تفسير سورة الشمس [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فقد كان من قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج، أنه أسري به إلى بيت المقدس، حيث ربط البراق، وجمع له الأنبياء جميعاً فصلى بهم إماماً هنالك، ثم أصبح ببيته بمكة، فلما حدث بذلك قالت له أم هانئ : ( يا رسول الله! لا تحدث أهل مكة بهذا فيكذبوك، فقال: لأحدثنهم بذلك، فأتى ناديهم فأخبرهم فقالوا: ما سمعنا قولاً كهذا، إنه ليسير أحدنا إلى الشام شهراً ذهاباً وشهراً إيابا، وتزعم أنك سرت إليه ورجعت في ليلة واحدة، فما آية صدقك في ذلك؟ فأخبرهم أنه لقي عيراً لبني فلان من قريش بعقبة قريبة من بيت المقدس، وأنه قد ضل، وأنهم قد أضلوا بعيراً فدلهم على مكانه، وأنه مر على عير أخرى لهم في الليل ووجد قدحاً فيه لبن قد غطوه أي: قد خمروه، فشرب اللبن الذي فيه، ورد عليه الغطاء، وأخبرهم أنه مر على عير لبني فلان بالتنعيم وهو مكان قريب من مكة، وأنه يقدمها جمل أورق عليها غرارتان إحداهما بيضاء والأخرى سوداء، فقالوا: أما هذه فأقرب، فالأولى بعيدة مسافتها شهر وهذه قريبة، فخرج عاديهم -أي: المسرع منهم- يستقبل العير فوجدوها قد صعدت من الثنية، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدمها الجمل الأورق، وعليه غرارتان إحداهما بيضاء، والأخرى سوداء. وكان أبو بكر غائباً فاستقبلوه فقالوا: أما سمعت ما يقول صاحبك؟ فحدثوه بذلك، فقال: إن كان قد قالها فقد صدق، فمن يومئذٍ لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بـالصديق )، وقد جعل الله هذه القصة محنة للناس ليؤمن بها المؤمن ويصدق، وليكفر بها من لم يرد الله به الخير، ولذلك قال الله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً [الإسراء:60]. ‏

وَالسَّمَاءِ [الشمس:5] ثم ذكر خلق السماء السادسة بقوله: وَمَا بَنَاهَا [الشمس:5]، فأقسم بنفسه سبحانه وتعالى، ووصف نفسه ببعض فعله وهو بناؤه للسماء، فالسماء بناها سبحانه وتعالى بأيد، وقد أثنى على نفسه ببنائه لها، فأفعال الله سبحانه وتعالى مثل صفاته يثنى بها عليه؛ لأن أفعاله غير معطلة عن الحكمة، فكل ما يفعله فهو منطلق من حكمته البالغة: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23].

والأصل أن (ما) لغير العالم، لكنها تستعمل للعالم نادراً مثلما هنا، ولذلك أمثلة في القرآن، كمثل قول الله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:1-6].

ومثل قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [الشمس:5-6]. ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( سبحان ما سخركن لنا وما سبح الرعد بحمده ). كل ذلك من هذه النصوص التي استعملت فيها (ما) بمعنى (من)؛ لذلك قال ابن مالك في التسهيل عند ذكر الموصول المشترك:

أما (من) فإنها للعالم وحده وله مع غيره بواسطة تشبيه به أو تغليبه عليه باختلاط، أو اختلاطه معه في عموم فصل بمن إلى أن قال: وأما (ما) فإنها لغير العالم وحده، وقد ترد للعالم نحو: سبحان ما سخركن لنا وما سبح الرعد بحمده، وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [الكافرون:3]، وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا [الشمس:5]، ومعنى وَمَا بَنَاهَا [الشمس:5] أي: أن بنائها كان في يومين كما أخبر بذلك سبحانه وتعالى: فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ [فصلت:12].

والقسم هنا بالله سبحانه وتعالى مع إضافة هذه الصفة إليه دليل على عظمة هذه الصفة، فبناء السماء من عجائب خلق الله، ومن أعظم الأفعال، فلذلك وصف به نفسه وأثنى به على نفسه هنا، ولو كان هذا الفعل أقل شأناً لم يذكر في هذا المقام، ولذلك فإن من أدلة البعث بعد الموت الاستدلال بالخلق الأكبر على الخلق الأصغر، وقد ذكر الله أدلة البعث بعد الموت في خواتم سورة يس فقال تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [يس:77-81].

فهنا استدل بخلق الأكبر على خلق الأصغر مع غيره من الأدلة الدالة على البعث بعد الموت، وقد بين الله سبحانه وتعالى كذلك أن خلق السماوات أعظم مما يستعظمه الناس من تصرفات المسيح الدجال فقال سبحانه وتعالى: لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [غافر:57]، وهذه الآية الوحيدة التي جاء فيها ذكر الدجال في القرآن، فلم يرد للمسيح الدجال ذكر في القرآن إلا في هذه الآية وحدها، فالراجح في تفسير قوله تعالى: مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [غافر:57]. أي: من خلق المسيح الدجال وما يصنعه، فالمقصود بخلقه فعله فقط؛ لأنه لا يخلق لأنه مخلوق والمخلوق لا يخلق، فالله هو خالق كل شيء.

وقال سبحانه: وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [الشمس:6]، وهذا القسم السابع وهو قوله: (والأرض)، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه الأرض، وهي مخلوق عظيم من مخلوقاته، وهي تشمل الرطب واليابس، فربعها هو اليابس وثلاثة أرباعها هي البحار، وهذا الربع وحده جعله الله مأوىً ومسكناً للناس، كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً [المرسلات:25-26].

فالأموات تؤويهم في بطنها، والأحياء تؤويهم فوق ظهرها، وقد جعلها الله سبحانه وتعالى تدور في هذه الفلك مثل غيرها من الكواكب، وسخر فوقها ما يحتاج إليه الخلائق من الحوائج، وجعل منها مثل السماوات أي سبع أرضين أيضاً؛ كما قال سبحانه: وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [الطلاق:12].

ولذلك صرح بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء دخول المدينة والذي فيه: ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن ).

أنواع الخلق والمنافع في الأرض

وهذه الأرض جعل الله فيها من أنواع المنافع الشيء الكثير، وجعل فيها ثلاثة أنواع من أنواع الخلق؛ كما قال تعالى: قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت:8-9].

وهذه الثلاث أنواع من أنواع الخلق وهي:

النوع الأول: الجبال الراسيات التي تمنع الأرض أن تميد بالناس.

والنوع الثاني من أنواع الخلق على هذه الأرض: البركة التي جعل الله فيها، وهي التي تقتضي الانتفاع بمياهها وثمراتها ونباتها.

والنوع الثالث من أنواع الخلائق: هو تقدير الأقوات فيها، وهذا يشمل كل ما يحتاج إليه الإنسان من الأقوات كالأكسجين الذي يتنفس به فهو أعظم أقواته، وكالمواد التي يأكلها ويشربها ويلبس منها ويبني منها، وهذه هي ضروريات الإنسان الأربع التي تكفل الله بها لآدم في الجنة قال تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى [طه:118-119]، ومعنى (ولا تضحى) أي: لا تبرز للشمس، والذي يحقق ذلك هو المسكن.

فإذاً هذه هي الضرورات الأربع: المأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكلها من الأقوات التي قدرها الله في الأرض، ( وهذه الأرض تكون يوم القيامة خبزة يتكفأها الجبار بيمينه، كما يتكفأ أحدكم خبزته نزلاً لأهل الجنة )، ولذلك يقول أهل الجنة: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ [الزمر:74]، فيورثهم الله الأرض نزلاً لهم يأكلونه وإدامها بلام ونون قيل: ما هذا؟ فقال: سمك وثور يشبع من زائد كبدهما سبعون ألفاً، وهذه الأرض تتبارك بركةً عظيمةً بخبز الجبار لها سبحانه وتعالى عندما يتكفأها بيمينه، فيزول عنها كل ما كان فيها من الأقذار والأوساخ والأضرار؛ لبركة يمين الجبار سبحانه وتعالى.

وقد جعل الله فيها خلائق عظيمة وهي ما فيها من المعادن والأثقال والأحمال، وستلقي الأرض كل ذلك يوم القيامة قال تعالى: إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا [الزلزلة:1-2]، وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:3-5].

وتشهد يوم القيامة كذلك إذا أذن الله لها بالكلام على كل عمل عُمل عليها.

معنى قوله تعالى: (وما طحاها)

وقال سبحانه: وَمَا طَحَاهَا [الشمس:6]، هذا القسم التاسع الذي أقسم الله به هنا فقد قال الله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [الشمس:1-6].

فيكون القسم بقوله تعالى: (وما طحاها) هو القسم التاسع في هذه السورة، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بنفسه هنا، وأثنى على نفسه كذلك بصناعته للأرض وتهيئته لها للسكن، فلو كانت الأرض مستويةً تماماً لم يستطع الناس الاستقرار عليها؛ لكثرة ما ينتابها من الأمواج والتيارات المتحركة التي يحتاج الإنسان إلى ما يكافحها ويردها به.

الحكمة من عدم استواء مناخ الأرض

فلو لم تكن الأرض فيها تلال وفيها أودية وفيها جبال، وكانت مستوية تماماً لما استطاع الإنسان أن يبني عليها بناءً ولم يستقر عليها بحال من الأحوال، ولم يستطع الشجر أن يأخذ حياته وتمدده عليها.

ولو كانت أيضاً على صورة متقاربة المناخ لما استطاعت أنواع الخلائق المتنوعة السكن عليها؛ لأنها لا يمكن أن تناسبها بيئة واحدة.

فلذلك جعل الله منها تلالاً وجبالاً وسهولاً وأدوية، وجعل منها أماكن تصلح لزراعة نوع من النبات وأماكن أخرى لا تصلح لذلك وتصلح لنوع آخر، وجعل فيها من أنواع الأعشاب ما يتلاءم مع حاجة الناس، وجعل فيها كذلك من أنواع الطبقات التي تؤثر في المياه ملحاً وصفاءً وعذوبة، وغير ذلك مما تقتضيه حاجة البشر والحيوانات، فكل هذا من عجائب خلق الله في هذه الأرض، فلذلك أثنى على نفسه بهذا الفعل.

وهذه الأرض جعل الله فيها من أنواع المنافع الشيء الكثير، وجعل فيها ثلاثة أنواع من أنواع الخلق؛ كما قال تعالى: قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت:8-9].

وهذه الثلاث أنواع من أنواع الخلق وهي:

النوع الأول: الجبال الراسيات التي تمنع الأرض أن تميد بالناس.

والنوع الثاني من أنواع الخلق على هذه الأرض: البركة التي جعل الله فيها، وهي التي تقتضي الانتفاع بمياهها وثمراتها ونباتها.

والنوع الثالث من أنواع الخلائق: هو تقدير الأقوات فيها، وهذا يشمل كل ما يحتاج إليه الإنسان من الأقوات كالأكسجين الذي يتنفس به فهو أعظم أقواته، وكالمواد التي يأكلها ويشربها ويلبس منها ويبني منها، وهذه هي ضروريات الإنسان الأربع التي تكفل الله بها لآدم في الجنة قال تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى [طه:118-119]، ومعنى (ولا تضحى) أي: لا تبرز للشمس، والذي يحقق ذلك هو المسكن.

فإذاً هذه هي الضرورات الأربع: المأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكلها من الأقوات التي قدرها الله في الأرض، ( وهذه الأرض تكون يوم القيامة خبزة يتكفأها الجبار بيمينه، كما يتكفأ أحدكم خبزته نزلاً لأهل الجنة )، ولذلك يقول أهل الجنة: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ [الزمر:74]، فيورثهم الله الأرض نزلاً لهم يأكلونه وإدامها بلام ونون قيل: ما هذا؟ فقال: سمك وثور يشبع من زائد كبدهما سبعون ألفاً، وهذه الأرض تتبارك بركةً عظيمةً بخبز الجبار لها سبحانه وتعالى عندما يتكفأها بيمينه، فيزول عنها كل ما كان فيها من الأقذار والأوساخ والأضرار؛ لبركة يمين الجبار سبحانه وتعالى.

وقد جعل الله فيها خلائق عظيمة وهي ما فيها من المعادن والأثقال والأحمال، وستلقي الأرض كل ذلك يوم القيامة قال تعالى: إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا [الزلزلة:1-2]، وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:3-5].

وتشهد يوم القيامة كذلك إذا أذن الله لها بالكلام على كل عمل عُمل عليها.

وقال سبحانه: وَمَا طَحَاهَا [الشمس:6]، هذا القسم التاسع الذي أقسم الله به هنا فقد قال الله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [الشمس:1-6].

فيكون القسم بقوله تعالى: (وما طحاها) هو القسم التاسع في هذه السورة، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بنفسه هنا، وأثنى على نفسه كذلك بصناعته للأرض وتهيئته لها للسكن، فلو كانت الأرض مستويةً تماماً لم يستطع الناس الاستقرار عليها؛ لكثرة ما ينتابها من الأمواج والتيارات المتحركة التي يحتاج الإنسان إلى ما يكافحها ويردها به.




استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4777 استماع
بشائر النصر 4274 استماع
أسئلة عامة [2] 4117 استماع
المسؤولية في الإسلام 4042 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 3980 استماع
نواقض الإيمان [2] 3937 استماع
عداوة الشيطان 3919 استماع
اللغة العربية 3918 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3892 استماع
القضاء في الإسلام 3882 استماع