كل فكر سياسي لا بد وأن يشمل تلك المجموعة من القيم التي تميزه من حيث انتمائه الحضاري، كذلك الفكر السياسي الإسلامي لا بد وأن يتبلور حول مجموعة من القيم وضعت أصولها الحضارة الإسلامية

الفكر السياسي الأوروبي بمعالمه ومتغيراته والمدركات الغربية المتعلقة بالسلطة بمختلف عناصرها ومقوماتها إنما يعبر عن استمرارية ثابتة، حيث الترابط الزمني يرفض وجود العنصر أو المتغير الإسلامي

الالتزام بالأخلاقيات في نطاق الحركة السياسية هو أمر واجب، لم نعرف في تاريخ الفكر السياسي الإسلامي من خرج على هذه القاعدة

والظاهرة التي لا بد أن تستوقف الانتباه والتي تقودنا إلى الفكر السياسي الإسلامي كيف أن مفكري السياسة في تلك الحضارة وبرغم أنهم جمعوا بين الفكر والحركة، بين التأصيل النظري والممارسة العملية، إلا أن أحداً منهم لم يتناول مشكلة عصره بشكل أو بآخر ولم تقتصر هذه الظاهرة على فلاسفة السياسة، بل تعدتهم إلى فقهاء التشريع

علماء التحليل السياسي في بلادنا يعيشون على قشور الفكر الغربي، ولا يتعدون الفتات الذي يلقى من آن لآخر حول الخبرة العربية، دون أي محاولة جادة للتعمق في هذه الخبرة انطلاقاً من منهاجية علمية معينة وقد سبق وذكرنا كيف أن الفكر الإسلامي لا يزال حتى لحظة كتابة هذه الأسطر مجهولاً في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة

الحضارة البيضاء سوف تظل حضارة عنصرية؛ لأن هذا هو جوهرها وهو محور عقيدتها السياسية مهما زعمت بمبادئ الحرية والإخاء والمساواة

الإمبراطورية الإسلامية وهي تحيط بها عداوات ثابتة كان لا بد عندما وصلت إلى ذلك الاتساع أن تحدد وضعها على خريطة القوى الدولية، وأن تبني تصوراً يسمح للدولة الكبرى بالاستمرارية دون مخاطر

الفكر السياسي هو نوع من اللقاء بين ثقافات ثلاث: تاريخ الفلسفة، تاريخ نظم القانون العام، القانون الدستوري المقارن، وبقدر تحقيق توازن بين هذه الثقافات الثلاث -بحيث إن كلا منها يعد محوراً فكرياً ثابتاً للتحليل- بقدر نجاح مؤرخ الفكر السياسي

أغلب علمائنا لا يجرءون على تناول، أو مواجهة المشكلات وهم في غالبيتهم واحد من اثنين: متقوقع على نفسه حول المفاهيم الدينية، أو متفرنج لا يعرف شيئاً عن تراثنا التاريخي

فكرة الأقلية تعكس في التقاليد العربية مفهوماً مختلفاً، وتعبر عن وظيفة متميزة لتعكس في نهاية الأمر نظاماً ذاتياً للقيم السياسية

إن كل مجتمع عاش خبرة معينة، والخبرة هي مجموعة مشكلات وصعوبات اصطدم بها في تطوراته المتلاحقة وكان عليه أن يتخطاها بشكل أو بآخر

مصادر الفكر السياسي الإسلامي: الخطب، الرسائل، الكتب الموسوعية، الكتابات الفكرية العملاقة (مقدمة ابن خلدون مثلاً)، الكتابات السياسية (مرايا الأمراء)، كتب الإدراك السياسي (كتاب العقد الفريد)

متابعة تاريخ الفكر السياسي تفرض علينا أن نلاحظ كيف أن أمهات الفكر السياسي لم تبرز إلا خلال فترات الأزمات السياسية، أي تلك المراحل التي تمتاز بضعف وعدم فاعلية النظم السياسية

يجب أن نتذكر بأن التراث السياسي الإسلامي غني بالآثار السياسية غير المنشورة

العالم الإسلامي في حاجة إلى بناء سياسي متكامل قادر على التعامل مع الواقع المعاصر

التجديد عرفه الإسلام في جميع مراحله وحتى في مراحل الجمود وإقفال باب الاجتهاد

بناة الدولة الإسلامية الرسول صاغ المبادئ في أثناء حكمه للمدينة، عمر بن الخطاب نقل هذه المبادئ من المدينة الدولة إلى الدولة بمعناها الحقيقي ثم يأتي معاوية بن أبي سفيان فيؤسس معالم وخصائص الدولة الإمبراطورية، وعمر بن عبد العزيز يطعم الإمبراطورية الجديدة بالمفاهيم والمثاليات التقليدية ليأتي عقب ذلك هارون الرشيد ليقدم لنا الدولة العالمية حيث تصير عاصمة الكون بغداد

الفلسفة السياسية تعني نظاماً متكاملاً للقيم الفكرية حيث تتم عملية ربط بين الواقع والمستقبل، من خلال أدوات مجردة تسمح بتقديم نموذج متكامل للتصور السياسي