خطب ومحاضرات
تعال نتعاتب
الحلقة مفرغة
رتب الله تعالى لكل واحد من الزوجين حقوقاً على الآخر، ورتب للأولاد حقوقاً على الجميع، ورتب للأصهار حقوقاً كذلك لا بد من رعايتها بالاحترام والعناية، وجعل الصهر كالنسب، فلا بد أن تكون العشرة على أساس معروف، والمعروف يشمل أوجه الإحسان كلها، فلا بد أن يكون الركنان المكونان للأسرة المسلمة آخذين بمبدأ الشرع بالإنصاف وعدم التطفيف، فمن المعلوم أن التطفيف هو أن يأخذ الإنسان كل حقوقه، وأن ينتقص من حقوق الآخرين.
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أحبتي في الله! أهلاً وسهلاً بأهل هذه البلدة الصالح أهلها، ولا نعلم والله عنكم إلا خيراً، وقد ملكتم قلوبنا بحسن أخلاقكم، وسخاء أنفسكم، وطيب قلوبكم، هذه ظواهركم والله تعالى يتولى السرائر.
أيها الأحبة! في ليلة الجمعة من الشهر السابع لعام (1414هـ) وفي مدينة المذنب في جامع الجمل، نستمع وإياكم إلى هذه المحاضرة والتي هي بعنوان: تعال نتعاتب.
وكما سمعت من الإخوة كثير يسأل عن هذا العنوان؟ وماذا نقصد بالتعاتب؟
بارك الله فيكم، وجزاكم عني خيراً عندما أجبتم دعوتي بقولي: (تعال)، وهأنا أرى وجوهاً منيرة طيبة أسأل الله أن يجمعني وإياها في جنات النعيم.
الموضوع ينقسم إلى قسمين اثنين:
أما القسم الأول: فهو العتاب معناه وشرعيته وشروطه وأسبابه، وسيكون على سبيل الاختصار والإيجاز ؛ حتى يتبين أولئك الذين يستفسرون عن معنى العتاب؟ وماذا أقصد بهذا الموضوع؟
والقسم الثاني: وهو المقصود في هذه المحاضرة، وهو عبارة عن: صور ومواقف للحوارات بيني وبين صاحب لي، وستعلمونها إن شاء الله.
أما العتاب معناه: فالعتاب والمعاتبة إذا ذكر كل واحد منهما صاحبه ما فرط منه إليه من الإساءة، وقال الخليل : العتاب مخاطبة إدلال، ومذاكرة وحل، والاستعتاب: طلبك إلى المسيء الرجوع عن إساءته، والتعتب والمعاتبة والعتاب، كل ذلك مخاطبة الأخلاء بعضهم بعضاً، طالبين حسن مراجعتهم، ومذاكرة ما كرهوه.
والعتب هو: الرجل الذي يعاتب صاحبه أو صديقه في كل شيء إشفاقاً عليه ونصيحةً له، ويقال: إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب، وإنما يعاتب من ترجى عنده العتبى، أي: الرجوع عن الذنب والإساءة، وهذا هو حسبنا فيكم أيها الأحبة! وفي كل من يسمع هذا الكلام.
وقد قال الحق سبحانه وتعالى عن أهل النار: وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ [فصلت:24].
وقد ورد هذا اللفظ (العتاب) بتصاريفه في القرآن في أكثر من آية، ورد في هذه الآية في سورة فصلت وكرر فيها -أيضاً-، وورد في سورة النحل والروم والجاثية، وقد قال ابن كثير عن هذه الآية وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنْ الْمُعْتَبِينَ [فصلت:24] قال: وإن طلبوا أن يستعتبوا ويبدوا -والآية تتكلم عن أهل النار- أعذاراً فما لهم أعذار، ولا تقال لهم عثرات، والعياذ بالله.
قال البخاري في صحيحه في كتاب الأدب (باب من لم يواجه الناس بالعتاب) أي: حياءً منهم، ثم ذكر بعد ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: (صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال-انظر العتاب-: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟! فو الله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشيةً) وكان من عادة رسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يعاتب بعض أصحابه قال: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).
وأيضاً أخرج البخاري في كتاب الأدب (باب ما ينهى عن السباب واللعن) من حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سباباً ولا لعاناً ولا فحاشاً، وكان يقول عند المعاتبة -إذاً المعاتبة واردة هنا منه صلى الله عليه وآله وسلم- وكان يقول عند المعاتبة، وفي لفظ: عند المعتبة، ما له ترب جبينه) وهي كلمة جارية على لسان العرب ولا يراد بها الدعاء عليه .
وأخرج البخاري -أيضاً- في كتاب التيمم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت في قصة نزول آية التيمم: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فأتى الناس إلى
والشاهد من الحديث قول عائشة رضي الله تعالى عنها: (فعاتبني
إذاً: فالعتاب وارد في القرآن والسنة.
أما شروط العتاب فمن أهمها:
أولاً: عدم إكثار العتاب
قال موسى بن جعفر: من لك بأخيك كله، لا تستقصي عليه فتبقى بلا أخ.
وقال أسماء بن خارجة: الإكثار من العتاب داعية إلى الملل.
خذ من صديقك ما صفا لـك لا تكن جم المعائب |
إن الكثير عتابه الإخوان ليس لهم بصاحب |
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه |
وذكر الأصبهاني في كتابه الزهرة، الباب السابع عشر فقال: من عاتب على كل ذنب أخاه، فخليق أن يمله ويقلاه.
والناس ليسوا على قلب رجل واحد، فمنهم سريع الفيئة عند العتاب، ومنهم من تغلغله فلا يرعاك، فالإقلال والإكثار -أي: من العتاب- مختلف باختلاف الأشخاص والأحوال:
أقلل عتاب من استربت بوده ليست تنال مودة بقتال |
ثانياً: الإنصاف
أولاً: أن ذكر المحاسن والفضائل هو مدخل لتقبل العتاب، وتطييب لنفس صاحبك بما هو فيها.
ثانياً: أن من الظلم أن تذكر المساوئ والأخطاء، وتوجع قلب أخيك بتكرارها عليه، ولا تشير إلى فضائله ومحاسنه، ولا شك أن هذا ظلم للعباد، أن تنقل عنهم شرهم وتخفي خيرهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سوء الطوية نحو المسلمين، وعدم حبهم وإنصافهم، فليس من العدل أن يسرد الجرح والثلب وبيان المساوئ، ويسكت عن التوثيق وبيان المحاسن، فالإنسان يؤخذ بحسناته وسيئاته، ولا شيء مثل الورع والسكوت عن الناس.
ثالثاً: من فوائد ذكر المحاسن ونشر الفضائل: ليس من شرط الله سبحانه وتعالى أن يكون أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين، (فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) والخطأ في بعض الأشياء خطأ مغفور، بل ليس من شرط المتقين ترك الصغائر مطلقا، وأيضاً ليس من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة.
وهذا ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال وقال -أيضاً-: بأنه ليس من شرط الثقة أن يكون معصوماً من الخطأ والخطايا.
فالكامل إذاً الذي ليس فيه شيء عزيز ونادر الوجود، ومن لطيف ما ذكر ابن الأثير رحمه الله قال: إنما السيد من عدت سقطاته، وأخذت غلطاته؛ فهي الدنيا لا يكمل فيها شيء.
ثالثاً: سلامة المقصد
فدع العتاب فرب شر هاج أوله العتاب |
اللهم أخرجنا من سجن الهوى إلى ساحة الهدى، واهدنا إلى صراطك المستقيم.
ثم لماذا العتاب؟ وما هو سبب العتاب؟ ولماذا دعوتكم للعتاب أيها الأحبة؟! اعلموا السبب -بارك الله فيكم- حتى تخرجوا وقد استفدتم من عتابنا لبعضنا.
لا يكون العتاب إلا بين الأصحاب والأحباب، اعلموا هذا جيداً، ولا أعاتب إلا من أحب ومن له في مكنون القلب ود.
أعاتب من يحلو بقلبي عتابـه وأترك من لا أشتهي لا أعاتبه |
إن قلوبنا أيها الأحبة! مضغة من اللحم، وإننا بشر ويجتمع على قلوبنا ما قرب وبعد، وهي عرضة للحمل والوجد وللشحن والبغضاء مهما كان الإنسان، وهنا أمامنا أمران:
الأمر الأول: إما إهمال القلب وتركه عرضةً لهذه السهام حتى تجتمع عليه فتهلكه؛ فيصبح أسود مرباداً، لا يعرف معروفاً، ولا يعرف إلا الحقد والتشفي، والعياذ بالله.
الأمر الثاني: وهو
أعاتب ذا المودة مـن صـديق إذا ما رابني منه اجتناب |
إذا ذهب العتـاب فليـس ود ويبقى الود ما بقي العتاب |
إذاً: لولا المحبة في القلوب، والحرص على صفاء النفوس، وبقاء الود، ما كان العتاب:
إني أعاتب إخواني وهم ثقتـي طـوراً وقد يصقل السيف أحيانا |
هي الذنوب إذا ما كشفـت درسـت من القلوب وإلا صرن أضغانا |
وكما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [معاتبة الأخ خير من فقده].
وقال بعض الحكماء: من كثر حقده قل عتابه. وهذا دليل أن العتاب لا يكون إلا بين الأصحاب والأحباب .
وقال أبو بكر محمد بن داود الأصبهاني ، في كتابه الزهرة -الذي ذكرناه قبل قليل- في الباب السادس عشر، قال: من لم يعاتب على الزلة فليس بحافظ للخلة. ثم ذكر هذه الأبيات في لذة العتاب وحلاوته، وعدم الملل منه، خاصةً إذا كان بين عاشقين، ونحن نعوذ بالله من العشق، وإنما نريد المحبة والأخوة في الله، واقتراب القلوب وصفاء النفوس، قال:
فلا عيش كوصل بعد هجـر ولا شيء ألذ من العتاب |
تواقف عاشقان على ارتقـاب أرادا الوصل من بعد اجتناب |
فلا هذا يمل عتاب هذا ولا هذا يمل من الجواب |
فلا تعتب على أخيك بكل كبيرة وصغيرة.
قال موسى بن جعفر: من لك بأخيك كله، لا تستقصي عليه فتبقى بلا أخ.
وقال أسماء بن خارجة: الإكثار من العتاب داعية إلى الملل.
خذ من صديقك ما صفا لـك لا تكن جم المعائب |
إن الكثير عتابه الإخوان ليس لهم بصاحب |
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه |
وذكر الأصبهاني في كتابه الزهرة، الباب السابع عشر فقال: من عاتب على كل ذنب أخاه، فخليق أن يمله ويقلاه.
والناس ليسوا على قلب رجل واحد، فمنهم سريع الفيئة عند العتاب، ومنهم من تغلغله فلا يرعاك، فالإقلال والإكثار -أي: من العتاب- مختلف باختلاف الأشخاص والأحوال:
أقلل عتاب من استربت بوده ليست تنال مودة بقتال |
فعند العتاب لا بد أن تذكر محاسن أخيك وتشير إلى فضائله، وفي ذكر المحاسن والإشارة إلى الفضائل فوائد كثيرة، من هذه الفوائد:
أولاً: أن ذكر المحاسن والفضائل هو مدخل لتقبل العتاب، وتطييب لنفس صاحبك بما هو فيها.
ثانياً: أن من الظلم أن تذكر المساوئ والأخطاء، وتوجع قلب أخيك بتكرارها عليه، ولا تشير إلى فضائله ومحاسنه، ولا شك أن هذا ظلم للعباد، أن تنقل عنهم شرهم وتخفي خيرهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سوء الطوية نحو المسلمين، وعدم حبهم وإنصافهم، فليس من العدل أن يسرد الجرح والثلب وبيان المساوئ، ويسكت عن التوثيق وبيان المحاسن، فالإنسان يؤخذ بحسناته وسيئاته، ولا شيء مثل الورع والسكوت عن الناس.
ثالثاً: من فوائد ذكر المحاسن ونشر الفضائل: ليس من شرط الله سبحانه وتعالى أن يكون أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين، (فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) والخطأ في بعض الأشياء خطأ مغفور، بل ليس من شرط المتقين ترك الصغائر مطلقا، وأيضاً ليس من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة.
وهذا ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال وقال -أيضاً-: بأنه ليس من شرط الثقة أن يكون معصوماً من الخطأ والخطايا.
فالكامل إذاً الذي ليس فيه شيء عزيز ونادر الوجود، ومن لطيف ما ذكر ابن الأثير رحمه الله قال: إنما السيد من عدت سقطاته، وأخذت غلطاته؛ فهي الدنيا لا يكمل فيها شيء.
أن يكون القصد من العتاب مقصداً شريفاً، لأجل النصح والتوجيه، وليس لتتبع الزلات والسقطات، فإن بعض من يعاتب صاحبه من أجل أن يعد عليه سقطاته وزلاته، وبعض الناس يفعل ذلك تشفياً وانتقاماً للنفس -والعياذ بالله- وهنا إذا حصل ذلك يخرج العتاب عن معناه الصحيح، ويصبح هذا العتاب هو الشرارة الأولى للعداوة والبغضاء، وهو الذي عبر عنه الشاعر بقوله:
فدع العتاب فرب شر هاج أوله العتاب |
اللهم أخرجنا من سجن الهوى إلى ساحة الهدى، واهدنا إلى صراطك المستقيم.
ثم لماذا العتاب؟ وما هو سبب العتاب؟ ولماذا دعوتكم للعتاب أيها الأحبة؟! اعلموا السبب -بارك الله فيكم- حتى تخرجوا وقد استفدتم من عتابنا لبعضنا.
لا يكون العتاب إلا بين الأصحاب والأحباب، اعلموا هذا جيداً، ولا أعاتب إلا من أحب ومن له في مكنون القلب ود.
أعاتب من يحلو بقلبي عتابـه وأترك من لا أشتهي لا أعاتبه |
إن قلوبنا أيها الأحبة! مضغة من اللحم، وإننا بشر ويجتمع على قلوبنا ما قرب وبعد، وهي عرضة للحمل والوجد وللشحن والبغضاء مهما كان الإنسان، وهنا أمامنا أمران:
الأمر الأول: إما إهمال القلب وتركه عرضةً لهذه السهام حتى تجتمع عليه فتهلكه؛ فيصبح أسود مرباداً، لا يعرف معروفاً، ولا يعرف إلا الحقد والتشفي، والعياذ بالله.
الأمر الثاني: وهو
أعاتب ذا المودة مـن صـديق إذا ما رابني منه اجتناب |
إذا ذهب العتـاب فليـس ود ويبقى الود ما بقي العتاب |
إذاً: لولا المحبة في القلوب، والحرص على صفاء النفوس، وبقاء الود، ما كان العتاب:
إني أعاتب إخواني وهم ثقتـي طـوراً وقد يصقل السيف أحيانا |
هي الذنوب إذا ما كشفـت درسـت من القلوب وإلا صرن أضغانا |
وكما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [معاتبة الأخ خير من فقده].
وقال بعض الحكماء: من كثر حقده قل عتابه. وهذا دليل أن العتاب لا يكون إلا بين الأصحاب والأحباب .
وقال أبو بكر محمد بن داود الأصبهاني ، في كتابه الزهرة -الذي ذكرناه قبل قليل- في الباب السادس عشر، قال: من لم يعاتب على الزلة فليس بحافظ للخلة. ثم ذكر هذه الأبيات في لذة العتاب وحلاوته، وعدم الملل منه، خاصةً إذا كان بين عاشقين، ونحن نعوذ بالله من العشق، وإنما نريد المحبة والأخوة في الله، واقتراب القلوب وصفاء النفوس، قال:
فلا عيش كوصل بعد هجـر ولا شيء ألذ من العتاب |
تواقف عاشقان على ارتقـاب أرادا الوصل من بعد اجتناب |
فلا هذا يمل عتاب هذا ولا هذا يمل من الجواب |
استمع المزيد من الشيخ إبراهيم الدويش - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
المحرومون | 2931 استماع |
سهام للصيد | 2612 استماع |
توبة صايم | 2609 استماع |
اذهبوا بنا نصلح بينهم | 2609 استماع |
من كنوز الحج ... | 2480 استماع |
موعظة السبع البواقى | 2467 استماع |
بحر الحب | 2409 استماع |
بشائر ومبشرات | 2352 استماع |
السحر الحلال | 2349 استماع |
أهمية أداء الزكاة | 2340 استماع |