أرشيف المقالات

مع القرآن(من الأحقاف إلى الناس) - وآخرين منهم لما يلحقوا بهم

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
1 {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} :أرسل الله تعالى رسوله إلى أمة العرب الأمية فأعلى شان من آمن منهم ورفعه بالإسلام والقرآن , كما رفع به أمما من مختلف بقاع الأرض فدخلوا في دين الله وصار لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم , والله عز وجل يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين, والله صاحب الفضل والمنة ولا فضل ولا منة أعظم من الإسلام والقرآن.قال تعالى:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) } [الجمعة]قال ابن كثير في تفسيره:وقوله : ( {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} ) قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله .حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزلت عليه سورة الجمعة : ( {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ) قالوا : من هم يا رسول الله ؟ فلم يراجعهم حتى سئل ثلاثا ، وفينا سلمان الفارسي فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على سلمان ثم قال : " «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال - أو : رجل - من هؤلاء » " .
ورواه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير من طرق عن ثور بن زيد الديلي ، عن سالم أبي الغيث ، عن أبي هريرة به
ففي هذا الحديث دليل على أن هذه السورة مدنية ، وعلى عموم بعثته - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس ; لأنه فسر قوله : ( {وآخرين منهم } ) بفارس ولهذا كتب كتبه إلى فارس ، والروم ، وغيرهم من الأمم ، يدعوهم إلى الله عز وجل ، وإلى اتباع ما جاء به ; ولهذا قال مجاهد وغير واحد في قوله : ( {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ) قال : هم الأعاجم ، وكل من صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير العرب .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا أبو محمد عيسى بن موسى ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " «إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساء من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب» " ثم قرأ : ( {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} ) يعني : بقية من بقي من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .
وقوله : ( وهو العزيز الحكيم ) أي : ذو العزة والحكمة في شرعه وقدره .وقوله : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) يعني : ما أعطاه الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - من النبوة العظيمة ، وما خص به أمته من بعثته - صلى الله عليه وسلم - إليهم .#أبو_الهيثم#مع_القرآن


شارك الخبر

مشكاة أسفل ١