الصفحة 64 من 92

[عصيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوجب دخول النَّار]

90 -وللبخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) ). قيل: ومن أبى؟ قال: (( من أطاعني دخل الجنَّة ومن عصاني فقد أبى ) ) [1] .

[من رغب عن سنَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فليس منه]

91 -ولهما عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلما أخبروا بها كأنَّهم تقالُّوها فقالوا أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر، فقال أحدهم: أمَّا أنا فأصلِّي الليل أبداً، وقال الآخر: أنا اصوم النهار ولا أفطر، وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: (( أَنتم الذين قلتم كذا وكذا أمَا والله إنِّي لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنِّي أصوم وأفطر وأُصلِّي وأرقد وأتزوَّج النساء فمن رغب عن سنَّتي فليس منِّي ) ) [2] .

[دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - للغرباء]

92 -وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء ) ). رواه مسلم [3] .

(1) رواه البخاري كتاب الاعتصام (13/ 249) رقم: (7280) : حدثنا محمد بن سنان حدثنا فُلَيح حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة.

(2) رواه البخاري كتاب النكاح (9/ 104) رقم: (5063) .

(3) رواه مسلم كتاب الإيمان (1/ 130) رقم: (145) .

ذكر الحديث الذي رواه مسلم"بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء"رواية مسلم انتهت إلى هذا الحد. فما معنى قوله (( بدأ الإسلام غريبًا ) )اختلف العلماء في تفسيرها، فمنهم من قال"بدأ الإسلام غريباً"يعني كان أهله قلة ثم كثروا، وأيدوا ذلك بقوله في آخره (( فطوبى للغرباء ) )يعني كأنهم قليل. وفي رواية في المسند وغيره قال: هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.

والقول الثاني: أن معنى قوله بدأ الإسلام غريبًا يعني أن الإسلام الحق لما صدع به نبينا عليه الصلاة والسلام قال في غرابة الناس استغربوه واستنكروه وستأخذ هذه الأمة مأخذ الأمم قبلها فتعود إلى أن تستغرب حقيقة الإسلام، والدين وهذا معنى قوله وسيعود غريبًا كما بدأ يعني سينتشر في الناس الجهل والجهالة ويقل العلم ويرفع حتى تكون حقيقة الإسلام غريبة. وهذا أيضًا تفسير مشهور وهو موافق لأحاديث كثيرة في هذا المعنى.

والقول الثالث: أن قوله (( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء ) )أن هذا منه - صلى الله عليه وسلم - لشحذ الهمة في الاتباع وعدم الاغترار بالكثرة وأن الحق ليس معروفًا بكثرة من يتبعه وإنما باتباع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والالتزام بكتاب الله -جل جلاله- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وهذا في الحقيقة يؤول إلى الأول؛ لأن معنى الأول هو هذا يعني من آثاره من ثمرات الأول هو أنه لا تغتر أنه بدأ الإسلام في أناس قليلي العد واحد، اثنين، ثلاثة ومع ذلك أعزهم الله فلم يغتروا بالكثرة ولا بالسواد، وإذا تكرر الأمر فلا يغتر بالكثرة.

جاء في تفسير الغرباء قالوا يا رسول الله من الغرباء: قال: (( النزاع من القبائل ) )وفي رواية قال (( الذين يعملون بسنتي عند فساد أمتي ) )وفي ثالثة قال: (( أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) )وهذه الثالثة الأولى جيدة من جهة الإسناد.

إمام الدعوة - رحمه الله - الشيخ محمد بن عبدالوهاب له كلام طويل على هذا الحديث في رسائله تكلم على فقهه وعلى زمنه والغربة - الله المستعان-.

حديث: (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) )معروف الكلام عليه في شرح كتاب التوحيد. نكتفي بهذا.

سؤال: ؟

الجواب: غربة الدين نسبية قد تكون في زمن دون زمن وقد تكون في مكان دون مكان في بعض الأمكنة في الأرض الدين قريب ما فيه أحد أبدًا فعلاً طوبى للغرباء. القابض على دينه كالقابض على جمر ما يعرف الصلاة. مشكلة الوضوء مشكلة التزامه تحليل الحلال وتحريم الحرام مصيبة يعني كل شيء فيه ابتلاء، ابتلاء شديد ولذلك كالقابض على الجمر، فالغربة العامة تكون في آخر الزمان لكن الغرب الخاصة بمكان دون مكان أو سنين دون سنين يعني في بعض الأمكنة فهذا حاصل لكن الغربة العامة ما هي بحاصلة الآن ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة. فبقاء الأمة الظاهرة، الطائفة المنصورة والفرقة الناجية بقائها إلى قيام الساعة قد يقلون فتحصل الغربة، وقد يزيدون فترتفع الغربة فقوله - صلى الله عليه وسلم: (( وسيعود غريبًا كما بدأ ) )المراد به الغربة النهائية التي يكون فيها أهل الأرض كلهم على غير هدى الذي ما سافر ما يعرف نعمة الدين ما يعرف نعمة عدم الغربة يعني فعلاً الواحد إذا سافر يحس بالغربة يعني شكله غير أشكالهم وعمله غير أعمالهم وتفكيره غير تفكيرهم يحس كل شيء مختلف فعلاً كل شيء مختلف حتى من بعض المنتسبين للإسلام أو ممن يدعون إليه يحس الواحد أنه مختلف تمامًا، فلذلك المسألة تحتاج إلى مجاهدة ودعوة والشكوى إلى الله. أما في البلاد بلاد السنة والتوحيد في بلادنا هذه ما يحس الإنسان فيها إلا بأن الدين عزيز وظاهر وقوي، والسنة والتوحيد يعني وما عليه تحليل الحلال هو الأصل، وتحريم الحرام هو الأصل ولا كلفة ولا مشقة في أن يحل الحلال وأن يحرم الحرام ولا عليه في التزام الشعائر والعبادة هذا من أعظم النعم من أعظم النعم، والذي سافر يعرف الفرق حتى يعني بالنسبة للرجل، كيف بالنسبة لعائلته لأسرته. يعني في الخارج مشكلة للحرمة في روحتها وجيتها. كذلك الأولاد أين يتعلمون أين يدرسون ماذا يتلقون هذه مصيبة، الذين يعيشون في البلاد الغربية خاصة أو الشرقية يعني البلاء عظيم، لذلك في بعض التحليلات قالوا: يعني الغرب قالوا معنى بالنسبة درسوا موضوع الهجرات وكثير من الناس من هذه الأجيال المسلمين ذهبوا هناك واستوطنوا في بريطانيا وفرنسا، فرنسا فيها أربعة ملايين مسلم. يعني بالاسم يعني بالتعداد يمكن بعضهم ليس بمسلم لكن من حيث التعداد ويقبلون وبريطانيا على عدد كبير ويقبلون وألمانيا ويقبلون وأمريكا ويقبلون، قالوا طيب كيف أنتم تُنمون الإسلام؟ ليس مقصودنا هؤلاء، هؤلاء بيأتي عليهم زمن وينتهون المقصود أولادهم. أولاد هؤلاء بيكبرون شوي وينتهون لكن هل أولادهم سيظلون مثلهم مستحيل. ما يمكن لابد أنه بيدرس معهم من الصبح إلى الليل وعايش في المجتمع كيف هذا؟ بيكون عنده حس كما يقال إسلامي أو عنده غيره لا ما يمكن، فالمسألة عظيمة المسألة عظيمة فلذلك الذي يعرف نعمة اللَّه عليه في هذا البلد يحمد اللَّه كثيرًا ويسعى لتثبيتها بالدعوة والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى والبعد عن الفتن والاختلاف هذا أصلٌ عظيم. اللَّه المستعان ولابد من التغير لابد حكمة اللَّه ماضية.

سؤال: فيه سؤال جاءني ما أدري هل يناسب الجواب عليه الآن كان ودي أنه يصير خاص. يقول هل كفالة المواطن للأجنبي في هذه البلاد يدخل تحت باب الكفالة أم لا يدخل؟

الجواب: نعم هو مأخذه فقهي إنه يدخل تحت باب الكفالة من جهتين:

الجهة الأولى: أنه يدخل بأمان والمؤمنون يسعى بذمتهم أدناهم إذا كان غير مسلم.

الجهة الثانية: للمسلم ولغيره فكفالته بالبدن وليست كفالة مال يعني ليست تصرفات المكفول المالية ملتزم بها؛ لا الكفيل كفيل بدن يعني يعرف هذا وين راح وين جاء ويلتزم بإحضاره في أي وقت كفله يعني ببدنه أذن له بالدخول في البلاد لغرض عمل وغيره، وهذا هو الذي يكفل حضوره في أي وقت إذا طلب فنظام الكفالة هذا أصله شرعي كان من القديم المشايخ هم الذين أفتوا فيه من نحو أربعين سنة.

سؤال: حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟

الجواب: (( لا عقر في الإسلام ) )المراد به مخالفة أهل الجاهلية في أنهم يذبحون على القبور فهم يعقرون الدواب ثم ينحرونها يعني في الإبل أو يذبحون الشاة ونحوها إكرامًا مثل الميت قالوا واللَّه فلان هذا كان في حياته دائمًا يضيف الناس ويكرمهم، فإذا مات بنسوي له عند قبره أو حوله ذبائح ويجعلون مكان يعقرون له ويستمرون على هذا فيه مباهاة فلذلك العقر على هذا المعنى منهي عنه مشابهة للجاهلية وليس شركًا؛ لأنه ليس بذبح لغير الله إنما هو تباهي وترفع، على آخره، وليس من باب الصدقة بل من باب الإعجاب، فهذا معنى قوله:"لا عقر في الإسلام"الإسلام نهى عن الفخر والخيلاء والمبهاة التي ليس لها أصل شرعي.

سؤال: ضابط الشرك أن يتقرب بإراقة الدم لغير الله أو يذكر غير اسم الله على الذبيحة هذان نوعان أحدهما شرك في الاستعانة والربوبية وهو إذا ذبح باسم غير الله قال مثلاً والعياذ بالله بسم المسيح. بسم العيدروس. بسم البدوي بسم فاطمة، بسم علي. هذا ذبح أُهل بسم غير اللَّه مثل ما كان المشركون يهلون لأصنامهم وهو الذي فيه قوله تعالى: {وَلاَ تَاكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} - يعني في حِلِه - {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} - في تحليل الحرام- {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} .

والنوع الثاني في ذبح العبادة هو أن يذبح باسم الله ما فيه استعانه بغير اللَّه لكن يتقرب بالدم للميت، يتقرب بالدم للوثن، يتقرب بالدم للسلطان قربة، يتقرب بالدم لشيخ القبيلة، لو الضيف جاي هو يذبح يريد أنه يتقرب بهذا الدم إليه تعظيماً له فهذا إذا اجتمع فيه التعظيم والقربة صار شركاً أكبر.

سؤال: وللضيف؟

الجواب: لاحظ اثنتين انتبه الضوابط أهم من الحالات:

أولاً: أن يكون أراد أن يتقرب ما هو من السلطان أن يتقرب له، فهو يقرب له بهذا الدم، لا تجيزون حتى تقربوا لهذا شيئاً فقرب ذبابة. يعني أنه تقرب بذبحه له بإراقة الدم له هذا واحد.

ثانيًا: التعظيم فإذا وجد التعظيم دون التقرب قد ما يكون شركاً أكبر يكون شركاً أصغر ففي بعض الحالات تكون محرمة، وعلى كلٍ فالذبيحة ميتة لا يجوز أكلها.

سؤال: يعني مثل التقرب للجن؟

الجواب: والآن يريد مثلاً أن يدفع عن هذا البيت أذى الجن يدفع عنه جاء ساكن مسكن مثل اعتقادات أهل الجاهلية وبعض الأعراب جاء بيسكنون بيحلون هذا الوادي هذا الجبل قال واللَّه اذبحوا من هو له! يذبحون للجن يتقربون بالدم للجني لدفع الأذى وجلب المنفعة هذا شرك أكبر، واضح مثل الآن بعض الناس يذبح عند باب البيت لماذا عند العتبة يريق الدم؟ لماذا؟ تقرب للجن حتى يدفعوا عنهم الأذى،

سؤال: ؟

الجواب: يعني مثلاً الصورة تكون واحدة لكن ليس كلها شرك أكبر يعني مثلا الآن هذا سلطان جاء فذبح أو نحر والدم يضرب من الناقة أو من البعير الدم يضرب وهذا يجيء هذا لماذا فعل ذلك؟ يقول هذا تعظيم له الدم له عند الجاهليين كذا والأعراب.

الحالة الثانية: إنه جاء دخل وهذا قال للخادم الذي عنده أو ولده اذبح الذبيحة علشان يلزمه بأنه يجلس وهو داخل فالاشتراك في الصورة لا يعني الاشتراك في الحكم لابد هو القصد لماذا فعل هل هو تقريب منه تعظيم، ولذلك العلماء في جميع هذه الصور يمنعونها سدًا للذريعة، يعني يتشددون فيها سداً للذريعة، هي كلها ممنوعة، لكن يتشددون فيها في الحكم سدًا للذريعة ذريعة الشرك الأكبر فلا يجوز لأحد أنه يذبح الدم حال مرور الضيف، بيأتي فلان الله يحييه ضيف، الضيف مقبل فعندما ينزل من السيارة هذا يذبح الذبيحة عند مروره يذبحها أمامه هو ينزل والدم يسيل لماذا فعل؟ هذا ظاهرها تعظيم له، هل هو شرك أكبر؟ نقول هل التقرب بالدم له أم أردت إلزامه؟ طبعاً على كل حال الذبيحة لا يجوز أكلها وحرام، ولا يجوز إطعامها وتصير ميتة وتذب يعني ترمى على أي حال، لكن هل هو مخرج من الملة؟ ذبح لغير الله صاحبه ملعون على كل حال وكبيرة من الكبائر لكن هل هو شرك أكبر أم لا؟ هنا البحث فإذا كان ما تقرب بالدم له فإنه ليس بشرك أكبر؛ لأن الشرك الأكبر في الذبح والنحر هو التقرب بالدم بإراقة الدم لهذا الذي هو تقرب العبادة.

س: هل هذا كفر اعتقاد أم كفر عملي؟

الجواب: النصوص ما فيها لا كلمة كفر اعتقاد ولا كفر عمل هذه مهمة، يعني بالمناسبة فيه كلمات كثيرة للعلماء جاءت للتوضيح، لتوضيح أحكام الشريعة فمنها ما استعماله في كل موطن يصبح مشكلة مثل كفر اعتقادي وكفر عملي هذا ذكرها العلماء من باب التقريب؛ لأن من المكفرات ما سبيله الاعتقاد أو سببه الاعتقاد، ومن المكفرات ما سببه العمل فيجعلون مثلاً السجود للصنم كفر عملي، النذر لغير الله يجعلونه شركاً أكبر كفر عملي، وإذا صاحبه اعتقاد فهو اعتقادي ونحو ذلك هذا تقسيم فني يعني تقسيم للتقريب، لكن لا نجعله قاعدة في الحكم على الأشياء؛ لأنه أيضاً يلتبس على بعض الناس في بعض أحواله فمثلاً تقسيم الإيمان إلى قول وعمل واعتقاد، كثير من العلماء ما قالوا (اعتقاد) بل قالوا (قول وعمل) فأين الاعتقاد نقول الاعتقاد موجود إذن التقسيمات هي للتوضيح المطلوب من طالب العلم أنه ينظر إلى النصوص، النص ودلالة الكتاب والسنة على المسائل يستفيد من تقسيمات العلماء في فهم النصوص لو تأخذها التقسيمات تروح تنحو فيها مثل التعاريف وخاصة في مسائل التوحيد والعقيدة؛ لأن كثير ممن كتب سواء من المتقدمين أو المتأخرين من المرجئة، والأشاعرة، والمعتزلة من جهة التأصيل خلطوا أصلوا أصول ثم بنوا عليها وصارت قاعدة، وهذا ليس بسليم الواجب الرجوع للنص والدليل، وكلام العلماء نفهم به الدليل، كلام العلماء معظم وله عظمته وله جلالته إلى آخره لكن لا نحفظه ونترك الأدلة، بل الأدلة هي الأصل.

مثال الآن الركن والواجب ما فيه شيء اسمه أركان الصلاة وواجبات الصلاة في شيء في الأدلة فيه ركن الصلاة أركان الحج وواجبات الحج؟ ما فيه، فالعلماء قالوا هذا ركن وهذا واجب من باب التعليم حتى تعرف ما تفسد به العبادة وما لا تفسد، لكن إذا نظرت إلى أنه يفعل أو ما يفعل ترجع إلى دلالة النص، لذلك يجي مثلاً واحد مثل أحد الشباب سألني قال: أنه قال له أبوه: أريد الحج مع بعض الشباب قال: أنا أحج بك، قلت: خلاص المقصود أني أحج حجة الإسلام يقول ذهبنا للطائف وجلسنا فيه في الفندق إلى ما بعد العشاء من يوم عرفة من ليلة العيد ثم يقول حوالي نصف الليل ذهبنا للميقات وأحرمنا دخلنا على عرفة مرينا بعرفة ثم مرينا بمزدلفة مروراً كلها، ثم رجمنا رجموا جمرة العقبة وقصروا وحلقوا في ليلة ثم بعد ذلك أين ذهب؟ ذهب لجدة جلسوا فيها ولما جاء آخر يوم، يوم 13 دخل يقول ورموا الجمار عن الأيام كلها الثلاثة وراح طاف وسعى، وقال علينا ذبيحة أنا وياك علشان فوات البيتوتة ليالي منى. هذا فهم للشريعة؟!! هذا ليس بفهم، يعني صحيح أن العلماء قالوا هذا ركن وهذا واجب وهذا يجبر بكذا، لكن ما نؤلف منها منسكاً جديداً. هذا هدي جديد كيف هذا هدي حج؟ فالعلماء مثلاً قالوا: هذا واجب علشان نعرف أنه من تركه وليس من أجل أن نؤلف شيئاً، إلى آخره.

مثل الآن بيصلي يجلس يصلي ولا يستفتح يقرأ الفاتحة ويركع ثم يسبح واحدة ثم إلى آخره، ما هذه هيئة الصلاة؟ وإن كانت نقول مجزئة لكن ليس معناها أنه يلتزمها هدياً أو يفعلها، طالب العلم المفتي يعرف أن العلماء فرقوا في المسألة بين الركن الواجب تبعًا لتفريقها في الأدلة فيحكم عليه بناءً على هذا فإذًا كلام العلماء نفهم به النصوص فهم الكتاب والسنة بكلام أهل العلم، فإذا كان الدليل من الكتاب أو من السنة نحتاج في فهمه إلى كلام أهل العلم فإننا نبني عليه الحديث ليس بواضح. الآية ليست بواضحة قال العلماء فيها كذا أبرأ للذمة أما بالنسبة للحكم للفتوى فهذه صعبة لذلك تضيق الفتوى ويضيق الاجتهاد إذا التزمت كلام الفقهاء أو كلام شراح الحديث يضيق دلالة النصوص تستوعب الأزمنة والأمكنة تستوعب كل زمان وكل مكان، لكن كلام العلماء خاصة الفقه بالذات وخاصة في المعاملات شروط يشترط له كذا وتعريفه وشروطه لو تطبقها الآن كله لا يجوز لا يجوز وهذا ما توفر فيه الشرط وهذا لا يصح البيع، أوسع العلماء كلامًا في المعاملات وأيسرهم مذهب الحنابلة ولذلك يقول ابن تيمية: كثير من أتباع أبي حنيفة والشافعي إذا أرادوا أن يتعاملوا بمعاملة احتاجوا أن يستفتوا حنبليًا؛ لأنه أوسع، الآن في زماننا هذا لو أيضاً بتلتزم بمذهب الحنابلة ضاقت عليك المسائل مثل المعاملات؛ لأنه فيه أشياء كثيرة، فإذاً المجتهد يكون مجتهدًا إذا عرف الأدلة أيضاً، عرف كلام أهل العلم وعظمه ما يرمي كلام أهل العلم يقول: ما هذا نحن رجال وهم رجال مثل كلام السفهاء يعظم كلام أهل العلم ويفهمه لكن لا نجعل كلام أهل العلم مثل ما أنزل الله -جل وعلا-، كلام أهل العلم معظم ونفهم به النصوص، وكثير من كلامهم منزَّل على عصرهم في مسائل كثيرة، المسائل المالية الآن المعاصرة بحاجة إلى اجتهاد يأتيك مثلاً اشترطوا كذا، اشترطوا في الحوالة كذا فالأصل الحوالة ما فيها إلا حديث واحد فهل نعمل بها أم لا؟ طيب هذه الشروط كلها صعب أنك تعمل بها صعب يعني جميعاً فبعضها تنظيري جيد وبعضها يكون مأخوذ من اجتهاد الإمام، المقصود من هذا ولو طالت، ربما يكون فيها فائدة أن دلالة النص واسعة في المسائل العملية واسعة لكل زمان ومكان، وكلام أهل العلم معظم ومقدر ولا يجوز لأحد أن يستهين به؛ لأنهم هم ورثة الأنبياء ومن استهان بكلام أهل العلم فحرى أن لا يبارك له في كلامه ولا في علمه ولا في عمله ولكن هم نقلة للشريعة يبينون لنا كيف نفهم النص هم واسطة. تأتي مسائل شروط اشترطوها في بعض المسائل الحجة فيها ليست واضحة فإنه صعب العمل بها خاصة في مسائل المعاملات، أما العبادات فإنها مبنية على الاحتياط فالواحد يأخذ حيطته، لكن المعاملات الأصل فيها الإباحة.

سؤال: أظن الأحساء تسمية قريبة متى سميت الأحساء؟

[ذكر طالب للشيخ كان اسمها الحساء] .

فقال له الشيخ: يعني قبل الإسلام. يعني بعد الإسلام أو قبله؟ هناك كتاب لعبدالقادر اسمه"تحفة المستفيد في تاريخ الأحساء القديم والجديد"وأما البحرين اسم مشهور ثم صار خاص بالجزيرة اللي الآن في دولة البحرين لكن أصل اسم البحرين كل المنطقة الشرقية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام