الإسلام والحزبية


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونتوب إليه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صل وسلم على نبيك وعبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها الأحبة.. هذا الدرس السابع والخمسون من سلسلة الدروس العلمية العامة، وهذه ليلة الإثنين الخامس والعشرين من شهر شوال من سنة (1412هـ) وعنوان هذا الدرس -كما سبق وأن أعلنا بالأمس - (الإسلام والحزبية) ولكنني سوف أقتطع من وقت هذا الدرس دقائق لـأفغانستان نظراً للأحداث الجديدة التي وقعت فيها.

هناك خطاب بالفاكس من بيشاور عنوانه: (الله أكبر سقطت كابول) ويتكلم عن سقوط هذه المدينة، ودخول المجاهدين لها فاتحين، وأنهم بقيادة المهندس حكمتيار قد سيطروا على معظم أنحاء المدينة، فسيطروا على وزارة الداخلية والخارجية، ثم مشوا إلى القصر الجمهوري، وسيطروا على عدد من مساكن الجنود، ومواقع العسكر، وأن أهل المدينة خرجوا مهللين مكبرين بهذا النصر المبين، ولم يبق إلا مقاومة حول مطار كابول كانت بالأمس، وأرجو أن تكون قد انتهت بالفعل -إن شاء الله تعالى -.

ومما وصلني -أيضاً- في هذا أن رئيس الحزب الإسلامي، رفض ما عرضته الأمم المتحدة، أو شاركت فيه من اتفاق وقال: إننا لن نأخذ كابول إلا بالسيف، ولن نعطي الدنية في ديننا وكان الهجوم على كابول، وتقدمت الدبابات إلى داخل المدينة، وبعد صلاة الظهر أعلن عن شدة المعركة مع المليشيات الملحدة، ثم أعلن بعد قليل أنه حرر وسيطر على المواقع التي أسلفت، وفي العصر أعلن عن احتلال القصر الجمهوري، وأنه يحاصر الفيلق المركزي، وقد نقلت منه رسالة مسموعة وهو يوجه أحد قادته الميدانيين بأن يهدد هذا الفيلق، إما أن يستسلم، أو يهاجمه المجاهدون، وفي تمام الساعة السابعة والنصف من أمس صرح للصحافة عبر جهاز اللاسلكي عن تحرير كابول من الشيوعية، وقال: الآن وصل الجهاد إلى نتيجته المنطقية، ولن نرضى بالحلول السلمية، ولا الدنية، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

هناك مقاومة من بعض المليشيات في المطار وحول المطار في حدود ثلاثة كيلو مترات، وقد حاصرهم المجاهدون، وطلبوا منهم الاستسلام، وإلا فالدبابات ستـتقدم باتجاههم، وستصبح دماؤهم هدراً، وهناك مظاهرات شديدة في كابول تطالب المسلمين المجاهدين بطرد المليشيات من كابول؛ لأنهم استحلوا البلد بالسرقة والنهب، هذا من جانب، وبذلك تكون أفغانستان كلها في قبضة المسلمين المجاهدين: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40] وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ [القصص:5-6] فنصر الله أولئك المؤمنين المستضعفين العزل من السلاح، ومكن لهم في الأرض.

تشكيل حكومة مشتركة من المجاهدين

بقيت القضية الأخرى وهي العقدة التي يتمنى المسلمون أن يسمعوا لها حلاً، وهي مسألة تشكيل حكومة مشتركة من المجاهدين، تطمئن قلوب المؤمنين، إلى أنه لن يقع هناك اختلاف فأقول:

أولاً: حسب المعلومات التي وصلتني وهي كثيرة، فحتى الآن بحمد الله لم ترق قطرة دم واحدة بين المجاهدين، وهذا يبشر بخير كثير، وأما ما تذيعه الإذاعات كإذاعة لندن، أو تنشره الصحف كـصوت الكويت، بل وبعض الصحف السعودية مع الأسف، فهو لا يعدو أن يكون تهويشاً، أو توقعاً، أو احتمالاً، أو على أحسن الأحوال خطأ من بعض المراسلين، فينبغي أن نتفطن لذلك، وقد وصلت أخبار أن الفرحة عمت في جميع أفغانستان، بل وفي بيشاور حيث تسمع أصوات الطلقات، وأصوات التهليل والتكبير من المجاهدين، ومن المتعاطفين معهم الذين طال ظمؤهم واشتياقهم إلى نصر الله تعالى للمؤمنين.

ثانياً: تم الاتفاق المبدئي على عدد من القضايا بين المجاهدين كلهم.

ومن القضايا التي تم الاتفاق عليها:

أنهم اتفقوا على تشكيل مجلس يكون هو أعلى سلطة في البلاد، ويكون برآسة البرفيسور برهان الدين رباني، وقد وافق قادة المجاهدين المجتمعون في بيشاور على هذا التشكيل، وأرسلوا به إلى حكمتيار فوافق، وقد جاءتني رسالة من الحزب الإسلامي تدل على موافقتهم أيضاً على ذلك.

ثالثاً: وافق المجاهدون -أيضاً- على رئاسة الحكومة (رئاسة الوزراء) وأنها تكون للحزب الإسلامي الذي يقوده المهندس حكمتيار، ثم هناك تحديد الوزارات، وبعض المجالس، لم يتم الاتفاق عليها.

أما فيما يتعلق بالمجلس الذي سمي مجلس شورى، وكلف بنقل السلطة مؤقتاً من الشيوعيين، إلى المجاهدين، فقد أعلن حكمتيار أنه لم يعد لهذا المجلس مكان، حيث تم استلام السلطة في كابول، وعادت وآلت إلى المجاهدين، وكانوا أحق بها وأهلها، وهذا يدل على أنه لا يزال هناك اختلاف حول بعض التشكيلات التي لابد منها، ولابد من الإسراع فيها حتى لا يوجد فراغ دستوري في البلاد، قد يستغله بعض ضعفاء النفوس، وقد ينجم عنه بعض المشاكل، وبعض الاختلافات، ونسأل الله تعالى أن لا يكون ذلك.

لازلنا نتربص وننتظر أن يعلن المجاهدون وحدتهم، وأن يعلنوا حكومة مشتركة من المجاهدين الصادقين من أهل السنة والجماعة، تقوم بحفظ وإدارة تلك البلاد، ونرجو ونسأل الله تعالى أن يتم ذلك عن قريب.

وصلتني عدد من القصائد التي تشارك في هذه المناسبة العظيمة الكبيرة، تزيد على السبع قصائد، وحقاً كل القصائد التي وصلتني جميلة، وكنت أتمنى أن أشرك إخواني فيها أو في بعضها، لكن أكتفي بقصيدة واحدة بناء على طلب من أبي عبد الرحمن جزاه الله خيراً، وهي للأستاذ سليمان الأحمد بعنوان (كابول النصر) يقول فيها:

الله أكبر تعلو كل مغتصب               وراية الحق أفنت راية النصب

هل يستوي في عيون الناس منـزلة      سيف من التبر أم سيف من الخشب

حييت يا كابل الإسلام مشرقة      قد ذقت في الأسر ألواناً من النصب

قد صال فيها أسود الحق فانقشعت      عن وجهها غمة الإلحاد والعطب

واليوم أنت لبست حلية صبغت          بآية النصر بعد الكد والتعب

نصر من الله من بعد الجهاد أتى          وهكذا النصر لا بالذل والطرب

كم طفلة حجبت عن عطف والدها     قد مسها الضر أتباعاً من الحقب

وَرُبَ طفلٍ له من أمه سبب          قام الطغاة بقطع الأم والسبب

وزوجة قادها من سام كافلها           تبدي البكاء على أولادها النُجُب

ورب محصنة قد عذبت علناً           حتى تخلت عن الأخلاق والأدب

حتى البهائم نالت حظها سقماً           وهكذا الظلم يكوي الناس باللهب

لما تواصلت الأحزان واحتكمت          تفرجت أمة محمودة النسب

جنى الجهاد ثمار النصر في زمن          كاد القنوط يحيي كل مرتقب

يا أمة الحق إن العز مرتبط                مع الجهاد وذل الناس في الخطب

ففي حمى كابل ظل العدو بها           حيناً من الدهر بين العرض والطلب

أتت عليها المساعي كي تخلصها     فحمّلتها من الضوضاء والشغب

حتى تولى رجال الحق نصرتها     فحاصروها ونادوا كل محتسب

فعمها العدل في أسمى مظاهره          وعانق الحق فيها شاهق السحب

وإذا جد شيء جديد في هذا الموضوع فأرجو أن تكون الأبواب والفرص مفتوحة، لمواصلتكم به بإذن الله تعالى لأن هذه القضية هي قضية المسلمين جميعاً.

بقيت القضية الأخرى وهي العقدة التي يتمنى المسلمون أن يسمعوا لها حلاً، وهي مسألة تشكيل حكومة مشتركة من المجاهدين، تطمئن قلوب المؤمنين، إلى أنه لن يقع هناك اختلاف فأقول:

أولاً: حسب المعلومات التي وصلتني وهي كثيرة، فحتى الآن بحمد الله لم ترق قطرة دم واحدة بين المجاهدين، وهذا يبشر بخير كثير، وأما ما تذيعه الإذاعات كإذاعة لندن، أو تنشره الصحف كـصوت الكويت، بل وبعض الصحف السعودية مع الأسف، فهو لا يعدو أن يكون تهويشاً، أو توقعاً، أو احتمالاً، أو على أحسن الأحوال خطأ من بعض المراسلين، فينبغي أن نتفطن لذلك، وقد وصلت أخبار أن الفرحة عمت في جميع أفغانستان، بل وفي بيشاور حيث تسمع أصوات الطلقات، وأصوات التهليل والتكبير من المجاهدين، ومن المتعاطفين معهم الذين طال ظمؤهم واشتياقهم إلى نصر الله تعالى للمؤمنين.

ثانياً: تم الاتفاق المبدئي على عدد من القضايا بين المجاهدين كلهم.

ومن القضايا التي تم الاتفاق عليها:

أنهم اتفقوا على تشكيل مجلس يكون هو أعلى سلطة في البلاد، ويكون برآسة البرفيسور برهان الدين رباني، وقد وافق قادة المجاهدين المجتمعون في بيشاور على هذا التشكيل، وأرسلوا به إلى حكمتيار فوافق، وقد جاءتني رسالة من الحزب الإسلامي تدل على موافقتهم أيضاً على ذلك.

ثالثاً: وافق المجاهدون -أيضاً- على رئاسة الحكومة (رئاسة الوزراء) وأنها تكون للحزب الإسلامي الذي يقوده المهندس حكمتيار، ثم هناك تحديد الوزارات، وبعض المجالس، لم يتم الاتفاق عليها.

أما فيما يتعلق بالمجلس الذي سمي مجلس شورى، وكلف بنقل السلطة مؤقتاً من الشيوعيين، إلى المجاهدين، فقد أعلن حكمتيار أنه لم يعد لهذا المجلس مكان، حيث تم استلام السلطة في كابول، وعادت وآلت إلى المجاهدين، وكانوا أحق بها وأهلها، وهذا يدل على أنه لا يزال هناك اختلاف حول بعض التشكيلات التي لابد منها، ولابد من الإسراع فيها حتى لا يوجد فراغ دستوري في البلاد، قد يستغله بعض ضعفاء النفوس، وقد ينجم عنه بعض المشاكل، وبعض الاختلافات، ونسأل الله تعالى أن لا يكون ذلك.

لازلنا نتربص وننتظر أن يعلن المجاهدون وحدتهم، وأن يعلنوا حكومة مشتركة من المجاهدين الصادقين من أهل السنة والجماعة، تقوم بحفظ وإدارة تلك البلاد، ونرجو ونسأل الله تعالى أن يتم ذلك عن قريب.

وصلتني عدد من القصائد التي تشارك في هذه المناسبة العظيمة الكبيرة، تزيد على السبع قصائد، وحقاً كل القصائد التي وصلتني جميلة، وكنت أتمنى أن أشرك إخواني فيها أو في بعضها، لكن أكتفي بقصيدة واحدة بناء على طلب من أبي عبد الرحمن جزاه الله خيراً، وهي للأستاذ سليمان الأحمد بعنوان (كابول النصر) يقول فيها:

الله أكبر تعلو كل مغتصب               وراية الحق أفنت راية النصب

هل يستوي في عيون الناس منـزلة      سيف من التبر أم سيف من الخشب

حييت يا كابل الإسلام مشرقة      قد ذقت في الأسر ألواناً من النصب

قد صال فيها أسود الحق فانقشعت      عن وجهها غمة الإلحاد والعطب

واليوم أنت لبست حلية صبغت          بآية النصر بعد الكد والتعب

نصر من الله من بعد الجهاد أتى          وهكذا النصر لا بالذل والطرب

كم طفلة حجبت عن عطف والدها     قد مسها الضر أتباعاً من الحقب

وَرُبَ طفلٍ له من أمه سبب          قام الطغاة بقطع الأم والسبب

وزوجة قادها من سام كافلها           تبدي البكاء على أولادها النُجُب

ورب محصنة قد عذبت علناً           حتى تخلت عن الأخلاق والأدب

حتى البهائم نالت حظها سقماً           وهكذا الظلم يكوي الناس باللهب

لما تواصلت الأحزان واحتكمت          تفرجت أمة محمودة النسب

جنى الجهاد ثمار النصر في زمن          كاد القنوط يحيي كل مرتقب

يا أمة الحق إن العز مرتبط                مع الجهاد وذل الناس في الخطب

ففي حمى كابل ظل العدو بها           حيناً من الدهر بين العرض والطلب

أتت عليها المساعي كي تخلصها     فحمّلتها من الضوضاء والشغب

حتى تولى رجال الحق نصرتها     فحاصروها ونادوا كل محتسب

فعمها العدل في أسمى مظاهره          وعانق الحق فيها شاهق السحب

وإذا جد شيء جديد في هذا الموضوع فأرجو أن تكون الأبواب والفرص مفتوحة، لمواصلتكم به بإذن الله تعالى لأن هذه القضية هي قضية المسلمين جميعاً.

فيما يتعلق بموضوعنا، فقد طلب مني أن أغير الموضوع، وأن أتحدث عن بعض القضايا التي تهم المسلمين، كما جدّ في قضية أفغانستان، أو قضية المسلمين في يوغسلافيا، أو غيرها من القضايا، ولكنني رأيت أن من المهم أن أتحدث عن هذا الموضوع (الإسلام والحزبية) لأسباب:

أولاً: لأن الموضوع أُجل مرة، فلا أريد أن يؤجل مرة أخرى.

وثانياً: لأننا نريد أن نتدرب على أن لا نستغرق كثيراً في متابعة الأحداث، ونغفل أو ننشغل عن تأصيل بعض القضايا التي يحتاجها المسلمون، فللأحداث ميدان ومجال، وينبغي أن نكون على صلة بها أولاً بأول، وأن نعرض فيها تصورات إسلامية سليمة ناضجة، ولكن هذا لا ينبغي أن يشغلنا عن بعض الموضوعات العلمية، أو الدعوية، أو العملية، التي يحتاجها المسلمون من قبل، والتي تحتاج إلى نظر وإلى تأصيل.

إن هذا الموضوع حين نعالجه، إنما نعالجه لأنه أحد الموضوعات الكبيرة في الساحة الإسلامية، وهو بأمس الحاجة إلى المعالجة الهادئة والحكيمة والعادلة، التي تجتمع عليها القلوب.

قول الحق والعدل

فإن الله تعالى أمرنا أن نقول الحق والعدل كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ [النساء:135] وفي آية المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ [المائدة:8] ويأمرنا الله تعالى أن نلتزم بالعدل، فيقول على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى:15] ويقول: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8] والعدل في كل شيء، لكنه في القول بصفة خاصة من أهم الأمور قال الله عز وجل: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا [الأنعام:152] وقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى [النحل:90] وذكر عز وجل أن من قوم موسى كما قال: وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:159] ليسوا من قوم موسى فحسب، بل من كل الأمم، وهذه الأمة فيها من يهدون بالحق وبه يعدلون، قال تعالى: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:181] فهم باقون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إذن من أسباب اجتماع الكلمة بين المسلمين، وتقارب قلوبهم، وزوال الخلاف فيما بينهم: العدل في الأقوال والأحكام.

ومن أسباب التشتت، والتفرق، وتنافر القلوب، وتزكية نيران البغضاء، والحقد والضغينة:

الجور والظلم في الأقوال والأعمال والأحكام قال الله عز وجل: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزَغُ بَيْنَهُمْ [الإسراء:53] أي: من أعظم وسائل الشيطان في النـزغ:

القول: فإذا كان القول ليس من القول الحسن؛ بل هو من القول غير الحسن، كان ذريعة إلى تسلل الشيطان إلى القلوب، والنـزغ بينها، وإيجاد ألوان من العداوة، والبغضاء بين المؤمنين، بل ربما بين خاصة المؤمنين: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزَغُ بَيْنَهُمْ [الإسراء:53].

الله تعالى ينصر ويحفظ من يقول الحق والعدل لوجه الله تعالى، فلا يقول الظلم والجور والباطل، ولا يكون قوله، أو عمله رياءً أو سمعة، بل يقول الحق، وبنية خالصة، وقصد حسن، فإن الله تعالى ينصره، ويحميه، ويبلغه ما يريد، إذا لم يقصد بذلك علواً في الأرض ولا فسادا، ولا محاباة لأحد، لا لرغبة ولا لرهبة، ولا لقرب ولا لبعد، ولا لصداقة ولا لعداوة، وإنني أرجو الله تعالى أن نكون جميعاً من المجتهدين في البحث عن الحق الذي يحبه الله تعالى ورسوله، وأن نكون من المجتهدين في القول به والدعوة إليه.

وإن كان الإنسان قد يخطئ في اجتهاده بسبب قلة علمه، أو قصور فهمه، أو بسبب ظلمة قلبه، وما يقع في القلب بسبب المعاصي والذنوب، ويحول بينها وبين إدراك مقصود الشارع، لكن المهم ألا يقول الإنسان الباطل، وأن يكون قوله للحق، أو لما يعتقد أنه هو الحق لوجه الله تعالى، لا يحابي في ذلك أحداً، ولا يخاف من أحد، من قوله ولا من فعله، فإن هذا من أسباب الوحدة بين المسلمين.

التزام الأخلاق الإسلامية في مواطن الجدال والافتراق

ومن أسباب اجتماع الكلمة وطرد الشيطان ووساوسه:

أن يلتزم الإنسان بالأخلاق الإسلامية العظيمة في مواطن الجدل، وفي مواطن الافتراق، والكلام في هذا الخلق أمر يطول، لكن أقتصر على نموذج واحد مما يحدد الميزان لذلك، وهو ما جاء في صحيح مسلم في كتاب الأمارة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: { كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا من ينتظر، ومن هو في جشرة، ومن يصلح خباءه، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخطبهم، وقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يأمر أمته بخير ما يعلمه لهم، ويحذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن هذه الأمة جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تكرهونها، فمن أراد أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليهم..إلخ} الشاهد قوله { وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه } فمن منا يحب أن يسب، ومن منا يحب أن يشتم، أو يكذب عليه في قول أو فعل، ومن منا يحب أن ينسب إليه السوء؟! قطعاً لا أحد.

وبالمقابل من منا لا يحب أن يُحفظ في عرضه، أو يُحسن إليه، أو يُثنى عليه بما فيه، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي ذررضي الله عنه: { أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل يا رسول الله: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، فيحمده الناس عليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تلك عاجل بشرى المؤمن} من منا الذي لا يريد البشرى؟ أن يبشر بالخير، ما دام أن ثناء الناس عليك بما فيك هو من عاجل البشرى.

إذاً ينبغي على الإنسان أن يأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليهم، فيعدل في قوله، وفي فعله، وفيما يأتي إليهم، ويضع نفسه في مكان أحدهم، وأيضاً ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز أبداً أن يكون المقصود بالكلام عن شخص معين، أو طائفة معينة، أو موضوع معين، ألا يكون المقصود هو إسقاط فلان أو علان، أو إسقاط هذه الجهة أو تلك، أو هذه الهيئة أو تلك، كلا. بل المقصود: هو الوصول إلى الحق، وأنت ترى كثيراً ممن يكتبون الردود اليوم على العلماء وغيرهم، أنهم يردون في مسألة علمية، فيرد في تصحيح حديث -مثلاً- أو تضعيفه، أو تحسينه، وهذا مقبول، فلا مانع أن يرد إنسان على آخر في تصحيح حديث، ويستدرك عليه في هذا، لكن لا داعي أن يستغل أي زلة للتقليل من شأن هذا العالم، أو إثبات جهله، أو سوء نيته، أو غير ذلك، إن هذه الأمور غير سائغة، بل ينبغي أن تقول: هذا العالم اجتهد، لكن في المسألة الفلانية قد يكون أخطأ، أو أخطأ فعلاً، والدليل هو ما يأتي، وهذا ما أدى إليه اجتهاده، أما الكلام الزائد في أن هذا الإنسان يتبع الهوى، وأن هذا الإنسان فيه وفيه، وأنه جاهل، وأنه لا يعرف، إلى غير ذلك، فهذا يدل على أنه لم يكن المقصود هو الرد العلمي، ولا المناقشة الهادئة، وإنما كان المقصود: هو إسقاط فلان، أو هذه الجهة أو تلك، والله تعالى لا يصلح عمل المفسدين.

إذاً ليس من الصواب أن أحارب هذا العالم أو ذاك، وكأنني أقدم نفسي للناس بديلاً عنه، لا. بل الميدان يسع الجميع، ويحتاج إلى مزيد من جهود المخلصين، وإذا كان عندك نوع من العلم، فقد يكون عند خصمك أنواع من العلوم وكما قيل:

جاء شقيق عارضاً رمحه      إن بني عمك فيهم رماح

فإن الله تعالى أمرنا أن نقول الحق والعدل كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ [النساء:135] وفي آية المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ [المائدة:8] ويأمرنا الله تعالى أن نلتزم بالعدل، فيقول على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى:15] ويقول: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8] والعدل في كل شيء، لكنه في القول بصفة خاصة من أهم الأمور قال الله عز وجل: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا [الأنعام:152] وقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى [النحل:90] وذكر عز وجل أن من قوم موسى كما قال: وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:159] ليسوا من قوم موسى فحسب، بل من كل الأمم، وهذه الأمة فيها من يهدون بالحق وبه يعدلون، قال تعالى: وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف:181] فهم باقون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إذن من أسباب اجتماع الكلمة بين المسلمين، وتقارب قلوبهم، وزوال الخلاف فيما بينهم: العدل في الأقوال والأحكام.

ومن أسباب التشتت، والتفرق، وتنافر القلوب، وتزكية نيران البغضاء، والحقد والضغينة:

الجور والظلم في الأقوال والأعمال والأحكام قال الله عز وجل: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزَغُ بَيْنَهُمْ [الإسراء:53] أي: من أعظم وسائل الشيطان في النـزغ:

القول: فإذا كان القول ليس من القول الحسن؛ بل هو من القول غير الحسن، كان ذريعة إلى تسلل الشيطان إلى القلوب، والنـزغ بينها، وإيجاد ألوان من العداوة، والبغضاء بين المؤمنين، بل ربما بين خاصة المؤمنين: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزَغُ بَيْنَهُمْ [الإسراء:53].

الله تعالى ينصر ويحفظ من يقول الحق والعدل لوجه الله تعالى، فلا يقول الظلم والجور والباطل، ولا يكون قوله، أو عمله رياءً أو سمعة، بل يقول الحق، وبنية خالصة، وقصد حسن، فإن الله تعالى ينصره، ويحميه، ويبلغه ما يريد، إذا لم يقصد بذلك علواً في الأرض ولا فسادا، ولا محاباة لأحد، لا لرغبة ولا لرهبة، ولا لقرب ولا لبعد، ولا لصداقة ولا لعداوة، وإنني أرجو الله تعالى أن نكون جميعاً من المجتهدين في البحث عن الحق الذي يحبه الله تعالى ورسوله، وأن نكون من المجتهدين في القول به والدعوة إليه.

وإن كان الإنسان قد يخطئ في اجتهاده بسبب قلة علمه، أو قصور فهمه، أو بسبب ظلمة قلبه، وما يقع في القلب بسبب المعاصي والذنوب، ويحول بينها وبين إدراك مقصود الشارع، لكن المهم ألا يقول الإنسان الباطل، وأن يكون قوله للحق، أو لما يعتقد أنه هو الحق لوجه الله تعالى، لا يحابي في ذلك أحداً، ولا يخاف من أحد، من قوله ولا من فعله، فإن هذا من أسباب الوحدة بين المسلمين.

ومن أسباب اجتماع الكلمة وطرد الشيطان ووساوسه:

أن يلتزم الإنسان بالأخلاق الإسلامية العظيمة في مواطن الجدل، وفي مواطن الافتراق، والكلام في هذا الخلق أمر يطول، لكن أقتصر على نموذج واحد مما يحدد الميزان لذلك، وهو ما جاء في صحيح مسلم في كتاب الأمارة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: { كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا من ينتظر، ومن هو في جشرة، ومن يصلح خباءه، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخطبهم، وقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يأمر أمته بخير ما يعلمه لهم، ويحذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن هذه الأمة جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تكرهونها، فمن أراد أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليهم..إلخ} الشاهد قوله { وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه } فمن منا يحب أن يسب، ومن منا يحب أن يشتم، أو يكذب عليه في قول أو فعل، ومن منا يحب أن ينسب إليه السوء؟! قطعاً لا أحد.

وبالمقابل من منا لا يحب أن يُحفظ في عرضه، أو يُحسن إليه، أو يُثنى عليه بما فيه، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي ذررضي الله عنه: { أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل يا رسول الله: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، فيحمده الناس عليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: تلك عاجل بشرى المؤمن} من منا الذي لا يريد البشرى؟ أن يبشر بالخير، ما دام أن ثناء الناس عليك بما فيك هو من عاجل البشرى.

إذاً ينبغي على الإنسان أن يأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليهم، فيعدل في قوله، وفي فعله، وفيما يأتي إليهم، ويضع نفسه في مكان أحدهم، وأيضاً ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز أبداً أن يكون المقصود بالكلام عن شخص معين، أو طائفة معينة، أو موضوع معين، ألا يكون المقصود هو إسقاط فلان أو علان، أو إسقاط هذه الجهة أو تلك، أو هذه الهيئة أو تلك، كلا. بل المقصود: هو الوصول إلى الحق، وأنت ترى كثيراً ممن يكتبون الردود اليوم على العلماء وغيرهم، أنهم يردون في مسألة علمية، فيرد في تصحيح حديث -مثلاً- أو تضعيفه، أو تحسينه، وهذا مقبول، فلا مانع أن يرد إنسان على آخر في تصحيح حديث، ويستدرك عليه في هذا، لكن لا داعي أن يستغل أي زلة للتقليل من شأن هذا العالم، أو إثبات جهله، أو سوء نيته، أو غير ذلك، إن هذه الأمور غير سائغة، بل ينبغي أن تقول: هذا العالم اجتهد، لكن في المسألة الفلانية قد يكون أخطأ، أو أخطأ فعلاً، والدليل هو ما يأتي، وهذا ما أدى إليه اجتهاده، أما الكلام الزائد في أن هذا الإنسان يتبع الهوى، وأن هذا الإنسان فيه وفيه، وأنه جاهل، وأنه لا يعرف، إلى غير ذلك، فهذا يدل على أنه لم يكن المقصود هو الرد العلمي، ولا المناقشة الهادئة، وإنما كان المقصود: هو إسقاط فلان، أو هذه الجهة أو تلك، والله تعالى لا يصلح عمل المفسدين.

إذاً ليس من الصواب أن أحارب هذا العالم أو ذاك، وكأنني أقدم نفسي للناس بديلاً عنه، لا. بل الميدان يسع الجميع، ويحتاج إلى مزيد من جهود المخلصين، وإذا كان عندك نوع من العلم، فقد يكون عند خصمك أنواع من العلوم وكما قيل:

جاء شقيق عارضاً رمحه      إن بني عمك فيهم رماح

والنصيحة من دين الإسلام، يقول الله عز وجل: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:91] وفي الصحيحين من حديث تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم} وفي الصحيحين -أيضاً- من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: { بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، قال: فورب هذا البيت (يعني المسجد أو الكعبة) إني لناصح لكم}.

فحلف بالله تعالى على صدقه ونصيحته، وهذا يجرئني أن أقول لمن يستمع إلى هذه الكلمة، ورب هذا البيت إني لناصح في هذه الكلمة، وإنني لا أقصد من ورائها إلا الحق، وإلا الوصول إلى الحق، لا أعلم من نفسي -إن شاء الله تعالى- إلا هذا، فما كان فيها من صواب فمن الله تعالى وله الحمد والمن والفضل، وما كان فيها من خطأ فمني ومن الشيطان، والله تعالى ورسوله منه بريئان، وإني أستغفر الله تعالى من كل خطأ أو زلل أو تقصير.

أدلة النصيحة

النصيحة لها أدلة منها: اللين في القول، خاصة لغير المعاند، فلا داعي للشدة في الأقوال، ما دام أن اللين يقوم مقامه، والله تعالى بعث موسى وهارون إلى أكفر الناس وهو فرعون وقال: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

وجاء رجل لـهارون الرشيد فقال: إني سوف أنصحك وأغلظ لك في القول، فقال: لا. لا أقبل نصيحتك، قال: ولِمَ؟ قال: لأن الله تعالى قد بعث من هو خير منك، إلى من هو شر مني فقال: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

ومن أدلة النصيحة -أيضاً-: حفظ الحسنات للمنصوح وعدم تجاهلها أو نسيانها، لأنه أسلم إلى القبول، فإنك إذا تذرعت إلى إنسان في النصيحة بذكر بعض ما فيه من الخير، وبعض ما له من الحسنات، وأثنيت عليه بذلك، ثم نبهته إلى ما قد يكون حصل منه من زلل، أو تقصير، فكأنك تقول له: أنت رجل فاضل، ولكن أكمِلْ خيرك وإحسانك السابق، بهذا الخير والإحسان اللاحق الذي آمرك وأنصحك به وأعرضه عليك.

ومن باب الأولى، حين يكون المنصوح مجموعة من الناس، فإن المجموعة أو الطائفة - سواء كانوا أهل بلد، أو طلاب شيخ، أو قوماً مجتمعين على أمر من الأمور- يكون بينهم رابطة تعطيهم قوة على ما هم فيه، ليست للفرد بذاته، وربما ينصر بعضهم بعضا، ويقوي بعضهم بعضا على ما هو فيه وعلى ما هو عليه، ويلتمس له من الحجج، ومن الذرائع، ومن المسوغات، ومن الأسباب، فيحتاجون إلى التلطف في النصيحة بما يبين لهم أن المقصود هو: تحصيل الكمال، وليس المقصود الحط من شأنهم، ولا التشنيع عليهم، ومع ذلك فإنه لا يعني هذا أن تكتفي بذكر المحاسن، والثناء المطلق، لما في ذلك من تخدير النفوس عن طلب الكمال، وإغرائها بالبقاء على ما هي عليه من ما قد يكون فيه بعض النقص.

النصيحة لها أدلة منها: اللين في القول، خاصة لغير المعاند، فلا داعي للشدة في الأقوال، ما دام أن اللين يقوم مقامه، والله تعالى بعث موسى وهارون إلى أكفر الناس وهو فرعون وقال: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

وجاء رجل لـهارون الرشيد فقال: إني سوف أنصحك وأغلظ لك في القول، فقال: لا. لا أقبل نصيحتك، قال: ولِمَ؟ قال: لأن الله تعالى قد بعث من هو خير منك، إلى من هو شر مني فقال: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

ومن أدلة النصيحة -أيضاً-: حفظ الحسنات للمنصوح وعدم تجاهلها أو نسيانها، لأنه أسلم إلى القبول، فإنك إذا تذرعت إلى إنسان في النصيحة بذكر بعض ما فيه من الخير، وبعض ما له من الحسنات، وأثنيت عليه بذلك، ثم نبهته إلى ما قد يكون حصل منه من زلل، أو تقصير، فكأنك تقول له: أنت رجل فاضل، ولكن أكمِلْ خيرك وإحسانك السابق، بهذا الخير والإحسان اللاحق الذي آمرك وأنصحك به وأعرضه عليك.

ومن باب الأولى، حين يكون المنصوح مجموعة من الناس، فإن المجموعة أو الطائفة - سواء كانوا أهل بلد، أو طلاب شيخ، أو قوماً مجتمعين على أمر من الأمور- يكون بينهم رابطة تعطيهم قوة على ما هم فيه، ليست للفرد بذاته، وربما ينصر بعضهم بعضا، ويقوي بعضهم بعضا على ما هو فيه وعلى ما هو عليه، ويلتمس له من الحجج، ومن الذرائع، ومن المسوغات، ومن الأسباب، فيحتاجون إلى التلطف في النصيحة بما يبين لهم أن المقصود هو: تحصيل الكمال، وليس المقصود الحط من شأنهم، ولا التشنيع عليهم، ومع ذلك فإنه لا يعني هذا أن تكتفي بذكر المحاسن، والثناء المطلق، لما في ذلك من تخدير النفوس عن طلب الكمال، وإغرائها بالبقاء على ما هي عليه من ما قد يكون فيه بعض النقص.

وذلك بصريح القرآن الكريم أن الناس حزبان متمايزان.

حزب الله

الحزب الأول:

حزب الله، وبالنسبة لعدد المنتسبين لهذا الحزب، فإن نظرنا إلى المسجلين رسمياً في عضويته فإنهم يقاربون ألف مليون عضو وهم المسلمون، وإن نظرنا إلى من حققوا الانتساب إلى هذا الحزب في أنفسهم، وأموالهم، فإن هذا الرقم ينقص كثيراً، ولكن ليس هناك إحصائية لا دقيقة ولا غير دقيقة، عن عدد الأعضاء الحقيقيين لهذا الحزب ولكن: عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى [طه:52] فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران:195].

والانتساب لهذا الحزب الذي هو حزب الله، ليس انتساباً بالدعوى، كما نجد أن عدداً من الأحزاب اليوم تسمي نفسها حزب الله، كما نجد في بعض الأحزاب الشيعية، وحتى غير الشيعية، فإن الانتساب ليس بالدعوى، أن يقول الواحد: أنا من حزب الله، أو نحن المجموعة الفلانية حزب الله، لا. القضية ليست دعوى، ولا باللون، ولا بالوطن أو عرق معين، كما يدعي فئة من الناس -مثلاً-، ادّعوا أنهم شعب الله المختار، ولا بأي أمر، إن الانتساب يكون بأمر واحد هو سعي الإنسان، سواء كان سعيه بعمل القلب، أو بعمل الجوارح، إما العقيدة الباطنة أو السلوك الظاهر هو المقياس الذي يثبت إن كان هذا الإنسان من حزب الله فعلاً، أو ليس من حزب الله، فمن التزم بعقائد وسلوكيات هذا الحزب فهو منهم، أياً كان ماضيه! وأياً كان تاريخه! وأياً كان لونه! وأياً كان عرقه! وأياً كان جنسه!

ولهذا قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً [المائدة:69] بهذا الشرط مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [المائدة:69] إذن المقصود: هو الإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات هذا هو الحزب الأول.

حزب الشيطان

أما الحزب الثاني:

فهم حزب الشيطان، وهم كل من سوى هؤلاء، فليس هناك وسط ومرحلة وسط، لا يصلح إنسان وسط بين الجنة والنار، إما أن يكون من حزب الله، وإما أن يكون من حزب الشيطان، لهذا ذكر الله عز وجل- الكافرين والمنافقين وقال: أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المجادلة:19] ثم ذكر أولياء الله تعالى المؤمنين وقال: أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22]

فيتفطن الإنسان إلى أن هذه الحزبية: هي رسم مرسوم على عنق كل إنسان لا مخلص له منها، إما من هذا، وإما من ذاك، إما من حزب الله المفلحين، وإما من حزب الشيطان الخاسرين.

صفات كل حزب والعلاقة بينهما

وقد حكم الله عز وجل وحكمه نافذ لا محالة، أن هذا التفرق لا يمكن إزالته بحال من الأحوال، وأن مد الجسور بين هذا الحزب وذاك أمر مستحيل، فلا وفاق ولا انسجام، بل هي العداوة والبغضاء أبداً، إلا أن يتحول الإنسان من هذا الحزب إلى ذاك.

فمثلاً: المجموعة الأولى من الآيات القرآنية يقول الله تعالى فيها: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71] ويقول سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10] ويقول عز وجل: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [المائدة:55] ويقول: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة:56] فهذه المجموعة من الآيات تثبت أن الحزب المؤمن -حزب الله- يتناصرون فيما بينهم، بالولاية الإسلامية، والإخوة الإيمانية، فهم بعضهم أولياء بعض، وهم إخوة، وهم أولياء لله ورسوله، فهذه ترسم أخوة المؤمنين، وترسخها، وتعمقها.

المجموعة الثانية من الآيات: مثل قول الله عز وجل: والْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ [التوبة:67] ومثل قول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [المائدة:51] يعني بعض اليهود أولياء بعض، وبعض النصارى أولياء بعض، وكذلك اليهود أولياء للنصارى، والنصارى أولياء لليهود، خاصة إذا كانوا ضد المسلمين، فهذه المجموعة من الآيات تثبت الولاء والنصرة بين أولياء الشيطان، بين حزب الشيطان، وأن بعضهم ينصر بعضاً، ويؤاخي بعضاً، فجمهور المشركين متحالفون متناصرون فيما بينهم.

المجموعة الثالثة من الآيات: وهي التي تبين أن العلاقة بين هذا الحزب وذاك، علاقة حرب لا يهدأ لها أوار في مثل قوله تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة:4]لاحظ البراءة، ثم قال: كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] لم يجعل الله تعالى بين هذين الحزبين إلا علاقة العداوة، والبغضاء، والحرب أبداً، حتى يؤمنوا بالله تعالى وحده، ومثله قوله تعالى: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ [البقرة:217] إذن هذه العداوة والبغضاء ليست من طرف واحد كما يتصور بعض الناس، لا من طرف المؤمنين ضد الكافرين، بل حتى الكافرون عندهم العداوة والبغضاء للمؤمنين في غالبهم، قد يوجد أفراد يخرجون عن هذه القاعدة، لكن القاعدة العامة، أن الكفار يبغضون المؤمنين، كما قال عز وجل: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا [البقرة:217] هذا قرآن وكما قال عز وجل: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120] فلو جلست مع اليهود على طاولة المفاوضات، ولو ذهبت معهم إلى مدريد، وإلى موسكو، وواشنطن، ولو آخيتهم، ولو فتحت لهم بلادك، ولو سخرت لهم اقتصادك، لن يرضوا عنك، وكذلك الحال بالنسبة للنصارى، لو أعطيتهم كل ما تملك، وأطعتهم في كل ما يريدون، لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم كما قال تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120] في كل شيء: مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:9] وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22].

إذاً، الكفار يعادون المؤمنين، والمؤمنون يعادون الكفار، وهذه القاعدة الكبرى يجب ترسيخها، وتقريرها، ودعمها بالأقوال، والأعمال، والكلام عنها والإفادة من كل حدث ومناسبة، في تعميقها في نفوس المؤمنين، وأيضاً يجب دفع ورفع كل ما يعارضها، فقوة الولاء بين المؤمنين -مثلاً- تكون بقوة الإيمان، فكلما زاد إيمان الإنسان كان أولى بالموالاة، وأولى بالمؤاخاة، وكلما نقص إيمانه نقص ولاؤه، حتى إن المسلم العاصي يُحَب بقدر ما فيه من الإسلام، ويُبغَض بقدر ما فيه من المعصية، يُحَب بقدر ما فيه من الخير، ويُبغَض بقدر ما فيه من الشر، فيجتمع في حقه ولاء وبراء، وحب وبغض، بخلاف المؤمن المتقي فإنه يكون له محض الولاء، ومحض الإخاء.

الحزب الأول:

حزب الله، وبالنسبة لعدد المنتسبين لهذا الحزب، فإن نظرنا إلى المسجلين رسمياً في عضويته فإنهم يقاربون ألف مليون عضو وهم المسلمون، وإن نظرنا إلى من حققوا الانتساب إلى هذا الحزب في أنفسهم، وأموالهم، فإن هذا الرقم ينقص كثيراً، ولكن ليس هناك إحصائية لا دقيقة ولا غير دقيقة، عن عدد الأعضاء الحقيقيين لهذا الحزب ولكن: عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى [طه:52] فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران:195].

والانتساب لهذا الحزب الذي هو حزب الله، ليس انتساباً بالدعوى، كما نجد أن عدداً من الأحزاب اليوم تسمي نفسها حزب الله، كما نجد في بعض الأحزاب الشيعية، وحتى غير الشيعية، فإن الانتساب ليس بالدعوى، أن يقول الواحد: أنا من حزب الله، أو نحن المجموعة الفلانية حزب الله، لا. القضية ليست دعوى، ولا باللون، ولا بالوطن أو عرق معين، كما يدعي فئة من الناس -مثلاً-، ادّعوا أنهم شعب الله المختار، ولا بأي أمر، إن الانتساب يكون بأمر واحد هو سعي الإنسان، سواء كان سعيه بعمل القلب، أو بعمل الجوارح، إما العقيدة الباطنة أو السلوك الظاهر هو المقياس الذي يثبت إن كان هذا الإنسان من حزب الله فعلاً، أو ليس من حزب الله، فمن التزم بعقائد وسلوكيات هذا الحزب فهو منهم، أياً كان ماضيه! وأياً كان تاريخه! وأياً كان لونه! وأياً كان عرقه! وأياً كان جنسه!

ولهذا قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً [المائدة:69] بهذا الشرط مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [المائدة:69] إذن المقصود: هو الإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات هذا هو الحزب الأول.