فهرس الكتاب
الصفحة 141 من 156

المقرئ ولم يوجد في الإدارة!

قلنا: قوله تعالى {وَأَنْصِتُوا} خطاب لجميع الحاضرين، فلو قرأ اثنان وأنصت ألف؛ دخل الاثنان في النهي؛ لأن قوله تعالى: {وَأَنْصِتُوا} متوجه إليهما.

ثم يلزم على هذا إذا قرأ جماعة بالإدارة في سورة واحدة، وواحد منصت يستمع: أن ترتفع الكراهة.

فالصواب أن يرد أحد جوابيه إلى الآخر، فيمنع في الموضعين، ووجه المنع قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} .

فإن قيل: إن هذه الآية إنما نزلت في الصلاة بإحماع العلماء:

قال ابن مسعود:"كنا يسلم بعضنا على بعض في الصلاة، فنزلت".

وقال بشير بن جابر:"صلى ابن مسعود، فسمع ناسا يقرؤون مع الإمام، فقال لهم: أما آن لكم أن تفقهوا {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} ؟".

قلنا: من أصلنا أن الخطاب إذا نزل على سبب، وكان مستقلا بنفسه؛ وجب حمله على العموم، ولا يقصر على سببه.

فإن قيل: قد قال مالك في"مختصر ما ليس في المختصر":"من سمع رجلا يقرأ؛ فليس عليه أن يستمع له".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام