فتنة النساء


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد أيضاً:

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر)، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان الذي امتن الله عليه بعصمته من الفتن، وبتثبيته إذا ابتلي بالصبر، فإنه هو السعيد حق السعادة، فكلمة الفتن تنصرف في أذهاننا إلى فتن آخر الزمان، وما يكون من أشراط الساعة.

لكن الفتن منها هذا القسم بلا شك، وقد بدت ولاحت كثير من علامته، ومنها فتن موجودة مع البشر بحكم كونهم بشراًً، سواء في ذلك فتنة الشهوات، أو فتنة الشبهات، وأشد فتنة من فتن الشهوات هي الفتنة بالنساء، فمن ثم اختصت هذه الفتنة بكثير من التحذير والاحتياط، والتنبيه على لسان الشرع الشريف.

تحذير الشرع من خطر الفتنة بالنساء

كان الإشفاق من وبال هذه الفتنة أشد ما خامر قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشد ما أشفق منه على أمته، وفي سبيل تحذير هذه الأمة من خطر هذه الفتنة ألقى على السابقين الأولين من المسلمين كلمته خالدة: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

بين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كيف أن الافتتان بالمرأة قد يؤدي إلى إحباط عمل من أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل، ألا وهو الهجرة إلى الله سبحانه, وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأشار القرآن الكريم إلى خطر فتنة المرأة فقال سبحانه وتعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14] فقدم سبحانه وتعالى على رءوس هذه الفتن كلها فتنة النساء لعراقتهن في هذا الباب؛ ولأن أكثر الرجال إنما دخل عليهم الخلل من قبل هذه الشهوة، لعله لأجل ذلك أيضاً قدم الله سبحانه وتعالى المرأة على الرجل في قوله عز وجل: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2] لأن دواعي الفتنة قد تكون من جانب المرأة إذا تساهلت في هذا أكثر منها من جانب الرجل، في حين قدم الرجل في السرقة لأنه هو الحريص على جمع المال؛ لأنه المسئول عن النفقة فقدم سبحانه وتعالى الرجل فقال: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ [المائدة:38] ، أما في الزنا فإن الخلل إذا أتى من قبل المرأة تكون الفتنة أشد.

وقال سبحانه وتعالى حاكياً عن عزيز مصر قوله: إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف:28] ، ثم حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتنة المرأة ونصح لأمته في هذا الباب أعظم النصح فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) قال بعض العلماء: المعنى المتبادر من هذا الحديث أنه ما دامت المرأة في خدرها لم يطمع فيها الشيطان وفي إغواء الناس، فإذا خرجت المرأة من بيتها الذي هو قرارها ومستقرها طمع فيها الشيطان وأطمع فيها الناس؛ لأنها حبائله.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (استشرفها الشيطان) أصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب حينما تريد أن تطل على شيء بعيد.

يقول المنذري : يستشرفها الشيطان أي ينتصب ويرفع بصره إليها، ويهم بها؛ لأنها قد تعاطت سبباً من أسباب تسلطه عليها، وهو خروجها من بيتها. وهذا في حق شياطين الجن، فما بالك بشياطين الإنس في هذا العصر الذين هم أضر على المرأة من ألف شيطان جني، حيث إن أغلب هؤلاء الشباب لا مروءة عندهم ولا دين ولا شرف، ويتعرضون للنساء بشكل مفجع وهيئة تدل على خساسة ودناءة وانحطاط، فلا شك أن فتنة هؤلاء الشباب بهذه المرأة إذا خرجت -خاصة إذا خرجت أيضاً متبرجة- شديدة.

وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أيضاً: إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس، فيستشرفها الشيطان فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضاً أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد، وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها.

فأعظم أنواع العبادة وأعلى درجات الحجاب أن تعبد المرأة ربها في داخل حدود بيتها، كما أمر الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] .

فتنة نساء بني إسرائيل

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). أوغل بنو إسرائيل في المعاصي، وتفنن نساؤهم في فتنة الرجال؛ لذلك حذرنا النبي عليه السلام من هذه الفتنة، وقرن هذه الأمة ببني إسرائيل مباشرة؛ لأنها أكبر الأمم التي سبقتنا، والقرآن يربط بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبين هذه الأمة وبني إسرائيل. وعلى أي الأحوال فإن نساء بني إسرائيل أوغلن في المعصية. ومن مظاهر تفننهن تفنن نساء بني إسرائيل في فتنة الرجال ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله: (كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وخاتماً من ذهب مغلق مطبق ثم حشته مسكاً، وهو أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها فقالت: بيدها هكذا) يعني جعلت في هذا الخاتم مسكاً ثم جعلت له شيئاً مثل الغطاء فإذا مرت بمجلس رجال وأرادت أن تفتنهم حركت هذا الغطاء حتى تفوح هذه الريح، وفي رواية: (فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فتمسح ريحه أو فتنفخ ريحه) فينشر ريحه في الجو لتفتن بهذا الطيب الرجال. أيضاً هذه المرأة كانت قصيرة، وكانت ستظهر قصيرة إذا مشت مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وهو يشبه ما يسمى الآن بالكعب العالي، حتى تبدو طويلة، وهي في الحقيقة قصيرة.

حكم صلاة النساء في المساجد إذا خشيت الفتنة

روى عروة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: (كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلاً من خشب يتشرفن للرجال في المسجد، فحرم الله عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة) تبين عائشة أن نساء بني إسرائيل كن يصلين في المسجد مع الرجال، فإذا كان للمرأة خليل وتريد أن يعرفها وسط النساء تتخذ رجلين من خشب حتى تتطول لخليلها فيراها، فيتشرفن للرجال في المسجد عن طريق هذه الأحذية العالية، فحرم الله عليهن المساجد، وسلطت عليهن الحيضة.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان الرجال والنساء من بني إسرائيل يصلون جميعاً، فكانت المرأة إذا كان لها خليل، تلبس القالبين أو القالبين -بالفتح أو الكسر وهو نعل من خشب كالقبقاب -تطول بهما لخليلها فألقى الله عليهن الحيض.

فكان ابن مسعود يقول: أخرجوهن من حيث أخرجهن الله. يعني: إذا سلك النساء المسلمات نفس هذا المسلك فأخرجوهن من المساجد كما أخرج الله نساء بني إسرائيل من قبل.

وفي لفظ آخر: فأخروهن حيث أخرهن الله. يعني: باعدوا بينهن وبين الرجال.

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت فيما روته عنها عمرة بنت عبد الرحمن : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعته نساء بني إسرائيل، قيل لـعمرة: أومنعن؟ قالت: نعم. أي أن نساء بني إسرائيل منعن لما أحدثن الزينة والتبرج داخل المساجد.

أيضاً النساء اللائي يحضرن عقود القران وبعض الاحتفالات في المساجد في منتهى التبرج والتهتك لا شك أن لهن نصيباً من مثل هذه الزواجر.

يقول الإمام الكرماني رحمه الله تعالى: فإن قلت: من أين علمت عائشة رضي الله تعالى عنها هذه الملازمة، والحكم بالمنع وعدمه ليس إلا لله تعالى، يعني: كيف تجزم عائشة بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لو رأى ما أحدثته النساء من الزينة لمنعهن من المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل؟

قال: قلت: مما شاهدت من القواعد الدينية المقتضية لحسم مواد الفساد.

جاء في كتب بني إسرائيل -حتى الكتب التي لا زالت بين أيديهم مع تحريفها- ما يشير إلى وقوع هذا العقاب الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد جاء في الإصحاح الثالث من سفر أشعيا : (إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهاة برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهمة والحلق والأساور والبراقع والعصائب)، وفي هذا أن النقاب له أصل في التوراة والإنجيل، وأن النساء كن يتنقبن في الأمم السابقة، بدليل قوله: (والبراقع)، وإن كنا لا نحتاج لكتبهم؛ وإنما هذا كنوع من الشاهد يستأنس به.

فنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع بعض نساء أمته في نفس هذه الكبيرة، وذكرهن بأسوأ مصير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) فيريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أن مثل هؤلاء النساء بعيدات عن الجنة حتى لا يجدن ريح الجنة فضلاً عن أن يدخلنها.

وصفة هؤلاء النساء أنهن كاسيات عاريات، وفي العصور السابقة كان العلماء يختلفون في معنى (كاسيات عاريات) أما في هذا الزمان فأصبحنا لا نحتاج لشرح الحديث مما نراه من تطبيق هذه الأحاديث حتى ممن يزعمن أنهن محجبات وهن عين المتبرجات المتهتكات الكاسيات العاريات. (مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة) وهي نوع من الإبل لها سنام.

أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} أوغل بنو إسرائيل في المعاصي، وتفنن نساؤهم في فتنة الرجال، لذلك حذر النبي عليه السلام، وقرن هذه الأمة ببني إسرائيل مباشرة؛ لأنها أكبر الأمم التي سبقتنا، والقرآن يربط بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبين هذه الأمة وبين بني إسرائيل.

وعلى أي الأحوال فإن نساء بني إسرائيل أوغلن في المعصية، كما بين النبي عليه الصلاة والسلام: {فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء}.

من مظاهر تفنن نساء بني إسرائيل في فتنة الرجال ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله: {كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وخاتماً من ذهب مغلق مطبق ثم حشته مسكاً وهو أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها فقالت: بيدها هكذا} يعني جعلت في هذا الخاتم مسكاً ثم جعلت له شيء مثل الغطاء فإذا مرت بمجلس رجال وأرادت أن تفتنهم تحرك هذا الغطاء حتى تفوح هذه الريح، وفي رواية: {فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فتمسح ريحه أو فتنفخ ريحه} فتنتشر في الجو لتفتن بهذا الطيب الرجال.

أيضاً هذه المرأة من صفاتها أنها كانت قصيرة، وكانت ستظهر قصيرة إذا مشت مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وهو يشبه ما يسمى الآن بالكعب العالي، حتى تبدو به المرأة طويلة وهي في الحقيقة قصيرة.

كان الإشفاق من وبال هذه الفتنة أشد ما خامر قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشد ما أشفق منه على أمته، وفي سبيل تحذير هذه الأمة من خطر هذه الفتنة ألقى على السابقين الأولين من المسلمين كلمته خالدة: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

بين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كيف أن الافتتان بالمرأة قد يؤدي إلى إحباط عمل من أفضل ما يتقرب به إلى الله عز وجل، ألا وهو الهجرة إلى الله سبحانه, وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأشار القرآن الكريم إلى خطر فتنة المرأة فقال سبحانه وتعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14] فقدم سبحانه وتعالى على رءوس هذه الفتن كلها فتنة النساء لعراقتهن في هذا الباب؛ ولأن أكثر الرجال إنما دخل عليهم الخلل من قبل هذه الشهوة، لعله لأجل ذلك أيضاً قدم الله سبحانه وتعالى المرأة على الرجل في قوله عز وجل: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2] لأن دواعي الفتنة قد تكون من جانب المرأة إذا تساهلت في هذا أكثر منها من جانب الرجل، في حين قدم الرجل في السرقة لأنه هو الحريص على جمع المال؛ لأنه المسئول عن النفقة فقدم سبحانه وتعالى الرجل فقال: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ [المائدة:38] ، أما في الزنا فإن الخلل إذا أتى من قبل المرأة تكون الفتنة أشد.

وقال سبحانه وتعالى حاكياً عن عزيز مصر قوله: إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف:28] ، ثم حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتنة المرأة ونصح لأمته في هذا الباب أعظم النصح فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) قال بعض العلماء: المعنى المتبادر من هذا الحديث أنه ما دامت المرأة في خدرها لم يطمع فيها الشيطان وفي إغواء الناس، فإذا خرجت المرأة من بيتها الذي هو قرارها ومستقرها طمع فيها الشيطان وأطمع فيها الناس؛ لأنها حبائله.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (استشرفها الشيطان) أصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب حينما تريد أن تطل على شيء بعيد.

يقول المنذري : يستشرفها الشيطان أي ينتصب ويرفع بصره إليها، ويهم بها؛ لأنها قد تعاطت سبباً من أسباب تسلطه عليها، وهو خروجها من بيتها. وهذا في حق شياطين الجن، فما بالك بشياطين الإنس في هذا العصر الذين هم أضر على المرأة من ألف شيطان جني، حيث إن أغلب هؤلاء الشباب لا مروءة عندهم ولا دين ولا شرف، ويتعرضون للنساء بشكل مفجع وهيئة تدل على خساسة ودناءة وانحطاط، فلا شك أن فتنة هؤلاء الشباب بهذه المرأة إذا خرجت -خاصة إذا خرجت أيضاً متبرجة- شديدة.

وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أيضاً: إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس، فيستشرفها الشيطان فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضاً أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد، وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها.

فأعظم أنواع العبادة وأعلى درجات الحجاب أن تعبد المرأة ربها في داخل حدود بيتها، كما أمر الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). أوغل بنو إسرائيل في المعاصي، وتفنن نساؤهم في فتنة الرجال؛ لذلك حذرنا النبي عليه السلام من هذه الفتنة، وقرن هذه الأمة ببني إسرائيل مباشرة؛ لأنها أكبر الأمم التي سبقتنا، والقرآن يربط بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبين هذه الأمة وبني إسرائيل. وعلى أي الأحوال فإن نساء بني إسرائيل أوغلن في المعصية. ومن مظاهر تفننهن تفنن نساء بني إسرائيل في فتنة الرجال ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله: (كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وخاتماً من ذهب مغلق مطبق ثم حشته مسكاً، وهو أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها فقالت: بيدها هكذا) يعني جعلت في هذا الخاتم مسكاً ثم جعلت له شيئاً مثل الغطاء فإذا مرت بمجلس رجال وأرادت أن تفتنهم حركت هذا الغطاء حتى تفوح هذه الريح، وفي رواية: (فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فتمسح ريحه أو فتنفخ ريحه) فينشر ريحه في الجو لتفتن بهذا الطيب الرجال. أيضاً هذه المرأة كانت قصيرة، وكانت ستظهر قصيرة إذا مشت مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وهو يشبه ما يسمى الآن بالكعب العالي، حتى تبدو طويلة، وهي في الحقيقة قصيرة.

روى عروة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: (كن نساء بني إسرائيل يتخذن أرجلاً من خشب يتشرفن للرجال في المسجد، فحرم الله عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة) تبين عائشة أن نساء بني إسرائيل كن يصلين في المسجد مع الرجال، فإذا كان للمرأة خليل وتريد أن يعرفها وسط النساء تتخذ رجلين من خشب حتى تتطول لخليلها فيراها، فيتشرفن للرجال في المسجد عن طريق هذه الأحذية العالية، فحرم الله عليهن المساجد، وسلطت عليهن الحيضة.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان الرجال والنساء من بني إسرائيل يصلون جميعاً، فكانت المرأة إذا كان لها خليل، تلبس القالبين أو القالبين -بالفتح أو الكسر وهو نعل من خشب كالقبقاب -تطول بهما لخليلها فألقى الله عليهن الحيض.

فكان ابن مسعود يقول: أخرجوهن من حيث أخرجهن الله. يعني: إذا سلك النساء المسلمات نفس هذا المسلك فأخرجوهن من المساجد كما أخرج الله نساء بني إسرائيل من قبل.

وفي لفظ آخر: فأخروهن حيث أخرهن الله. يعني: باعدوا بينهن وبين الرجال.

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت فيما روته عنها عمرة بنت عبد الرحمن : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعته نساء بني إسرائيل، قيل لـعمرة: أومنعن؟ قالت: نعم. أي أن نساء بني إسرائيل منعن لما أحدثن الزينة والتبرج داخل المساجد.

أيضاً النساء اللائي يحضرن عقود القران وبعض الاحتفالات في المساجد في منتهى التبرج والتهتك لا شك أن لهن نصيباً من مثل هذه الزواجر.

يقول الإمام الكرماني رحمه الله تعالى: فإن قلت: من أين علمت عائشة رضي الله تعالى عنها هذه الملازمة، والحكم بالمنع وعدمه ليس إلا لله تعالى، يعني: كيف تجزم عائشة بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لو رأى ما أحدثته النساء من الزينة لمنعهن من المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل؟

قال: قلت: مما شاهدت من القواعد الدينية المقتضية لحسم مواد الفساد.

جاء في كتب بني إسرائيل -حتى الكتب التي لا زالت بين أيديهم مع تحريفها- ما يشير إلى وقوع هذا العقاب الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد جاء في الإصحاح الثالث من سفر أشعيا : (إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهاة برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهمة والحلق والأساور والبراقع والعصائب)، وفي هذا أن النقاب له أصل في التوراة والإنجيل، وأن النساء كن يتنقبن في الأمم السابقة، بدليل قوله: (والبراقع)، وإن كنا لا نحتاج لكتبهم؛ وإنما هذا كنوع من الشاهد يستأنس به.

فنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع بعض نساء أمته في نفس هذه الكبيرة، وذكرهن بأسوأ مصير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) فيريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين أن مثل هؤلاء النساء بعيدات عن الجنة حتى لا يجدن ريح الجنة فضلاً عن أن يدخلنها.

وصفة هؤلاء النساء أنهن كاسيات عاريات، وفي العصور السابقة كان العلماء يختلفون في معنى (كاسيات عاريات) أما في هذا الزمان فأصبحنا لا نحتاج لشرح الحديث مما نراه من تطبيق هذه الأحاديث حتى ممن يزعمن أنهن محجبات وهن عين المتبرجات المتهتكات الكاسيات العاريات. (مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة) وهي نوع من الإبل لها سنام.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} أوغل بنو إسرائيل في المعاصي، وتفنن نساؤهم في فتنة الرجال، لذلك حذر النبي عليه السلام، وقرن هذه الأمة ببني إسرائيل مباشرة؛ لأنها أكبر الأمم التي سبقتنا، والقرآن يربط بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبين هذه الأمة وبين بني إسرائيل.

وعلى أي الأحوال فإن نساء بني إسرائيل أوغلن في المعصية، كما بين النبي عليه الصلاة والسلام: {فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء}.

من مظاهر تفنن نساء بني إسرائيل في فتنة الرجال ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله: {كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وخاتماً من ذهب مغلق مطبق ثم حشته مسكاً وهو أطيب الطيب، فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها فقالت: بيدها هكذا} يعني جعلت في هذا الخاتم مسكاً ثم جعلت له شيء مثل الغطاء فإذا مرت بمجلس رجال وأرادت أن تفتنهم تحرك هذا الغطاء حتى تفوح هذه الريح، وفي رواية: {فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فتمسح ريحه أو فتنفخ ريحه} فتنتشر في الجو لتفتن بهذا الطيب الرجال.

أيضاً هذه المرأة من صفاتها أنها كانت قصيرة، وكانت ستظهر قصيرة إذا مشت مع امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب، وهو يشبه ما يسمى الآن بالكعب العالي، حتى تبدو به المرأة طويلة وهي في الحقيقة قصيرة.

قد يقع الافتتان بالمرأة من وجه آخر، وذلك إذا سحرت المرأة لب الرجل وزينت له ترك الواجب أو فعل الحرام، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن). لهذا يقول بعض الشعراء: إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أَركانا قال الله عز وجل مبيناً هذا النوع الخفي الدقيق من الفتنة بالمرأة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التغابن:14-15]. قال المفسرون: نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه فقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق لهم فيقيم ويقعد عن الجهاد، فنزلت الآية منبهة لذلك محذرة من الركون إلى الأزواج والأولاد. وروي أنها نزلت في رجال أسلموا من أهل مكة، وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما هاجروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد زمان طويل ورأوا الناس قد فقهوا في الدين، هموا أن يعاقبوا أولادهم ونساءهم الذين كانوا يمنعونهم من الهجرة مبكراً. فكان أحدهم يقول: لأرجعن إلى الذين كانوا ينهون عن هذا الأمر فلأفعلن ولأفعلن، فأنزل الله عز وجل: ((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)). يقول العلماء رحمهم الله: هذا يبين وجه العداوة، فإن العدو لم يكن عدواً لذاته -أي أن الأزواج والأولاد في مثل هذه الحالة ليسوا بأعداء على الحقيقة- وإنما كان عدواً لفعله، فإذا فعلت الزوجة والولد فعل العدو كانوا هم العدو، ولا فعل أقبح من الحيلولة بين العبد وبين طاعة ربه عز وجل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان قعد لابن آدم في طريق الإيمان فقال: أتؤمن وتذر دينك ودين آبائك؟ فخالفه وآمن، ثم قعد له على طريق الهجرة فقال له أتهاجر وتترك مالك وأهلك؟ فخالفه فهاجر، ثم قعد له على طريق الجهاد، فقال له: أتجاهد فتقتل نفسك، وتنكح نساؤك، ويقسم مالك؟ فخالفه فجاهد فقتل، فحق على الله أن يدخله الجنة). وقعود الشيطان الوارد في الحديث يكون بوجهين: أحدهما: بالوسوسة. الثاني: أن يحمله على ما يريد من ذلك الزوجة والولد والصاحب. فإما أن يوسوس لك الشيطان مباشرة بهذه الأشياء، أو يسلط عليك الزوجة أو الولد فينطق على لسانهم بما يريد من تثبيطك عن طاعة الله عز وجل، يقول الله عز وجل: وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ [فصلت:25]. وكما أن الرجل يكون له ولده وزوجته عدواً كذلك المرأة يكون لها زوجها وولدها عدواً بهذا المعنى بعينه، فإن قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ)) يشمل الرجال ويشمل النساء، فالمرأة يمكن أن تفتن الرجل في دينه، وكذلك الرجل يمكن أن يكون عدواً للمرأة يفتنها في دينها بنفس هذا المعنى، فيفعل فعل العدو، فقوله تعالى: (( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )) يدخل فيه الذكر والأنثى، وهذه الآية عامة في كل معصية يرتكبها الإنسان بسبب الأهل والولد، ومن ذلك أن يبكي الأولاد يريدون جهاز التلفزيون كما أن أولاد الجيران عندهم جهاز تلفزيون، فيأتي ويقول: الأولاد بكوا وضغطوا علي وما استطعت أن أفعل شيئاً، وهذا أحسن من أن يذهبوا بيوت الجيران وينظروا عندهم، وهكذا كأنه سلطان بلا تاج، وكأنه لن يسأل عن هذه الرعية التي يهلكها بنفسه! ومن ذلك السكوت على الزوجة والأولاد إذا قعدوا عن فريضة من فرائض الله كالصلاة والصيام وغيرها، أو ارتكبوا معصية من معاصي الله تبارك وتعالى. ومن ذلك: إقرار الزوجة والبنات على التبرج والتكشف والسفور والاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، وسماع آلات اللهو، وإقرار النساء على مخالطة المتبرجات، ومماشاتهن في الشوارع والطرقات، ومجالستهن في المجامع والضيافات. قال العلماء: إن في النساء فتنتين، وفي الأولاد فتنة واحدة. أما الفتنتان اللتان في النساء: فإحداهما: أن تؤدي إلى قطع الرحم؛ لأن المرأة تأمر زوجها بقطع الأمهات والأخوات، وإذا لم يتفطن لهذه المحاذير فإنه ربما طاوع امرأته حتى أدت هذه المطاوعة إلى أن يقطع رحمه من أمهات أو أخوات .. إلى آخره. الفتنة الثانية في الزوجة: أن يبتلى بجمع المال لها من الحلال أو الحرام. أما الأولاد فالفتنة فيهم واحدة، وهي أنه ابتلي بجمع المال من أجلهم. فإذا بحث الإنسان عن ذات الدين، سلم له دينه؛ لذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وشدد في الوصية وقال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)؛ لأن المرأة إما أن تكون ستراً من النار، أو تكون هي النار بعينها، أو السبب المؤدي للإنسان إلى النار إذا لم يلتفت لهذه الفتنة.