ولا تزيد المحمولات المفردة على الخمسة التي هي: الجنس والنوع الحقيقي والفصل والخاصة والعرض العام , لأنها إما ذاتية أو عرضية . والذاتية إما صالحة لأن تقال في جواب ما هو , أو غير صالحة , والصالحة إما على مختلفات الحقائق , وهي الجنس أولاً على مختلفاتها , وهي النوع الحقيقي , وغير الصالحة لذلك إما غير مشتركة , أو ليست تمام المشتركة , بل جزؤه المساوي له , إذ الجزء في الجملة لا يكون أخص مطلقاً , ولا من وجه , ولا مبايناً , لأنه كلما صدق الكل صدق الجزء , فانتفت هذه الثلاث . وفي هذا الموضع لا يكون أعم مطلقاً وإلا لكان تمام مشترك بين ما هية ما وغيرها , وهو خلاف الغرض , فتعين أنه مساو , وعلى تقدير أنها ليست تمام المشترك , أو هي بعضه المساوي , فهي صالحة به , للتمييز , فيكون فصلاً . والعرضية إن اعتبر عروضها للماهية الواحدة فهي خاصة , وإلا فهي عرض عام . وكل واحد من هذه الخمسة إنما هو ذلك الواحد بالإضافة , فقد يصدق على واحد عدة منها , كاللون فإنه جنس للسواد والبياض , ونوع للكيف وخاصة للجسم , وعرض عام للإنسان , ومعروض كل واحد منها يسمى بالطبيعي , وعارضة بالمنطقى , ومجموعهما بالعقلى . فالحيوان جنس طبيعي , والجنسية العارضة له جنس منطقي , والحيوان مع الجنسية جنس عقلي , وكذا قياس باقيها .