الصفحة 18 من 131

لم يتكلم بالقرآن العربي بل القرآن العربي مخلوق أو هو تصنيف جبريل ونحو ذلك فهذا مفتر على الله فيما نفاه عنه وهذا أصل ضلال الجهمية من المعتزلة ومن وافقهم على مذهبهم فإنهم يظهرون للناس التنزه وحقيقة كلامهم التعطيل فيقولون نحن لا نجسم بل نقول إن الله ليس بجسم ومرادهم بذلك نفي حقيقة أسمائه وصفاته فيقولون ليس لله علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام ولا سمع ولا بصر ولا يرى في الآخرة ولا عرج النبي إليه ولا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا يتجلى لشيء ولا يقرب منه شيء إلى غير ذلك وهو سبحانه لا مثل له في شيء من صفات كماله بل هو الأحد الصمد ولم يكن له كفوا أحد فالمعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما والمعطل أعمى والممثل أعشى ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه وكما أن ذاته ليست كالنوات المخلوقة فصفاته ليست كالصفات المخلوقة بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال منزه عن كل نقص وعيب وهو سبحانه في صفات الكمال لا يماثله شيء

فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري والأوزاعي وابن المبارك والإمام

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام