الصفحة 16 من 131

الدلائل العقلية فإن هذه الأدلة كلها متفقة على أن الله فوق مخلوقاته عال عليها قد فطر الله على ذلك العجائز والأعراب والصبيان في الكتاب كما فطرهم على الإقرار بالخالق تعالى وقد قال رسول الله في الحديث الصحيح كل مولود يولد على الفطرة أي فطرة الإسلام فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة اقرؤا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز عليك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب يعني عليك بما فطرهم الله عليه فإن الله فطرهم على الحق والرسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتحويل الفطرة وتغييرها وأما أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم فيريدون أن يغيروا فطرة الله ودين الله ويوردون على الناس شبهات بكلمات متشابهة لا يفهم كثير من الناس مقصودهم بها ولا يحسن أن يجيئهم وأصل ضلالتهم تكلمهم بكلمات مجملة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قالها أحد من أئمة المسلمين كلفظ التحيز والجسم والجهة ونحو ذلك فمن كان عارفا بحال شبهاتهم بينها ومن لم يكن عارفا بذلك فليعرض عن كلامهم ولا يقبل إلا ما جاء به الكتاب والسنة كما قال تعالى وإذ رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ومن تكلم في الله وأسمائه وصفاته بما يخالف الكتاب والسنة فهو من الخائضين في آيات الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام