هذا قرآن تسير به الرجال، وتصلح به الأرض، ويكلم به الأحياء

أما الوسائل المتجددة فقد تركها القرآن للاجتهاد المطلق، يتصرف الناس في رسمها كما يلوح لهم حينًا بعد حين

إن القرآن يملك على الإنسان نفسه بالوسيلة الوحيدة التي تقهر تفوقه في الجدل وتسليط البرهان القاهر على كل حجة

إنه لا معنى لتسمية الشيء بأنه كتاب، وهو غير مكتوب، كما لا معنى لتسميته قرآنًا وهو غير مقروء

إن الصراع بين الحق والباطل لابد أن يبلغ مرحلة ينزع معها ثوب الحياد، ولابد أن يجيء دور المصارحة التي لا تبالي بجهر أو تكشف

الثروة في القرآن الله ـ عز وجل ـ هو المالك الأول لكل شيء، لا يتركه أحد في هذا الملك، ولا فيما يتبعه من حقوق

إن الصلاة فريضة موقوتة، تصل الإنسان برب العالمين، وترده إليه كلما شغلته الحياة،

كيف نجعل الناس يستعدون للبعث، وهم عنه في شغل، أو تكذيب؟

لقد شعرت- والحق يقال- بأنها خسارة فادحة أن تمحى كل هاتيك المعالم الجميلة

إن أسلوب القرآن في استلال الجفوة من النفس، وإلقاء الصواب في الفكر، أوفى على الغاية في هذا المضمار

إن الشعور بالرهبة والرغبة والرقة يغمرك وأنت تستمع إلى قصص الأولين والآخرين تروى بلسان الحق

إن كل ما ينشده الإسلام أن يعامل في حدود النصفة والقسط، وألا تدخل عوامل الإرهاب في صرف امرئ انشرح صدره به

إنه بهذا القرآن أصبح محمد مبلغًا عن الله، ومبينًا عن مراده

لقد قامت أجيال غفيرة من المسلمين تتواصى بتلاوته، وتتعاون على دراسته، وتتواصى بتنقيله من سلف إلى خلف

وطوال السور في القرآن تعرضت بتفصيل مسهب لأحوال القوم، وكشفت عن خبايا أنفسهم، وكيف انفلتت العقائد الصحيحة من بين أيديهم

ولذلك ترى القرآن الكريم يكثر من عرض حياتها وعملها وعقباها

الحياة العامة في القرآن أثر البيئة في السلوك الإنساني غير منكور، بل أنها أقوى من الوراثة في تكوين الخلق وفي توجيه المرء إلى مستقبله

إن أول طاعة للقرآن الكريم المشي خلف رسول الله في فهمه له وعمله به، والاستنارة بفيوض الحكمة التي تفجرت من جوانبه بعد ما استوعب هذا القرآن وعاش به وله

بيد أن ذلك لم يلبث أن أعقبه شعور آخر، شعور بأن الذي يطوي هذا العالم سوف يخلق أجمل منه وأحلى في العين والمذاق

إن قيام معانيه على الحق كقيام الشعاع على النور، والحق لا يزول ولا يحول، وذلك سر خلود القرآن