شرح الحموية لابن تيمية [13]


الحلقة مفرغة

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وجماع الأمر: أن الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ستة أقسام، كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة:

قسمان يقولان: تجُرى على ظواهرها.

وقسمان يقولان: هي على خلاف ظاهرها.

وقسمان يسكتان ].

قوله: (يسكتان) أي: يفوضون، وكل قسم ينقسم إلى أقسام سيأتي ذكرها.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أما الأولون فقسمان: أحدهما: من يجريها على ظاهرها ويجعل ظاهرها من جنس صفات المخلوقين، فهؤلاء المشبهة، ومذهبهم باطل أنكره السلف، وإليه توجه الرد بالحق ].

هذا القسم الأول: الذي يقول أصاحبه: تجرى على ظاهرها، ومقصودهم بظاهرها: أن صفات الله مثل صفات المخلوقين: له سمع كسمع المخلوقين، وبصر كبصر المخلوقين، واستواء كاستوائهم، فهؤلاء مشبهة.

والأدلة على بطلان قول المشبهة كثيرة منها قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65] وقوله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74] وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فكل هذه النصوص دالة على بطلان هذا القول.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والثاني: من يجريها على ظاهرها اللائق بجلال الله، كما يجري ظاهر اسم العليم والقدير، والرب والإله، والموجود والذات، ونحو ذلك على ظاهرها اللائق بجلال الله ].

وهؤلاء أهل الحق وهم أهل السنة والجماعة؛ فإنهم يجرونها على ظاهرها اللائق بجلال الله وعظمته، فالذين يقولون: تجرى على ظاهرها قسمان: قسم يفسرون الظاهر بصفات المخلوقين، وهؤلاء هم المشبهة.

وقسم يفسرون الظاهر بما يليق بجلال الله وعظمته، ولا نعلم الكيفية، وهؤلاء هم أهل الحق وأهل السنة والجماعة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فإن ظواهر هذه الصفات في حق المخلوقين إما جوهر محدث، وإما عرض قائم به ].

الجوهر المحدث: هو الجسم الذي أحدثه الله وخلقه، وقوله: (وإما عرض قائم به) أي: صفة قائمة بالجسم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فالعلم والقدرة، والكلام والمشيئة، والرحمة والرضا، والغضب ونحو ذلك في حق العبد أعراض، والوجه واليد والعين في حقه أجسام ].

أي: أعراض قائمة بجسمه، فكون الإنسان يغضب ويرضى ويقوم ويقعد ويتحرك هذه صفات قائمة في جسمه، والجسم حادث خلقه الله بعد أن لم يكن، هذا بالنسبة للمخلوق. أما الخالق فلا يقاس عليه، ولا يقال: إن صفاته أعراض، بل هي صفات تليق بجلاله وعظمته وليست كصفات المخلوقين، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، وهو سبحانه واجب الوجود لذاته قال تعالى: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص:3] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] سبحانه وتعالى، أما المخلوق فقد خلقه الله بعد أن كان عدماً، والصفات والأعراض قائمة به.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فإذا كان الله موصوفاً عند عامة أهل الإثبات بأن له علماً وقدرة،وكلاماً ومشيئة -وإن لم يكن ذلك عرضاً- يجوز عليه ما يجوز على صفات المخلوقين، جاز أن يكون وجه الله ويداه صفاتٍ ليست أجساماً يجوز عليها ما يجوز على صفات المخلوقين ].

قوله: (عامة أهل الإثبات) يدخل في ذلك أهل السنة، ويدخل في ذلك الأشاعرة في إثباتهم للصفات السبع: العلم والقدرة والكلام والإرادة والحياة والسمع والبصر.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وهذا هو المذهب الذي حكاه الخطابي وغيره عن السلف، وعليه يدل كلام جمهورهم، وكلام الباقين لا يخالفه، وهو أمر واضح ].

يعني: ليست أجسام يجوز عليه، فكلمة (يجوز) منفية، يعني: أن النفي منصب على (أجسام ويجوز) جميعاً، والمعنى: ليست أجساماً موصوفة بأنه يجوز عليها.

بيان كون القول في الصفات كالقول في الذات

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فإن الصفات كالذات، فكما أن ذات الله ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس المخلوقات فصفاته ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس صفات المخلوقات ].

هناك قاعدة تقول: القول في الصفات كالقول في الذات، فكما أن لله ذاتاً لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فمن قال: لا أعقل علماً ويداً إلا من جنس العلم واليد المعهودين، قيل له: فكيف تعقل ذاتاً من غير جنس من غير جنس ذوات المخلوقين؟ ].

يعني: إذا كنت تثبت لله ذاتاً لا تشبه الذوات وتعقل هذا، فأثبت له صفات لا تشبه صفات المخلوقين واعقل هذا؛ فإن الباب واحد.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته، فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء إلا ما يناسب المخلوق فقد ضل في عقله ودينه ].

قوله: (فقد ضل في عقله ودينه) أما في دينه فلأنه خالف الكتاب والسنة، وأما في عقله فلأنه لو تأمل بعقله وكان عقله سليماً لعلم أن الخالق لا يشابه المخلوق، فهو مصاب في عقله ودينه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وما أحسن ما قال بعضهم: إذا قال لك الجهمي: كيف استوى؟ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يداه؟ ونحو ذلك، فقل له: كيف هو في نفسه؟ فإذا قال لك: لا يعلم ما هو إلا هو، وكنه الباري تعالى غير معلوم للبشر، فقل له: فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن تعلم بكيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته؟ ].

أي: كيف لم تعلم كيفية الصفة ولا تعلم كيفية الذات؟!

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وإنما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي لك. بل هذه المخلوقات في الجنة قد ثبت عن ابن عباس أنه قال: (ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء) ].

يعني: أن الجنة فيها لبن وفيها خمر وفيها عسل وفيها ذهب وفضة، وفيها نساء وفيها حور لكن الكنه والكيفية على ما هي عليه لا نعلمها، وليست سمائها ما نعلم في الدنيا فإذا كانت المخلوقات الآن بعضها لا نعرف كيفيتها فكيف نعلم كيفية صفات المخلوقات التي في الجنة؟! ففي الجنة لبن، لكنه ليس مثل لبن الدنيا في الكيفية والطعم والحقيقة وإن كنا نعلم أصل المعنى، كذلك خمر الجنة ليس كخمر الدنيا، وأنهار العسل المصفى كذلك وهكذا، بل الروح التي بين جنبي الإنسان لا يعلم كيفيتها ولا كنهها ولا حقيقتها على ما هي عليه، قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] فإن كانت الروح التي بين جنبيك لا تعلم كنهها ولا كيفيتها فكيف يمكنك أن تعلم كيفية صفات الخالق وحقيقتها على ما هي عليه؟ فلا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه وتعالى.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقد أخبر الله أنه لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فإذا كان نعيم الجنة وهو خلق من خلق الله كذلك فما الظن بالخالق سبحانه وتعالى ].

إذا كان نعيم الجنة على ما هو عليه، يعني: إذا كان الإنسان لا يدرك الإنسان كيفية الجنة وكنهها فالخالق أولى وأولى ألا يُعلم كيفية صفاته وكنه ذاته سبحانه وتعالى.

الكلام في الروح وحقيقتها

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهذه الروح التي في بني آدم قد علم العاقل اضطراب الناس فيها وإمساك النصوص عن بيان كيفيتها، أفلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية الله تعالى؟ ].

اضطرب أهل الكلام في الروح فمنهم من قال: إنها صفة من صفات بني آدم، ومنهم من قال: هي الحياة، ومنهم من قال: هي الدم، ومنهم من قال غير ذلك، فاضطربوا فيها كثيراً، وكما قال الله: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] فإذا كان الإنسان لا يعلم كيفيتها فكيف يمكن أن يعلم كنه صفات الله عز وجل وكيفيتها ؟!

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ مع أنَّا نقطع بأن الروح في البدن، وأنها تخرج منه وتعود إلى السماء، وأنها تسل منه وقت النزع كما نطقت بذلك النصوص الصحيحة، لا نغالي في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم ].

المقصود: القبض والإمساك، كما قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى [الزمر:42] فتوصف القبض والإرسال والإمساك والتوفي، فالله تعالى يتوفى الأنفس، فكل هذه صفات لها، فدل على أنها ذات، لكن الله أعلم بكيفيتها.

والمتفلسفة يقولون: الروح لا توصف بأي وصف، وأن الملائكة مخلوقات مجردة لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت، فيصفون الروح بأنها آلة مجردة لا وجود لها، وكذلك الملائكة، وهذا غلو، وبعضهم يزيد ويقول عن الروح: أنها هي نفس دم الإنسان، وهي نفس الحياة، وهذا قول على الله بلا علم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ لا نغالي في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم، حيث نفوا عنها الصعود والنزول والاتصال بالبدن والانفصال عنه، وتخبطوا فيها حيث رأوها من غير جنس البدن وصفاته، فعدم مماثلتها للبدن لا ينفي أن تكون الصفات ثابتة لها بحسبها، إلا أن يفسروا كلامهم بما يوافق النصوص؛ فيكونون قد أخطئوا في اللفظ وأنى لهم بذلك؟ ].

يعني: أن كونها لا تماثل البدن لا ينفي أن تكون لها صفات تناسبها، لكن لا نعلمها، ولها كنه ولها حقيقة ولها صفات تناسبها، والنصوص وصفتها بالقبض والإمساك والإرسال، كما قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى [الزمر:42] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الروح إذا قبضت تبعها البصر) فهذه كلها تدل على أن الروح حقيقة، والله أعلم بكنهها وكيفيتها.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ولا نقول: إنها مجرد جزء من أجزاء البدن كالدم والبخار مثلاً، أو صفة من صفات البدن والحياة، وأنها مختلفة الأجساد، ومساوية لسائر الأجساد في الحد والحقيقة، كما يقول طوائف من أهل الكلام، بل نتيقن أن الروح عين موجودة غير البدن، وأنها ليست مماثلة له ].

قوله: (عين موجودة) أي: ذات غير البدن، لكنها جسم لطيف، ولا منافاة، فمثلاً: الماء يمشي في العروق وفي الشجر، وكذلك الدم في الجسم، والنار تسري في الفحم وفي الحطب، فهي جسم في جسم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وهي موصوفة بما نطقت به النصوص حقيقة لا مجازاً، فإذا كان مذهبنا في حقيقة الروح وصفاتها بين المعطلة والممثلة فكيف الظن بصفات رب العالمين؟ ].

يعني: أن مذهبنا بين المعطلة الذين عطلوا الروح من الصفات، وبين الممثلة الذين مثلوها بالبدن وجعلوها مثل البدن، فنحن لا نوافقهم كلهم؛ فإن منهم من عطل الروح وقال: إنها مجردة لا داخل العالم ولا خارجه، فوصفها بالمجردات، ومنهم من غلا ووصفها بأنها نفس الدم وهي كذا، ونحن نقول: مذهبنا بين المعطلة والممثلة، وكذلك في صفات الرب نحن بين المعطلة والممثلة، فلا نوافق المعطلة في تعطيلهم، ولا نوافق الممثلة المشبهة في تشبيههم، بل نثبت الصفات لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته مع نفي العلم بالكيفية.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فإن الصفات كالذات، فكما أن ذات الله ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس المخلوقات فصفاته ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس صفات المخلوقات ].

هناك قاعدة تقول: القول في الصفات كالقول في الذات، فكما أن لله ذاتاً لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فمن قال: لا أعقل علماً ويداً إلا من جنس العلم واليد المعهودين، قيل له: فكيف تعقل ذاتاً من غير جنس من غير جنس ذوات المخلوقين؟ ].

يعني: إذا كنت تثبت لله ذاتاً لا تشبه الذوات وتعقل هذا، فأثبت له صفات لا تشبه صفات المخلوقين واعقل هذا؛ فإن الباب واحد.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته، فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء إلا ما يناسب المخلوق فقد ضل في عقله ودينه ].

قوله: (فقد ضل في عقله ودينه) أما في دينه فلأنه خالف الكتاب والسنة، وأما في عقله فلأنه لو تأمل بعقله وكان عقله سليماً لعلم أن الخالق لا يشابه المخلوق، فهو مصاب في عقله ودينه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وما أحسن ما قال بعضهم: إذا قال لك الجهمي: كيف استوى؟ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يداه؟ ونحو ذلك، فقل له: كيف هو في نفسه؟ فإذا قال لك: لا يعلم ما هو إلا هو، وكنه الباري تعالى غير معلوم للبشر، فقل له: فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن تعلم بكيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته؟ ].

أي: كيف لم تعلم كيفية الصفة ولا تعلم كيفية الذات؟!

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وإنما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي لك. بل هذه المخلوقات في الجنة قد ثبت عن ابن عباس أنه قال: (ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء) ].

يعني: أن الجنة فيها لبن وفيها خمر وفيها عسل وفيها ذهب وفضة، وفيها نساء وفيها حور لكن الكنه والكيفية على ما هي عليه لا نعلمها، وليست سمائها ما نعلم في الدنيا فإذا كانت المخلوقات الآن بعضها لا نعرف كيفيتها فكيف نعلم كيفية صفات المخلوقات التي في الجنة؟! ففي الجنة لبن، لكنه ليس مثل لبن الدنيا في الكيفية والطعم والحقيقة وإن كنا نعلم أصل المعنى، كذلك خمر الجنة ليس كخمر الدنيا، وأنهار العسل المصفى كذلك وهكذا، بل الروح التي بين جنبي الإنسان لا يعلم كيفيتها ولا كنهها ولا حقيقتها على ما هي عليه، قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] فإن كانت الروح التي بين جنبيك لا تعلم كنهها ولا كيفيتها فكيف يمكنك أن تعلم كيفية صفات الخالق وحقيقتها على ما هي عليه؟ فلا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه وتعالى.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقد أخبر الله أنه لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فإذا كان نعيم الجنة وهو خلق من خلق الله كذلك فما الظن بالخالق سبحانه وتعالى ].

إذا كان نعيم الجنة على ما هو عليه، يعني: إذا كان الإنسان لا يدرك الإنسان كيفية الجنة وكنهها فالخالق أولى وأولى ألا يُعلم كيفية صفاته وكنه ذاته سبحانه وتعالى.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهذه الروح التي في بني آدم قد علم العاقل اضطراب الناس فيها وإمساك النصوص عن بيان كيفيتها، أفلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية الله تعالى؟ ].

اضطرب أهل الكلام في الروح فمنهم من قال: إنها صفة من صفات بني آدم، ومنهم من قال: هي الحياة، ومنهم من قال: هي الدم، ومنهم من قال غير ذلك، فاضطربوا فيها كثيراً، وكما قال الله: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] فإذا كان الإنسان لا يعلم كيفيتها فكيف يمكن أن يعلم كنه صفات الله عز وجل وكيفيتها ؟!

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ مع أنَّا نقطع بأن الروح في البدن، وأنها تخرج منه وتعود إلى السماء، وأنها تسل منه وقت النزع كما نطقت بذلك النصوص الصحيحة، لا نغالي في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم ].

المقصود: القبض والإمساك، كما قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى [الزمر:42] فتوصف القبض والإرسال والإمساك والتوفي، فالله تعالى يتوفى الأنفس، فكل هذه صفات لها، فدل على أنها ذات، لكن الله أعلم بكيفيتها.

والمتفلسفة يقولون: الروح لا توصف بأي وصف، وأن الملائكة مخلوقات مجردة لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت، فيصفون الروح بأنها آلة مجردة لا وجود لها، وكذلك الملائكة، وهذا غلو، وبعضهم يزيد ويقول عن الروح: أنها هي نفس دم الإنسان، وهي نفس الحياة، وهذا قول على الله بلا علم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ لا نغالي في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم، حيث نفوا عنها الصعود والنزول والاتصال بالبدن والانفصال عنه، وتخبطوا فيها حيث رأوها من غير جنس البدن وصفاته، فعدم مماثلتها للبدن لا ينفي أن تكون الصفات ثابتة لها بحسبها، إلا أن يفسروا كلامهم بما يوافق النصوص؛ فيكونون قد أخطئوا في اللفظ وأنى لهم بذلك؟ ].

يعني: أن كونها لا تماثل البدن لا ينفي أن تكون لها صفات تناسبها، لكن لا نعلمها، ولها كنه ولها حقيقة ولها صفات تناسبها، والنصوص وصفتها بالقبض والإمساك والإرسال، كما قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى [الزمر:42] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الروح إذا قبضت تبعها البصر) فهذه كلها تدل على أن الروح حقيقة، والله أعلم بكنهها وكيفيتها.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ولا نقول: إنها مجرد جزء من أجزاء البدن كالدم والبخار مثلاً، أو صفة من صفات البدن والحياة، وأنها مختلفة الأجساد، ومساوية لسائر الأجساد في الحد والحقيقة، كما يقول طوائف من أهل الكلام، بل نتيقن أن الروح عين موجودة غير البدن، وأنها ليست مماثلة له ].

قوله: (عين موجودة) أي: ذات غير البدن، لكنها جسم لطيف، ولا منافاة، فمثلاً: الماء يمشي في العروق وفي الشجر، وكذلك الدم في الجسم، والنار تسري في الفحم وفي الحطب، فهي جسم في جسم.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وهي موصوفة بما نطقت به النصوص حقيقة لا مجازاً، فإذا كان مذهبنا في حقيقة الروح وصفاتها بين المعطلة والممثلة فكيف الظن بصفات رب العالمين؟ ].

يعني: أن مذهبنا بين المعطلة الذين عطلوا الروح من الصفات، وبين الممثلة الذين مثلوها بالبدن وجعلوها مثل البدن، فنحن لا نوافقهم كلهم؛ فإن منهم من عطل الروح وقال: إنها مجردة لا داخل العالم ولا خارجه، فوصفها بالمجردات، ومنهم من غلا ووصفها بأنها نفس الدم وهي كذا، ونحن نقول: مذهبنا بين المعطلة والممثلة، وكذلك في صفات الرب نحن بين المعطلة والممثلة، فلا نوافق المعطلة في تعطيلهم، ولا نوافق الممثلة المشبهة في تشبيههم، بل نثبت الصفات لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته مع نفي العلم بالكيفية.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها، أعني: الذين يقولون: ليس لها في الباطن مدلول هو صفة الله تعالى قط، وأن الله لا صفة له ثبوتية، بل صفاته إما سلبية وإما إضافية وإما مركبة منهما ].

قوله: (إضافية) أي التي لا تثبت إلا من جهة إضافتها إلى الرب سبحانه وتعالى، كما يقول الفلاسفة - مثلاً -: إن الرب علة لهذا الكون، والفلاسفة لا يثبتون صفات الله إلا من جهة الإضافة وكون الخالق علة لهذه المخلوقات، أو أنه هو المحرك، أو أنه هو المبدئ لهذه المخلوقات، ومبدأ التكاثر- كما تقول الفلاسفة كـأرسطو وغيره - قائم على نفي الصفات إلا من جهة الإضافة، أما من دون الإضافة فلا، فإذا أضفته إلى المخلوقات كان هو أول المخلوقات ومبدؤها.

وقوله: (وإما مركبة منهما) أي: مركبة من هذه وهذه، فهؤلاء المبتدعة إما أن يصفوا الله بالسلب؛ فلا يثبتون الصفات إلا من جهة السلب أي: النفي، أو يثبتونها من جهة الإضافة، أي: إذا أضافوا الخالق إلى المخلوقات، أو مركبة من النفي والإضافة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أو يثبتون بعض الصفات وهي الصفات السبعة أو الثمانية أو الخمسة عشر ].

قوله: (الصفات السبعة...): يشير إلى الأشاعرة الذين لا يثبتون إلا سبع صفات فقط.

ماهية الأحوال وحقيقتها

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أو يثبتون الأحوال دون الصفات ].

الأحوال لا وجود لها، بل تعد من الأشياء المحالة والمعدومة، وهذا مذهب أبي هاشم عبد السلام بن محمد الجبائي أحد كبار المعتزلة، وإليه تنسب فرقة البهشمية من فرق المعتزلة، وأبو هاشم هو أول من قال بأن الصفات أحوال، وقد أثبت الأحوال من الأشاعرة إمام الحرمين الجويني والباقلاني ، قال الآمدي : والأحوال عبارة عن صفات إثباتية غير متصفة بالوجود ولا بالعدم. يعني: أنها تثبت في الذهن فقط، وقد يمكن أن يُعبر عنها بما به الاتفاق والافتراق بين الذوات، وهذا لا وجود له إلا في الجنة، وعرفها الإيجي : بأنها الواسطة بين الموجود والمعدوم.

وأما الشهرستاني فقد ذكر أنه ليس للحال حد حقيقي يذكر حتى تعرف بحدها وحقيقتها على وجه يشمل جميع الأحوال، وقال: بل لها ضابط وحاصر بالقسمة، وهي تنقسم إلى ما يعلل وإلى ما لا يعلل، وما يعلل هي أحكام لمعانٍ قائمة بذوات، وما لا يعلل هي صفات ليس أحكاماً للمعاني.

وقال: ابن حزم : وأما الأحوال التي ادعتها الأشعرية فإنهم قالوا: إنها هنا أحوال ليست حقاً ولا باطلاً، ولا هي مخلوقة ولا غير مخلوقة، ولا هي موجودة ولا معدومة، ولا هي مجهولة ولا معلومة، ولا هي أشياء ولا هي لا أشياء، وقالوا: ومن هذا علم العالم بأن له علماً. وهذا مثل قولهم: لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، وهكذا الجهمية المتأخرون فإنهم يصفون الرب بهذا، فيقولون: الرب لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا مداخل ولا محايد، ولا يمكن أن يتصور شيء بهذا الوصف إلا العدم، وهم يقولون: إن البنوة تنطبق عليها هذه الصفات، وهذا من باب المغالطة.

وأسهب أبو محمد في الرد عليهم وعد هذا سفسطة وهذياناً محضاً.

وقد أشكلت على العلماء أحوال أبي هاشم هذه وجهلوه بها وشنعوا عليه، يقول البغدادي في كلامه عن هذه الأحوال: وزعم أن الله عالم لكونه على حال، وقادر لكونه على حال، وزعم أنه لكونه عالماً بكل معلوم حالاً دون الحال التي لأجلها كان عالماً بالمعلوم الآخر، وكذلك لكونه قادراً على المقدور الحال، ولا يقال: إنها الحال التي بكونها عليها كان قادراً على المقدور الآخر.

والمقصود: أن هذه من المحالات الثلاث المعروفة وهي: طفرة النظام ، وكسب الأشعري ، وأحوال أبي هاشم الجبائي ؛ لأنه لا وجود لها، ومنها كسب الأشعري ؛ لأن الأشعري يقول: العبد لا قدرة له، والله تعالى هو الخالق، فكيف يكون العبد لا قدرة له وله كسب؟ هذا غير معقول، وقد بين شيخ الإسلام في التدمرية أن هذه الأحوال لا وجود لها.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أو يثبتون الأحوال دون الصفات، كما عرف من مذاهب المتكلمين، فهؤلاء قسمان:

قسم: يتأولونها ويعينون المراد، مثل قولهم: استوى بمعنى: استولى، أو بمعنى: علو المكانة والقدر، أو بمعنى: ظهور نوره للعرش، أو بمعنى: انتهاء الخلق إليه، إلى غير ذلك من معاني المتكلفين.

وقسم: يقولون: الله أعلم بما أراد بها، لكنا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجة عما علمناه ].

يعني: أنهم يقولون: الله أعلم بالمراد بها، مع أنهم يجزمون بأنها بنفس المعنى الحق، فيقولون: نجزم بأن الله لا يتصف بالصفات حقيقة، لكننا نعلم أن ظاهره غير مراد، لكن نجزم بأنه لا يتصف بصفات حقيقة، نسأل الله العافية، فهم يفوضون مع نفيهم للمعنى الحق.

ونحن لا يفوتنا المعنى، فإنه سبحانه لم يذكر لنا صفة لا نعلمها نحن، بل ما ذكر صفة إلا وهو يتصف بها كما يليق بجلاله وعظمته.

مذهب الواقفة في آيات الصفات

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأما القسمان الواقفان فقسم يقولون: يجوز أن يكون المراد ظاهرها الأليق بجلال الله، ويجوز ألا يكون المراد صفة لله ونحو ذلك، وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم.

وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث، معرضين بقلوبهم وألسنتهم عن هذه التقديرات. فهذه الأقسام الستة لا يمكن أن يخرج الرجل عن قسم منها ].

أي: أن هذه الأقسام الستة التي يحصرها العقل لا بد لأي إنسان أن يدخل ضمن هذه الأقسام المحصورة.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أو يثبتون الأحوال دون الصفات ].

الأحوال لا وجود لها، بل تعد من الأشياء المحالة والمعدومة، وهذا مذهب أبي هاشم عبد السلام بن محمد الجبائي أحد كبار المعتزلة، وإليه تنسب فرقة البهشمية من فرق المعتزلة، وأبو هاشم هو أول من قال بأن الصفات أحوال، وقد أثبت الأحوال من الأشاعرة إمام الحرمين الجويني والباقلاني ، قال الآمدي : والأحوال عبارة عن صفات إثباتية غير متصفة بالوجود ولا بالعدم. يعني: أنها تثبت في الذهن فقط، وقد يمكن أن يُعبر عنها بما به الاتفاق والافتراق بين الذوات، وهذا لا وجود له إلا في الجنة، وعرفها الإيجي : بأنها الواسطة بين الموجود والمعدوم.

وأما الشهرستاني فقد ذكر أنه ليس للحال حد حقيقي يذكر حتى تعرف بحدها وحقيقتها على وجه يشمل جميع الأحوال، وقال: بل لها ضابط وحاصر بالقسمة، وهي تنقسم إلى ما يعلل وإلى ما لا يعلل، وما يعلل هي أحكام لمعانٍ قائمة بذوات، وما لا يعلل هي صفات ليس أحكاماً للمعاني.

وقال: ابن حزم : وأما الأحوال التي ادعتها الأشعرية فإنهم قالوا: إنها هنا أحوال ليست حقاً ولا باطلاً، ولا هي مخلوقة ولا غير مخلوقة، ولا هي موجودة ولا معدومة، ولا هي مجهولة ولا معلومة، ولا هي أشياء ولا هي لا أشياء، وقالوا: ومن هذا علم العالم بأن له علماً. وهذا مثل قولهم: لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه، وهكذا الجهمية المتأخرون فإنهم يصفون الرب بهذا، فيقولون: الرب لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا مداخل ولا محايد، ولا يمكن أن يتصور شيء بهذا الوصف إلا العدم، وهم يقولون: إن البنوة تنطبق عليها هذه الصفات، وهذا من باب المغالطة.

وأسهب أبو محمد في الرد عليهم وعد هذا سفسطة وهذياناً محضاً.

وقد أشكلت على العلماء أحوال أبي هاشم هذه وجهلوه بها وشنعوا عليه، يقول البغدادي في كلامه عن هذه الأحوال: وزعم أن الله عالم لكونه على حال، وقادر لكونه على حال، وزعم أنه لكونه عالماً بكل معلوم حالاً دون الحال التي لأجلها كان عالماً بالمعلوم الآخر، وكذلك لكونه قادراً على المقدور الحال، ولا يقال: إنها الحال التي بكونها عليها كان قادراً على المقدور الآخر.

والمقصود: أن هذه من المحالات الثلاث المعروفة وهي: طفرة النظام ، وكسب الأشعري ، وأحوال أبي هاشم الجبائي ؛ لأنه لا وجود لها، ومنها كسب الأشعري ؛ لأن الأشعري يقول: العبد لا قدرة له، والله تعالى هو الخالق، فكيف يكون العبد لا قدرة له وله كسب؟ هذا غير معقول، وقد بين شيخ الإسلام في التدمرية أن هذه الأحوال لا وجود لها.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ أو يثبتون الأحوال دون الصفات، كما عرف من مذاهب المتكلمين، فهؤلاء قسمان:

قسم: يتأولونها ويعينون المراد، مثل قولهم: استوى بمعنى: استولى، أو بمعنى: علو المكانة والقدر، أو بمعنى: ظهور نوره للعرش، أو بمعنى: انتهاء الخلق إليه، إلى غير ذلك من معاني المتكلفين.

وقسم: يقولون: الله أعلم بما أراد بها، لكنا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجة عما علمناه ].

يعني: أنهم يقولون: الله أعلم بالمراد بها، مع أنهم يجزمون بأنها بنفس المعنى الحق، فيقولون: نجزم بأن الله لا يتصف بالصفات حقيقة، لكننا نعلم أن ظاهره غير مراد، لكن نجزم بأنه لا يتصف بصفات حقيقة، نسأل الله العافية، فهم يفوضون مع نفيهم للمعنى الحق.

ونحن لا يفوتنا المعنى، فإنه سبحانه لم يذكر لنا صفة لا نعلمها نحن، بل ما ذكر صفة إلا وهو يتصف بها كما يليق بجلاله وعظمته.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وأما القسمان الواقفان فقسم يقولون: يجوز أن يكون المراد ظاهرها الأليق بجلال الله، ويجوز ألا يكون المراد صفة لله ونحو ذلك، وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم.

وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث، معرضين بقلوبهم وألسنتهم عن هذه التقديرات. فهذه الأقسام الستة لا يمكن أن يخرج الرجل عن قسم منها ].

أي: أن هذه الأقسام الستة التي يحصرها العقل لا بد لأي إنسان أن يدخل ضمن هذه الأقسام المحصورة.




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح الحموية لابن تيمية [10] 2871 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [11] 2322 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [8] 2274 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [5] 2259 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [3] 1977 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [6] 1652 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [7] 1623 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [2] 1448 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [12] 1332 استماع
شرح الحموية لابن تيمية [1] 1169 استماع