خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/38"> الشيخ الدكتور سعد البريك . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/38?sub=65400"> العولمة والتحديات المعاصرة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
العولمة والتحديات المعاصرة [2]
الحلقة مفرغة
الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33].
معاشر المؤمنين: مر بنا في جمعةٍ ماضية الحديث عن تحدياتٍ معاصرة وقادمةً لا زال الغرب يحيكها، ويتربص بالمؤمنين، الدوائر كي يوقعهم في حبائلها وفخاخها، ولئن تغيرت أساليب الحرب، واختلفت ألوان العداوة، وتغيرت أنماط التحدي في هذا العصر، إلا أن الحقيقة هي الحقيقة، ما تغيرت ولا تبدلت: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217].. وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].. وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89].
آيات القرآن تترى محكمةٌ ثابتة تؤكد هذه المبادئ التي هي من صميم الحرب الدائمة الباقية بين الإسلام والشرك .. بين التوحيد و.. بين الهدى والجاهلية، وإن تصافحت الأيادي وظهرت الابتسامات على الشفاه أو تنوعت الكلمات والتصريحات:
قد ينبت المرعى على دمر الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا |
من أواخر الصيحات والصرخات التي أطلقها الغرب مدويةً فاستقرت في قلوب بعض أذنابهم من المسلمين وغيرهم من المغرورين المخدوعين بأقوالهم وشعاراتهم، كلمة العولمة وقد تحدثنا في الجمعة الماضية عن هذا الضرب الجديد من التحدي.
ولا تزال وسائل الإعلام الفضائية، ومؤسسات صنع العقول، تطرحه وتسوقه إلى المثقفين خاصة، ومضمون هذه العولمة: تحول العالم إلى قريةٍ كونيةٍ أو عالمٍ واحد، لكن هذا التحول في مقاصده وأنماطه يصب في النمط الغربي بنموذج المادي المغرق في حب السيطرة، ومعنى هذا أنه من حق الأمة المسيطرة أن تسعى لفرض ثقافتها وسلوكها ومعتقدها ومصالحها على غيرها من الأمم.
العولمة أيها الإخوة: لا تعني انتقال البضائع والخدمات والنقد والتقنية والمعلومات والشركات والسلوك والثقافة، لا تعني انتقال هذا منفرداً عن الآخر لنختار منه ما ينفعنا، ولننبذ ما لا ينفعنا أو لنرفض مالا يجوز، كلا.
إنها تعني أن يقدم لك ذلك كله، فاقبله جملةًَ أو عش في ضمير التاريخ وذاكرته متخلفاً مع القرون الرجعية البائدة الحجرية، هكذا يرددون ويقولون.
أيها الأحبة: اتجاه العولمة استمرارٌ لاتجاهات السيطرة الغربية على بقية العالم، بل والعالم الإسلامي والعربي خاصة، ولئن كانت هذه الكلمة كلمةً جديدة، لكن مضمونها قديمٌ ومعانيها معلومة، لكن الجديد فيها: أنها كلمةٌ بعبارات ملطفة، تقلل الأثر البشع لها.
بدء حركة العولمة
ألا يستسلم أبناء المسلمين، وألا تستسلم أمة الإسلام، وألا تخدع بهذا الشعار الذي خفيت حقيقته، وزورت هويته، وجاء عبر الصوت والصورة والكلمة، وقد كان من قبل يأتي عبر الجندي والدبابة والطائرة والقنبلة، هذه الحرب الجديدة بشعارها المستحدث الجميل، يعني أو يزعم أو يصور أن العالم سيغدو متحداً يحمل ملامح متشابهة، ويحكمه نمطٌ اقتصاديٌ واحد، هو نمط اقتصاد السوق الرأسمالي الغربي، وتقوم مناهج التربية والتعليم فيه على أساسٍ واحد هو أساسٌ غربي صرف، بمعنى فصل الدين عن الحياة والتربية، وما ظنكم لو أن شعباً أو أمةً أو دولةً أرادت أن تستقل أو تنفصل أو تسير بركاب أمتها وشعبها في مساره، بعيداً عن هذه العولمة، وبعيداً عن هذا التحدي، فالويل لها إن صراحة أو ضمناً، إن تلميحاً أو تلويحاً، إن تصريحاً أو كناية، إذا جاهد شعبٌ بإعلان انتمائه واتباعه لأنماط سلوكٍ اقتصاديٍ أو تربويٍ أو تشريعيٍ أو إعلاميٍ يخالف ما أراده الغرب في ظل هذه العولمة المعاصرة، شنوا عليه النكير، شن عليه الغرب بدوله الثمان أو العشر أو الأكثر أو الأقل، شنوا عليه النكير، بدعوى مخالفة بقية القطيع البشري، والشذوذ عن الأعراف الدولية، وما يسمى بحقوق الإنسان، ألا تعلمون أنكم في هذه البلاد ومنذُ زمنٍ ليس بالقليل محل الرفض، ومحل عدم الرضا، ومحلُ عدم القناعة، من أجل ماذا؟
من أجل سارقٍ تقطع يده، أو مجرمٍ قاتلٍ سفاكٍ يقطع رأسه، أو لأجل حدٍ من حدود الله يقام، لا تزالون إلى هذه الساعة صورةً مرفوضةً أمام الغرب، ولقد رأيتُ بأم عيني مجلةً ألمانية اسمها مجلة سبيجل على غلافها صورة ميدان الصفاء بجوار الجامع الكبير، وصورة الصياح الذي قطع رأس مجرمٍ قد تدحرج رأسه قريباً من جثته، والدماء سائلةٌ من جثة ذلك المجرم، وقد عبروا بكلماتهم الغربية وعباراتهم الحاقدة، كيف يجوز هذا في عصر العلم والحضارة؟!
أيها الأحبة في الله: إن العولمة ما هي إلا استمرارٌ لتحركات الغرب لإخضاع الآخرين، هي هي تلك التحركات التي بدأت بغزوات الإسكندر المقدوني ، أو تحركات الصليبين الغزاة، مروراً بكل حربٍ خاضها الإسلام مع الشرك والجاهلية، وانتهاءً إلى معركتنا الكبرى اليوم مع الإمبريالية الحديثة، وما تخلل ذلك من التحركات والمطلوب أيها الأحبة:
ألا يستسلم أبناء المسلمين، وألا تستسلم أمة الإسلام، وألا تخدع بهذا الشعار الذي خفيت حقيقته، وزورت هويته، وجاء عبر الصوت والصورة والكلمة، وقد كان من قبل يأتي عبر الجندي والدبابة والطائرة والقنبلة، هذه الحرب الجديدة بشعارها المستحدث الجميل، يعني أو يزعم أو يصور أن العالم سيغدو متحداً يحمل ملامح متشابهة، ويحكمه نمطٌ اقتصاديٌ واحد، هو نمط اقتصاد السوق الرأسمالي الغربي، وتقوم مناهج التربية والتعليم فيه على أساسٍ واحد هو أساسٌ غربي صرف، بمعنى فصل الدين عن الحياة والتربية، وما ظنكم لو أن شعباً أو أمةً أو دولةً أرادت أن تستقل أو تنفصل أو تسير بركاب أمتها وشعبها في مساره، بعيداً عن هذه العولمة، وبعيداً عن هذا التحدي، فالويل لها إن صراحة أو ضمناً، إن تلميحاً أو تلويحاً، إن تصريحاً أو كناية، إذا جاهد شعبٌ بإعلان انتمائه واتباعه لأنماط سلوكٍ اقتصاديٍ أو تربويٍ أو تشريعيٍ أو إعلاميٍ يخالف ما أراده الغرب في ظل هذه العولمة المعاصرة، شنوا عليه النكير، شن عليه الغرب بدوله الثمان أو العشر أو الأكثر أو الأقل، شنوا عليه النكير، بدعوى مخالفة بقية القطيع البشري، والشذوذ عن الأعراف الدولية، وما يسمى بحقوق الإنسان، ألا تعلمون أنكم في هذه البلاد ومنذُ زمنٍ ليس بالقليل محل الرفض، ومحل عدم الرضا، ومحلُ عدم القناعة، من أجل ماذا؟
من أجل سارقٍ تقطع يده، أو مجرمٍ قاتلٍ سفاكٍ يقطع رأسه، أو لأجل حدٍ من حدود الله يقام، لا تزالون إلى هذه الساعة صورةً مرفوضةً أمام الغرب، ولقد رأيتُ بأم عيني مجلةً ألمانية اسمها مجلة سبيجل على غلافها صورة ميدان الصفاء بجوار الجامع الكبير، وصورة الصياح الذي قطع رأس مجرمٍ قد تدحرج رأسه قريباً من جثته، والدماء سائلةٌ من جثة ذلك المجرم، وقد عبروا بكلماتهم الغربية وعباراتهم الحاقدة، كيف يجوز هذا في عصر العلم والحضارة؟!
أيها المسلمون! إن أمة الإسلام على اختلاف درجات تمسكها بدينها تواجه حرباً، ولن يرضى الغرب أو الأعداء بقليلٍ أو كثيرٍ أو نوعٍ من التساهل والمجاملة، لكنهم لا يرضون إلا بالتبعية .. لا يرضون إلا بالذنبية .. لا يرضون إلا بمبدأ القردة والببغاوات .. التقليد والترديد، وما سوى ذلك فمرفوض، قال الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].
أيها الأحبة: وتشن هذه الحرب الشرسة، بالعبارة الحريرية الناعمة، عبارة العولمة تحت شعار حقوق الإنسان، تحت عبارة الشذوذ والمخالفة للأعراف الدولية، والويل كل الويل، الويل جملةً أو الويل تفصيلاً أو الويل تدريجاً أو الويل مجزأً أو متفرقاً، من جانبٍ واحدٍ أو من جوانبٍ شتى، الويل لأمةٍ تخالف ما أراده الغرب، وتخالف ما سنته وشرعته من قوانينها، نعم -أيها الأحبة- من خالف ذلك -في زعمهم- فهو أصوليٌ إرهابيٌ متطرفٌ لا يمكن أن يعيش في هذا العصر، ولا ينبغي أن تبقى له بقيةٌ أو تقوم له قائمة.
يا أيها المسلمون: إن معركة العولمة قائمةٌ ولا يزال شرها يسري ويجري، وما مؤتمرات السكان التي عقدت في القاهرة وفي بكين إلا مؤتمراتٌ تحضيرية، وجسُ نبضٍ لإعداد قوانين رادعةٍ في المستقبل، تسلط على كل سلوك مخالف، وتردع كل من يخالف شريعة الغرب في إباحية السلوك الجنسي قبل الزواج، وإباحية الإجهاض والتحديد القسري للنسل، بل وإكرام وتدليل الشاذين جنسياً، ومنع أي لونٍ من ألوان التمييز منهم أو الإنكار لسلوكهم، بل وكل من تحدثه نفسه لمعارضة هؤلاء الشاذين، عوقب وجرى إقصاؤه عن بقية القطيع البشري تماماً تماماً كما جرى لدعاة الفضيلة الأوائل، وذكر القرآن شأنهم في خبر قوم لوط: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56].
أصحاب قرية العولمة، يقولون لكل طاهر، ولكل عفيف، ولكل مسلم، ولكل متمسكٍ بالشرع، ولكل مقيمٍ للحج، ولكل من يصر على فصل الرجال عن النساء، يقولون له المقالة الأولى: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56] أخرجوهم من عالم العصر والحضارة والمدنية والتقنية، واجعلوهم هنوداً حمر أو متخلفين في ذاكرة التاريخ وعصوره الحجرية، هل تدركون هذه الحرب؟
هل يعلم شبابنا بهذه القضية؟ شبابنا الذين أهلكوا أوقاتهم أمام قنواتٍ فضائية وقنوات غنائية، وقصص غرامية، ومغامرات ومطاردات ومصارعات غريبة وعجيبة، هل يدرك شبابنا حجم هذا التحدي وحجم هذه المعركة المعاصرة؟ إن القليل من القليل يدركون ذلك:
وقد كانوا إذا عدو قليلاً فقد صاروا أقل من القليل |
عقد مؤتمرات تحت مسمى العولمة
العولمة ووسيلة الإنترنت
نعم أيها الأحبة: إن من أخطر ما في هذه الشبكة هذه الصور الجنسية الإباحية التي ضج منها ليس علماء الإسلام وحدهم، بل سبقهم وشكى من ذلك علماء الغرب وقساوسة الكنيسة، وبعض رجالات التربية الذين يقولون: هذا خطرٌ مدمر:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً وأن المنايا قد غدون أمانيا |
إن هذه الشبكة تنقل كل ما يريد البعض بثه، وعنها تغيب الرقابة أو السيطرة، إن هذه الشبكة جد مغرية؛ لأنها وسيطٌ إعلامي، ودليلٌ تعليمي حديث جداً، يتزايد الإقبال على هذه الشبكة في أوساط الشباب حتى أصبحت وكأنها صرعةٌ أو موضة، بل أداةٌ لتحديد حداثة الإنسان وتقدميته، بل وربما تصبح غداً أداة لتحديد من يعيش في هذا العصر أو لا، وهي في كثيرٍ من الدول توجد حتى في صفوف وفصول المدارس الابتدائية، فينشأ عليها الطفل من سنوات حياته الأولى، وتصبح جزءاً من حياته، وهاجساً له، ومصدراً دائماً يتلقى منه العلم وأنماط وقواعد التوجيه ولسهولة التعامل مع هذه الشبكة، ربما اتخذها الطالب أو الشاب وسيلةً ومصدراً للمعلومات والمعارف بل وبدون شعورٍ منه، تصبح هذه الشبكة مصدره في السلوك والتصرف.
