فهرس الكتاب
الصفحة 138 من 524

القاعدة التي عليها أهل السنة في هذا وغيره أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يتصف به، سواء صفات الذات أو صفات الأفعال، هذه واحدة، فإذا كان ليس كمثله شيء فكل الإشكالات والإيرادات التي يوردها هؤلاء تكون باطلة؛ لأنها على نزول يتصورونه من أنفسهم، كقولهم مثلاً: إن آخر الليل يختلف باختلاف الأقطار، ولو قلنا: إنه ينزل آخر الليل عند كل قوم لبقي نازلاً طوال الزمن، ولا يكون مستوياً على عرشه، ولا عال على خلقه، ومعلوم أن هذا القول من أبطل الباطل، ولهذا لجئوا إلى التأويلات الباطلة؛ لأنهم اعتقدوا أن هذا باطل عقلاً وشرعاً، وهو على التصور الذي اعتقدوه باطل عقلاً وشرعاً بلا شك، ولكن ليس نزوله كذلك، فوصف الله جل وعلا بالنزول كوصفه جل وعلا بأنه سميع، وبأنه بصير وغير ذلك؛ فنزوله لا يشبه نزول المخلوق الذي إذا كان على شيء عالٍ فنزل عنه؛ لزم أن يكون ذلك الشيء فوقه تعالى الله وتقدس.

وصفات الله حقائقها لا تحتملها عقول البشر، ولهذا يكتفى بما بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم ويوقف عند ذلك فقط، ولا يبحث عما وراءه هذه قاعدة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام