الهجرة النبوية [2]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة استقبل كأحسن ما يكون الاستقبال، وقيل في ذلك:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

إلى آخر تلك الأبيات.

بناء النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد

قال أنس رضي الله تعالى عنه: (أقبل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فاستنارت وأنار منها كل شيء، وتوفي صلى الله عليه وسلم فأظلمت وأظلم منها كل شيء).

استقر النبي صلى الله عليه وسلم ببيت أبي أيوب، ثم اشترى أرض هذا المسجد وبناه، ثم جدده بعد عودته من خيبر في السنة السابعة، ثم توالى التجديد عليه.

وهناك بعض الجزئيات ربما يتساءل عنها بعض الناس في خصوص هذا المسجد نشير إليها إشارة خفيفة، بعد أن بينا ارتباط المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي، في اختصاصها بشد الرحال إليها ومضاعفة الأجر فيها، وسواء كان في الصلاة أو غيرها على ما هو مدونٌ في تاريخها.

مما يتعلق بسؤال البعض وخاصة المالكية في مضاعفة الأجر في هذا المسجد، والحديث المكتوب على الجدار الأعلى في السقف في الواجهة هنا: (صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).

ويتطلع البعض إلى كلمة: (مسجدي هذا) ما حكم الزيادة التي طرأت على هذا المسجد بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وتلك الزيادة بدأت من زمن عمر رضي الله تعالى عنه، ثم عثمان ، ثم بعد ذلك الخلفاء والملوك والأمراء، وقد وضح ذلك عمر رضي الله تعالى عنه حينما رأى بعض الناس يتجنبون الصلاة فيما زاده، وقد زاد فيه من جهة الغرب وجهة الجنوب، ولم يزد من الشمال ولا من الشرق، فقال لهم: (والله لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الزيادة ما زدته، ثم إن المسجد ضاق بالمسلمين ثم قال: والله إنه لمسجد رسول الله ولو امتد إلى ذي الحليفة).

وبعضهم يذكر رواية: (ولو امتد إلى صنعاء) فهو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضاعفة الصلاة موجودة لمن صلى في أي طرف من أطراف المسجد.

واتفق العلماء على أن كل ما كان محجوراً بسور لا يدخل إليه إلا عن طريقه، فإنه من المسجد تصح فيه الجمع، وتنعقد فيه الجماعة، ويصح فيه الاعتكاف وله أحكام المسجد من تجنب الجنب والحائض.

إبرام النبي صلى الله عليه وسلم للمعاهدات مع بعض الطوائف في المدينة

ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم لبناء الأمة، وذلك كما أشرنا أنه صلى الله عليه وسلم واجه في المدينة تيارات متعددة بخلاف مكة، مكة كان أمامه فيها تيار الشرك والوثنية، وكانت أمة فطرية ساذجة قوية في عقيدتها، فإذا وجدت الحق سرعان ما انتقلت إليه، وتقدمت لنا النماذج والأمثلة في موقف عمر وحمزة وغيرهم.

عمر يذهب إلى أخته وزوجها لينتقم منهم ويعذبهم على إسلامهم، فيخرج من عندهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه، وما ذلك إلا أنه سمع من كتاب الله وقرأ من الوحي المنزل شيئاً من سورة طه.

وهكذا لما جاء مصعب بن عمير إلى المدينة مع أهل العقبة الثانية، وكان يزور الأوس والخزرج على مياههم وجاء إلى بني عبد الأشهل في العالية، وجاءه سعد بن عبادة وقال: اذهب عنا لا تفسدنّ علينا شبابنا ونساءنا وسفهاءنا، والحربة بيده، فما كان منه إلا أن قال: أو غير ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: تجلس وأسمعك مما عندي، فإن وجدت شيئاً تقبله فبها ونعمت، وإلا كففت عنك، قال: أنصفت -وهذا هو العقل- فجلس وقرأ عليه من كتاب الله، فما كان منه إلا أن شهد شهادة الحق.

وجاء سعد بن معاذ وقال: ما أغنيت عني شيئاً، ماذا فعلت مع الرجل؟ قال: قلت له الذي قلت لي، فقال: لم تغن عني شيئاً، وجاء بنفسه وهو سيد القوم، فقال جليس مصعب : اصدق الله في هذا الرجل، فإنه إن يسلم يسلم قومه كلهم.

فجاء متوعداً ومهدداً فقال له مقالته الأولى: تسمع فإن وجدت شيئاً يرضيك فبها ونعمت، وإلا كففت عنك؟ قال: أنصفت، فجلس وسمع من كتاب الله وقرأ عليه آيات؛ فما كان منه في الحال إلا أن قال: ما أحسن هذا! ماذا يفعل من يريد أن يدخل في دينكم؟ قال: يغتسل غسل الجنابة ويتشهد شهادة الحق، فذهب واغتسل وتشهد وذهب إلى قومه وقال: يا معشر بني عبد الأشهل! ماذا تعرفونني فيكم؟ قالوا: سيدنا وأميرنا، قال: كلامكم عليّ رجالكم ونسائكم حرام حتى تسلموا جميعاً، يعني: ذاهب يهدد ويتوعد فينقلب داعية إلى الله! كان الأمر عندهم عناداً، لكن الإقناع إن يسر الله كان سهلاً.

لكن كان في المدينة أصحاب ديانة سابقة، وأصحاب حقد وحسد: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ [البقرة:109] إذاً فيواجه عدواً لدوداً حاسداً حاقداً، والحاسد لا يرضيه إلا زوال النعمة التي عندك، والله سبحانه وتعالى يقول: وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ [البقرة:105].

فهنا وثنيون مثل الذين كانوا في مكة، لكن انظروا إلى اليهود فهم أهل كتاب، ثم نبتت نابتة نفاق، ويوجد أقلية مسلمة، فأصبح الآن جو المدينة مركباً من مسلمين قلة، ومن مشركين من العرب، ومن يهود من أهل الكتاب، ومن منافقين بين هذا وذاك، إذاً: كيف يواجه صلى الله عليه وسلم تلك التيارات ويضمن السلامة للقلة المؤمنة؟!

كتب المعاهدة، ومن أراد من طلبة العلم أن يرجع إليها فهي في كتب السيرة لـابن هشام أو ابن كثير أو غيرهم، ومضمونها أنه صلى الله عليه وسلم جمع الجميع وقال: هذا كتاب محمد صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة، أن كل قبيلة تحمل مسئوليتها، أي: أن كل فرد من قريش ومن لف لفها قومٌ ومن جنى منهم جناية فهم المسئولون عنه، والأوس قوم، ومن جنى جناية منهم فهم مسئولون عنه، وكذلك أهل الكتاب، وكل قبيلة حملها مسئولية بعضها البعض، أي: فإذا جنى إنسان جناية من قبيلة فقبيلته مسئولة عنه، يعقل بعضهم عن بعض، وهو الموجود الآن من أن دية قتل الخطأ على العاقلة.

ومن جنى جناية أو دفيعة ظلم فلا يحق لأحد أن يخفيه ولو كان ولد أحدهم، وما تنازعوا في شيء فمرده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ العهد على الجميع بأن الكلمة والمرجع في إدارة المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا: أمن شرور أولئك الطوائف وتلك الاتجاهات المتعددة، بعدما تم ذلك وأصبحت المدينة موحدة سياسياً.

مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار

توجه النبي عليه السلام بعد ذلك إلى بناء الأفراد، فآخى بين المسلمين، فآخى بين حمزة وزيد بن حارثة مولاه، ليس هناك شرف نسب ولا علو الحسب، فـحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخي بينه وبين مولاه زيد بن حارثة ، وبينه وبين علي .

الشاهد: آخى بين المهاجرين أنفسهم وبين المهاجرين والأنصار، وأصبحت تلك الأخوة بمثابة أخوة النسب، بل مقدمةٌ عليها إذا لم يكن الإسلام موجوداً، فلو أن شخصاً آخى بينه وبين شخص آخر وهما مسلمان، ولأحدهما أخ كافر، فإن الأخوين بالمؤاخاة في الإسلام يتوارثان، والأخ الكافر لا يرث أخاه المسلم، فحلت المؤاخاة محل النسب إلى أن نزلت آية المواريث: وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ [الأحزاب:6].

السؤال هنا: كيف سلك الإسلام طريق المؤاخاة وماذا جنى من ورائها؟!

المتأمل في منهج القرآن الكريم والسنة النبوية في المنهج العلمي، لإيجاد الأخوة بين أبناء المسلمين، ونتائج تلك الأخوة يجدها وحيدة لم توجد قبل الإسلام، ولم توجد أي طائفة ولا أي نظام ولا أية دعوة في العالم كله وصلت إلى ما وصل إليه الإسلام في تلك المؤاخاة، ولا جنى أحد من وراء أي مؤاخاة ولا ارتباط كما جنى الإسلام من تلك المؤاخاة.

قال أنس رضي الله تعالى عنه: (أقبل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فاستنارت وأنار منها كل شيء، وتوفي صلى الله عليه وسلم فأظلمت وأظلم منها كل شيء).

استقر النبي صلى الله عليه وسلم ببيت أبي أيوب، ثم اشترى أرض هذا المسجد وبناه، ثم جدده بعد عودته من خيبر في السنة السابعة، ثم توالى التجديد عليه.

وهناك بعض الجزئيات ربما يتساءل عنها بعض الناس في خصوص هذا المسجد نشير إليها إشارة خفيفة، بعد أن بينا ارتباط المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي، في اختصاصها بشد الرحال إليها ومضاعفة الأجر فيها، وسواء كان في الصلاة أو غيرها على ما هو مدونٌ في تاريخها.

مما يتعلق بسؤال البعض وخاصة المالكية في مضاعفة الأجر في هذا المسجد، والحديث المكتوب على الجدار الأعلى في السقف في الواجهة هنا: (صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).

ويتطلع البعض إلى كلمة: (مسجدي هذا) ما حكم الزيادة التي طرأت على هذا المسجد بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وتلك الزيادة بدأت من زمن عمر رضي الله تعالى عنه، ثم عثمان ، ثم بعد ذلك الخلفاء والملوك والأمراء، وقد وضح ذلك عمر رضي الله تعالى عنه حينما رأى بعض الناس يتجنبون الصلاة فيما زاده، وقد زاد فيه من جهة الغرب وجهة الجنوب، ولم يزد من الشمال ولا من الشرق، فقال لهم: (والله لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الزيادة ما زدته، ثم إن المسجد ضاق بالمسلمين ثم قال: والله إنه لمسجد رسول الله ولو امتد إلى ذي الحليفة).

وبعضهم يذكر رواية: (ولو امتد إلى صنعاء) فهو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضاعفة الصلاة موجودة لمن صلى في أي طرف من أطراف المسجد.

واتفق العلماء على أن كل ما كان محجوراً بسور لا يدخل إليه إلا عن طريقه، فإنه من المسجد تصح فيه الجمع، وتنعقد فيه الجماعة، ويصح فيه الاعتكاف وله أحكام المسجد من تجنب الجنب والحائض.

ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم لبناء الأمة، وذلك كما أشرنا أنه صلى الله عليه وسلم واجه في المدينة تيارات متعددة بخلاف مكة، مكة كان أمامه فيها تيار الشرك والوثنية، وكانت أمة فطرية ساذجة قوية في عقيدتها، فإذا وجدت الحق سرعان ما انتقلت إليه، وتقدمت لنا النماذج والأمثلة في موقف عمر وحمزة وغيرهم.

عمر يذهب إلى أخته وزوجها لينتقم منهم ويعذبهم على إسلامهم، فيخرج من عندهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه، وما ذلك إلا أنه سمع من كتاب الله وقرأ من الوحي المنزل شيئاً من سورة طه.

وهكذا لما جاء مصعب بن عمير إلى المدينة مع أهل العقبة الثانية، وكان يزور الأوس والخزرج على مياههم وجاء إلى بني عبد الأشهل في العالية، وجاءه سعد بن عبادة وقال: اذهب عنا لا تفسدنّ علينا شبابنا ونساءنا وسفهاءنا، والحربة بيده، فما كان منه إلا أن قال: أو غير ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: تجلس وأسمعك مما عندي، فإن وجدت شيئاً تقبله فبها ونعمت، وإلا كففت عنك، قال: أنصفت -وهذا هو العقل- فجلس وقرأ عليه من كتاب الله، فما كان منه إلا أن شهد شهادة الحق.

وجاء سعد بن معاذ وقال: ما أغنيت عني شيئاً، ماذا فعلت مع الرجل؟ قال: قلت له الذي قلت لي، فقال: لم تغن عني شيئاً، وجاء بنفسه وهو سيد القوم، فقال جليس مصعب : اصدق الله في هذا الرجل، فإنه إن يسلم يسلم قومه كلهم.

فجاء متوعداً ومهدداً فقال له مقالته الأولى: تسمع فإن وجدت شيئاً يرضيك فبها ونعمت، وإلا كففت عنك؟ قال: أنصفت، فجلس وسمع من كتاب الله وقرأ عليه آيات؛ فما كان منه في الحال إلا أن قال: ما أحسن هذا! ماذا يفعل من يريد أن يدخل في دينكم؟ قال: يغتسل غسل الجنابة ويتشهد شهادة الحق، فذهب واغتسل وتشهد وذهب إلى قومه وقال: يا معشر بني عبد الأشهل! ماذا تعرفونني فيكم؟ قالوا: سيدنا وأميرنا، قال: كلامكم عليّ رجالكم ونسائكم حرام حتى تسلموا جميعاً، يعني: ذاهب يهدد ويتوعد فينقلب داعية إلى الله! كان الأمر عندهم عناداً، لكن الإقناع إن يسر الله كان سهلاً.

لكن كان في المدينة أصحاب ديانة سابقة، وأصحاب حقد وحسد: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ [البقرة:109] إذاً فيواجه عدواً لدوداً حاسداً حاقداً، والحاسد لا يرضيه إلا زوال النعمة التي عندك، والله سبحانه وتعالى يقول: وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ [البقرة:105].

فهنا وثنيون مثل الذين كانوا في مكة، لكن انظروا إلى اليهود فهم أهل كتاب، ثم نبتت نابتة نفاق، ويوجد أقلية مسلمة، فأصبح الآن جو المدينة مركباً من مسلمين قلة، ومن مشركين من العرب، ومن يهود من أهل الكتاب، ومن منافقين بين هذا وذاك، إذاً: كيف يواجه صلى الله عليه وسلم تلك التيارات ويضمن السلامة للقلة المؤمنة؟!

كتب المعاهدة، ومن أراد من طلبة العلم أن يرجع إليها فهي في كتب السيرة لـابن هشام أو ابن كثير أو غيرهم، ومضمونها أنه صلى الله عليه وسلم جمع الجميع وقال: هذا كتاب محمد صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة، أن كل قبيلة تحمل مسئوليتها، أي: أن كل فرد من قريش ومن لف لفها قومٌ ومن جنى منهم جناية فهم المسئولون عنه، والأوس قوم، ومن جنى جناية منهم فهم مسئولون عنه، وكذلك أهل الكتاب، وكل قبيلة حملها مسئولية بعضها البعض، أي: فإذا جنى إنسان جناية من قبيلة فقبيلته مسئولة عنه، يعقل بعضهم عن بعض، وهو الموجود الآن من أن دية قتل الخطأ على العاقلة.

ومن جنى جناية أو دفيعة ظلم فلا يحق لأحد أن يخفيه ولو كان ولد أحدهم، وما تنازعوا في شيء فمرده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ العهد على الجميع بأن الكلمة والمرجع في إدارة المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا: أمن شرور أولئك الطوائف وتلك الاتجاهات المتعددة، بعدما تم ذلك وأصبحت المدينة موحدة سياسياً.


استمع المزيد من الشيخ عطية محمد سالم - عنوان الحلقة اسٌتمع
دروس الحرم [15] 3176 استماع
دروس الحرم [7] 3056 استماع
دروس الحرم [12] 2964 استماع
دروس الحرم [6] 2947 استماع
الهجرة النبوية [8] 2904 استماع
دروس الحرم [9] 2903 استماع
الهجرة النبوية [4] 2889 استماع
دروس الحرم [14] 2799 استماع
دروس الحرم [16] 2727 استماع
دروس الحرم [1] 2666 استماع