لقاء الباب المفتوح [226]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا هو اللقاء السادس والعشرون بعد المائتين من اللقاءات المعروفة بلقاء الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الحادي عشر من شهر ذي القعدة من عام (1420هـ).

كنا نبدأ هذا اللقاء بتفسير آيات من كتاب الله عز وجل، ونعم الكتاب، شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، ولكن بمناسبة قرب الحج أحببنا أن نتكلم فيما يتعلق بالمناسك، وقد سبق شروط وجوب الحج وأنها خمسة: الإسلام، العقل، البلوغ، الحرية، القدرة، وبينا ما يترتب على هذه الشروط فيما اجتمعت فيه وما اختلفت.

أما الآن فنتكلم عن أنواع الأنساك، فأنواع الأنساك حسب التتبع ثلاثة: التمتع والقران والإفراد.

فأما التمتع: فهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويحل منها، ثم يحرم بالحج من عامه، وأشهر الحج: شوال، ذو القعدة ذو الحجة. مثال ذلك: رجل أحرم بعد دخول شهر شوال بالعمرة ناوياً الحج، فطاف وسعى وقصر ثم بقي في مكة إلى وقت الحج فحج.

وأما القران فله صفتان:

الصفة الأولى: أن يحرم بالحج والعمرة جميعاً، فيقول: لبيك عمرة وحجاً.

الصفة الثانية: أن يحرم بالعمرة أولاً، ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافه.

مثال هذا: رجل أحرم بعمرة في أشهر الحج، وفي أثناء الإحرام نوى إدخال الحج على العمرة قبل أن يشرع في طوافها، فلا حرج.

وأما الإفراد فهو: أن يحرم بالحج مفرداً من أول الأمر، فيقول: لبيك حجاً.

وأفضل هذه الأنساك هو التمتع؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أصحابه بذلك وحتم عليهم، وقال: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولأحللت معكم).

والتمتع هو: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ويحل منها، ثم يحرم بالحج من عامه. هذا هو الأفضل الذي أمر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، وهو أيضاً أيسر للمكلف؛ لأنه يحل حلاً تاماً بين العمرة والحج، وهذا لا شك أنه يعطي الإنسان راحة.

ثالثاً: أنه يحصل على نسكين مستقلين: العمرة وحدها والحج وحده، فلو وصل إلى مكة في اليوم الثامن، فربما يقال: إما أن يكون مفرداً وإما أن يكون قارناً؛ لأنه ليس هناك زمن يحصل به التمتع بين العمرة والحج.

ثم يلي التمتع القران؛ لأن فيه جمعاً بين النسكين الحج والعمرة، وفيه الهدي كالتمتع.

ثم الإفراد.

كيفية الإحرام والتلبية

إذا وصل الميقات اغتسل اغتسالاً تاماً كما يغتسل للجنابة، لا فرق في هذا بين الرجال والنساء، ولا بين النساء الطاهرات والنساء الحائضات، الكل يغتسل كما يغتسل للجنابة، ثم يتطيب الرجل في رأسه ولحيته بأطيب ما يجد، ويكثر حتى يرى بريق الطيب في رأسه، ثم يلبس إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين نظيفين أو جديدين، ثم يلبي قائلاً: لبيك اللهم عمرة إذا ركب السيارة، وإن شاء بعد الصلاة إن كان هناك صلاة، لبيك عمرة .. لبيك عمرة .. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك، يصوت بها الرجل وتخفيها المرأة، ويقول: لبيك عمرة، أي: يسمي نسكه في التلبية، فإذا وصل إلى مكة دخل المسجد الحرام، ويقدم رجله اليمنى ويقول: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.

صفة الطواف بالبيت

ثم يتجه إلى الكعبة ليطوف، وإذا شرع في الطواف قطع التلبية، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه، أي: يمسحه بيده اليمنى ويقبله إن أمكن، فإن لم يمكن التقبيل واستلمه باليد قبَّل اليد، فإن لم يمكن أشار إليه، ويقول في ابتداء الطواف: باسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم يستمر في الطواف، وفي هذا الطواف يسن أن يضطبع في جميع الأشواط، ومعنى الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، ويُسن أيضاً: أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط.

والرمل: أن يسرع المشي مع مقاربة الخطا، أي: لا يمد خطوته كما هي العادة أن الإنسان إذا أسرع لا بد أن يمد خطوته، لكن هنا لا يمد خطوته في الأشواط الثلاثة الأولى.

ويقول في بقية طوافه ما شاء من ذكر أو قراءة قرآن أو دعاء، فإذا وصل إلى الركن اليماني مسحه بيده، فإن لم يستطع مر به ولا يفعل شيئاً لا إشارة ولا غيرها، ولا تكبيراً أيضاً، ويقول بينه وبين الحجر الأسود: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] فإن انتهى من هذا الدعاء قبل أن يحاذي الحجر الأسود فإنه يكرره.

صلاة ركعتين خلف المقام

فإذا أتم سبعة أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم وقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً [البقرة:125] فصلى ركعتين خلف المقام لكن يبعد عن الطائفين؛ لئلا يتأذى بهم ويتأذوا به، يقرأ في الأولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وفي الثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] مع الفاتحة ويخففهما، ولا يبقى بعدهما في مكانه، بل ينصرف فوراً ليدع المكان لمن يحتاجه من الناس.

السعي بين الصفا والمروة

يتجه إلى المسعى من ناحية الصفا فإذا أقبل على الصفا ودنا منه قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة:158] ثم يصعد على الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه يدعو، فيقول: الله أكبر ثلاث مرات (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) ثم يدعو بما أراد، ثم يعيد الذكر مرة ثانية ثم يدعو بما أراد، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة ثم ينزل متجهاً إلى المروة، فإذا مر بالركن الأخضر -العمود- سعى -يعني: ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع- حتى يصل إلى الركن الأخضر الآخر، ثم يمشي طبيعياً حتى يصل إلى المروة، فيصعد عليها ويستقبل القبلة ويرفع يديه يدعو الله تعالى بما دعا به في الصفا. هذا شوط.

ثم يرجع إلى الصفا يمشي في موضع مشيه ويسعى في موضع سعيه، فيرقى على الصفا ويفعل كما فعل أولاً، وهذا شوط آخر، حتى يتم سبعة أشواط.

وفي طوافه يدعو بما شاء، ويذكر الله بما شاء ويقرأ القرآن ولا يعيد قراءة الآية: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لا يعيدها لا عند الصفا ولا عند المروة؛ لأن هذه الآية إنما تتلى أول مرة إذا دنا من الصفا.

التقصير من جميع الرأس

فإذا أتم سبعة أشواط فإنه يقصر من شعره من جميع الرأس، وبذلك تمت العمرة وحل من إحرامه، الحل كله حتى من النساء، فإذا كان معه أهله فلا حرج أن يباشرهم.

إذا وصل الميقات اغتسل اغتسالاً تاماً كما يغتسل للجنابة، لا فرق في هذا بين الرجال والنساء، ولا بين النساء الطاهرات والنساء الحائضات، الكل يغتسل كما يغتسل للجنابة، ثم يتطيب الرجل في رأسه ولحيته بأطيب ما يجد، ويكثر حتى يرى بريق الطيب في رأسه، ثم يلبس إزاراً ورداءً، والأفضل أن يكونا أبيضين نظيفين أو جديدين، ثم يلبي قائلاً: لبيك اللهم عمرة إذا ركب السيارة، وإن شاء بعد الصلاة إن كان هناك صلاة، لبيك عمرة .. لبيك عمرة .. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك، يصوت بها الرجل وتخفيها المرأة، ويقول: لبيك عمرة، أي: يسمي نسكه في التلبية، فإذا وصل إلى مكة دخل المسجد الحرام، ويقدم رجله اليمنى ويقول: باسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.

ثم يتجه إلى الكعبة ليطوف، وإذا شرع في الطواف قطع التلبية، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه، أي: يمسحه بيده اليمنى ويقبله إن أمكن، فإن لم يمكن التقبيل واستلمه باليد قبَّل اليد، فإن لم يمكن أشار إليه، ويقول في ابتداء الطواف: باسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم يستمر في الطواف، وفي هذا الطواف يسن أن يضطبع في جميع الأشواط، ومعنى الاضطباع: أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، ويُسن أيضاً: أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط.

والرمل: أن يسرع المشي مع مقاربة الخطا، أي: لا يمد خطوته كما هي العادة أن الإنسان إذا أسرع لا بد أن يمد خطوته، لكن هنا لا يمد خطوته في الأشواط الثلاثة الأولى.

ويقول في بقية طوافه ما شاء من ذكر أو قراءة قرآن أو دعاء، فإذا وصل إلى الركن اليماني مسحه بيده، فإن لم يستطع مر به ولا يفعل شيئاً لا إشارة ولا غيرها، ولا تكبيراً أيضاً، ويقول بينه وبين الحجر الأسود: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] فإن انتهى من هذا الدعاء قبل أن يحاذي الحجر الأسود فإنه يكرره.

فإذا أتم سبعة أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم وقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً [البقرة:125] فصلى ركعتين خلف المقام لكن يبعد عن الطائفين؛ لئلا يتأذى بهم ويتأذوا به، يقرأ في الأولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وفي الثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] مع الفاتحة ويخففهما، ولا يبقى بعدهما في مكانه، بل ينصرف فوراً ليدع المكان لمن يحتاجه من الناس.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
لقاء الباب المفتوح [63] 3396 استماع
لقاء الباب المفتوح [146] 3352 استماع
لقاء الباب المفتوح [85] 3317 استماع
لقاء الباب المفتوح [132] 3297 استماع
لقاء الباب المفتوح [8] 3282 استماع
لقاء الباب المفتوح [13] 3262 استماع
لقاء الباب المفتوح [127] 3118 استماع
لقاء الباب المفتوح [172] 3092 استماع
لقاء الباب المفتوح [150] 3039 استماع
لقاء الباب المفتوح [47] 3034 استماع