هكذا يصنع الفراغ


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

نحمد الله تعالى ونثني عليه الخير كله، ونشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره.

أما بعــد:

فهذا هو الدرس السادس والعشرون من الدروس العلمية العامة، وهذه ليلة الإثنين الثامن عشر من شهر ربيع الآخر (1411هـ).

أيها الأحباب: عنوان هذه الحلقة، أو هذا الدرس كما قرأتم وسمعتم (رسالةٌ إلى الشباب! هكذا يصنع الفراغ!) ولا بأس من الاقتصار على آخر العنوان؛ لأنه أكثر دلالة على الكلام الذي سوف أقوله لكم في هذه الجلسة، وقبل دخولي في الموضوع، أقول لكم: إن النقاط التي سأتناولها في هذا اللقاء هي كالتالي:-

أولاً: بعض النقاط الخفيفة السريعة التي لا تتعلق بالموضوع.

ثانياً: أهمية الموضوع.

ثالثاً: التحذير من النظرة المتشائمة للواقع.

رابعاً: واقع هؤلاء الشباب.

خامساً: أماكن تجمعهم.

وأخيراً: جوانب إيجابية في حياتهم.

ففيما يتعلق بالنقاط الخفيفة التي سأتحدث عنها فهي حوالي أربع نقاط:

وليمة عشاء

ولعلها من باب الطرفة، بينما كنت أقلب في أوراق أسئلة الأسبوع الماضي، وجدت سؤالاً من أحد الإخوة يتساءل ويقول: ذكر بعض الإخوان أنه سوف يقام في الدروس القادمة وليمة عشاء بعد الدرس فهل هذا صحيح؟ وأقول إن الأمل معقود على من يعرف شيئاً عن هذه الوليمة أن يسارع بالتبليغ جزاه الله خيراً قبل فوات الأوان.

الأسئلة وما يتعلق بها

أبدى بعض الإخوة، أو بالأصح أبدى أحد الإخوة ملاحظاتهم حول قراءة بعض الأسئلة في الأسبوع الماضي، والتي قد لا تكون هي أهم ما قدم، وقد لا تكون مناسبة، فضلاً عن أن طريقة قراءتي للأسئلة قد يكون فيها شيء من العجلة.

وهذا يعود إلى أمرين:

أولهما: أن الأسئلة التي تقدم لي غير مفروزة، بل كل ما يكتب يصل إليَّ، وأنتم تعرفون أنه خلال وجودي هنا لا أستطيع أن أميز الأسئلة الملائمة والمناسبة من غيرها، فربما بدأت بقراءة السؤال فأكتشف بعدما بدأت أنه غير مناسب، لكنني مضطر إلى إمضائه، ثم التعليق عليه بما يناسب، وإلا فيعلم الله أن بعض الأسئلة التي أقرؤها قد لا أكون مستريحاً لها.

ثانيهما: ثم إن السرعة في قراءتي تعود أيضاً للرغبة في كسب الوقت مع كثرة الأسئلة.

وحلاً لهاتين المشكلتين فسنعمل في المستقبل بإذن الله -تعالى- على أن نرتب الأمر بطريقة تضمن فرز الأسئلة، واختيار الأسئلة المناسبة منها، وأيضاً تنظيم قراءتها بحيث من الممكن أن يتولى قراءتها أحد الإخوة، لضمان عدم الإسراع في الإلقاء.

الشباب قضية كبرى

كنت وعدتكم كما أسلفت في الحديث عن موضوع الشباب، وبعد أن تجمعت المعلومات حول هذا الموضوع، تبين لي أنه موضوع يستحق أن يكون قضية كبيرة للأمة في كل مكان، ولذلك قسمت الموضوع إلى عدة أقسام، كل موضوع منها نستطيع أن نعده موضوعاً مستقلاً، أي: يُسمع لوحده، ومن الممكن أن يباع كشريط بصفة مستقلة، وموضوع هذه الليلة كما سمعتم أما موضوع الأسبوع القادم فسيكون بعنوان (مسؤولية المجتمع عن انحراف الشباب).

ولعلها من باب الطرفة، بينما كنت أقلب في أوراق أسئلة الأسبوع الماضي، وجدت سؤالاً من أحد الإخوة يتساءل ويقول: ذكر بعض الإخوان أنه سوف يقام في الدروس القادمة وليمة عشاء بعد الدرس فهل هذا صحيح؟ وأقول إن الأمل معقود على من يعرف شيئاً عن هذه الوليمة أن يسارع بالتبليغ جزاه الله خيراً قبل فوات الأوان.

أبدى بعض الإخوة، أو بالأصح أبدى أحد الإخوة ملاحظاتهم حول قراءة بعض الأسئلة في الأسبوع الماضي، والتي قد لا تكون هي أهم ما قدم، وقد لا تكون مناسبة، فضلاً عن أن طريقة قراءتي للأسئلة قد يكون فيها شيء من العجلة.

وهذا يعود إلى أمرين:

أولهما: أن الأسئلة التي تقدم لي غير مفروزة، بل كل ما يكتب يصل إليَّ، وأنتم تعرفون أنه خلال وجودي هنا لا أستطيع أن أميز الأسئلة الملائمة والمناسبة من غيرها، فربما بدأت بقراءة السؤال فأكتشف بعدما بدأت أنه غير مناسب، لكنني مضطر إلى إمضائه، ثم التعليق عليه بما يناسب، وإلا فيعلم الله أن بعض الأسئلة التي أقرؤها قد لا أكون مستريحاً لها.

ثانيهما: ثم إن السرعة في قراءتي تعود أيضاً للرغبة في كسب الوقت مع كثرة الأسئلة.

وحلاً لهاتين المشكلتين فسنعمل في المستقبل بإذن الله -تعالى- على أن نرتب الأمر بطريقة تضمن فرز الأسئلة، واختيار الأسئلة المناسبة منها، وأيضاً تنظيم قراءتها بحيث من الممكن أن يتولى قراءتها أحد الإخوة، لضمان عدم الإسراع في الإلقاء.

كنت وعدتكم كما أسلفت في الحديث عن موضوع الشباب، وبعد أن تجمعت المعلومات حول هذا الموضوع، تبين لي أنه موضوع يستحق أن يكون قضية كبيرة للأمة في كل مكان، ولذلك قسمت الموضوع إلى عدة أقسام، كل موضوع منها نستطيع أن نعده موضوعاً مستقلاً، أي: يُسمع لوحده، ومن الممكن أن يباع كشريط بصفة مستقلة، وموضوع هذه الليلة كما سمعتم أما موضوع الأسبوع القادم فسيكون بعنوان (مسؤولية المجتمع عن انحراف الشباب).

أما عن أهمية هذا الموضوع الذي نتحدث عنه، فلا أعتقد أن الحديث عن الشباب من حيث أهميته للأمة، مما يحتاج إلى بيان، بل نستطيع أن نقول بكل اطمئنان أن الشباب هم الأمة، هم مستقبلها المنشود.

المخططات الأجنبية التي تستهدف الشباب

مما يؤكد أهمية تناول الموضوع بالذات: قضية المخططات الأجنبية التي تستهدف شباب المسلمين بتهميشهم، وشغلهم بالتافه من الأمور، وذلك بكافة الوسائل من صحافة، وإذاعة، وتليفزيون، وفيديو، ومراسلة إلى غير ذلك.

أيها الأحبة.. لعل من عجيب ما يستحق أن يروى لكم، أن أحد الشباب الجزائريين كتب رسالة وضمنها كتيباً صغيراً اسمه (الكتاب المقدس) هو كلمة الله أي الإنجيل هو كلمة الله، وهذا الكتاب من تأليف رجل غربي اسمه جون جركليز ويرد فيه على كتاب لـأحمد ديدات معروف، يقول هذا الشاب الجزائري، وهو شاب مؤمن متدين سلفي العقيدة، يقول: إنه وصله هذا الكتاب من إحدى الجمعيات التنصيرية في جنوب إفريقيا، وحين قرأه تحير، وصار يعيش في قلق، وشك، وضعف في الإيمان، يقول: حتى إني أكاد أجن من كثرة التفكير، وإن هذا الكتاب يوشك أن يغير مجرى حياتي.

إذاً مثل هذه المراسلات وغيرها من الوسائل، تستهدف تهميش، أو تغيير اتجاهات الشباب؛ هذا فضلاً عن ملء فراغ الشباب وحياتهم، بما يضر ولا ينفع من الرياضة، والفن، ووسائل الترفيه، وتسهيل مهمة السفر إلى بلاد العالم، خاصة بلاد العالم المليئة بالإيدز، والهيربس، والإباحية الجنسية، عن طريق الوكالات السياحية، والخطوط الجوية العالمية، والتسهيلات الخاصة بالشباب، ولا بأس بأن أستشهد لكم ببعض ما جاء في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وإن كنت سبق وأن ذكرت أنني لا أعتقد أن هذا الكتاب كل ما جاء فيه صحيح.

بل لعل هذا الكتاب يخدم في بعض جوانبه مهمة اليهود في ترويع الشعوب، وتخويفهم، وجعلهم يعيشون في قلق لا ينتهي، لكن كما قال بعض الظرفاء: لا بأس بالاستشهاد بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، فإن هذه النقطة التي سوف أنقلها لكم الآن يصدقها الواقع، وإن كان الكتاب بحد ذاته ليس موثوقاً بالجملة، يقول الكتاب في البروتوكول الثالث عشر صفحة (168) ما يلي: ولكي نبعدها -يعني الشعوب- عن أن تكشف بنفسها أي خط عمل جديد، سنلهيها بأنواع شتى من الملاهي، والألعاب ومزجيات الفراغ، وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف، داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى، في كل أنواع المشروعات كالفن، والرياضة وما إليهما، هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معهم.

أحبتي الكرام: إن من البديهي أن مواجهة الأخطار الجديدة المحدقة بالأمة لا يمكن أن يتم من خلال مضاعفة عدد المباريات، ولا بتنشيط الحركة الرياضية، ولا إغراق الناس بالإنتاج الفني الجديد لا، نحن نحتاج إلى مبادئ واضحة صريحة يربى عليها شباب الأمة من ذكور وإناث هذا سبب يؤكد أهمية طرق هذا الموضوع.

جهل الشباب بما يدور وما يفيض من خير في المجتمع

ثمة سبب آخر أكثر قرباً، وهو الفاصل العميق، والحاجز الصفيق بين هؤلاء الشباب والمجتمع، فهم لا يدرون ما يدور في أوساط الآخرين، ولا يعرفون ماذا عند الناس، وخاصة الطيبين.

خذ مثلاً نشاط جماعة تحفيظ القرآن الكريم عندنا في القصيم، وفي أنحاء المملكة كلها، نشاط واسع منقطع النظير، وغالب رواد هذا النشاط من طلاب المدارس الثانوية، والمتوسطة، والجامعة وغيرها، ومع ذلك تجد كثيراً من هؤلاء الشباب لا يعرفون عن نشاط تحفيظ القرآن الكريم شيئاً، أو لا يعرفون عنه إلا اليسير، وبالدقة كانت نسبة (85%) من شباب أجري عليهم استفتاء، أو استبانة لا يعرفون شيئاً أبداً عن نشاط جماعة تحفيظ القرآن الكريم، على حين (5%) كانوا يعرفون عن هذا النشاط؛ لأنهم التحقوا به يوماً من الأيام، أما (10%) فربما عرفوا شيئاً عنه من خلال ما يسمعون.

مثلٌ آخر: الدروس العلمية التي أصبحت اليوم في كل حي، بل في كل مسجد، وبصورة تبشر بخير كثير، وأصبح روادها بالعشرات بل بالمئات، ومع ذلك بسؤال بعض هؤلاء الشباب عن هذا النشاط، وعن الشيوخ، والأساتذة القائمين عليه، تبين أن كثيراً منهم لا يدركون منه شيئاً، وقل مثل ذلك في الندوات والمحاضرات وغيرها.

إذاً: هم يجهلون ماذا عندنا؟!

ماذا عند الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟!

ماذا عند الشباب الطيبين؟!

ولذلك لابد من إثارة القضية أمام المجتمع، وأمام من يملك أن يصنع شيئاً لكسر هذا الحاجز، ومد الجسور مع هذا القطاع المهم من المجتمع، وإزالة القصور الإعلامي لدى العلماء والدعاة، القصور في إيصال حقيقة النشاطات التي يقوم العلماء والدعاة إلى أوساط أولئك الشباب الذين يقضون جزءاً غير قليل من حياتهم في الشوارع، أو على الأرصفة، أو في المنتديات، أو في المطاعم، أو غيرها.

إن أفلحنا في إشعار المجتمع بأن هناك قضية تستحق الدراسة من الآباء، من التربويين، من أولياء الأمور، من الدعاة والعلماء والغيورين من الأسر، فإننا نكون قد نجحنا فيما نريد، هذه الشريحة من الشباب ليست محصورة في بلد معين، ولا في منطقة معينة كلا، بل كما يقول المثل العربي: (في كل واد بنو سعد).

تساهل أولياء الأمور في هذا الموضوع

إن كثيراً من الناس يتساهلون في هذا الموضوع، خاصة من أولياء الأمور بحجة أن السفه والجنوح عند الشاب المراهق أمر عادي، وربما كان كثير من الآباء وغيرهم كذلك في الماضي، فمَنَّ الله -تعالى- عليهم فيقولون: هؤلاء الشباب وإن سفهوا، أو انحرفوا فإنهم سيعودون، ولاشك أن باب التوبة مفتوح، ولكن يجب أن نعلم أن وسائل الإفساد التي تعمل على استمرار الشباب في غيه وفساده، أصبحت اليوم أكثر بكثير من ذي قبل.

وعلى سبيل المثال: قضية المخدرات؛ فالشاب الذي وقع ضحية المخدرات وعصابة المخدرات التي تجره وتورطه في أمورٍ كثيرة، كيف لهذا الشاب أن يخرج بعدما أصبح مدمناً على المخدرات؟!

الأمر في ذلك لاشك فيه صعوبة كبيرة.

كذلك قضية السفر للخارج، كيف الخلاص منها؟

بعدما تعلق قلب الشباب بالنساء، بالفجور، وأصبح ذواقاً لا يقنع بواحدة، ولا يقنع بالحلال مهما يرزق من الحسن، ومهما يرزق من الجمال؟!

وهكذا، إذن أيها الإخوة! يجب ألا نتخذ السلامة عادة، وأن نقول إن هذا الشاب مراهق وسوف يعود قريباً.

إن أعداء الإسلام من اليهود والنصارى يخططون لتوريط شبابنا في شباك لا مخلص لهم منها، فيجب أن نكون حذرين، ويجب أن ندرك أن الزمان قد تغير ولم يعد اليوم كالأمس.

مما يؤكد أهمية تناول الموضوع بالذات: قضية المخططات الأجنبية التي تستهدف شباب المسلمين بتهميشهم، وشغلهم بالتافه من الأمور، وذلك بكافة الوسائل من صحافة، وإذاعة، وتليفزيون، وفيديو، ومراسلة إلى غير ذلك.

أيها الأحبة.. لعل من عجيب ما يستحق أن يروى لكم، أن أحد الشباب الجزائريين كتب رسالة وضمنها كتيباً صغيراً اسمه (الكتاب المقدس) هو كلمة الله أي الإنجيل هو كلمة الله، وهذا الكتاب من تأليف رجل غربي اسمه جون جركليز ويرد فيه على كتاب لـأحمد ديدات معروف، يقول هذا الشاب الجزائري، وهو شاب مؤمن متدين سلفي العقيدة، يقول: إنه وصله هذا الكتاب من إحدى الجمعيات التنصيرية في جنوب إفريقيا، وحين قرأه تحير، وصار يعيش في قلق، وشك، وضعف في الإيمان، يقول: حتى إني أكاد أجن من كثرة التفكير، وإن هذا الكتاب يوشك أن يغير مجرى حياتي.

إذاً مثل هذه المراسلات وغيرها من الوسائل، تستهدف تهميش، أو تغيير اتجاهات الشباب؛ هذا فضلاً عن ملء فراغ الشباب وحياتهم، بما يضر ولا ينفع من الرياضة، والفن، ووسائل الترفيه، وتسهيل مهمة السفر إلى بلاد العالم، خاصة بلاد العالم المليئة بالإيدز، والهيربس، والإباحية الجنسية، عن طريق الوكالات السياحية، والخطوط الجوية العالمية، والتسهيلات الخاصة بالشباب، ولا بأس بأن أستشهد لكم ببعض ما جاء في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وإن كنت سبق وأن ذكرت أنني لا أعتقد أن هذا الكتاب كل ما جاء فيه صحيح.

بل لعل هذا الكتاب يخدم في بعض جوانبه مهمة اليهود في ترويع الشعوب، وتخويفهم، وجعلهم يعيشون في قلق لا ينتهي، لكن كما قال بعض الظرفاء: لا بأس بالاستشهاد بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، فإن هذه النقطة التي سوف أنقلها لكم الآن يصدقها الواقع، وإن كان الكتاب بحد ذاته ليس موثوقاً بالجملة، يقول الكتاب في البروتوكول الثالث عشر صفحة (168) ما يلي: ولكي نبعدها -يعني الشعوب- عن أن تكشف بنفسها أي خط عمل جديد، سنلهيها بأنواع شتى من الملاهي، والألعاب ومزجيات الفراغ، وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف، داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى، في كل أنواع المشروعات كالفن، والرياضة وما إليهما، هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معهم.

أحبتي الكرام: إن من البديهي أن مواجهة الأخطار الجديدة المحدقة بالأمة لا يمكن أن يتم من خلال مضاعفة عدد المباريات، ولا بتنشيط الحركة الرياضية، ولا إغراق الناس بالإنتاج الفني الجديد لا، نحن نحتاج إلى مبادئ واضحة صريحة يربى عليها شباب الأمة من ذكور وإناث هذا سبب يؤكد أهمية طرق هذا الموضوع.

ثمة سبب آخر أكثر قرباً، وهو الفاصل العميق، والحاجز الصفيق بين هؤلاء الشباب والمجتمع، فهم لا يدرون ما يدور في أوساط الآخرين، ولا يعرفون ماذا عند الناس، وخاصة الطيبين.

خذ مثلاً نشاط جماعة تحفيظ القرآن الكريم عندنا في القصيم، وفي أنحاء المملكة كلها، نشاط واسع منقطع النظير، وغالب رواد هذا النشاط من طلاب المدارس الثانوية، والمتوسطة، والجامعة وغيرها، ومع ذلك تجد كثيراً من هؤلاء الشباب لا يعرفون عن نشاط تحفيظ القرآن الكريم شيئاً، أو لا يعرفون عنه إلا اليسير، وبالدقة كانت نسبة (85%) من شباب أجري عليهم استفتاء، أو استبانة لا يعرفون شيئاً أبداً عن نشاط جماعة تحفيظ القرآن الكريم، على حين (5%) كانوا يعرفون عن هذا النشاط؛ لأنهم التحقوا به يوماً من الأيام، أما (10%) فربما عرفوا شيئاً عنه من خلال ما يسمعون.

مثلٌ آخر: الدروس العلمية التي أصبحت اليوم في كل حي، بل في كل مسجد، وبصورة تبشر بخير كثير، وأصبح روادها بالعشرات بل بالمئات، ومع ذلك بسؤال بعض هؤلاء الشباب عن هذا النشاط، وعن الشيوخ، والأساتذة القائمين عليه، تبين أن كثيراً منهم لا يدركون منه شيئاً، وقل مثل ذلك في الندوات والمحاضرات وغيرها.

إذاً: هم يجهلون ماذا عندنا؟!

ماذا عند الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟!

ماذا عند الشباب الطيبين؟!

ولذلك لابد من إثارة القضية أمام المجتمع، وأمام من يملك أن يصنع شيئاً لكسر هذا الحاجز، ومد الجسور مع هذا القطاع المهم من المجتمع، وإزالة القصور الإعلامي لدى العلماء والدعاة، القصور في إيصال حقيقة النشاطات التي يقوم العلماء والدعاة إلى أوساط أولئك الشباب الذين يقضون جزءاً غير قليل من حياتهم في الشوارع، أو على الأرصفة، أو في المنتديات، أو في المطاعم، أو غيرها.

إن أفلحنا في إشعار المجتمع بأن هناك قضية تستحق الدراسة من الآباء، من التربويين، من أولياء الأمور، من الدعاة والعلماء والغيورين من الأسر، فإننا نكون قد نجحنا فيما نريد، هذه الشريحة من الشباب ليست محصورة في بلد معين، ولا في منطقة معينة كلا، بل كما يقول المثل العربي: (في كل واد بنو سعد).


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5155 استماع
حديث الهجرة 5026 استماع
تلك الرسل 4157 استماع
الصومال الجريح 4148 استماع
مصير المترفين 4126 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4054 استماع
وقفات مع سورة ق 3979 استماع
مقياس الربح والخسارة 3932 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3874 استماع
العالم الشرعي بين الواقع والمثال 3836 استماع