فهرس الكتاب
الصفحة 124 من 253

القاعدة الأولى

الإيمان بكل ما ورد في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل نفياً وإثباتاً.

قد دلت الأدلة الكثيرة الموجبة للالتزام والأخذ بكل ما ورد في الكتاب والسنة في هذا الباب وغيره من أبواب التوحيد والدين ومن هذه الأدلة العامة:

قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر7] ،وقوله عز وجل: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف3] ، وقال عز وجل: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام155] ، وقال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء59] .

ومما يؤكد وجوب الالتزام بما ورد في الكتاب والسنة في هذا الباب خصوصاً وغيره من أبواب الدين عموماً عدة أمور:

1 -أن الله عز وجل غيب عنا فلم نره ولم نر شبيهاً له سبحانه وتعالى ولا مماثل فبالتالي سبيل معرفته سبحانه المعرفة الصحيحة التامة مسدودة إلا من طريق الوحي، فحاجتنا للوحي في هذا الباب من أعظم الحاجات، وقصور عقل الإنسان في الوصول إلى العلم التام الصحيح في هذا الباب ظاهر واضح, ويكفي أن ينظر الإنسان ويطلع على شيء من أقوال الفلاسفة1 في هذا فيجد كيف ضلوا في هذا الباب وأتوا بكلام هو غاية في السفه والتناقض, وصدق الله القائل: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} [طه110] .

2 -أنه لا يخبر عن الله عز وجل أصدق من الله عز وجل ولا أعلم وأحكم. قال جل وعلا: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [النساء122] , {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} [النساء87] .

1 سبق أن ذكرنا قولهم ومن ذلك زعمهم أن الله عقل أوحد لا يتغير ولا يتحرك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام