الصفحة 19 من 131

أحمد واسحاق بن راهوية وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الدارني وسهل بن عبد الله التستري وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الإعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة قال الإمام أحمد لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ولا نتجاوز القرآن والحديث وهكذا مذهب سائرهم فنتبع في ذلك سبيل السلف الماضين الذي هم أعلم الأئمة بهذا الشأن نفيا واثباتا وهم أشد تعظيما لله وتنزيها له عما لا يليق بحاله فإن المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون إلا أماني بل هي آيات بينات دالة على أشرف المعاني وأجلها قائمة حقائقها في صدور الذين أوتوا العلم

والإيمان إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل كما قامت حقائق سائر صفات الكمال في قلوبهم كذلك فكان الباب عندهم بابا واحدا قد اطمأنت به قلوبهم كذلك وسكنت إليه نفوسهم فأنسوا من صفات كماله ونعوت جلاله مما اسوحش منه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام