
اقتضاء العلم العمل 3612 استماع
التوسم والفراسة 3609 استماع
مجزرة بيت حانون 3530 استماع
الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة [2،1] 3497 استماع
اليهودية والإرهابي 3425 استماع
إن أكرمكم عند الله أتقاكم 3425 استماع
حتى يستجاب لك 3393 استماع
المحفزات إلى عمل الخيرات 3371 استماع
ازدد فقهاً بفروض الشريعة 3348 استماع
الزينة والجمال 3336 استماع