وقال تعالى:(أو لم يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًاءَامِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ
يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [1] .
والمقصود أيضاً بالحرم في هذه الآية الكريمة هو حرم مكة المكرمة [2] .
وثبت في الحديث عن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم: (أن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة) متفق عليه [3] .
وحرم مكة وحرم المدينة ثابتان بالأدلة الصحيحة واتفق أهل العلم على ذلك وأما وادي وج بالقرب من الطائف فقد اعتبره الشافعية حرماً وخالفهم بقية العلماء [4] .
واحتج الشافعية بما ورد في حديث الزبير - رضي الله عنه - قال: (لما أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لية حتى إذا كنا عند السدرة وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طرف القرن الأسود حذوها فاستقبل نخباً ببصره وقال: مرةً وادِيَهٌ ووقف حتى اتقف الناس كلهم ثم قال: إن صيد وج وعضاهه حرم محرم لله وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف) رواه أبو داود وأحمد والبيهقي [5] .
(1) سورة القصص الآية 57.
(2) انظر تفسير القرطبي 13/ 363.
(3) صحيح البخاري مع الفتح 5/ 250، صحيح مسلم بشرح النووي 3/ 491.
(4) المجموع 7/ 483، زاد المعاد 3/ 508.
(5) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود 6/ 9، سنن البيهقي 5/ 200، الفتح الرباني 23/ 300.