الصفحة 124 من 145

فأما أن يبطل بها ثواب الإيمان فلا ولأن الثواب والعقاب إن كانا متنافيين فلم كان إبطال الثواب بالعقاب أولى من إبطال العقاب بالثواب بل إحباط العقاب أولى لأن السمع ورد به قال الله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ولأن الكبيرة تقارن الطاعات ولا تمنع من صحتها حتى لو تاب بعده يثاب عليها

ولو كان يسقط ثواب الطاعة لكان ينافي صحته كما في حال الردة ولأن من بغى عليه عبده وعصاه فعاقبه مدة ثم رده إلى الكرامة لم يستقبح ذلك فكيف تحكموا بأنه لا يجوز من الله تعالى أن يعفو عنه ويرده إلى الكرامة ويتضح ذلك بآيات من كتاب الله تعالى أن الله لا يغفر أن يشرك به وقال تعالى إن الله يغفر الذنوب جميعا وقال لا تقنطوا من رحمة الله وقال ومن يغفر الذنوب إلا الله فإن استدلوا بقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها

قلنا معناه ومن يقتل مؤمنا مستحلا قتله فيكون معناه من قتل مؤمنا لأجل إيمانه ومن فعل ذلك فهو كافر مخلد في النار هكذا قاله ابن عباس رضي الله عنه وهو ترجمان القرآن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام