لقاء الباب المفتوح [214]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا هو اللقاء الرابع عشر بعد المائتين من اللقاءات التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السادس من شهر جمادى الثانية عام (1420هـ).

نبتدئ هذا اللقاء بتفسير آيات من كتاب الله عز وجل مما انتهينا إليه في سورة الحديد.

تفسير قوله تعالى: (وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم ...)

قال الله عز جل: وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الحديد:8] وهذه الآية معطوفة على الآية التي قبلها، وهي قوله تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ * وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [الحديد:7-8] يعني: أي شيء يمنعكم من الإيمان بالله، وقد تمت أسباب وجوب الإيمان به، وذلك بدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما قال عز وجل: وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ [الحديد:8] يعني أخذ الله ميثاقكم: العهد أن تؤمنوا به، وبرسله، فصار هناك سببان للإيمان. الأول: دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه. والثاني: الميثاق الذي أخذه الله علينا، وذلك بما أعطانا عز وجل من الفطرة والعقل والفهم الذي ندرك به ما ينفعنا ويضرنا، هذا هو الصحيح بمعنى الميثاق، وقيل أنه الميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم حين أخرجهم من ظهره إن صح الحديث الوارد في ذلك.

المهم أن الله تعالى ينكر على من لم يؤمن ويقول: ما الذي حملك على ألا تؤمن وقد تمت أسباب وجوب الإيمان في دعوة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخذ الميثاق؟!

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ يعني إن كنتم مؤمنين فالزموا الإيمان بالله ورسوله.

تفسير قوله تعالى: (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ...)

ثم قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ [الحديد:9] لما ذكر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو إلى الإيمان، بين أنه صلى الله عليه وسلم أتى بآيات بينات، أي علامات دالة على صدقه وأن ما جاء به فهو حق، ومعنى بينات: ظاهرات، فيما اشتملت عليه من القصص النافعة، والأخبار الصادقة، والأحكام العادلة، والفصاحة التامة، والبيان العجيب، حتى أن العرب وهم أئمة البلاغة وأمراؤها تحداهم الله عز وجل عدة مرات أن يأتوا بمثل هذا القرآن فلم يستطيعوا، فيقول عز وجل: هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ أي علامات دالة على أنه رسول الله حقاً، وأن ما جاء به فهو حق، وذلك لما اشتملت عليه من الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة، والفصاحة والبلاغة وغير ذلك مما هو معلوم.

وقوله عز وجل: لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ [الحديد:9] قوله: (لِيُخْرِجَكُمْ) يحتمل أن يكون المراد بذلك الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أي ليكون سبباً لإخراجكم من الظلمات إلى النور، ويحتمل أن يعود إلى الله عز وجل، أي ليخرجكم الله تعالى بهذه الآيات من الظلمات إلى النور وكلا المعنيين حق، قال الله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [البقرة:257] وقال الله تعالى: الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم:1] فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سبب أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأما المخرج الحقيقي هو الله عز جل.

والمراد بالظلمات ظلمات الجهل والشرك وظلمات العدوان والعصيان، فكل ما خالف الحق فهو ظلم، وكل ما وافقه فهو نور، فقوله عز جل: لِيُخْرِجَكُمْ الضمير يعود على من؟ إما على الله وإما على الرسول، ما هو الذي يؤيد أنه يعود إلى الله؟ قول الله تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [البقرة:257] والذي يؤيد أنه يعود إلى الرسول؟ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [إبراهيم:1] وإذا كانت الآية تحتمل معنيين، ولا منافاة بينهما، تحمل عليهما جميعاً، فالله المخرج حقيقة والرسول مخرج على أنه سبب.

وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ [الحديد:9] الجملة هذه خبرية مؤكدة بإن واللام وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ والرأفة أرق الرحمة، والرحمة أعم، فهو عز وجل رءوف رحيم أي ذو رحمة بالمؤمنين عز وجل، كما قال تعالى: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [الأحزاب:43] رحمة الله سبحانه وتعالى إما عامة وإما خاصة، فالعامة: الشاملة لجميع الناس، والخاصة: بالمؤمنين، كما قال عز وجل: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [الأحزاب:43].

فإذا قال قائل: أي رحمة من الله عز وجل للكافر؟ أمده بأنعام وبنين وعقل وأمن ورزق بل إنه أي الكفار قد عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، أليس كذلك؟ قال الله عز وجل: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [النحل:61] فإذا سألك سائل: هل لله رحمة على الكافر؟ فلا تقل: نعم، ولا: لا، أما بالمعنى العام فنعم، ولولا رحمة الله به لهلك، وأما بالمعنى الخاص فلا، الرحمة الخاصة بالمؤمنين فقط كما قال عز جل: وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً .

تفسير قوله تعالى: (وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ...)

قال تعالى: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [الحديد:10] استمع لتعرف أن القرآن يتصل بعضه ببعض، قال الله تعالى في أول الآيات: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد:7] ثم قال: وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [الحديد:8] ثم قال: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [الحديد:10] لما أمرنا أن ننفق مما جعلنا مستخلفين فيه قال: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني: أي شيء يمنعكم؟!

والإنفاق في سبيل الله يشمل كل شيء أمر الله بالإنفاق فيه، ففي سبيل الله هنا عامة، وعليه يدخل في ذلك الإنفاق على النفس، والإنفاق على الزوجة، والإنفاق على الأهل، والإنفاق على الفقراء، واليتامى، والإنفاق في سبيل الله، كل ما أمر الله بالإنفاق فيه فهو داخل في هذه الآية، حتى على النفس، إنفاقك على نفسك صدقة، إنفاقك على زوجك صدقة، لكن لاحظ النية لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـسعد بن أبي وقاص : (واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها) وهذا القيد لازم، فلابد من أن تبتغي بها وجه الله (إلا أجرت عليها) أي: أثبت عليها.

إذاً: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ما المراد بالإنفاق في سبيل الله؟ كل ما أمر الله بالإنفاق فيه.

وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [الحديد:10] يعني كيف لا تنفق والذي سيرث السماوات والأرض هو الله، ومن جملة ذلك مالك الذي بخلت به سيرثه الله عز وجل، فإذا وُرث مالك من بعدك، فإما أن يرثه صالح فيكون أسعد به منك، وإما أن يرثه مفسد فتكون خلفت له ما يستعين به على إفساده، أفهمتم هذا؟

إذا خلفت المال فإما أن تخلفه إلى من ينفقه في سبيل الله فيكون هو أسعد بمالك منك، وإما أن تخلفه لمفسد يستعين به على معصية الله فتكون أعنته على معصية الله بما خلفت له من المال.

إذاً: ما هو اللائق بك؟ أن تنفقه في سبيل الله، حتى يكون لك غنماً، وتسلم من غائلته لو ورثه من يفسد به. وتذكر -يا أخي- عندما تفكر في الإنفاق فيأتيك الشيطان ويأمرك بالبخل ويعدك الفقر فكر أنك إذا خلفت هذا المال فلابد أن يورث، فهو لن يدفن معك، ويكون الإرث دائراً بين الأمرين السابقين اللذين ذكرتهما وهو: إما أن يرثه من ينفقه في سبيل الله فيكون أسعد بمالك منك، وإما أن يرثه من يستعين به على الفساد في الأرض فتكون أنت سبباً في الإفساد في الأرض ولابد من هذا.

تفسير قوله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ...)

قال تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ [الحديد:10] لا يستوي من أنفق منكم في سبيل الله وقاتل مع من لم ينفق ولم يقاتل، لا يمكن أن يستوي هذا وهذا؛ لأن دين الإسلام دين العدل في العمل والجزاء وليس كما يقول المحدَثَون المحدِثُون أنه دين المساواة، هذا غلط عظيم، لكن يتوسل به أهل الآراء والأفكار الفاسدة إلى مقاصد ذميمة، حتى يقول المرأة والرجل سواء، والمؤمن والفاسق سواء، والعربي والعجمي سواء، ولا فرق، وسبحان الله! أنك لن تجد في القرآن كلمة المساواة بين الناس، لابد من فرق، بل أكثر ما في القرآن نفي المساواة.. لا يَسْتَوِي [النساء:95] قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9] وآيات كثيرة.

فاحذر أن تتبعهم فتكون كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداءً، بدلاً من أن تقول: الدين الإسلامي دين مساواة قل: دين العدل الذي أمر الله به أن يعطى كل ذي حق حقه، أرأيت المرأة مع الرجل في الإرث سواء أم يختلفون؟ يختلفون، في الدية؟ دية المرأة نصف دية الرجل، وكذلك في العقيقة، فك الرهان: الذكر اثنتان والأنثى واحدة، وفي الدين المرأة ناقصة، إذا حاضت لم تصل ولم تصم، في العقل المرأة ناقصة: شهادة الرجل بشهادة امرأتين، وهلم جرا، الذين ينطقون بكلمة مساواة إذا قررنا هذا وأنه من القواعد الشريعة الإسلامية، ألزمونا بالمساواة في هذه الأمور، وإلا لصرنا متناقضين، فنقول: دين الإسلام هو دين العدل، فهو يعطي كل إنسان ما يستحق، حتى جاء في الحديث: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود) يعني إذا أخطأ الإنسان الوجيه الشريف في غير الحدود فاحفظ عليه كرامته وأقله، هذا الذي تقيله إذا كان من الشرفاء، إقالتك إياه أعظم تربية من أن تجلده ألف جلدة، لأنه كما قيل: الكريم إذا أكرمته ملكته، لكن لو جاء إنسان فاسق ماجن فهذا اشدد عليه بالعقوبة وعزره، ولهذا لما كثر شرب الخمر في عهد عمر بن الخطاب ماذا فعل؟ ضاعف العقوبة، بدل أربعين جعلها ثمانين.

كذلك الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن: (من شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب يعني الرابعة فاقتلوه) يعني هذا ليس فيه فائدة، ثلاث مرات نعاقبه ولكن لا فائدة، إذاً خيرٌ له ولغيره أن يقتل، إذا قتلناه استراح من الإثم، كما قال عز وجل: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [آل عمران:178].

الخلاصة: التعبير بأن دين الإسلام هو دين المساواة خطأ والصحيح أنه دين العدل ولا شك.

العجب أن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام يقولون: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) فيتناقضون، الحديث ما نفى مطلقاً قال: إلا بالتقوى، إذاً يختلفون بالتقوى أو ما يختلفون؟ يختلفون، ثم إن هذا الحديث أظنه لا يصح للنبي عليه الصلاة والسلام، لأنه قال: (إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) ففضل، ولا شك عندنا أن العرب -أعني جنس العرب- أفضل من جنس غير العرب، والدليل على هذا أن الله جعل في العرب أكمل نبوة ورسالة، وهي نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد قال الله تعالى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124] فالأجناس تختلف، وقال عليه الصلاة السلام: (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا) احذر أن تتابع في العبارات التي ترد من المحدِثِين المحدَثَين حتى تتأملها وما فيها من الإيحاءات التي تدل على مفاسد ولو على المدى البعيد.

أسأل الله أن يهدينا وإياكم الصراط المستقيم وأن يتولانا في الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير.

قال الله عز جل: وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الحديد:8] وهذه الآية معطوفة على الآية التي قبلها، وهي قوله تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ * وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [الحديد:7-8] يعني: أي شيء يمنعكم من الإيمان بالله، وقد تمت أسباب وجوب الإيمان به، وذلك بدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما قال عز وجل: وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ [الحديد:8] يعني أخذ الله ميثاقكم: العهد أن تؤمنوا به، وبرسله، فصار هناك سببان للإيمان. الأول: دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه. والثاني: الميثاق الذي أخذه الله علينا، وذلك بما أعطانا عز وجل من الفطرة والعقل والفهم الذي ندرك به ما ينفعنا ويضرنا، هذا هو الصحيح بمعنى الميثاق، وقيل أنه الميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم حين أخرجهم من ظهره إن صح الحديث الوارد في ذلك.

المهم أن الله تعالى ينكر على من لم يؤمن ويقول: ما الذي حملك على ألا تؤمن وقد تمت أسباب وجوب الإيمان في دعوة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخذ الميثاق؟!

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ يعني إن كنتم مؤمنين فالزموا الإيمان بالله ورسوله.


استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
لقاء الباب المفتوح [63] 3395 استماع
لقاء الباب المفتوح [146] 3350 استماع
لقاء الباب المفتوح [85] 3315 استماع
لقاء الباب المفتوح [132] 3293 استماع
لقاء الباب المفتوح [8] 3275 استماع
لقاء الباب المفتوح [13] 3259 استماع
لقاء الباب المفتوح [127] 3116 استماع
لقاء الباب المفتوح [172] 3090 استماع
لقاء الباب المفتوح [150] 3037 استماع
لقاء الباب المفتوح [47] 3034 استماع