الصفحة 20 من 131

الجاهلون المعطلون وسكنت قلوبهم إلى ما نفر منه الجاحدون المتكلمون وعلموا أن الصفات حكمها حكم الذات فكما أن ذاته سبحانه لا تشبه الذوات فكذا صفاته لا تشبه الصفات فما جاءهم من الصفات عن المعصوم تلقوه بالقبول وقابلوه بالمعرفة والإيمان والإقرار لعلمهم بأنه صفة من لا تشبيه لذاته ولا لصفاته وأن ما جاء مما اطلقه الشرع على الخالق والمخلوق لا تشابه بينهم في المعنى الحقيقي إذ صفات القديم بخلاف صفات الحادث وليس بين صفاته وصفات خلقه إلا موافقة اللفظ للفظ والله سبحانه وتعالى قد أخبر أن في الجنة لحما ولبنا وعسلا وماء وحريرا وذهبا وقال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء فإذا كانت هذه المخلوقات الفانية ليست مثل هذه الموجودة مع اتفاقهما في الأسماء فالخالق جل وعلا أعظم علوا وأعلى مباينة لخلقه من مباينة المخلوق للخالق وإن اتفقت الأسماء وأيضا فقد سمى الله سبحانه نفسه حيا عليما سميعا بصيرا ملكا رؤوفا رحيما وسمى بعض مخلوقاته حيا وبعضها عليما وبعضها سميعا بصيرا وبعضها رؤوفا رحيما وليس الحي كالحي ولا العليم كالعليم ولا السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ولا الرؤوف الرحيم كالرؤوف الرحيم

قال تعالى الله لا إله إلا هو الحي القيوم

وقال يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي

وقال وهو العليم الحكيم

وقال وبشروه بغلام عليم

وقال إن الله كان سميعا بصيرا

وقال إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا

وقال إن الله بالناس لرؤوف رحيم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام