الصفحة 17 من 131

بالباطل وكثير من هؤلاء ينسب إلى أئمة المسلمين ما لم يقولوه فينسبون إلى الشافعي وأحمد بن حنبل ومالك وأبي حنيفة الاعتقادات الباطلة مما لم يقولوه ويقولون لمن اتبعهم هذا الذي يقوله اعتقاد الإمام الفلاني فإذا طولبوا بالنقل الصحيح عن الأئمة بين كذبهم في ذلك فيما ينقلونه عن النبي ويضيفونه إلى سنته من البدع والأقوال الباطلة ومنهم من إذا طولب بتحقيق نقله يقول هذا القول قاله العلماء والإمام الفلاني لا يخالف العقلاء ويكون العقلاء طائفة من اهل الكلام الذين ذمهم الأئمة فقد قال الشافعي حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام فإذا كان هذا حكمه فيمن أعرض عنهما فكيف حكمه فيمن عارضهما بغيرهما وكذلك قال أبو يوسف القاضي من طلب الدين بالكلام تزندق وكذلك قال احمد بن حنبل ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح وقال علماء الكلام زنادقة وكثير من هؤلاء قرأوا كتبا من كتب الكلام فيها شبهات أضلتهم ولم يهتدوا لجوابهم فإنهم يجدون في تلك الكتب أن الله لو كان فوق الخلق للزم التجسيم والتحيز والجهة وهم لا يعرفون حقائق هذه الألفاظ ولا ما أراد بها أصحابها فإن ذكر لفظ الجسم في أسماء الله وصفاته بدعو لم ينطق بها كتاب ولا سنة ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها ولم يقل أحد منهم إن الله جسم ولا أن الله ليس بجسم ولا أن الله جوهر ولا أن الله ليس بجوهر ولفظ الجسم لفظ مجمل ومعناه في اللغة البدن ومن قال أن الله مثل بدن الإنسان فهو مفتر على الله بل من قال الله يماثل شيئا من المخلوقات فهو مفتر على الله ومن قال إن الله ليس بجسم وأراد بذلك أنه لا يماثله شيئا من المخلوقات فالمعنى صحيح وإن كان اللفظة بدعة وأما من قال أن الله ليس بجسم وأراد بذلك أنه لا يرى في الآخرة وأنه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام