خطب ومحاضرات
لقاء الباب المفتوح [204]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الرابع بعد المائتين من اللقاءات المعروفة بـ (لقاء الباب المفتوح) التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السابع والعشرون من الشهر المحرم عام (1420هـ).
نبدأ هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير كتاب الله عز وجل.
في الدرس الماضي ذكرنا على قول الله: وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ [الواقعة:43] أنه ما يكون فوق الذهب من الدخان، وتبين لنا بعد ذلك أنه الدخان المحض، فالـ (يحموم) هو الدخان، وقد وصفه الله بأنه (لا بارد ولا كريم) لا بارد كما هو الشأن في الظلال، ولا كريم أي: حسن المنظر، لأنه دخان كريه منظره حار مخبره، نسأل الله العافية.
تفسير قوله تعالى: (أفرأيتم ما تحرثون ...)
الجواب: بل أنت يا ربنا! أنت الذي تزرعه -أي: تنبته- حتى يكون زرعاً، كما قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى [الأنعام:95] فلا أحد يستطيع أن يفلق هذه الحبة حتى تكون زرعة، ولا هذه النواة حتى تكون نخلة، إلا الله عز وجل.
تفسير قوله تعالى: (لو نشاء لجعلناه حطاماً...)
فَظَلَتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ [الواقعة:65-67] أي: تبكون بالكلام تريدون أن تذهبوا الحزن عنكم، فتقولون: إِنَّا لَمُغْرَمُونَ [الواقعة:66] أي: لحقنا الغرم بهذا الزرع الذي صار حطاماً، ثم تستأنفون، فتقولون: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ [الواقعة:67] أي: حرمنا هذا الزرع وصار حطاماً ففقدناه.
ثم انتفل الله عز وجل إلى مادة أخرى، هي مادة الحياة وهي الماء، فقال: أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ [الواقعة:68] أخبروني عنه من الذي خلقه؟ من الذي أوجده؟ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ [الواقعة:69]؟
الجواب: بل أنت يا ربنا! يعني: هل أنتم أنزلتم الماء الذي تشربونه من المزن -أي: من السحاب- أم نحن المنـزلون؟
الجواب: هو الله عز وجل، لأنه ينـزل من السحاب فيبقى غيراناً في الأرض وما شربته الأرض يسلكه الله تعالى ينابيع في الأرض يُستخرج بالآلات من الآبار ويجري من العيون، فأصل الماء الذي نشربه من المزن -من السحاب- ولذلك إذا قل المطر في بعض الجهات قل الماء وغار واحتاج الناس إلى الماء.
تفسير قوله تعالى: (لو نشاء جعلناه أجاجاً)
تفسير قوله تعالى: (أفرأيتم النار التي تورون)
في كل شجر نار واستمجد المرخ والغفار |
أي: صار أعظمها.
هذه النار التي نوقدها ونطبخ عليها طعامنا ونسخن مياهنا وننتفع بها: أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ [الواقعة:72] الجواب: بل أنت يا ربنا!
تفسير قوله تعالى: (نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين)
وإن صخراً لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار |
أي: جبل، يهتدي الناس إليها.
تفسير قوله تعالى: (فسبح باسم ربك العظيم)
وإلى هنا ينتهي هذا الكلام الموجز في تفسير هذه الآيات الكريمة.
انتهينا إلى قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ [الواقعة:63-64] أي: أخبروني أيها المكذبون بالبعث! عن الذي تزرعونه بالحرث، هل أنتم الذين تخرجونه زرعاً بعد الحب أم نحن الزارعون؟
الجواب: بل أنت يا ربنا! أنت الذي تزرعه -أي: تنبته- حتى يكون زرعاً، كما قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى [الأنعام:95] فلا أحد يستطيع أن يفلق هذه الحبة حتى تكون زرعة، ولا هذه النواة حتى تكون نخلة، إلا الله عز وجل.
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
لقاء الباب المفتوح [63] | 3398 استماع |
لقاء الباب المفتوح [146] | 3355 استماع |
لقاء الباب المفتوح [85] | 3318 استماع |
لقاء الباب المفتوح [132] | 3299 استماع |
لقاء الباب المفتوح [8] | 3287 استماع |
لقاء الباب المفتوح [13] | 3264 استماع |
لقاء الباب المفتوح [127] | 3120 استماع |
لقاء الباب المفتوح [172] | 3094 استماع |
لقاء الباب المفتوح [150] | 3040 استماع |
لقاء الباب المفتوح [47] | 3036 استماع |