الصفحة 25 من 145

مسألة

الباري تعالى قديم والقديم في عرف اللسان اسم لموجود تقدم على غيره زمانا طويلا كما يقال رسم قديم ودار قديمة وقال تعالى حتى عاد كالعرجون القديم

ومعنى وصفنا للباري تعالى بالقدم انه لا أول لوجوده

واطلاق الإسم له على سبيل الأول لأن ما تقدم على غيره زمانا معلوما إذا سمي قديما فما لا أول له أولى أن يكون قديما

والدليل على أنه قديم أنه لو كان حادثا لافتقر إلى محدث آخر فيتسلسل ذلك ويؤدي إلى إثبات حوادث لا أول لها وفي ذلك حكم بإثبات قدم العالم

فإن قيل يلزمكم مثل ذلك في إثبات موجود لا أول له وذلك لأنه لا يعقل استمرار الوجود إلا في أوقات متعاقبة لا نهاية لها وفيه إثبات حوادث لا نهاية لها

قلنا هذا السؤال غلط فإن حقيقة الوقت مقارنة موجود بموجود يقال وقت طلوع الشمس إذا قاربت الشمس مشرقها ووقت دخول الأمير إذا قرب من البلد وفي العرف عبارة عن حركات الفلك

وإذا ثبت هذا فليس من شرط الوجود حركات الفلك ولا اقتران موجود آخر به إذا لم يتعلق أحد الموجودين بالثاني مثل تعلق الصنع بالصانع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام