فهرس الكتاب
الصفحة 177 من 253

وقد دلت الأدلة الشرعية على أن هذه الألفاظ الشرعية, وهي الشرك والكفر والظلم والنفاق تأتي على معنيين أكبر وأصغر. الأكبر مخرج من الملة وأما الأصغر فلا يخرج من الملة.

ومن هذه الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم:"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر قال"الرياء"1.

أما الظلم فيدل عليه ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهفما أنه لما نزل قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون} [الأنعام82] شق ذلك على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم, فقالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا وهو يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس بذلك, ألا تسمعون إلى قول لقمان لابنه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} "2.

أما النفاق, فحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وإذا خصم فجر"3

أما الكفر فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار تكفرن, قيل يكفرن بالله، قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر قالت ما رأيت منك خيرا قط"4

وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه في قول الله عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة44] قال: هي به كفر، وليس كفرا

1 أخرجه أحمد 5/428-429 قال ابن حجر إسناده حسن, بلوغ المرام ص 187

2 أخرجه البخاري انظر الفتح 1/87 مسلم 1/115 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

3 أخرجه البخاري في الإيمان رقم34، ومسلم في الإيمان 1/234, وأحمد في مسنده 2/189.

4 أخرجه البخاري في الزكاة 3/381.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام