خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/52"> الشيخ سعود الشريم . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/52?sub=59191"> خطب ومحاضرات عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
خطبة وصلاة الاستسقاء
الحلقة مفرغة
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمته، أمره قضاء وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلمه، ويعفو بحلمه، نحمدك اللهم على ما تأخذ وتعطي، وعلى ما تعافي وتبتلي، الحمد لك يا رب! إذ لم تجعلنا ميتين ولا سقماء، ولا مضروبين على عروقنا بسوء، ولا مقطوعاً دابرنا، ولا مرتدين عن ديننا، ولا منكرين لربنا، ولا مستوحشين من إيماننا، ولا معذبين بعذاب الأمم من قبلنا، أصبحنا عبيداً مملوكين لك، لك الحجة علينا، ولا حجة لنا عليك، لا نقدر أن نأخذ إلا ما أعطيتنا، ولا أن نتقي إلا ما وقيتنا، نحمدك اللهم على آلائك، كما نحمدك على بلائك، شرنا إليك صاعد، وخيرك إلينا نازل، نستعين بك اللهم على هذه النفوس في البطاء عما أمرت به، والسراع إلى ما نهيت عنه، ونستغفرك اللهم مما أحاط به علمك، وأحصيته في كتابك، علمٌ غير قاصر، وكتابٌ غير مغادر.
وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزان توضعان فيه، ولا يرجح ميزان ترفعان عنه .. صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأتقياء البررة، وعلى من سار على طريقهم واقتفى أثرهم إلى يوم المعاد.
نستغفر الله .. نستغفر الله .. نستغفر الله .. نستغفر الله .. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، وأمددنا بأموال وبنين، واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهاراً.
أما بعد:
فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، التي هي الزاد وبها المعاد، زاد مبلغ، ومعاد منجح، دعا إليها أسمع داع، ووعاها أفقه واع، فأسمع داعيها وفاز واعيها.
عباد الله: إن تقوى الله سبحانه حمت أولياء الله عن محارمه، وألزمت قلوبهم مخافته .. استقربوا الأجل فبادروا العمل، وكذبوا الأمل ولاحظوا الأجل، ثم إن الدنيا دار فناء وعناء، وإن ملك الموت لموتر قوسه، لا تخطئ سهامه، ولا تنسى جراحه، فبادروا العمل، وخافوا بغتة الأجل، فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق، فإن الرجاء مع الجائي واليأس مع الماضي.
وإن من العناء -يا عباد الله- أن يجمع المرء ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ثم يخرج إلى الله لا مالاً حمل، ولا بناءً نقل، فسبحان الله! ما أغر قصور الدنيا، وأظمأ ريها، وأضحى فيئها! فلا جاءٍ يرد، ولا ماض يرتد.
أيها الناس: إنه ليس شيء بشر من الشر إلا عقابه، وليس شيء بخير من الخير إلا ثوابه، واعلموا -يا رعاكم الله- أن ما نقص من الدنيا وزاد في الآخرة خير مما نقص من الآخرة وزاد في الدنيا، فكم من منقوص رابح؟ وكم من مزيد خاسر؟ ألا وإن الذي أُمرتم به أوسع من الذي نُهيتم عنه، وما أحل لكم أكثر مما حُرِّم عليكم، فذروا ما قلّ لما كثر، وما ضاق لما اتسع.
نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله .. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً.
أيها الناس: إن خير ما ألقي في الضمائر يقينٌ بالله يرسخ في القلوب كالرواسي، وإيمان صادق بكفاية الله لعباده، يدفعهم إلى تقديم مرضاة ربهم على رضاء خلقه وعلى عبيده .. وعلى النقيض من ذلك! فئام من الناس ضَعُف فيهم اليقين بالله، فأرضوا الناس بسخط الله، وجاملوهم في معاصي الله، وتعلقوا بهم واشتغلوا عن ربهم رغبة منهم في نوال حطام الدنيا، أو خوفاً من سطوة ساط أو بغي باغ، فالحذر الحذر من مثل صنيع هؤلاء.
يقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: [[إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه، فيلقى الرجل وله إليه حاجة، فيقول له: أنت كيت وكيت، يثني عليه لعله أن يقضي من حاجته شيئاً، فيسخط الله عليه، فيرجع وما معه من دينه شيء ]]، ويقول حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نسأل الناس شيئاً ) رواه مسلم ، حتى أن الرجل من الصحابة ليسقط سوطه من على راحلته فينزل فيأخذه لا يسأل أحداً أن يناوله إياه.
عباد الله! في أعقاب الزمن تتنكس الفطر، وتدرس معالم الشريعة كما يدرس وشي الثوب إلا ما شاء الله، وإنه ما من زمان يأتي إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، وإنكم ستعرفون من الناس وتنكرون حتى يأتي على الناس زمن ليس فيه شيء أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله، حتى أصبح الكتاب والسنة في الناس وليس فيهم، ومعهم وليس معهم، فاجتمع أقوام على الفرقة وافترقوا عن الجماعة، كأنهم أئمة كتاب وليس الكتاب إمامهم.
ألا فاعلموا -عباد الله- أن من استنصح الله وفق، ومن اتخذ قوله دليلاً هدي للتي هي أقوم، وإنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم، فإن رفعة الذين يعلمون عظمته أن يتواضعوا له، وسلامة الذين يعلمون قدرته أن يستسلموا له، فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح من الأجرب، والبريء من ذي السقم، فالتمسوا الرشد -رعاكم الله- من عند أهله، فإنهم عيش العلم وموت الجهل، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق .. وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24].
نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله .. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً.
أيها المسلمون! إن الله سبحانه يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات؛ ليتوب تائب، ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر، وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سبباً لدرور الرزق ورحمة الخلق، فقال سبحانه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12]. قرأها الفاروق رضي الله عنه من على المنبر وهو يستسقي ثم قال: [[لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ]] فما لبعض الناس لا يرجون لله وقاراً، وقد خلقهم أطواراً.
فرحم الله امرأً استقبل توبته، واستقال خطيئته، وبادر منيته .. روى البيهقي وابن ماجة من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل علينا بوجهه، وقال: يا معشر المهاجرين! خمس خصال أعوذ بالله أن تُدركوهن، ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما بأيدهم، وما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم ).
يقول أبو هريرة رضي الله عنه: [[إن الحبارى لتموت في وكرها من ظلم الظالم ]]، وقال مجاهد رحمه الله: [[ إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة، وأمسك المطر، تقول: هذا لشؤم معصية ابن آدم ]].
ألا فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن الأرض التي تحملكم، والسماء التي تُظلكم مطيعة لربكم فلا تمسكان بخلاً عليكم، ولا رجاء ما عندكم، ولا تجودان توجعاً لكم، ولا زلفى لديكم، ولكن أمرتا بمنافعكم فأطاعتا، وأقيمتا على حدود الله مصالحكم فقامتا: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:11].
يقول عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: [[إنه ليس من عبدٍ إلا له مصلى في الأرض، ومصعد عمله من السماء، وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض، ولا عمل يصعد في السماء، ثم قرأ: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ [الدخان:2] ]].
نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله .. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، وأمددنا بأموال وبنين، واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهاراً.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا خرجنا إليك من تحت البيوت والدور، وبعد انقطاع البهائم وجدب المراعي، راغبين في رحمتك، وراجين فضل نعمتك، اللهم قد انصاحت جبالنا، واغبرت أرضنا، اللهم فارحم أنين الآنَّة، وحنين الحانَّة، اللهم اسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين .. اللهم إنا خرجنا إليك حين اعتركت على إخواننا مواقع القطر، وأغلبتهم مخايل الجوع، فكنت رجاء المبتئس والمجير للملتمس، اللهم انشر علينا وعليهم رحمتك من السحاب، سحاً وابلاً، غدقاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً مجللاً، نافعاً غير ضار .. اللهم لتحيي به البلاد، وتسقي به العباد، وتحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، وتأنس به الضعيف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك .. اللهم سقيا هنيئة! تروى بها القيعان، وتسيل البطان، وتستورق الأشجار، وترخص الأسعار.
اللهم إنا نسألك ألا تردنا خائبين، ولا تقلبنا واجمين، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد.
عباد الله: اعلموا أنه يُسن في مثل هذا الموطن أن تقلبوا أرديتكم، اقتداءً بفعل نبيكم صلى الله عليه وسلم، فقد حول إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه تفاؤلاً بتحويل الحال عما هي عليه من الشدة إلى الرخاء ونزول الغيث .. وادعوا ربكم وأنتم موقنون بالإجابة.
وصلوا وسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله .. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، وأمددنا بأموال وبنين، واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهاراً.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.