معلوم أن مسجد قبة الصخرة أقيم على الصخرة التي قيل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرج منها إلى السموات العلى وزعم بعض الناس أنه يوجد على الصخرة أثر قدمه الشريف - صلى الله عليه وسلم - [1] .
وهذا الكلام ليس بثابت بل هو من أوهام العوام لأنه لا يعلم على وجه القطع المحل الذي عرج منه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء وإنما المعروف أنه عرج به - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الأقصى والمسجد الأقصى يطلق على كل المكان المعروف [2] .
كما أن الزعم بوجود أثر قدمه الشريف - صلى الله عليه وسلم - على الصخرة ما هو إلا محض كذب وافتراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وما ساقه الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته حول ذلك [3] ما هو إلا دجل وخرافات ليس لها أصل علمي صحيح تقوم عليه لا بخبر أحاد ولا بالتواتر كما زعم الشيخ المذكور حيث إنه زعم أن ذلك ثابت بطريق التواتر [4] بل ذلك مجرد شائعات اكتسبت شهرة عند العامة ولا أصل لكل هذه الخرافات فهي كذب مختلق [5] .
وقد نص المحققون من العلماء والحفاظ على إنكار صحة آثار القدم النبوية على الأحجار وإن من علامات زيف آثار القدم ما قرره صاحب كتاب الآثار النبوية - أحمد تيمور باشا - حين قابل بين المعروف من تلك الآثار حيث قال: [المعروف الآن من هذه الأحجار سبعة أربعة منها بمصر وواحد بقبة الصخرة ببيت المقدس
(1) الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية 1/ 347، الأنس الجليل 2/ 54.
(2) انظر شرح العقيدة الطحاوية ص 273، زاد المعاد 3/ 42، بيت المقدس ص 375.
(3) الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية 1/ 355 - 367.
(4) المصدر السابق 1/ 359.
(5) التبرك أنواعه وأحكامه ص 353.