نداءات الرحمن لأهل الإيمان 73


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع نداءات الرحمن لأهل الإيمان. جعلنا الله منهم، وحشرنا في زمرتهم، ورضي عنا كما رضي عنهم. اللهم آمين.

بالأمس كنا من النداء التاسع والستين، ولما نكمله، والآن أذكركم ونفسي به، أولاً بتلاوته، ثم بمضمون ما جاء فيه، ثم ننتقل إلى النداء السبعين.

ونص هذا النداء بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات:1]. ومضمون هذا النداء: هو أنه يحرم علينا أيها المؤمنون! أن نقدم رأينا أو ما نراه، أو ما نعقله أو ما نفهمه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فحرام على المؤمن والمؤمنة أن يعلم أن لله حكماً في قضية، ثم يحكم فيها بخلاف ما حكم الله، وحرام على المؤمن والمؤمنة أن يقدما ما يريانه أو يفهمانه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يقولا أو يعملا على غير ضوء الكتاب والسنة.

واسمعوا الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [الحجرات:1]. فنقول: لبيك اللهم لبيك! لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ [الحجرات:1]. وخافوه. إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات:1]. يسمع أقوالكم ويرى أعمالكم فارهبوه، ومن هنا يبقي الحكم لله.

ويوضح هذا المعنى المستقى من هذا النور الإلهي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث معاذ الذي قرأناه البارحة وعرفناه، فقد عين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشاب العليم المؤمن والياً وقاضياً في ديار اليمن جنوب مكة المكرمة إلى المحيط الهندي، وقد اختبره وامتحنه وتعرف إلى ما عنده، فقال: ( أي معاذ ! بم تحكم؟ قال: أحكم بكتاب الله، فقال: فإن لم تجد في كتاب الله فبم تحكم؟ قال: بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبم تحكم؟ قال: أجتهد رأيي )، أي: أبذل جهدي وقصارى فهمي وعلمي متحرياً رضا الله، ثم أحكم ( فضرب الحبيب صلى الله عليه وسلم في صدره هكذا، وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي الله ). وهذا بيان شافٍ كافٍ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات:1].

ما ينبغي على القاضي في الحكم

لابد أن تتبع في الحكم يا عبد الله! ويا أمة الله! الآتي: أن تتلمس الحكم في الكتاب والسنة النبوية باحثاً عن الحكم الذي تريد أن تصدره بالجواز أو المنع، وبالحل أو التحريم، وبالوجوب أو عدمه، ولا بد وأن يكون لك باع طويل بالكتاب والسنة، فإن طلبت الحكم في القرآن ولم تجده - ولا أقول: لانعدامه، ولكن لضعفك وعدم قدرتك، فأنت مخلوق ومعذور- فاطلب الحكم في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهذا يتطلب منك أن تكون قد ألممت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أقول: أحطت بها، أو أن تكون قد قرأت كتب السنة وعرفت ما فيها، فإن تعذر عليك ولم تجد الحكم فهنا اجتهد رأيك في أن يكون الحكم أو القول أو العمل موافقاً لما شرع الله ورسوله.

وهنا لطيفة ظريفة، وهي: أنه لا بد وأن تكون يا عبد الله! قد عرفت محاب الله ومساخطه، وعرفت ما يحب الله من اليسر، وما يكره من العسر. وأنت تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الرفق: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه ). ولما نزلت سورة الأعلى وفيها: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى [الأعلى:8] كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلاته في كل يوم؛ لأنها تحمل هذه البشرى: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى [الأعلى:8].

فإذا كنت تعرف محاب الله ومكارهه فلا بد أن يكون هذا الذي تجتهد فيه مما يحب الله أو مما يكره الله؛ حتى تنزله على رضا الله فيما يحب أو فيما يكره، لأن هذا الموطن موطن الاجتهاد.

وبعض أهل العلم قد يقولون: أغلق باب الاجتهاد من قرون. وهذا القول لا يقبل في الجملة، بل باب الله مفتوح، ولكن ليس كل من نصب نفسه للاجتهاد أصبح من أهله، وإنما لا بد وأن يكون قد علم محاب الله ومساخطه، وبواسطة هذا النور يعثر على ما يطلبه من حكم الله عز وجل، وكذلك لابد وأن يكون قد ألم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم يصبح مجتهداً، فإن أصاب فله أجران، أجر اجتهاده، وأجر إصابته، وإن لم يصب وإنما أخطأ فله أجر اجتهاده فقط، ولا يضيعه الله عز وجل وقد بذل عرقه وجهده في تحري الحق، وطلب ما يرضي الله عز وجل ولا يسخطه.

ومن هنا معاشر المستمعين والمستمعات! من أراد أن يقول: هذا حلال أو هذا حرام، أو هذا لا يجوز أو هذا منكر أو غير هذا فلا بد وأن يكون عنده علم بمحاب الله ومساخطه، وأن يكون عنده إلمام بما في كتاب الله، وأعظم ما في كتاب الله من أحكام هو ما حوته هذه النداءات التسعين. ولهذا أنصح كل مؤمن ومؤمنة لو كانوا يقبلون النصح أن يقرءوا هذه النداءات، ويحفظونها؛ حتى يلموا بمحاب الله ومكارهه.

عدم جواز فعل شيء حتى يعلم فاعله حكم الله فيه

هنا قاعدة قعدها أهل العلم من سلف هذه الأمة فلا ننساها، وهي: أنه لا يحل لمؤمن- والمؤمنة تابعة له- أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه بالجواز أو المنع. فلا يقدم على شيء حتى يعلم ما حكم الله فيه بالمنع والحظر أو بالجواز والإذن، وكذلك لا يقول كلمة حتى يعرف هل هي من رضا الله أو من سخطه [ فهذه القاعدة تحث المؤمنين على طلب العلم ] ولا تعجب يا عبد الله! فهذا سبيل المؤمنين الذين يريدون أن ينزلوا في الملكوت الأعلى، ويخترقون السبع الطباق؛ لمواكبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولا يضر أحدهم أن يجلس يومه كاملاً لا يقول كلمة، وهذا لا ينقص من كماله ولا يزيد فيه وأنت كذلك لا يضرك أن تقول فيما لا تعلم: الله أعلم، اسأل فلاناً أو فلانة؛ فالله أعلم هذه نصف العلم، فإن جهلت فاعتذر، وقل: الله أعلم، ونصفه الآخر أن تعلم فتبين.

قال: [ إذ لو أخذ بها المسلمون لما بقي فيهم ولا بينهم جاهل بحكم الله ورسوله في كل قضايا الحياة ].

حكم سؤال أهل العلم فيما لم نعرف حكمه

لو أخذ المؤمنون في قراهم وفي مدنهم وفي أي مكان بمبدأ: لا نقول إلا بما علمنا لم بقي بينهم جاهل ولا جاهلة أبداً. والذي وطن للجهل وركزه حتى أنبت في ديارنا هو أننا لنا جرأة أن نقول كما نهوى، فنقول فيما لا نعلم: يجوز، ولا يجوز، وحرام، وباطل، وهكذا، ولهذا لم نطلب العلم، ولو كنا عرفنا أنه لا يحل لأحدنا أن يقول في أي شيء من أشياء الدنيا إلا على علم لكان كل واحد منا طلب العلم [ ولكان للكتاب والسنة شأن عظيم بينهم؛ لقوله تعالى: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات:1]. لا قولاً ولا عملاً، ولا رأياً ولا فهماً، أو ذوقاً - كما يقولون- حتى يعرض على الكتاب والسنة، فإن وجد طلبه فذاك، وإلا سأل أهل العلم حتى يعلم الحكم بالمنع أو الجواز؛ فيصبح على بينة من أمره ] وهناك آيتان من سورتي النحل والأنبياء وضحتا الطريق [ وكيف والله تعالى يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7]. فالمؤمن إن كان عالماً عمل بما علم، وإلا سأل أهل العلم حتى يعلم فيعمل بما علم ] ويجب على كل من لا يعلم أن يسأل ليعلم، وافهموا هذه الكلمة. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7]. ولنفهم أنه يجب على كل من لا يعلم أن يسأل. وهذا واضح. فكل من لا يعلم يجب أن يسأل أهل العلم، وإذا سأل علم، وانتهى الجهل، وأصبحنا كلنا علماء [ والعالم إذ سئل يجب أن يُعلم السائل ما سأل عنه، وبهذا لا يبقى بين المؤمنين جاهل ولا جاهلة، إلا أن يوجد المرء في بلد لا عالم فيه، فحينئذٍ يجب أن يسافر إلى بلد فيه العالم؛ حتى يسأل، ولو كان في أقصى الشرق والغرب، أو يهاجر من بلد لا عالم فيه؛ إذ لا يمكنه أن يعبد الله تعالى بلا علم. ولو عرف المسلمون هذه الحقيقة لما أصبحوا جهلاء ضلالاً، إلا من رحم الله منهم. ألا فاذكر هذا أيها القارئ! أو المستمع! ] والذي يدفعنا إلى أن نسأل الخوف من الله، وخشية الله، والخوف والخشية من أن ننافسه أو نزاحمه في أقضيته وأحكامه وشرائعه بآرائنا وعقولنا، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات:1].

ذكرنا - والحمد لله- أن سبب النزول لهذه الآية: أن الشيخان رضوان الله عليهما أبو بكر وعمر - اللذان لم تطلع الشمس على أفضل منهما- رأى أبو بكر تولية أحد الرجال لما لاحظ من سمته وهيئته، فقال: يا رسول الله! ول هذا على الجماعة، وعمر رأى آخر وقال: ول هذا يا رسول الله! وارتفعت أصواتهما، فنزلت هذه الآية والتي بعدها، وأصبح أبو بكر بعد هذا إذا تكلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الرسول لا يسمعه، فيطلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرفع صوته.

معنى قوله تعالى: (واتقوا الله إن الله سميع عليم)

قال: [ وقوله تعالى في ختام هذا النداء: وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات:1]، أمر بتقوى الله عز وجل، وهي الخوف منه الحامل للعبد على طاعة الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن جملة ما تدل عليه هذه الجملة: وَاتَّقُوا اللَّهَ [الحجرات:1]: الالتزام بمبدأ لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات:1].

وقوله: إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الحجرات:1] أي: سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم. ألا فاتقوه حق تقاته، بألا تخرجوا عن طاعته في المنشط والمكره، والعسر واليسر في حدود الطاقة البشرية؛ إذ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا [البقرة:286]. وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ].

لابد أن تتبع في الحكم يا عبد الله! ويا أمة الله! الآتي: أن تتلمس الحكم في الكتاب والسنة النبوية باحثاً عن الحكم الذي تريد أن تصدره بالجواز أو المنع، وبالحل أو التحريم، وبالوجوب أو عدمه، ولا بد وأن يكون لك باع طويل بالكتاب والسنة، فإن طلبت الحكم في القرآن ولم تجده - ولا أقول: لانعدامه، ولكن لضعفك وعدم قدرتك، فأنت مخلوق ومعذور- فاطلب الحكم في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهذا يتطلب منك أن تكون قد ألممت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أقول: أحطت بها، أو أن تكون قد قرأت كتب السنة وعرفت ما فيها، فإن تعذر عليك ولم تجد الحكم فهنا اجتهد رأيك في أن يكون الحكم أو القول أو العمل موافقاً لما شرع الله ورسوله.

وهنا لطيفة ظريفة، وهي: أنه لا بد وأن تكون يا عبد الله! قد عرفت محاب الله ومساخطه، وعرفت ما يحب الله من اليسر، وما يكره من العسر. وأنت تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الرفق: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه ). ولما نزلت سورة الأعلى وفيها: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى [الأعلى:8] كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلاته في كل يوم؛ لأنها تحمل هذه البشرى: وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى [الأعلى:8].

فإذا كنت تعرف محاب الله ومكارهه فلا بد أن يكون هذا الذي تجتهد فيه مما يحب الله أو مما يكره الله؛ حتى تنزله على رضا الله فيما يحب أو فيما يكره، لأن هذا الموطن موطن الاجتهاد.

وبعض أهل العلم قد يقولون: أغلق باب الاجتهاد من قرون. وهذا القول لا يقبل في الجملة، بل باب الله مفتوح، ولكن ليس كل من نصب نفسه للاجتهاد أصبح من أهله، وإنما لا بد وأن يكون قد علم محاب الله ومساخطه، وبواسطة هذا النور يعثر على ما يطلبه من حكم الله عز وجل، وكذلك لابد وأن يكون قد ألم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ثم يصبح مجتهداً، فإن أصاب فله أجران، أجر اجتهاده، وأجر إصابته، وإن لم يصب وإنما أخطأ فله أجر اجتهاده فقط، ولا يضيعه الله عز وجل وقد بذل عرقه وجهده في تحري الحق، وطلب ما يرضي الله عز وجل ولا يسخطه.

ومن هنا معاشر المستمعين والمستمعات! من أراد أن يقول: هذا حلال أو هذا حرام، أو هذا لا يجوز أو هذا منكر أو غير هذا فلا بد وأن يكون عنده علم بمحاب الله ومساخطه، وأن يكون عنده إلمام بما في كتاب الله، وأعظم ما في كتاب الله من أحكام هو ما حوته هذه النداءات التسعين. ولهذا أنصح كل مؤمن ومؤمنة لو كانوا يقبلون النصح أن يقرءوا هذه النداءات، ويحفظونها؛ حتى يلموا بمحاب الله ومكارهه.

هنا قاعدة قعدها أهل العلم من سلف هذه الأمة فلا ننساها، وهي: أنه لا يحل لمؤمن- والمؤمنة تابعة له- أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه بالجواز أو المنع. فلا يقدم على شيء حتى يعلم ما حكم الله فيه بالمنع والحظر أو بالجواز والإذن، وكذلك لا يقول كلمة حتى يعرف هل هي من رضا الله أو من سخطه [ فهذه القاعدة تحث المؤمنين على طلب العلم ] ولا تعجب يا عبد الله! فهذا سبيل المؤمنين الذين يريدون أن ينزلوا في الملكوت الأعلى، ويخترقون السبع الطباق؛ لمواكبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولا يضر أحدهم أن يجلس يومه كاملاً لا يقول كلمة، وهذا لا ينقص من كماله ولا يزيد فيه وأنت كذلك لا يضرك أن تقول فيما لا تعلم: الله أعلم، اسأل فلاناً أو فلانة؛ فالله أعلم هذه نصف العلم، فإن جهلت فاعتذر، وقل: الله أعلم، ونصفه الآخر أن تعلم فتبين.

قال: [ إذ لو أخذ بها المسلمون لما بقي فيهم ولا بينهم جاهل بحكم الله ورسوله في كل قضايا الحياة ].