ألا تعلمون أن من أراد أن يطلع على شيءٍ وهو يملك خطاً مباشراً إلى هذه الشبكة، فلا عليه إلا أن يعطي هذه الشبكة أو أن يعطي هذا الجهاز الحاسب أمراً للاتصال بالشبكة، ويقول له: ابحث لي عن كذا، ثم لا تلبث هذه الشبكة، أن تمده عبر جهازه بملايين المعلومات بل والصور والكلمات، ومن هنا اختل مصدر التلقي، فما بالكم بمن يأخذ الإسلام عن هذه الشبكة؟ وما بالكم بمن يأخذ الحلال والحرام عن هذه الشبكة؟ وما بالكم بمن يرى أن الحسن والقبيح هو ما رآه حسناً أو قبيحاً في هذه الشبكة؟ إن الأمر ليس بخطير فقط، بل إن بعض المسلمين اليوم أصبحوا لا يعرفون أين المعركة، ولا أين أبوابها، ولا أين مسرحها، ولا أين ميدانها، وذلك وايم الله في غاية الخطورة ولا حول ولا قوة إلا بالله!
نحن لا ننكر أيها الأحبة! أن شبكة الإنترنت وإن كان فيها ما فيها من الشر، فهي أيضاً لا تخلو من فوائد نافعة ومن أساليب منتجة، ولكن لا يتعامل مع السلاح إلا من هو خبيرٌ به، أما إذا تعامل مع سلاح المعلومات هذه، فجاهلٌ لا يفقه أو لا يحسن التعامل والتمييز بين الغث والسمين، فإن ذلك من أخطر الأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله!
القنوات الفضائية وسيلة للعولمة
إنها قنواتٌ تجعل الأبرياء يفتحون صدورهم لخناجر الغزاة، بل ويلبسون أثواب الغزاة، ويحبونهم في الوقت الذي تتمكن طعنات المجرمين من قلوبهم وصدورهم، وما أكثر الذين يرضون بهذه المعركة، ما أكثر الذين الآن يرون أبناءهم صرعى وقتلى في هذه الحرب الفضائية المدمرة، عبر الشاشة وعبر الطبق الفضائي وهم مع ذلك لا يرضون بل لا يتحملون انقطاع التيار، أما أن ينقطع البث فأمرٌ لا يتحملونه، قد يتحملون غيبة الماء البارد شيئاً، لكن لو انقطع البث اشترى بدل الطبق اثنين وبدل الجهاز جهازين، عجباً لهؤلاء الذين أصبحوا لا يفتئون في تعاطي هذه الحقن المخدرة والمدمرة.
أيها الأحبة: المؤتمرات الدولية والمؤامرات هي التي جعلت النمور الأسيوية ترزح تحت وطأة اضطرابٍ في سياساتها النقدية، وفي أوضاعها الاقتصادية؛ لأن ثمة دول أرادت أن تحذو حذو اليابان في مواجهة المعركة المعاصرة، لتخرج بالمعركة من الدبابة والقنبلة إلى الآلة والمصنع وعوامل الإنتاج، فالتفت الغرب لذلك مبكراً، وأرادوا أن يلقنوها درساً لا تنساه هي، بل لا ينساه كل من أراد أن يخرج من دور الحلقات المفرغة في إطار التبعية والبقاء في حاجة إلى الغرب، وكل مجموعةٍ إسلامية أرادت أن تنهض وأن تظهر، وأن تكبر في ظل استثماراتٍ إسلاميةٍ نظيفةٍ طاهرةٍ نقية فالويل لها من الغرب أيضاً، وسرعان ما توجه لها أنواع التهم مباشرةً أو بواسطة العملاء، ليقال إنها شبكات لتمويل الإرهاب، لماذا؟ لا يريد الغرب أن ينقطع الربا عن الأرض، لا يريد الغرب أن يستمتع الناس باستثمارٍ حلال ولقمةٍ حلال وتجارةٍ حلال، وتصنيعٍ وإنتاجٍ حلال، لا يريدون ذلك أبداً، والمقام يضيق عن ذكر الشواهد.