الْعَرْشِ اسْتَوَى وأن ذلك يدل على علوِّ الله على خلقه كما قال - سبحانه وتعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [1] ،وقال - عز وجل: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً} [2] ،قال أبو القاسم اللالكائي رحمه الله: (( فدلت هذه الآية أنَّهُ تعالى في السماء وعلمه مُحيطٌ بكلِّ مكان من أرضه وسمائه، وقال: وروى ذلك من الصحابة: عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأمُّ سلمة - رضي الله عنهم -، ومن التابعين ربيعةُ بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، ومقاتل بن حيان، وبه قال من الفقهاء مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل [3] .
وسئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: (( الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول ومِنَ الله الرِّسالة، وعلى الرَّسول البلاغ، وعلينا التَّصديق ) ) [4] ، وقال رجل للإمام مالك رحمه الله: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فقال: (( الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فإني أخاف أن تكون ضالاًّ وأَمَر به فَأُخرِج ) ) [5] .
(1) سورة فاطر، الآية: 10.
(2) سورة الأنعام، الآية: 61.
(3) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 430.
(4) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 442، برقم 665.
(5) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، 3/ 441 برقم 664، وجوّد إسناده ابن حجر في فتح الباري، 13/ 406.