الصفحة 123 من 145

أنها مخالفة لأمر الرب تعالى إلا أنها في أنفسها متفاوتة فبعضها أعظم من البعض

وقال قوم من الخوارج إنه يستحق اسم الكفر على وجهة كفران النعمة

وقالت المعتزلة لا نسميه مؤمنا ولا كافرا ولكن يسمى فاسقا وهو منزلة بين منزلتين

واتفقوا على أنه يستحق التخليد في النار ولا يغفر ذنبه ويبطل ثواب أعماله

فنقول لهم قد قلتم أن الباري تعالى يحبط أعماله بذلة واحدة

ونحن نعلم أن من خدم غيره مدة وبذل جهده في رعاية حقه زمانا طويلا وما وقعت إلا هفوة وزلة وصاحبه علم أنه قادر على منعه ولم يمنعه منه أن لا يحسن إحباط جميع خدمته بسبب ذلك فإذا كان لا يحسن ذلك فيما بين المخلوقين كيف يجب ذلك على الباري جلت قدرته

وأيضا فإنها لا كبيرة توازي مغفرة الله تعالى كما لا طاعة تقابل الكفر بالله تعالى وإنما تعرف الأشياء بأضدادها فكان من سبيلهم أن يقولوا يبطل الثواب بالمعرفة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام