الحسد الوقاية والعلاج [1]


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

انتهينا في تفسير سورة الفلق إلى قوله عز وجل: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:5]. وتكلمنا على تفاصيل كلما يتعلق بأمر الحسد، وذمه وأنواعه.. إلى آخره، وبقي ما يحترز به من الحسد، فهذا يكون قبل وقوعه، أو بعد وقوعه، فأما قبل وقوعه يحترز به بما يمكن أن نسميه: الوقاية، أو الحرز الذي يقي ويمنع وقوعه أصلاً، أما ما بعد ذلك فيكون العلاج، فالعلاج يتعلق بالحاسد نفسه أي: كيف يعالج نفسه من هذا الداء الخبيث، ثم بالمحسود وقد وقع به هذا الشر فكيف يعالج من هذا الشر؟!

من وسائل الوقاية من الحسد قبل وقوعه كتمان الأمور عن الحاسد

مما يتوقى به شر الحاسد كتمان الأمور عنه قبل إنجازها، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه معاذ بن جبل رضي الله عنه: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود). وفي لفظ الطبراني : (استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان فإن ..).

هذه فاء السببية وفاء العلة، (فإن كل ذي نعمة محسود). فالمقصود (إنجاح الحوائج). يعني: من جلب نفع، أو دفع ضرر.

وقد سبق الكلام في معنى هذا الحديث، والجمع بينه وبين ما ثبت في القرآن من قوله سبحانه وتعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]. معلوم أن التحدث بالنعمة واجب على النبي صلى الله عليه وسلم، ومستحب أي: جائز في حق من خشي على نفسه العزة، والتكبر على عباد الله، فمن أمن من ذلك جاز له هذا الأمر.

كذلك التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى لا يتعارض مع هذا الحديث؛ لأن هذا فيه إرشاد إلى إنجاح الحوائج والكتمان قبل إتمامها، فأي مجموعة من الناس أو فئة من الناس تتعاون على مصلحة من المصالح فينبغي أن تتكتم أمرها حتى يتم لها أمرها، فبعد ذلك يتحدث الإنسان بهذه النعمة.

أو يكون المقصود الكتمان إذا خشي الحسد، فإذا أمن فلا بأس أن يظهر نعمة الله عليه، أما إذا خشيه أو خافه فليكتم أخذاً بهذا الحديث، فموضع القدر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها، أو إذا أمن الحسد: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود).

وقيل: (إذا سرك أن تسلم من الحاسد فغم عليه أمرك) إذا عرفت هذا الإنسان بهذا الشر الخبيث فغم عليه أمرك واكتمه عنه اتقاء شره.

من وسائل الوقاية من الحسد قبل وقوعه اجتناب الحاسد والبعد عنه

كذلك من وسائل الوقاية من هذا الشر والاحتراز منه: اجتناب الحاسد، والبعد عنه؛ لأنه لا يوجد أمان من الحسود أحرز من البعد عنه؛ لأنه مادام مشرفاً على ما خصصت به دونه لم يزده ذلك إلا وحشة، وسوء ظن بالله، ونماءً للحسد فيه.

فالعاقل يقوم على إماتة الحسد بما قدر عليه، وأحرص منه على تربيته، فإماتته تكون باجتناب الحسود، والبعد عنه، أما ملازمته، فيكون فيها تربية له، ونماء لسوء ظنه بالله، واعتراضه على قضائه، ولا يوجد لإماتة الحسد دواءً أحسن من البعاد، فإن الحاسد ليس يحسدك على عيب فيك، ولا على خيانة ظهرت منك، ولكن يحسدك بما ركب فيك وبما ركب فيه هو من رد الرضا بالقضاء.

كما قال العتبي :

أفكر ما ذنبي إليك فلا أرى لنفسي جرماً غير أنك حاسد

لم يرتكب جرماً في حقه سوى أنه خبيث الطبع.

وقال غيره:

ليس للحاسد إلا ما حسد وله البغضاء من كل أحد

وأرى الوحدة خيراً للفتى من جليس السوء فانهض إن قعد

من وسائل الوقاية من الحسد قبل وقوعه حبس العائن ومنعه من مخالطة الناس

ومن وسائل الوقاية والاحتراز من شر الحاسد الخبيث: أن على الإمام المسلم أن يمنع العائن من مخالطة الناس، فإذا عرف الإنسان بتمكن هذه الخاصية القبيحة فيه، وهذه الصفة الرديئة، فللإمام أن يمنعه من مخالطة الناس، فقد نقل الإمام ابن بطال عن بعضهم أنه أفتى بمنع العائن من مداخلة الناس، وأمره بلزوم بيته؛ لأنه كالمجذوم، بل هو أولى، فإذا كان للحاكم أن يمنع الشخص الذي يصاب بداء الجذام من الاختلاط بالناس، فالحاسد أولى أن يمنعه الإمام من مخالطة الناس. فإن كان هذا الحاسد أو المجذوم فقيراً فإن الإمام يجري عليه النفقة من بيت المال مقابل حبسه في بيته. قال الإمام النووي معلقاً على هذا: وهو صحيح متعين لا يعرف عن غيره التصريح بخلافه. وقال الحافظ ابن حجر معلقاً أيضاً: فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر بمنعه من مخالطة الناس، وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور صلاة الجماعة. فإذا كان يمنع الشخص الذي يتعاطى الثوم -وربما يدخل في هذا الزمان ذلك الدخان الخبيث، كالسجائر التي يتعاطاها بعض الناس، ويأتون المساجد فيؤذون المصلين ويؤذون الملائكة بتلك الريح المنتنة- فالحاسد منعه أولى وأولى.

من وسائل الوقاية من الحسد قبل وقوعه أن على الإمام حبس العائن ومنعه من مخالطة الناس

كذلك من وسائل الوقاية والاحتراز من شر الحاسد الخبيث: أن على الإمام المسلم أن يمنع العائن من مخالطة الناس، إذا عرف الإنسان بتمكن هذه الخاصية القبيحة فيه، وهذه الصفة الرديئة، فللإمام الحاكم أن يمنعه من مخالطة الناس، فقد نقل الإمام ابن بطال عن بعضهم، أنه أفتى بمنع العائن من مداخلة الناس، ولزوم بيته، أو كالمجذوم بل هو أولى، إذا كان الشخص الذي يصاب بداء الجذام أن للحاكم أن يمنعه من الاختلاط بالناس، فالحاسد أولى أن يمنعه الإمام من مخالطة الناس.

فإن كان هذا الحاسد أو المجذوم فقيراً فإنه يجري عليه الإمام النفقة من بيت المال مقابل حبسه في بيته.

قال الإمام النووي معلقاً على هذا: وهو صحيح متعين لا يعرف عن غيره التصريح بخلافه.

وقال الحافظ ابن حجر معلقاً أيضاً: فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر بمنعه من مخالطة الناس، وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور صلاة الجماعة. فإذا كان ضرر الشخص الذي يتعاطى الثوم، وربما يدخل في هذا الزمان ذلك الدخان الخبيث، كالسجائر التي يتعاطاها بعض الناس، ويأتون المساجد فيؤذون المصلين، ويؤذون الملائكة بهذه الريح المنتنة، فالحاسد منعه أولى وأولى.

مما يتوقى به شر الحاسد كتمان الأمور عنه قبل إنجازها، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه معاذ بن جبل رضي الله عنه: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود). وفي لفظ الطبراني : (استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان فإن ..).

هذه فاء السببية وفاء العلة، (فإن كل ذي نعمة محسود). فالمقصود (إنجاح الحوائج). يعني: من جلب نفع، أو دفع ضرر.

وقد سبق الكلام في معنى هذا الحديث، والجمع بينه وبين ما ثبت في القرآن من قوله سبحانه وتعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]. معلوم أن التحدث بالنعمة واجب على النبي صلى الله عليه وسلم، ومستحب أي: جائز في حق من خشي على نفسه العزة، والتكبر على عباد الله، فمن أمن من ذلك جاز له هذا الأمر.

كذلك التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى لا يتعارض مع هذا الحديث؛ لأن هذا فيه إرشاد إلى إنجاح الحوائج والكتمان قبل إتمامها، فأي مجموعة من الناس أو فئة من الناس تتعاون على مصلحة من المصالح فينبغي أن تتكتم أمرها حتى يتم لها أمرها، فبعد ذلك يتحدث الإنسان بهذه النعمة.

أو يكون المقصود الكتمان إذا خشي الحسد، فإذا أمن فلا بأس أن يظهر نعمة الله عليه، أما إذا خشيه أو خافه فليكتم أخذاً بهذا الحديث، فموضع القدر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها، أو إذا أمن الحسد: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود).

وقيل: (إذا سرك أن تسلم من الحاسد فغم عليه أمرك) إذا عرفت هذا الإنسان بهذا الشر الخبيث فغم عليه أمرك واكتمه عنه اتقاء شره.

كذلك من وسائل الوقاية من هذا الشر والاحتراز منه: اجتناب الحاسد، والبعد عنه؛ لأنه لا يوجد أمان من الحسود أحرز من البعد عنه؛ لأنه مادام مشرفاً على ما خصصت به دونه لم يزده ذلك إلا وحشة، وسوء ظن بالله، ونماءً للحسد فيه.

فالعاقل يقوم على إماتة الحسد بما قدر عليه، وأحرص منه على تربيته، فإماتته تكون باجتناب الحسود، والبعد عنه، أما ملازمته، فيكون فيها تربية له، ونماء لسوء ظنه بالله، واعتراضه على قضائه، ولا يوجد لإماتة الحسد دواءً أحسن من البعاد، فإن الحاسد ليس يحسدك على عيب فيك، ولا على خيانة ظهرت منك، ولكن يحسدك بما ركب فيك وبما ركب فيه هو من رد الرضا بالقضاء.

كما قال العتبي :

أفكر ما ذنبي إليك فلا أرى لنفسي جرماً غير أنك حاسد

لم يرتكب جرماً في حقه سوى أنه خبيث الطبع.

وقال غيره:

ليس للحاسد إلا ما حسد وله البغضاء من كل أحد

وأرى الوحدة خيراً للفتى من جليس السوء فانهض إن قعد

ومن وسائل الوقاية والاحتراز من شر الحاسد الخبيث: أن على الإمام المسلم أن يمنع العائن من مخالطة الناس، فإذا عرف الإنسان بتمكن هذه الخاصية القبيحة فيه، وهذه الصفة الرديئة، فللإمام أن يمنعه من مخالطة الناس، فقد نقل الإمام ابن بطال عن بعضهم أنه أفتى بمنع العائن من مداخلة الناس، وأمره بلزوم بيته؛ لأنه كالمجذوم، بل هو أولى، فإذا كان للحاكم أن يمنع الشخص الذي يصاب بداء الجذام من الاختلاط بالناس، فالحاسد أولى أن يمنعه الإمام من مخالطة الناس. فإن كان هذا الحاسد أو المجذوم فقيراً فإن الإمام يجري عليه النفقة من بيت المال مقابل حبسه في بيته. قال الإمام النووي معلقاً على هذا: وهو صحيح متعين لا يعرف عن غيره التصريح بخلافه. وقال الحافظ ابن حجر معلقاً أيضاً: فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر بمنعه من مخالطة الناس، وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور صلاة الجماعة. فإذا كان يمنع الشخص الذي يتعاطى الثوم -وربما يدخل في هذا الزمان ذلك الدخان الخبيث، كالسجائر التي يتعاطاها بعض الناس، ويأتون المساجد فيؤذون المصلين ويؤذون الملائكة بتلك الريح المنتنة- فالحاسد منعه أولى وأولى.

كذلك من وسائل الوقاية والاحتراز من شر الحاسد الخبيث: أن على الإمام المسلم أن يمنع العائن من مخالطة الناس، إذا عرف الإنسان بتمكن هذه الخاصية القبيحة فيه، وهذه الصفة الرديئة، فللإمام الحاكم أن يمنعه من مخالطة الناس، فقد نقل الإمام ابن بطال عن بعضهم، أنه أفتى بمنع العائن من مداخلة الناس، ولزوم بيته، أو كالمجذوم بل هو أولى، إذا كان الشخص الذي يصاب بداء الجذام أن للحاكم أن يمنعه من الاختلاط بالناس، فالحاسد أولى أن يمنعه الإمام من مخالطة الناس.

فإن كان هذا الحاسد أو المجذوم فقيراً فإنه يجري عليه الإمام النفقة من بيت المال مقابل حبسه في بيته.

قال الإمام النووي معلقاً على هذا: وهو صحيح متعين لا يعرف عن غيره التصريح بخلافه.

وقال الحافظ ابن حجر معلقاً أيضاً: فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر بمنعه من مخالطة الناس، وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور صلاة الجماعة. فإذا كان ضرر الشخص الذي يتعاطى الثوم، وربما يدخل في هذا الزمان ذلك الدخان الخبيث، كالسجائر التي يتعاطاها بعض الناس، ويأتون المساجد فيؤذون المصلين، ويؤذون الملائكة بهذه الريح المنتنة، فالحاسد منعه أولى وأولى.

من وسائل علاج الحاسد لنفسه قمع الحاسد أسباب الحسد من داخله

وعلاج الحسد كما ذكرنا ينقسم إلى قسمين: علاج الحاسد نفسه، وعلاج المحسود، أما علاج الحاسد فقل أن ينفع الحاسد دواء، ولا نقول: إنه ميئوس من شفائه؛ لأنه لا يأس من رحمة الله، ولكن من الصعب جداً أن هذا الشخص الذي يدمن على هذه الخاصية الخبيثة أن يوجد له دواء؛ لأنه مترسخ فيه داء الجهل والظلم، وليس يشكو علة سوى زوال النعمة من العباد، إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى، فإن كان الحاسد ذا فهم وذا عقل فدواؤه أن يقمع أسباب الحسد من داخله، سواء الكبر، أو عزة النفس، أو غيرها من الأسباب التي ذكرناها. يقول الإمام ابن المبارك رحمه الله تعالى: كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسدِ فإن في القلب منها عقدة عقدت وليس يفتحها راقٍ إلى الأبدِ إلا الإله فإن يرحم فحل به وإن أباه فلا ترجوه من أحد فلا يرفع هذا الداء إلا برحمة الله سبحانه وتعالى. سئل بعضهم: أي أعدائك لا تحب أن يعود إليك صديقاً؟ أي: أن يتحول بعد ذلك صديقاً؟ فقال: الحاسد الذي لا يرده إلى مودتي إلا زوال نعمتي.

من وسائل علاج الحاسد لنفسه المداواة لنفسه بأدوية نافعة

كذلك الحاسد يداوي نفسه بأدوية نافعة، لكنها مرة، فأعنف الدواء النافع، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم).

رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (انظروا) والمقصود هنا: أمور الدنيا، في الأرزاق والحظوظ وهذه الأشياء، (انظروا إلى من هو أسفل منكم) لكن في الدين تنظر إلى من هو أعلى منك، في قوله تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26].

أما في الدنيا، (فانظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا -أي: لا تحتقروا- نعمة الله عليكم)

من وسائل علاج الحاسد لنفسه أن يعلم أن الإمساك عن الشر صدقة

كذلك على الحاسد أن يعلم أن الإمساك عن الشر صدقة، مجرد أن يكف شره عن أخيه المسلم، هذا في حد ذاته صدقة وفعل حسن، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على كل مسلم صدقة، قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قيل: أرأيت إن لم يستطع، قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة). متفق عليه.

فمجرد إمساكه عن الشر، ومنعه الحسد، يكون صدقة على نفسه.

وفي حديث آخر: (قال: فإن لم أفعل؟ قال: فدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك)، وفي رواية: (تتصدق بها عن نفسك)، وهذا أيضاً متفق عليه.

من وسائل علاج الحاسد لنفسه أن يعلم أن الحسد يضره في الدين والدنيا

كذلك من علاج الحاسد لنفسه: أن يعلم أن الحاسد الحسد يضره في الدين والدنيا، فيعلم أنه يضر نفسه هو في الدين، وفي الدنيا، ولا يتضرر بذلك المحسود؛ لأن هذه المعصية القبيحة -كما ذكرنا- من أقبح المعاصي، كما قال بعض العلماء: أي معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك منه مضرة؟! أي: أن الإنسان يكره راحة أخيه المؤمن، دون أن يعود عليه هذا الأمر بمضره. كذلك المحسود ينتفع في الدين ولا ينضر؛ لأنه مظلوم من جهة هذا الحاسد، لاسيما إذا انضاف إلى حسده الغيبة، وهتك الستر، فهذه كلها تكون هدايا يهديها الحاسد إلى المحسود؛ حيث يأتي يوم القيامة مفلساً محروماً، فيؤخذ من حسناته، وتعطى لهذا المظلوم، فإن فنيت حسناته ولم يبق منها شيء أخذت من سيئات المظلوم، وطرحت عليه، ثم طرح في النار. أيضاً المحسود نفسه لا ينضر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لـابن عباس رضي الله عنهما: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، وقال عز وجل: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22]. وقال عز وجل: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة:51]، فالحاسد لا يغير من قضاء الله سبحانه وتعالى شيئاً، ولا ينفع، ولا يضر. أما ضرر الحسد على الحاسد نفسه فإنه سخط قضاء الله وقدره، فكره نعمته على عباده، وهذا عمى في بصر الإيمان، ويكفيه أنه شارك إبليس في الحسد، فالحاسد عدو نفسه، وصديق عدوه؛ لأن إبليس يحب زوال النعم عن العباد، ويحب وقوع البلايا فيهم، يقول بعض العلماء: دع الحسود وما يلقاه من كمدٍ يكفيك منه لهيب النار في جسده إن لمت ذا حسد نفست كربته وإن سكت فقد عذبته بيده

من وسائل علاج الحاسد لنفسه الزهد في الدنيا

كذلك مما يعالج به الحاسد نفسه، الزهد في الدنيا قال صلى الله عليه وسلم: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء).

فالدنيا هموم متراكمة، وغموم متلاطمة، حلالها حساب، وحرامها عذاب، وهي خرق وتراب، وصور وخراب، فلا وجه للمنافسة فيها عند العقلاء، بل الذي ينافس ينافس في المقاصد العلية، فإن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفسافها، فهذا الشخص يحسد على حطام الدنيا وزينتها، أما قوام الليل وصوام النهار فلا يلتفت إليه، ولا يعيره انتباهاً، ولا يحسده على هذه النعمة، لكن يحسد على ما يزول ويفنى.

من وسائل علاج الحاسد لنفسه الرضا بالقضاء

كذلك مما يداوي به الحاسد نفسه: الرضا بالقضاء، فمن لم يرض بقضاء الله لم يحصل إلا على الندم؛ لأنه رضي أم لم يرض فإن قضاء الله نافذ، فإذا لم يرض لم يحصل له إلا على الندم، وفوات الثواب، وغضب رب الأرباب، فهي مصيبتان أو أكثر، وليس للعبد حيلة على دفع القضاء، فعليه بالرضا، قال عز وجل: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الزخرف:32].

وقال عز وجل: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:32]، أيضاً: عليه أن يعلم أن الحسد قدح في التوحيد؛ لأن الحسد والإيمان كما ذكرنا لا يجتمعان، يقول بعض العلماء:

مالي على مر القضا من حيلة غير الرضا

أنا في الهوى عبد وما للعبد أن يعترضا

من وسائل علاج الحاسد لنفسه أن يصنف نفسه نقيض ما يقتضيه الحسد

كذلك من أشق الأدوية التي يعالج بها الحاسد نفسه، أن يصنف نفسه نقيض ما يقتضيه الحسد، فإن كان الحسد يقتضي تمنيه زوال النعمة، وسعيه في ذلك لهتك الأستار، والغيبة والاحتيال بشتى الحيل حتى يزيل النعمة عن عباد الله، فأنفع الأدوية في ذلك أن يتطلب أو أن يكلف نفسه نقيض ما يقتضيه الحسد، وذلك بأن يتكلف مدح المحسود، ويتكلف أن يتواضع له كي يتواضع له، وأيضاً يحاول بأن يهدي إليه هدية، ويظهر السرور ما استطاع بنعمة الله على هذا العبد، وذلك لقوله سبحانه وتعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34] * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35] قالت بلقيس : وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ [النمل:35].

المقصود أن هذا علاج المحسود لنفسه، وإنما المقصود الإشارة إلى أن الهدية مما يظهر التواءم لذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (تهادوا تحابوا) فهذه من الأساليب التي تذهب عنه هذا الداء.

من وسائل علاج الحاسد لنفسه أن يبرك إذا رأى في أخيه ما يعجبه

كذلك من أهم ما ينبغي أن يراعيه من يرى من أخيه شيئاً أو من نفسه، أو من ماله أو من ولده شيئاً فيعجبه، فعليه أن يبرك إذا رآه، فتقول مثلاً: (اللهم بارك فيه ولا تضره) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا الذكر ليس فقط خاصاً بالحاسد الذي يتيقن من نفسه أنه حاسد، بل من العائن الذي لا يقصد أن يحسد، وقد ذكرنا أن العائن قد يحسد ما لا يتمنى له الضرر، مجرد إعجابه بشيء قد يصيبه بضرر، سواء في نفسه، أو ماله أو ولده، أو إخوانه، أو أحبائه، فإذا رأى الإنسان ما يعجبه، فيقول: (اللهم بارك فيه ولا تضره) .

من وسائل علاج الحاسد لنفسه قمع الحاسد لأسباب الحسد من داخله

أما علاج الحسد فكما ذكرنا ينقسم إلى قسمين: علاج الحاسد نفسه، وعلاج المحسود، أما علاج الحاسد فقل أن ينفع الحاسد دواء، لا نقول: ميئوس من شفائه؛ لأنه لا يأس من رحمة الله، ولكن من الصعب جداً أن هذا الشخص الذي يدمن على هذه الخاصية الخبيثة أن يوجد له دواء؛ لأنه مترسخ فيه داء الجهل والظلم، وليس يشكو علة سوى زوال النعمة من العباد إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى، فإن كان الحاسد ذا فهم وذا عقل فدواؤه أن يقمع أسباب الحسد من داخله، سواء الكبر، أو عزة النفس، أو غيرها من الأسباب التي ذكرناها.

يقول الإمام ابن المبارك رحمه الله تعالى:

كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسد

فإن في القلب منها عقدة عقدت وليس يفتحها راق إلى الأبد

إلا الإله فإن يرحم فحل به وإن أباه فلا ترجوه من أحد

فلا يرفع هذا الداء إلا برحمة الله سبحانه وتعالى.

سئل بعضهم: أي أعدائك لا تحب أن يعود إليك صديقاً؟ أي: يتحول بعد ذلك صديقاً؟ قال: الحاسد الذي لا يرده إلى مودتي إلا زوال نعمتي.

من وسائل علاج الحاسد لنفسه أن يعلم أن الحسد يضر الحاسد في الدين والدنيا

كذلك من علاج الحاسد: أن يعلم أن الحسد يضر الحاسد في الدين والدنيا، يعلم أنه يضر نفسه هو في الدين، وفي الدنيا، ولا يستضر بذلك هذا المحسود؛ لأن هذه المعصية القبيحة -كما ذكرنا- من أقبح المعاصي، كما قال بعض العلماء: أي معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك منه مضرة؟! أي: أن الإنسان يكره راحة أخيه المؤمن، دون أن يعود عليه هذا الأمر بمضره.

كذلك المحسود ينتفع في الدين ولا ينضر؛ لأنه مظلوم من جهة هذا الحاسد، لاسيما إذا انضاف إلى حسده الغيبة، وهتك الستر، فهذه كلها تكون هدايا يهديها الحاسد إلى المحسود؛ حيث يأتي يوم القيامة مفلساً محروماً، فيؤخذ من حسناته، ويعطى لهذا المظلوم، فإن فنيت حسناته ولم يبق منها شيء أخذت من سيئات المظلوم، وطرحت عليه، ثم طرح في النار.

أيضاً المحسود نفسه لا ينضر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لـابن عباس رضي الله عنهما: {احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف}، وقال عز وجل: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22].

وقال عز وجل: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة:51]، فالحاسد لا يغير من قضاء الله سبحانه وتعالى شيئاً، ولا ينفع، ولا يضر.

أما ضرر الحسد على الحاسد نفسه: أنه سخط قضاء الله وقدره، فكره نعمته على عباده، وهذا عمى في بصر الإيمان، ويكفيه أنه شارك إبليس في الحسد، فالحاسد عدو نفسه، وصديق عدوه؛ لأن إبليس يحب زوال النعم عن العباد، ويحب وقوع البلايا فيهم، يقول بعض العلماء:

دع الحسود وما يلقاه من كمدٍ يكفيك منه لهيب النار في جسده

إن لمت ذا حسد نفست كربته وإن سكت فقد عذبته بيده

وعلاج الحسد كما ذكرنا ينقسم إلى قسمين: علاج الحاسد نفسه، وعلاج المحسود، أما علاج الحاسد فقل أن ينفع الحاسد دواء، ولا نقول: إنه ميئوس من شفائه؛ لأنه لا يأس من رحمة الله، ولكن من الصعب جداً أن هذا الشخص الذي يدمن على هذه الخاصية الخبيثة أن يوجد له دواء؛ لأنه مترسخ فيه داء الجهل والظلم، وليس يشكو علة سوى زوال النعمة من العباد، إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى، فإن كان الحاسد ذا فهم وذا عقل فدواؤه أن يقمع أسباب الحسد من داخله، سواء الكبر، أو عزة النفس، أو غيرها من الأسباب التي ذكرناها. يقول الإمام ابن المبارك رحمه الله تعالى: كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسدِ فإن في القلب منها عقدة عقدت وليس يفتحها راقٍ إلى الأبدِ إلا الإله فإن يرحم فحل به وإن أباه فلا ترجوه من أحد فلا يرفع هذا الداء إلا برحمة الله سبحانه وتعالى. سئل بعضهم: أي أعدائك لا تحب أن يعود إليك صديقاً؟ أي: أن يتحول بعد ذلك صديقاً؟ فقال: الحاسد الذي لا يرده إلى مودتي إلا زوال نعمتي.

كذلك الحاسد يداوي نفسه بأدوية نافعة، لكنها مرة، فأعنف الدواء النافع، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم).

رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (انظروا) والمقصود هنا: أمور الدنيا، في الأرزاق والحظوظ وهذه الأشياء، (انظروا إلى من هو أسفل منكم) لكن في الدين تنظر إلى من هو أعلى منك، في قوله تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26].

أما في الدنيا، (فانظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا -أي: لا تحتقروا- نعمة الله عليكم)

كذلك على الحاسد أن يعلم أن الإمساك عن الشر صدقة، مجرد أن يكف شره عن أخيه المسلم، هذا في حد ذاته صدقة وفعل حسن، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على كل مسلم صدقة، قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قيل: أرأيت إن لم يستطع، قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة). متفق عليه.

فمجرد إمساكه عن الشر، ومنعه الحسد، يكون صدقة على نفسه.

وفي حديث آخر: (قال: فإن لم أفعل؟ قال: فدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك)، وفي رواية: (تتصدق بها عن نفسك)، وهذا أيضاً متفق عليه.

كذلك من علاج الحاسد لنفسه: أن يعلم أن الحاسد الحسد يضره في الدين والدنيا، فيعلم أنه يضر نفسه هو في الدين، وفي الدنيا، ولا يتضرر بذلك المحسود؛ لأن هذه المعصية القبيحة -كما ذكرنا- من أقبح المعاصي، كما قال بعض العلماء: أي معصية تزيد على كراهتك لراحة مسلم من غير أن يكون لك منه مضرة؟! أي: أن الإنسان يكره راحة أخيه المؤمن، دون أن يعود عليه هذا الأمر بمضره. كذلك المحسود ينتفع في الدين ولا ينضر؛ لأنه مظلوم من جهة هذا الحاسد، لاسيما إذا انضاف إلى حسده الغيبة، وهتك الستر، فهذه كلها تكون هدايا يهديها الحاسد إلى المحسود؛ حيث يأتي يوم القيامة مفلساً محروماً، فيؤخذ من حسناته، وتعطى لهذا المظلوم، فإن فنيت حسناته ولم يبق منها شيء أخذت من سيئات المظلوم، وطرحت عليه، ثم طرح في النار. أيضاً المحسود نفسه لا ينضر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لـابن عباس رضي الله عنهما: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، وقال عز وجل: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22]. وقال عز وجل: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة:51]، فالحاسد لا يغير من قضاء الله سبحانه وتعالى شيئاً، ولا ينفع، ولا يضر. أما ضرر الحسد على الحاسد نفسه فإنه سخط قضاء الله وقدره، فكره نعمته على عباده، وهذا عمى في بصر الإيمان، ويكفيه أنه شارك إبليس في الحسد، فالحاسد عدو نفسه، وصديق عدوه؛ لأن إبليس يحب زوال النعم عن العباد، ويحب وقوع البلايا فيهم، يقول بعض العلماء: دع الحسود وما يلقاه من كمدٍ يكفيك منه لهيب النار في جسده إن لمت ذا حسد نفست كربته وإن سكت فقد عذبته بيده


استمع المزيد من الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم - عنوان الحلقة اسٌتمع
قصتنا مع اليهود 2627 استماع
دعوى الجاهلية 2562 استماع
شروط الحجاب الشرعي 2560 استماع
التجديد في الإسلام 2514 استماع
تكفير المعين وتكفير الجنس 2505 استماع
محنة فلسطين [2] 2466 استماع
انتحار أم استشهاد 2438 استماع
تفسير آية الكرسي 2404 استماع
الموت خاتمتك أيها الإنسان 2396 استماع
وإن عدتم عدنا 2395 استماع