لا يخرج من الملة، ففرْق بين أن يوصف الفعل وأن يوصف الفاعل" (فتنة التكفير ص 25، حاشية 1) ."
الدليل الثاني
قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء 65] .
فإن قيل: إن الله نفى الإيمان عمن لم يحكّم الشريعة، وهذا يقتضي الكفر.
فالجواب: أن المنفي هو كمال الإيمان لا أصله (= لا كله) ، فالآية تحكم بنقص الإيمان لا بزواله.
وبيان ذلك: أن نفي الإيمان جاء في الشريعة وأريد به نفي الكمال لا نفي الأصل.
ومن أمثلة ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (البخاري 13، مسلم 168) . و قوله صلى الله عليه وسلم:"والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن". قيل: ومن يا رسول الله؟ قال:"الذي لا يأمن جاره بوائقه" (البخاري 6016) .