الصفحة 15 من 92

[إثبات رؤية الله - سبحانه وتعالى - يوم القيامة للمؤمنين]

24 -وعن جرير بن عبد الله البَجَلِّي - رضي الله عنه - قال: كنَّا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذْ نظر إِلى القمرِ ليلةَ البدرِ فقال: (( إِنَّكم سترونَ ربَّكم كما ترونْ هذا القمرَ لا تُضامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فإن استطعتم أَن لا تُغلَبُوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمسِ وقبلَ غروبها فافعلوا ) )، ثم قرأ: { ... } [طه: 130] . رواه الجماعة [1] .

(1) رواه البخاري كتاب مواقيت الصلاة (2/ 23) رقم: (554) ، وكتاب التفسير (8/ 597) رقم: (4851) ، وكتاب التوحيد (13/ 419) ، رقم: (7434، 7435) ، ومسلم كتاب المساجد 1/ 439) رقم: (632) .

وحديث (إنكم سترون ربكم) هذا مر معنا مرارًا (كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) مرّ معنا تقريره وأن فيه إثبات الرؤية لله -جل وعلا- يعني فيه إثبات رؤية المؤمنين لربهم -جل وعلا- والرؤية تكون في العرصات وتكون في الجنة، في العرصات عامة أولاً: للجميع ثم يحجب عنها أهل النفاق يعني من هذه الأمة وأما الكفار فإنهم لا يرون ربهم أصلاً ولأنهم محجوبون عن الله كما قال سبحانه: { ... } وأما هذه الأمة المؤمنون منهم والمنافقون الرجال والنساء فإنهم لا يرون الله - سبحانه وتعالى - ثم يحجب عنها أهل النفاق وتبقى رؤية أهل الإيمان وتكون الرؤية التي هي محل اللذة والنعيم في جنة الخلد.

سؤال: ؟

الجواب: لأنها صفة اختيارية؛ لأنه قال: (( إن الله إذا أحب عبد) يعني أنه يكون قبل ذلك لم يحبه، فإذا أحبه قال، ويدل على أنه ليس كل مؤمن له هذا الفضل أنه يحبه الله وينادي في السماء جبريل ـ عليه السلام ـ أن أحبه ويحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض، فهذا يدل على أن المحبة متفاضلة وعلى أن المحبة اختيارية تقوم بالله بمشيئته سبحانه وقدته، وأنه يحب في حال دون حال، كل هذا واضح من قوله (( إذا أحب ) ).

سؤال: ... ؟

الجواب: (( إن الله إذا أحب عبداً ) )يوضع له القبول في الأرض يعني يقبله أهل الإيمان ويحبونه ويميزونه على غيره ويتولونه، مثل ما حصل للصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فأهل الإيمان يحبونهم، ومثل سادات التابعين، ومثل الإمام أحمد والإمام الشافعي والإمام مالك، يعني هؤلاء متفق عليهم.

نعم يحبه أيضاً يوضع له القبول، يعني يقبل وتقبل محبته وموالاته ونصرته ـ الله المستعان ـ هذه مرتبة عظيمة من تحصل له؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام