سلسلة اليوم الآخر: علامات الساعة المستمرة [الحلقة الأولى]


الحلقة مفرغة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

أيها الإخوة في الله: نبأ البعث وخبر الساعة نبأ عظيم، وخبر جليل؛ لأنه يحدث تغيرات هائلة في الكون، السماء تتشقق وتتفطر، والقبور تبعثر، والجبال تُسيَّر، والنجوم تُنثر وتكدَّر، والشمس تكوَّر، والبحار تسجَّر، هذه الأحداث ليست بالأمر الهين السهل في حياة البشر، وأنتم ترون كيف تضطرب قلوب الناس إذا حدث حدثٌ بسيط من ريح عاتية، أو أمواج متلاطمة، أو أمطار غزيرة، كيف يهرع الناس ويخافون وتتقطع قلوبهم من أشياء بسيطة، فكيف إذا حدثت تلك الأحداث الضخمة التي تجعل الوليد شيبة! الوليد الذي لا يعرف شيئاً يشيب رأسه، يقول الله عزَّ وجلَّ: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً [المزمل:17].

في ذلك اليوم: تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ [الحج:2]، وهذا شيء لا يكون أبداً في الدنيا، يمكن أن تذهل المرأة عن كل شيء إلا عن رضيعها؛ لأنه قرة عينها، وفلذة كبدها، وتود أن تفتديه بحياتها، ولذا تذهل عن نفسها ولا تذهل عن رضيعها؛ لكن في ذلك اليوم تذهل عنه: وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2]، في ذلك اليوم يحصل رعب عظيم لا يتصوره العقل، يقول الله فيه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ [الحج:1]، خافوا من الله، راقبوا الله، ارجعوا إلى الله، إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى [الحج:1-2]، لكن شدة العذاب، ضخامة الأحداث شيءٌ لا يتصوره العقل، يجعل الإنسان مثل السكران، وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2].

في هذا اليوم الرهيب الصعب نقف جميعاً كلنا في عرصات القيامة، لا يستطيع أحدٌ أن يختفي، ولا يستطيع أحدٌ أن يفر أو يهرب، أو يلجأ إلى مكان آخر، قال تعالى: يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ [القيامة:6] هذا الكافر الآن يقول: أين هو يوم القيامة؟! يسأل، يستبعد، أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ [القيامة:6]، والله يبتدئ السورة بأنه لا يقسم بيوم القيامة فقط، ولا يقسم بالنفس اللوامة فحسب، بل يقسم بكل ما يُقسَم به، وله تبارك وتعالى أن يقسم بما شاء من عباده: أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ [القيامة:3] أيقيس الإنسان قدرة الله على قدرته العاجزة، الذي لا يستطيع أن يخلق ذباباً، ولا يستطيع أن يخلق شعيرة، ولا يستطيع أن يجلب لنفسه نفعاً ولا ضراً، ويريد أن يكون الله مثله، ولهذا لما صعُب عليه أمر البعث يستبعده على الله، قال الله: أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ [القيامة:3-4]، والبنان إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي ما كان الناس يعرفون شيئاً عن سر الإعجاز والخلق العظيم في البنان.

وبعد ذلك اكتشفوا أن كل بشر له في إبهامه اليُسرى تعرجات، وتعوجات دائرية، تختلف هذه التشكيلة في كل إصبع عن الأخرى من كل البشر، ولو جئت الآن بمن على ظهر الأرض، وهم قرابة أربعة آلاف مليون نسمة، لو جئت بهم وصففتهم وأخذت بصمة إبهامهم، لما وجدتَ اثنين سواءً في الإبهام، وبعد ذلك ليس هذا فقط، لو جئت بالذي قبل مائة سنة؛ لأن قبل مائة سنة ما على وجه الأرض أحد من هؤلاء الموجودين الآن إلا النادر، والنادر لا حكم له، ربما واحد في العشرة ملايين، لو بُعث من في القبور من مات قبل مائة سنة، وجئنا نصُفهم مع الموجودين الآن وأخذنا بصماتهم ما وجدنا اثنين يتساويان في الإبهام من الأولين ولا من الآخرين، ولو أتينا بكل من خلقه الله من آدم إلى يومنا هذا، إلى يوم يفني الله الأرض ومن عليها، لا نجد اثنين سواءً في الإبهام، من يعمل هذا؟! لا إله إلا الله!

يقول الله عزَّ وجلَّ: بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ [القيامة:5]، الإنسان حينما تهزمه الشهوات، وتطغى عليه الملذات والمنكرات، ويصبح عبداً ذليلاً أمام أحقر شيء فيه؛ أمام سيجارة، أمام أغنية، أمام نظرة من فاتنة زانية داعرة، أمام مجلة هابطة، أمام دنياً محتقرة يفجر وينسى الله، وتطغى عليه الذنوب، حتى تتراكم على قلبه، ثم يسود قلبه، ثم ينتكس، فلا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً إلا ما أُشْرِبَه من هواه، وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث في صحيح مسلم ، يقول: (تُعرض الذنوب على القلوب عوداً عوداً كالحصير، فأي قلب أُشْرِبَها -يعني: قَبِلَها، أحبها، رغبها- فأي قلب أُشْرِبَها نُكِتَت فيه نكتة سوداء -بكل ذنب نكتة سوداء- وأي قلبٍ أنكرها -من حين أن يرى المنكر يرده، يخاف من الله- نُكِتَت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين -لكثرة هذه المؤثرات، تنقسم قلوب البشر إلى قلبين- قلبٌ أسود مرباد -يعني: ليس سواداً سطحياً فقط، بل سواداً متراكماً، يعني: طبقات من السواد- مرباد كالكوز مجخياً -يعني: كالكوب أو الإناء المقلوب المنكوس- لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشْرِبَه هواه...)، بل تنقلب عنده الموازين، فيعرف المعروف، ويجعله منكراً، ويعرف المنكر، فيجعله معروفاً، إذا رأى امرأة ينفتح قلبه، وإذا سمع أغنية يرقص، يلعب بعضهم إلى أن يصل إلى الملعب، الآن في السمرات إذا سمع الزير وبينه وبينه عشرة كيلو، وما لقي سيارة، جاء يمشي، وإذا قرب وسمع ضربات الزير أخذ يلعب وهو يسير، وهو لم يصل إلى الملعب بعد. لماذا؟ أُشْرِبَه هواه -والعياذ بالله-، وإذا سمع القرآن قفز وضاق وحَرِجَ، كأنه في سجن؛ لأن القلب منكوس، والقلب أسود، فأصبحت الرؤية عنده غير واضحة.

ثم قال: (وقلب أبيض -اللهم إني أسألك من فضلك وإخواني المسلمين- وقلب أبيض كالصفا -أبيض ناصع كالصفا- لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض...) عنده صَدَّامات قوية، يضرب في أي فتنة فلا تؤثر فيه، لا يمكن أن يدخل فيه شيء، لماذا؟ لأنه أبيض، ويقول العلماء: إن سواد القلوب وبياض القلوب في الدنيا يترتب عليه سواد الوجوه وبياض الوجوه يوم القيامة: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران:106] تَبْيَضُّ وجوه أهل الإيمان -جعلنا الله وإياكم منهم- وتَسْوَدُّ وجوه أهل الكفر والفسوق والعصيان -أجارنا الله وإياكم من طريقتهم-.

في هذا اليوم العظيم لا يستطيع أحد أن يهرب فيه من قبضة الله، والإنسان -كما قال الله- يقول في تلك اللحظات: أَيْنَ الْمَفَرُّ [القيامة:10] أين المهرب، كَلَّا لا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ [القيامة:11-13] يُخْبَر الإنسان وتُطْلَع أعماله عليه، فيرى فيها كل ما عمل من دقيق أو جليل، أو كبير أو صغير، في ليل أو نهار، كل شيء، حتى إن الواحد يقول -كما قال الله-: وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف:49] يقولون: ما به؟ قد نسينا، وهذا ما نسي؟! يقول الله عزَّ وجلَّ: أَحْصَاهُ اللَّهُ [المجادلة:6] وماذا؟ وَنَسُوهُ [المجادلة:6] يقول: قد نسوا، الإنسان نسيَ، وكان الإنسان نسياً، أنت الآن في هذا اليوم 19/2/1410هـ هل تذكر 19/1/1410هـ قبل شهر ما هو يومه؟ هل هو السبت أم الأحد أم الإثنين ..؟ لا تذكر، هل تذكر أنك صليت في المسجد أم لا؟ هل تذكر ما تغديت ذاك اليوم؟ هل تذكر مَن زرتَ ذلك اليوم؟ هل تذكر ماذا صنعتَ ذلك اليوم؟ لا تذكر؛ لكن الله يذكر ذلك، يقول الله: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ [المجادلة:6].

يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ [القيامة:13] ثم يقول الله: بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [القيامة:14] أنت أبصر بنفسك، تريد أن تجد طيباً اعمل، الذي يريد بُراً يزرع بُراً؛ لكن من يزرع شوكاً ماذا تتصورون أن يجني؟ شوكاً، والذي يزرع حسنات وعملاً صالحاً وإيماناً خيراً يلقاه، يقول الله عزَّ وجلَّ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ [النمل:89-90] ماذا تتصورون أن يُعطى هذا؟! أيُعطى حسنة على السيئة؟! لا. فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ [النمل:90] من جاء، المسألة منك، القضية والمبادرة من عندك، تستطيع أن تأتي بالطيب والخبيث، تستطيع أن تأتي بالعمل الصالح وبالعمل السيئ، والله لا يظلم أحداً شيئاً، هذا شغلك أنت، بضاعتك، الآن في السوق أناس يورِّدون بضاعة طيبة فيبيعونها، وأناس يورِّدون بضاعة خبيثة فيردونها، لا يشتريها منهم أحد، وكذلك أنت، الحياة هذه سوق، وأنت وردت إليها، فما تصدر منها؟ ومن الناس من يصدر بلعنة الله، ومن الناس من يصدر برضوان الله، من الذي يصدر بلعنة الله؟ الذي تعرض لسخط الله، ومن الذي يصدر برضوان الله؟ الذي تعرض لمراضاة الله، وليس في الناس إلا أحد رجلين:

رجلٌ قضى حياته وقطع مراحل عمره متزوداً بالمراضي، متنقلاً بين الأوامر ومبتعداً عن النواهي، يحب الله، ويحب رسوله، ويحب كتاب الله، ويحب بيوت الله، ويحب عباد الله المؤمنين، ويسير وفق محبة الله ورسوله، هذا هنيئاً له، هنيئاً له، ثم هنيئاً له.

وآخر -والعياذ بالله- يعيش حياته ويقطع مراحل عمره متزوداً بمساخط الله -والعياذ بالله-، يبغض الله، ويبغض كتاب الله، وبيوت الله، وأولياء الله، هذا -والعياذ بالله- ويل له، ثم ويل له، ثم ويل له: فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزمر:22].

بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [القيامة:14] أنت أبصر بمصلحتك، الآن والرجل منا يأتي مسرعاً، يفاجأ وهو يسير في الطريق بأن إشارة المرور أضاءت اللون الأحمر، يعني ماذا؟ يعني: قف، أليس كذلك؟ وإذا ما وقفت ماذا يصير؟ مخالفة، وتترتب على المخالفة ماذا؟ أن رجل المرور يطاردك بالسيارة، أو بالدراجة النارية، ويقول: على جنب يا صاحب السيارة، وبعد ذلك تنـزل ووجهك خجلاً وحالتك ضعيفة، ثم يقول لك: هات الرخصة، ينـزرك نزراً لماذا؟ لأن مركزك ضعيف، نقطة الضعف عندك أنك قطعت الإشارة، أنك خالفت التعليمات، ما احترمت النظام، ولهذا فإن نقطة الضعف هذه جعلتك ضعيفاً في الدنيا أمام جندي ربما هو مسكين، وربما أنك مدير أو في وضع اجتماعي كبير؛ لكن غلطتك جعلتك تقف هذا الموقف المخزي أمام هذا الرجل، يقول: هات الرخصة، هات الاستمارة، فينظر فيها، يريد أن يرى عليك ثغرة، إن كان ما عندك رخصة يا ويلَك! وإن كان عندك استمارة ومطوِّلة يا ويلَك! وإن كان عندك رخصة لكن المدة منتهية يا ويلَك! فإذا ما رأى عليك شيئاً وأنك تمشي برخصة واستمارة، قال: لماذا تقطع الإشارة؟ ماذا عندك من عذر؟ أتقول: مستعجل؟! حسن والناس هؤلاء أما هم مستعجلون؟! أرواح العباد، ممتلكات العباد، أما ينبغي أن تُحترم، ويبدأ يهزئك، وأنت لا تقول له إلا: حاضر، آسف، أعتذر، هذه آخر مرة، وكفى، أنا مستعجل، أنا ما قطعتها إلا لأني مستعجل، فيقول: مستعجل؛ لكن الآن نروضك، لو أنك تأخرت نصف دقيقة أو دقيقة كنتَ مشيتَ بسلام؛ لكن عجلتك أخذتك إلى هذا الموقف، خذ، هذه قسيمة -ثلاثمائة ريال- وبعضهم يخاف من أن يكتب القسيمة، ويظل يسلم على رأس العسكري، وبعضهم يرمي غترته عند العسكري، وقد كان لك من هذا فكاً لو أنك وقفت عند الإشارة حتى تكون خضراء ثم تسير آمناً.

هذا في الدنيا الآن، طَيِّبٌ! والذي لا يقف عند إشارة الرب تبارك وتعالى؟!

هناك أيضاً في الأوامر إشارات حمراء، وهي: المحرمات.

وإشارات خضراء، وهي: الطاعات.

والمؤمن يقف عند الإشارة الحمراء، لا يمكن أبداً أن يعمل شيئاً، لماذا؟

يخاف، ليس من جندي المرور، بل يخاف من رب السماوات والأرض، ويخاف من الجندي الذي يطلبه حق الطلب، من هو؟ إنه ملك الموت، الذي لا يعرف أحداً، لا يمتنع منه مانع أبداً، يقتحم الأسوار، يدخل القصور، يأخذ أصحاب الأموال، وأصحاب الملك، وأصحاب العضلات، مَن يمتنع مِن الموت؟! لا أحد، هذا الجندي يأتي بك.

وبعد ذلك تحاسب يوم القيامة على ضوء قطع إشاراتك الربانية التي قطعتها، وتطلب: يا رب! كما قال الله: رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99] ردُّوني ولكن لماذا؟ قال: أَعْمَلُ صَالِحاً [المؤمنون:100]، لن أقطع الإشارات يا رب، أَعْمَلُ صَالِحاً [المؤمنون:100]، قال الرب عزَّ وجلَّ: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون:100-101].

وأمر البعث -أيها الإخوة- سبق الكلام عليه في عدة دروس، باعتباره ركناً من أركان الإيمان.

وقد بدأنا الدروس في أبها منذ سنة تقريباً في العقيدة بأركان الإيمان:

الركن الأول: الإيمان بالله.

الركن الثاني: الإيمان بالملائكة.

الركن الثالث: الإيمان بالكتب.

الركن الرابع: الإيمان بالرسل.

الركن الخامس: الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى.

ووصلنا إلى الركن السادس وهو: الإيمان بالبعث بعد الموت.

ودرس هذه الليلة سيكون عن علامات الساعة المستمرة.

وقد قلنا في الماضي: إن هناك فوائد من دراسة علامات الساعة:

منها: الاستعداد.

ومنها: قوة اليقين والتصديق الجازم بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يخبر عن أمور مغيَّبة، ثم تحدث كما أخبر بها صلوات الله وسلامه عليه.

وقلنا: إن علامات الساعة أقسام:

منها: ما مضى وانقضى، وتحدثنا عنها في درس سابق.

ومنها: ما مضى ولكنه لا يزال مستمراً لم ينقضِ بعد، مضى منه شيء، ولا يزال يتتابع.

ومن ضمن ما ذكرنا في الدرس الماضي: علامة اقتراب الساعة بانشقاق القمر :

التي قرأ علينا الإمام أوائل سورتها في الركعة الأولى من صلاة المغرب.

وهذه علامة، مع الإشارة إلى اقتراب الساعة، فالله يقول: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1]، وانشقاق القمر دليل على قربها، وقد حدث انشقاق القمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كآية من آيات الله، وعلامة من علامات صدق رسول الله حين طلب المشركون منه أن يشق القمر، فدعا الله فانشق القمر، صارت فلقة وراء جبل أبي قبيس، وفلقة وراء الجبل الثاني، ورآها أهل الأرض كلهم، ليسوا فقط أهل مكة ، وتناقل الركبان والمسافرون وأهل الطرق وأهل البُرُد تناقلوا أنه حصل انشقاق في ليلة من الليالي، كانت تلك الليلة؛ ولكن الكفار لما انشق القمر ما آمنوا، قالوا: سحرنا، قال الله عزَّ وجلَّ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا [القمر:1-3] المكذب ما فيه حيلة، الآن لو قلت لرجل: هذا (ميكرفون) قال: لا. هذه عصا، تقول: يا أخي! (ميكرفون) قال: هذه عصا، هذه من عصي البدو. تقول له: يابن الحلال، انظر! فيه سلك، وفيه ضغط، قال: أبداً، والله إنها عصا.

أتستطيع أن تقنعه؟! إنه مكذب، لا يريد أن يصدقك أصلاً، فهؤلاء يأتي لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بجميع الآيات الدالة على عظمة الله تبارك وتعالى، وعلى صدق رسالته، ومع ذلك يكذبون، قال الله: وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ [القمر:3-4] جاءهم من الأنباء، ومن الآيات والدلالات ما يكفي: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ [القمر:4-6] اتركهم، فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ [القمر:6-7] الأجداث: القبور، والتشبيه بالجراد: لأن الجراد أضعف شيء، والجرادة ترونها إذا خرجت وطاردها أحد كيف تقف وتقع وترمي نفسها في النار، ولهذا يخرجون من قبورهم مساكين كالجراد، كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ [القمر:7-8] لم يعد هناك رفعة رأس، لم يعد هناك تكبر في ذلك اليوم، كثير من الناس الآن عندما تقول له: اتقِ الله، يقول: اذهب يا شيخ، فُكَّنا منك، أنت مطوِّع، قال الله فيه: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ [البقرة:206] نَفَخَ إبليس، قال الله: فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ [البقرة:206] تكفيه جهنم، والله إنها كافية، وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:206]، ذاك اليوم لم يعد فيه تكبر، لا يتكبر الإنسان بماله، ولا بجاهه، ولا بمنصبه، ولا بوضعه الاجتماعي وطبقته، ولا يتكبر الإنسان بأي شيء من الدنيا؛ لأنه فقير من كل شيء في الدنيا، يخرج من الدنيا عارياً، ما معه منها، إلا خرقة الكفن، مثل ما مع الفقير، ولهذا ما الذي يتكبر به؟! يقول: أنا صاحب عَظَمة؟! أنا صاحب سعادة؟! أنا صاحب فخامة؟! أنا صاحب وجاهة؟! ما عنده شيء، الملِك والمملوك، والكبير والصغير، والأمير والمأمور، كلهم يخرجون سواء، ما رأينا أحداً دُفن في القبر ببدلته، ولا برتبه، ولا بتيجانه، ولا رأينا أحداً دُفن بعقاله وبشته، ولا رأينا أحداً دُفن بأمواله وشيكاته، وإنما يقول الله: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [الأنعام:94] خولناكم مناصب وأموالاً وأولاداً؛ لكي تشكروا الله عليها، وتستخدمونها في طاعة الله، فأبيتم ذلك: وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام:94].

وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ [القمر:4-7] خُشَّعاً: لا يرفع أحد منهم عينه طرفة، الآن الذي يخرج إلى القصاص وهو مكتف، وينزل من السيارة، وتراه يتلفت في الناس هكذا، يرى صفة العسكر، ويرى وراءهم الرجال والناس، ما رأيكم؟ كيف يكون وضعه، وكيف تكون نفسيته، وكيف يكون بصره، خاشع، خاضع، مسكين، في وضع لا يعلمه إلا الله، الناس الذين يشاهدون يفعلون هكذا (يرتجفون)، كل شخص منهم ترتجف ركبتاه، وهو يشاهد، مع أنه لن يذبح، ولن يضرب بالسيف، فكيف بالذي وسط الحلقة؟! وإذا أجلسوه وهو يسمع الميكروفون يعطي بياناً من وزارة الداخلية: أقدم فلانٌ -وهو يعرف أنه هو- على قتل فلان، وقد صدر الحكم الشرعي بقتله، وهاهو الآن أمامكم يُنَفَّذ فيه حكم الإعدام، كم مرارةً يجدها؟! وكم ألماً يتجرعه؟! وكم حسرة يعيش فيها؟! وهي كلها لحظات، من ساعة أن ينـزل من السيارة إلى أن يُضرب، كلها خمس دقائق أو عشر دقائق، وينتظر البندقية وهي تخترق ظهره وتخرج كبده أمامه، ثم بعد ذلك يموت.

لكن يوم القيامة ليس لحظات، بل خمسون ألف سنة، ليس بهذا الوضع، لا. في وضع أعظم من هذا بملايين المرات، يقول الله عزَّ وجلَّ: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْأِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر:10-11] أتوجد فَكَّة من هذه النار؟! وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [إبراهيم:42-43] يقول المفسرون: الفـؤاد هـواء: يعني: فراغ من الخوف، لم يعد فؤاده في مكانه، أصبح فؤاده في حنجرته، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ [الأحزاب:10] ماذا؟ الْحَنَاجِرَ [الأحزاب:10] أنت الآن في الطائرة إذا ذهبت في رحلة، ثم حصل مطب هوائي، ما الذي يحصل؟ يصعد نَفَسك إلى هنا، ولهذا يقولون: اربط الحزام لكي تجهز نفسك، ستموت إذا جاءك مطب، هذا من أجل مطب هوائي، وربما يكون سبباً في سقوط الطائرة ونزول مترين أو عشرة أمتار أو مائة متر؛ لكن كيف يوم القيامة؟!

يقول: مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ [القمر:8] والله يوم صعب.

خروج الدجالين الذين يدعون النبوة

من العلامات المستمرة -أيها الإخوة!-: خروج الدجالين الذين يدعون النبوة:

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيخرج في هذه الأمة دجالون كثيرون يدَّعون أنهم أنبياء، وأن عددهم ثلاثون، وحددهم في بعض الأحاديث بسبعة وعشرين.

والمراد بالأدعياء: الذي يدعي منهم ويثير فتنة في الناس، وينشر المحن في الناس، ويتبعه الناس، وهم يعرفون أنه على باطل -والعياذ بالله-.

عند البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجَّالون كذَّابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول الله، ولا رسول بعد رسول الله، ولا نبي بعدي) لأنه نبي الساعة.

وكل أحد يأتي بعد رسول الله يقول: إنه نبي، فهو كذاب، ومباشرة يُقطع رأسه، وإذا تُبِع فمن تبعه فقد كفر بالله ورسوله.

وقد خرج منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا دجَّالون كذَّابون يزعمون أنهم أنبياء، وفي خروجهم تصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الأحداث التي حدثت من أمور الساعة كلها تؤكد وتصدق لنا أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرج مسيلمة الكذاب في اليمامة ، وادعى أنه نبي، وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم كتاباً قال: من مسيلمة رسول الله -لاحظوا الدجَّال- إلى محمد رسول الله. أما بعد: فإنا قد أُشْرِكنا معك في الأمر، فلك نصف الأرض، ولي نصفها.

يظن أن المسألة قسمة؛ لكن انظروا الرد العظيم من الرسول الصحيح:

قال: (من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) لا لك نصف، ولا لي نصف، الأرض لله، يا دجَّال يا كذَّاب.

وخرجت امرأة في زمانه أيضاً اسمها سُجاح بنت الحارث ، هذه كاهنة، ودجلت على الناس بالكهانة والشعوذة، وادَّعت أنها نبية، وبعد ذلك تبعها أهل العقول الضالة، ودَرَتْ هي أنه يوجد كذَّاب مثلها اسمه: مسيلمة ، فذهبت إليه، وأمسى معها، النبي مع النبية، وفي الصباح قالت: تشاورنا -تقول: إنه شاور رَبْعها- تشاورنا أنا ومسيلمة فوضعنا عنكم صلاة الفجر والعشاء؛ لأنها أثقل الصلوات على المنافقين، قالت: مسموحون من صلاة الفجر وصلاة العشاء، قالت: أما الظهر والعصر والمغرب فصلوها؛ لكن العشاء والفجر فهاتان فيهما كلفة، ونحن بعد المشاورات وبعد التداول مع النبي الكذَّاب وضعنا عنكم هذا.

ومنهم أيضاً كذَّاب ظهر في اليمن اسمه: الأسود العنسي ، ادعى أنه نبي.

وفي عهد التابعين خرج رجل اسمه: المختار الثقفي ، ادعى النبوة، وهو كذَّاب.

ومنذ أكثر من مائة سنة ادعى رجل اسمه: حسين بن علي ميرزا ، ادعى أنه نبي في إيران ، كذَّاب.

وقبل خمسين أو ستين سنة ادَّعى رجل قادياني اسمه: غلام، أنه نبي، وظهرت له جماعة موجودون إلى الآن اسمهم: القاديانيون؛ وهم كفار، وقد أجمع أهل العلم، وأصدرت فيهم هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية فتوى أنهم فئة كافرة مارقة خارجة من دين الإسلام.

وبعد ذلك ظهر آخر قبل سنين، وأُعدم، واسمه: محمود محمد طه ، ظهر في السودان ، وادَّعى أنه نبي، وحاكمته الحكومة السودانية، وحكمت عليه بالإعدام، وأُعدم، وقُطعت رقبته، إلى جهنم وبئس المصير، لعنة الله عليه وعلى من سار على منهجه، وعلى كل كذَّاب ودجَّال يدَّعي أنه نبي؛ إذ لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والسلسلة باقية، لكن ما هو موقفك أيها المؤمن؟ موقفك ألا تؤمن بأن بعد رسول الله رسول؛ إذ أنه خاتم النبيين، وإمام المرسلين، ولا نبي بعده، صلوات الله وسلامه عليه.

ظهور الفتن

من علامات الساعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم والتي وقعت ولا تزال تقع بشكل مستمر: الفتن:

والإنسان الصالح المستقيم على الإيمان والدين، والأمة التي تأخذ منهجها من كتاب الله الكريم، هذا الإنسان وهذه الأمة تُبتلى ويُبتلون، وقد يثور البلاء من داخل الأمة، بسبب الأهواء والخصام والفرقة، وقد يتمثل هذا البلاء في عدو حاقدٍ من غير الأمة الإسلامية يجتاحها ويستذلها، وقد يصل الخصام والفتنة إلى حد القتال وامتشاق السيوف، وإزهاق الأرواح، وهناك تسيل دماء، وتُسلب الأموال، وتُنتهك الحرمات، وقد أطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على كثير من البلايا والفتن التي ستقع في مقتبل الزمان في هذه الأمة.

ولذلك أطال صلى الله عليه وسلم وأسهب وأكثر في تحذير الصحابة وتحديثهم من الفتن.

يقول أبو زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه -والحديث في صحيح مسلم - يقول: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوماً، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى أذن الظهر -انظروا مدة الخطبة يا إخواني، ما قالوا: أطلت علينا، وأزهقتنا، لا. من الفجر إلى الظهر وهو يخطب بهم- يقول: ثم نزل، فصلى بهم الظهر، ثم صعد المنبر، فخطبنا، حتى دخل وقت العصر، ثم صعد المنبر -بعد صلاة العصر- فخطبنا حتى غربت الشمس -من الفجر إلى المغرب، وهم جلوس وهو يخطب عليهم صلى الله عليه وسلم- فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة، وأعلمنا أحفظُنا) يقول: أعلمنا الذي حفظ الكلام؛ لأنه لا توجد مسجلات، ولا يوجد أحد يكتب، وإنما كانت قلوب الصحابة أوعية لهذا الدين حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا المقام نفسه يُذكر ويُنقل؛ لكن من طريق حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، والحديث أيضاً في صحيح مسلم ، يقول حذيفة : (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث به، حفِظه مَن حفِظه ونسيَه مَن نسيَه، ثم قال: إنه يكون منه الشيء قد نسيته، فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم لقيه فعرفه بعد أن يراه).

وقد بلغ من شدة هذه الفتن أن أخبر صلى الله عليه وسلم أنها كقطع الليل المظلم، والحديث في صحيح الجامع ، ذكره السيوطي أنه صحيح، يقول عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح المرء مؤمناً، ويمسي كافراً ...) لا إله إلا الله! كيف يسهل على الناس تغيير عقائدهم وغسل أدمغتهم من كثرة الفتن، وهذا واقع الآن، من الشباب من يجلس خمس دقائق مع مجرم ملحد، يُسْمِعه شريطاً أو ينقش في قلبه شبهةً -والعياذ بالله- فيسلخه ويقوم، وإذا به لم يعد يصلي، فيكفر بالله. (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) بعد سمرة فقط، على ورق، أو على بلُّوت، أو على فيلم، لم يعد يصلي الفجر، وينتهي (يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) والحديث رواه أحمد والترمذي ، وهو صحيح.

وفي حديث أنس أيضاً قال: (يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا) ذكره الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

تمني الناس للموت

ويبلغ من شدة هذه الفتن، ومن ضغطها على الإنسان، ومن الحرج الذي يعاني منها الإنسان، أن الإنسان يتمنى الموت ولا يبقى على الحياة، والحديث رواه الإمام البخاري ومسلم ، يقول: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، ويقول: يا ليتني مكانه).

ويقول: (لا تذهب الدنيا -والذي نفسي بيده- حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه -يتمرغ بجلده وجسده على القبر- ويقول: يا ليتني كنتُ مكان صاحب هذا القبر، وليس به إلا البلاء) بلاء وفتن، وهذا لاحظوا أنه موجود في بعض بلاد الأرض، يوجد في بعض دول الأرض (الشرق) مثل روسيا، ومثل المؤمنين الذين يعذبون، الأتراك الذين أخرجوهم من بلغاريا، ومثل بعض الدول يجد المسلم فيها ضيقاً لا يتصوره العقل؛ لدرجة أنه إذا جاء له ولد وسماه علياً أو عبد الله أو محمداً أو شيئاً من هذا يُحكم عليه بالسجن خمسة وعشرين سنة؛ لأنه سمى ولده باسم مسلم، أما إذا كان يصلي فالإعدام، أو يقرأ القرآن أو يعرف شيئاً من القرآن يُقَدَّم له الخمر في رمضان ويقولون له: خذ اشرب، يقول: لا. أنا لا أريد الخمر، لكن لا يستطيع أن يقول: أنا صائم، لو قال: أنا صائم ذبحوه، هذا موجود في بعض دول الأرض، ونحن في نعمة ليس بعدها نعمة في بلاد الإسلام، الحمد لله على نعمة الإسلام.

رفع العلم

وأعظم أسباب وقوع الناس في الفتن: الجهل، وعدم العلم:

يكون الإنسان عنده إيمان؛ لكن ليس عنده علم، يقرأ حديثاً أو يطلع على آية، أو يسمع كلاماً، ولا يدري ما هو مفهومه، ولا معناه، ويسأل من هو أجهل منه، فمن أعظم ما يوقع الناس في البلاء: الجهل، وقلة العلم، وكثرة الذنوب والمعاصي، وكثرة انتهاك المحارم، يقول البخاري ومسلم في صحيحيهما : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل، ويُرفع فيها العلم، ويكثر الهرج، قالوا: ما الهرج؟ قال: القتل).

وعن أنس رضي الله عنه -والحديث في مشكاة المصابيح - يقول أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أشراط الساعة: أن يُرفع العلم ...).

ونعني بالعلم: علم الكتاب والسنة.

العلم قال الله قال رسوله     قال الصحابة هم أولو العرفان

العلم الشرعي، أما العلم المادي لا يُرفع، بل يزيد؛ لكن لا ينفع، العلم المادي يدلك على صلاح الجسد؛ لكن العلم الشرعي يدلك على صلاح الروح، وأنت إنسان بالروح لا بالجسد.

أنت بالروح لا بالجسم إنسانُ

العلم الشرعي يدلك على صلاح أعظم مولِّد فيك، ما رأيكم في سيارة جديدة، كل شيء فيها جديد؛ لكن ليس فيها محرك، هل تمشي؟ لا تمشي، ولو كانت أحدث موديل؛ لأنها ليس فيها روح تجعلها تمشي.

كذلك أيها الإخوة! روحك، دينك، عقيدتك، إيمانك، صلتك بمولاك وخالقك، من يدلك على هذا؟ الهندسة والطب؟! لا. يدلك على هذا الكتاب والسنة، فلا بد من الاهتمام بعلم الكتاب والسنة.

انتشار الزنا

(إن من أشراط الساعة: أن يُرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا ...)، والزنا لا يكثر إلا في بلد ارتفع منه الإيمان والعلم والدين، وسبب وجود الزنا: إخراج المرأة، والنصارى واليهود والملاحدة يعرفون كيف يصطادون الأمة الإسلامية، فيأتون إلينا من باب المرأة؛ لأن المرأة نقطة ضعف أو نقطة قوة، نقطة قوة إذا صلحت، ونقطة ضعف إذا فسدت، فإذا خرجت من حجابها وتبرجت واختلطت وأفسدت وغزت المجتمع ماذا يحصل؟ يحصل الفساد؛ لكن إذا تحجبت وبقيت في عليائها وعزتها وكرامتها ودينها قضينا على الفساد.

يكثر الزنا، وأنتم ترون الآن البيئات التي أخرجت المرأة من عرشها ومن منزلها وكرامتها وهتكت حجابها وتبرجت وتبذلت، وأصبحت عارضة أزياء ومغنية ومضيفة وسكرتيرة وبائعة، كيف وصلت المجتمعات الآن في الفساد؟! وصلت حداً لا يتصوره العقل، مجتمعات مسلمة؛ لكن ترى فيها ما يُدمي قلبك ويؤلمه، حينما ترى المرأة المسلمة وهي ممسوخة -والعياذ بالله- أصبحت في أقذر صورة، وفي أخس موقع؛ لأنها أهينت وسبب ذلك: عدم العلم، وكثرة الجهل، وانتشار المعاصي والزنا. (... ويكثر شرب الخمور، ويقل الرجال، وتكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة رجل أو قيم واحد) الحديث رواه البخاري ومسلم.

من العلامات المستمرة -أيها الإخوة!-: خروج الدجالين الذين يدعون النبوة:

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيخرج في هذه الأمة دجالون كثيرون يدَّعون أنهم أنبياء، وأن عددهم ثلاثون، وحددهم في بعض الأحاديث بسبعة وعشرين.

والمراد بالأدعياء: الذي يدعي منهم ويثير فتنة في الناس، وينشر المحن في الناس، ويتبعه الناس، وهم يعرفون أنه على باطل -والعياذ بالله-.

عند البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجَّالون كذَّابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول الله، ولا رسول بعد رسول الله، ولا نبي بعدي) لأنه نبي الساعة.

وكل أحد يأتي بعد رسول الله يقول: إنه نبي، فهو كذاب، ومباشرة يُقطع رأسه، وإذا تُبِع فمن تبعه فقد كفر بالله ورسوله.

وقد خرج منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا دجَّالون كذَّابون يزعمون أنهم أنبياء، وفي خروجهم تصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الأحداث التي حدثت من أمور الساعة كلها تؤكد وتصدق لنا أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خرج مسيلمة الكذاب في اليمامة ، وادعى أنه نبي، وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم كتاباً قال: من مسيلمة رسول الله -لاحظوا الدجَّال- إلى محمد رسول الله. أما بعد: فإنا قد أُشْرِكنا معك في الأمر، فلك نصف الأرض، ولي نصفها.

يظن أن المسألة قسمة؛ لكن انظروا الرد العظيم من الرسول الصحيح:

قال: (من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) لا لك نصف، ولا لي نصف، الأرض لله، يا دجَّال يا كذَّاب.

وخرجت امرأة في زمانه أيضاً اسمها سُجاح بنت الحارث ، هذه كاهنة، ودجلت على الناس بالكهانة والشعوذة، وادَّعت أنها نبية، وبعد ذلك تبعها أهل العقول الضالة، ودَرَتْ هي أنه يوجد كذَّاب مثلها اسمه: مسيلمة ، فذهبت إليه، وأمسى معها، النبي مع النبية، وفي الصباح قالت: تشاورنا -تقول: إنه شاور رَبْعها- تشاورنا أنا ومسيلمة فوضعنا عنكم صلاة الفجر والعشاء؛ لأنها أثقل الصلوات على المنافقين، قالت: مسموحون من صلاة الفجر وصلاة العشاء، قالت: أما الظهر والعصر والمغرب فصلوها؛ لكن العشاء والفجر فهاتان فيهما كلفة، ونحن بعد المشاورات وبعد التداول مع النبي الكذَّاب وضعنا عنكم هذا.

ومنهم أيضاً كذَّاب ظهر في اليمن اسمه: الأسود العنسي ، ادعى أنه نبي.

وفي عهد التابعين خرج رجل اسمه: المختار الثقفي ، ادعى النبوة، وهو كذَّاب.

ومنذ أكثر من مائة سنة ادعى رجل اسمه: حسين بن علي ميرزا ، ادعى أنه نبي في إيران ، كذَّاب.

وقبل خمسين أو ستين سنة ادَّعى رجل قادياني اسمه: غلام، أنه نبي، وظهرت له جماعة موجودون إلى الآن اسمهم: القاديانيون؛ وهم كفار، وقد أجمع أهل العلم، وأصدرت فيهم هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية فتوى أنهم فئة كافرة مارقة خارجة من دين الإسلام.

وبعد ذلك ظهر آخر قبل سنين، وأُعدم، واسمه: محمود محمد طه ، ظهر في السودان ، وادَّعى أنه نبي، وحاكمته الحكومة السودانية، وحكمت عليه بالإعدام، وأُعدم، وقُطعت رقبته، إلى جهنم وبئس المصير، لعنة الله عليه وعلى من سار على منهجه، وعلى كل كذَّاب ودجَّال يدَّعي أنه نبي؛ إذ لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والسلسلة باقية، لكن ما هو موقفك أيها المؤمن؟ موقفك ألا تؤمن بأن بعد رسول الله رسول؛ إذ أنه خاتم النبيين، وإمام المرسلين، ولا نبي بعده، صلوات الله وسلامه عليه.

من علامات الساعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم والتي وقعت ولا تزال تقع بشكل مستمر: الفتن:

والإنسان الصالح المستقيم على الإيمان والدين، والأمة التي تأخذ منهجها من كتاب الله الكريم، هذا الإنسان وهذه الأمة تُبتلى ويُبتلون، وقد يثور البلاء من داخل الأمة، بسبب الأهواء والخصام والفرقة، وقد يتمثل هذا البلاء في عدو حاقدٍ من غير الأمة الإسلامية يجتاحها ويستذلها، وقد يصل الخصام والفتنة إلى حد القتال وامتشاق السيوف، وإزهاق الأرواح، وهناك تسيل دماء، وتُسلب الأموال، وتُنتهك الحرمات، وقد أطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على كثير من البلايا والفتن التي ستقع في مقتبل الزمان في هذه الأمة.

ولذلك أطال صلى الله عليه وسلم وأسهب وأكثر في تحذير الصحابة وتحديثهم من الفتن.

يقول أبو زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه -والحديث في صحيح مسلم - يقول: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوماً، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى أذن الظهر -انظروا مدة الخطبة يا إخواني، ما قالوا: أطلت علينا، وأزهقتنا، لا. من الفجر إلى الظهر وهو يخطب بهم- يقول: ثم نزل، فصلى بهم الظهر، ثم صعد المنبر، فخطبنا، حتى دخل وقت العصر، ثم صعد المنبر -بعد صلاة العصر- فخطبنا حتى غربت الشمس -من الفجر إلى المغرب، وهم جلوس وهو يخطب عليهم صلى الله عليه وسلم- فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم القيامة، وأعلمنا أحفظُنا) يقول: أعلمنا الذي حفظ الكلام؛ لأنه لا توجد مسجلات، ولا يوجد أحد يكتب، وإنما كانت قلوب الصحابة أوعية لهذا الدين حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا المقام نفسه يُذكر ويُنقل؛ لكن من طريق حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، والحديث أيضاً في صحيح مسلم ، يقول حذيفة : (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث به، حفِظه مَن حفِظه ونسيَه مَن نسيَه، ثم قال: إنه يكون منه الشيء قد نسيته، فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم لقيه فعرفه بعد أن يراه).

وقد بلغ من شدة هذه الفتن أن أخبر صلى الله عليه وسلم أنها كقطع الليل المظلم، والحديث في صحيح الجامع ، ذكره السيوطي أنه صحيح، يقول عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح المرء مؤمناً، ويمسي كافراً ...) لا إله إلا الله! كيف يسهل على الناس تغيير عقائدهم وغسل أدمغتهم من كثرة الفتن، وهذا واقع الآن، من الشباب من يجلس خمس دقائق مع مجرم ملحد، يُسْمِعه شريطاً أو ينقش في قلبه شبهةً -والعياذ بالله- فيسلخه ويقوم، وإذا به لم يعد يصلي، فيكفر بالله. (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) بعد سمرة فقط، على ورق، أو على بلُّوت، أو على فيلم، لم يعد يصلي الفجر، وينتهي (يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) والحديث رواه أحمد والترمذي ، وهو صحيح.

وفي حديث أنس أيضاً قال: (يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح المرء مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا) ذكره الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ويبلغ من شدة هذه الفتن، ومن ضغطها على الإنسان، ومن الحرج الذي يعاني منها الإنسان، أن الإنسان يتمنى الموت ولا يبقى على الحياة، والحديث رواه الإمام البخاري ومسلم ، يقول: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، ويقول: يا ليتني مكانه).

ويقول: (لا تذهب الدنيا -والذي نفسي بيده- حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه -يتمرغ بجلده وجسده على القبر- ويقول: يا ليتني كنتُ مكان صاحب هذا القبر، وليس به إلا البلاء) بلاء وفتن، وهذا لاحظوا أنه موجود في بعض بلاد الأرض، يوجد في بعض دول الأرض (الشرق) مثل روسيا، ومثل المؤمنين الذين يعذبون، الأتراك الذين أخرجوهم من بلغاريا، ومثل بعض الدول يجد المسلم فيها ضيقاً لا يتصوره العقل؛ لدرجة أنه إذا جاء له ولد وسماه علياً أو عبد الله أو محمداً أو شيئاً من هذا يُحكم عليه بالسجن خمسة وعشرين سنة؛ لأنه سمى ولده باسم مسلم، أما إذا كان يصلي فالإعدام، أو يقرأ القرآن أو يعرف شيئاً من القرآن يُقَدَّم له الخمر في رمضان ويقولون له: خذ اشرب، يقول: لا. أنا لا أريد الخمر، لكن لا يستطيع أن يقول: أنا صائم، لو قال: أنا صائم ذبحوه، هذا موجود في بعض دول الأرض، ونحن في نعمة ليس بعدها نعمة في بلاد الإسلام، الحمد لله على نعمة الإسلام.


استمع المزيد من الشيخ سعيد بن مسفر - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة اليوم الآخر: علامات الساعة المستمرة [الحلقة الثانية] 1580 استماع
سلسلة اليوم الآخر: علامات الساعة المستمرة [الحلقة الثالثة] 1476 استماع