قيثارتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بدّدت يا قيثارتي أنغامي | و نسيت لحن صبابتي و غرامي |
مرّت ليل كنت مؤنستي بها | و عزاء نفس جمّت الآلام |
تروين من طرب الصّبا و حنينه | و تذهبّين حواشي الأحلام |
كالبلبل الشّاكي رويت صبابتي | لحنا تمشّى في دمي و عظامي |
أنشودة الوادي و لحن شبابه | ذابت على صدر الغدير الطّامي |
شاق الطّبيعة من قديم ملاحني | أصداؤك الحيرى على الآكام |
و شجا البحيرة و استخفّ ضفافها | لحن كفئر موجها المترامي |
ياربّة الألحان غنّي و ابعثي | من كل ماض عائر الأيّام |
هل من نشيدك ما يجدد لي الصّبا | و يعيد لمحة ثغره البسّام |
و يصوّر الأحلام فتنة شاعر | توحي الخيال لريشة الرّسّام |
وادي الهوى ولّت بشاشة دهره | و خلت مغانيه من الآرام |
طارت صوادحه و جفّ غديره | و ذوى بشطّيه النّضير النامي |
و اعتاض بهمس النّسيم بعاصف | داو يشقّ جوانب الأظلام |
و هو الصّدى الحاكي لضائع صرختي | و صداك بين الغور و الآكام |
قد كن ألاّفي و نزهة خاطري | و سماء وحي الشّعر و الإلهام |
مالي بهنّ سكتن عن آلامي؟ | أنسين عهد مودّتي و ذمامي ؟ |
يا ربّة الألحن هل من رجعة | لقديم لحنك أو قديم هيامي؟ |
فاروي أغانيّ القدامى ، و انفثي | في اللّيل من نفثات فلبي الدّامي |
علّ الذي غنيت عرش جماله | و طفقت أرقب أفقه المتسامي |
تشجيه ألحاني فيسعدني به | طيف يضنّ عليّ بالإلمام |
مالي أراك جمدت بين أناملي | و عصيت أنّاتي و دنعي و إلهامي |
خرساء لا تتلو النّشيد و لا تعي | سرّ الغناء و لا تعيد كلامي |
يغري الكآبة بي و يكسف خاطري | أنّي أراك حبيسة الأنغام |