الصفحة 26 من 145

والدليل على ذلك انه لو افتقر كل موجود إلى وقت فالأوقات موجودة فتفتقر إلى وقت آخر وذلك يؤدي إلى مالا يتناها

وإذا تقرر ما ذكرناه فالباري سبحانه وتعالى منفرد بوجوده لا يقارنه حادث

الباري سبحانه وتعالى قائم بنفسه

واختلفوا في معناه فقال بعضهم معنى القائم بنفسه المستغني عن المحل فعلى هذه الطريقة الجواهر أيضا قائمة بنفسها لاستغنائها عن المحل فان من الجائز أن يخلق الله تعالى جوهرا واحدا لا يكون مع غيره

وقال الأستاذ أبو إسحاق الاسفراييني القائم بالنفس المستغني من جميع الوجوه

فعلى هذا الجوهر لا يكون قائما بنفسه لحاجته إلى الصانع والمخصص

والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية والمشبهة الذين قالوا أن لله جهة فوق

وأطلق بعضهم القول بأنه جالس على العرش مستقر عليه تعالى الله عن قولهم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام