الصفحة 10 من 131

السماء وأن السماء تحصره وتحويه فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمه وأئمتها بل هم متفقون على أن الله فوق سموته على عرشه بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته هي ولا في ذاته من مخلوقاته

وقد قال مالك بن أنس إن الله في السماء وعلمه في كل مكان وقيل لابن المبارك بماذا تعرف ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وبه قال أحمد ابن حنبل وقال الشافعي خلافة أبي بكر قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب أوليائه

فمن اعتقد أن الله في جوف السموات محصور محاط أو أنه مفتقر إلى العرش أو غير العرش من المخلوقات أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على كرسيه فهو ضال مبتدع جاهل ومن اعتقد أنه ليس في السموات إله يعبد ولا على العرش إله يصلى له ويسجد وأن محمدا لم يعرج به إلى ربه ولا نزل القرآن من عنده فهو معطل فرعوني فإن فرعون كذب موسى في أن ربه فوق السموات فقال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ومحمد صدق موسى فأقر أن ربه فوق السموات فلما كان ليلة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام