[ما هو أول هذا الأمر؟]
34 -وفي"الصحيحين عن عِمران بن حُصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: (( اقْبلُوا البُشْرى يا بني تَميمٍ ) )"
قالوا: قد بشَّرتنا فأَعطِنا.
قال: (( اقْبلُوا البُشْرى يا أهلَ اليمنِ ) )
قالوا: قد قبِلنا فأخِبرنا عن أوَّل هذا الأمر.
قال: (( كان الله قبْلَ كل شيءٍ وكان عَرشُهُ على الماء وكتب في اللوح المحفوظ ذِكْرَ كل شيء ) ).
قال: فأتاني آتٍ فقال: يا عمِرانُانْحلَّتْ ناقتُكَ من عِقالِها.
قال: فخرجتُ في أَثِرها فلا أدي ما كان بعدي [1] .
[لا يُسْتَشْفَعُ باللهِ على أَحَدٍ]
35 -وعن جُبيرِ بنِ محمد بن جبير بن مُطعم عن أَبيه عن جدِّه قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول الله - فقال: يا رسول اللهِ جهِدتِ الأنفُسُ، وضاعتِ العيالُ، ونُهِكتِ الأَموالُ، وهَلكَتِ الأنعامُ، فاسْتَسقِ لنا ربَّك فإِنَّا نستَشْفِعُ بك على اللهِ وباللهِ عليكَ.
(1) رواه البخاري بدء الخلق (6/ 286) رقم: (3190، 3191) والتوحيد (13/ 403) رقم: (7418) .
هذا الحديث فيه من الفوائد ما فيه للدلالة على الإيمان والتوحيد لكن في قوله انحلت ناقتي، وذهبت فيه شاهد على أن صاحب المقام العالي والفضل، وهذا أحد الصحابة قد يكون عنده في بعض الأحوال إيثار للمفضول على الفاضل والناقة لن تذهب لكن سيتعب في البحث عنها، وهي ترجع ويمكن البحث عنها وأن يحصل عليها بسرعة عليها لكن ربما ناله شيء من التعب فالحرص على ذلك جعله يترك هذا الأمر العظيم الذي قال فيه النبي:
(( أقبلوا البشرى ) )وهذا أمر عظيم، ولذلك لا ينتقد المرء إذا ترك الفاضل إلى المفضول بعض الأحيان لأن هذا قد يحصل، من طبيعة البشر أنه يحصل عندهم شيء من ذلك، ترك العلم إلى ما هو أدنى منه أو يعني إذا كان بعض الأحيان فقد يحصل للمرء نوع تقصير في مثل هذه الأشياء أو إيثار لما هو أدنى وترك ما هو أفضل.