فهرس الكتاب
الصفحة 44 من 156

وقال مالك في"المدونة":"الأمر في رمضان الصلاة، وليس بالقصص بالدعاء".

فتأملوا - رحمكم الله -، فقد نهى مالك أن يقص أحد في رمضان بالدعاء، وحَكَى أن الأمر المعمول به في المدينة إنما هو الصلاة من غير قصص ولا دعاء.

وروى محمد بن أحمد في"المستخرجة"عن ابن القاسم؛ قال:"سئل مالك عن الذي يقرأ القرآن فيختمه ثم يدعو؟ فقال: ما سمعت أنه يدعى عند ختم القرآن، وما هو من عمل الناس".

وهذه المسألة ذكرها ابن شعبان عن مالك أيضا في"مختصر ما ليس في المختصر"، وذكرها الشيخ أبو الحسن القابسي بالقيروان في"الكتاب الممهد"، وقد كانت القيروان دار العلم بالمغرب، ولم يكن في عصره من فقهاء المغرب أعلم منه.

وأعظم من هذا مسألة قالها مالك في"مختصر ما ليس في المختصر"؛ قال مالك:"لا بأس أن يجتمع القوم في القراءة عند من يقرئهم أو يفتح على كل واحد منهم فيما يقرأ".

قال:"ويكره الدعاء بعد فراغهم".

وهذا غاية ما يكون في إنكار الأمور المحدثة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام