الصفحة 11 من 131

المعراج عرج به إلى الله وفرض عليه ربه خمسين صلاة وذكر أنه رجع إلى موسى وأن موسى قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك

وهذا الحديث في الصحاح فمن وافق فرعون وخالف موسى ومحمدا فهو ضال ومن مثل الله يخلقه فهو ضال ومن جحد شيئا ما وصف الله به نفسه فهو كافر

وليس ما وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله تشبيها وقد قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال تعالى يا عيسى إن متوفيك ورافعك إلي وقال بل رفعه الله وقال والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وقال تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم وقال تعالى وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون

فدل ذلك على أن الذين عنده قريبون إليه وإن كانت المخلوقات تحت قدرته فالقائل الذي قال من لا يعتقد أن الله في السماء إن أراد بذلك أن الله في جوف السماء بحيث تحصره وتحيط به فقد أخطأ وأن أراد بذلك من لم يعتقد ما جاء به الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة وائمتها أن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلفه فقد أصاب فإنه من لم يعتقد ذلك يكون مكذبا للرسول متبعا غير سبيل المؤمنين بل يكون في الحقيقة معطلا لربه نافيا له فلا يكون في الحقيقة إنه يعبده ولا رب يسأله ويقصده ولهذا قول الجهمية ونحوهم من اتباع فرعون المعطل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام